أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غادة السمان - عصفور على الشجرة خير من عشرة في اليد !














المزيد.....

عصفور على الشجرة خير من عشرة في اليد !


غادة السمان

الحوار المتمدن-العدد: 2718 - 2009 / 7 / 25 - 10:23
المحور: الادب والفن
    



منذ طفولتي و " هم " عيثا يحاولون اقناعي

بأن عصفورا في اليد

خير من عشرة على الشجرة !..

ولم أصدق تلك الاكذوبة أبد !..

جلدوني بسياط الغضب الاجتماعي

وعلقوني على شجرة التشهير

وقالوا انني ساحرة من رعايا الشيطان

وانني مسكونة بالشر الغامض كعرافات دلفي

وانني لست طيبة كبقية الصغار

الذين صدقوا أن عصفورا في اليد

خير من عشرة على الشجرة !..

وأراحوا وأستراحوا ...

وكيف أصدق أيها الغريب

أن عصفورا في اليد

خير من عشرة على الشجرة

وأنا أعرف أن العصفور في اليد

هو امتلاك لحفنة رماد

والعصفور على الشجرة

نجمة فراشة

حلم بلا نهاية ...

العصفور على الشجرة

هو دعوة إلى مدن الدهشة والمفأجاة

ونداء للسباحة تحت شلال الجنون المضيء ...

والعصفور في اليد

قيلولة في مستنقع الرتابة

واقامة في مدينة المقبرة

وحوار رتيب كالشخير !..

لا تصدقوا أيها العشاق الصغار

الذين لم تتشوهوا بعد

لا تصدقوا أن عصفورا في اليد

خير من عشرة على الشجرة !

بملء حنجرة أعماقي أقول لكم :

عصفور على الشجرة

خير من عشرة في اليد

فالعصفور على الشجرة هو البداية

هو دعوة للركض على قوس قزح

وانطلاقة فوق فرس بري

إلى عوالم حقيقة الذات

والعصفور في اليد هو كلمة " الخاتمة "

هو قفل في باب الخيال والهواجس

وتعايش مع قبيلة السلحفاة والنملة

وقالب معد سلفا لسجن كل ما هو نبيل وفريد فينا !..

من قال أن ريشة في مهب الرياح

ليست خيرا من حصاة مستقرة في قاع نهر راكد ؟!

أحبك أيها الغريب

أيها المشرد بين القارات

كسنونو اطلق الرصاص على الربيع

ورفض كل يد تحتويه

ورفض حتى غصنه

وسكن في الريح

وانطلق في الكون

مثل كوكب يرفض حتى مداره ...

أحبك أيها الغريب

وحتى حين تأتي إلي

برقتك الشرسة العذبة

وتستقر داخل كفي

بوداعة طفل

فإني لا أطبق يدي عليك

وانما اعاود اطلاقك للريح

واعاود رحلة عشقي لجناحيك _ وجناحاك المجهول

والغرابة ...

احبك

وأطفح بالامتنان لك

فقد حولتني

من مسمار في تابوت الرتابة

إلى فراشة شفافة مسكونة بالتوقد

قبلك كنت أنام جيدا

معك صرت أحلم جيدا

قبلك كنت اشرب ولا أثمل

معك صرت أثمل ولا اشرب

معك نبتت اجنحتي

وتطرزت أيامي بخيوط الشهوة الخضراء

وغسلتني امطار العنف والحنان المضيئة

وأبحرت في مدارات اللاشرعية

إلى كوكب التفاح الجهنمي

والثلج الملتهب الملون

كحريق في غابة !..

احبك أيها الغريب

بضراوة السعادة

وبرقة الحزن ...

فأنا أعرف جيدا

أن من يحب عصفورا على الشجرة

يكتشف مدى قدرته على العطاء والتوهج ...

لكنه أيضا

يكتشف مدى قدرته على الحزن

حين ترحل الشجرة بطائرها !

وأعرف أن رحيلك محتوم

كما حبك محتوم !

وأعرف أنني ذات ليلة سأبكي طويلا

بقدر ما أضحك الآن

وأن سعادتي اليوم هي حزني الآتي

ولكنني أفضل الرقص على حد شفرتك

على النوم الرتيب كمومياء

ترقد في صندوقها عصورا بلا حركة !

خذني اليك أيها الغريب

يا من صدره نقاء صحراء شاسعة ...

وعباءته الليل ...

وصوته حكايا الأساطير

ضمتني اليك

أنا كاهنة المغامرة

وسيدة الفرح _ الحزن توأم

ولنطر بعيدا عن مدينتهم

وشوارعهم وكرنفالاتهم

وغابة المهرجين والحمقى والطيور المحنطة

ولننطلق معا

مثل سهم ناري لا ينطفىء

ها هو ذئب الفراق

قابع في انتظار سقوطنا بين أنيابه

إذا سقطت

لن أشكو

أو أتلو فعل الندامة ...

المهك انني عرفت نشوة أن أطير

اغامر ... وأطير

وبك رفضت قدر ديدان الأرض !..

التقينا لنفترق ؟

فليكن !

خذني اليك الآن

وليرحل عنا الرحيل !

ضمني إلى جحيمك الرائع

وليرحل عنا الرحيل لا!

ومهما هددني الغد بالفراق

ووقف لي المستقبل بالمرصاد

متوعدا بشتاء أحزان طويل

سأظل أحبك

وبلحظتنا الكثيفة كالمعجزة

أتحدى الماضي والمستقبل

وكل صباح أقول لك :

أنا لك ...

لأنني اؤمن بأن عصفورا على الشجرة

خير من عشرة في اليد !



#غادة_السمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاشقة تهمس: تَكْ تك تك تك
- أشهد بأعمدة النسيان السبعة
- أشهد بأصابع الأشجار
- حينما يكون قلبك فراشة ...


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غادة السمان - عصفور على الشجرة خير من عشرة في اليد !