كاظم حبيب
(Kadhim Habib)
الحوار المتمدن-العدد: 826 - 2004 / 5 / 6 - 07:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما كان في مقدور أي مؤتمر سابق لقوى المؤتمر القومي العربي أن يقدم لوحة أفضل من اللوحة التي قدمها المؤتمر القومي العربي الخامس عشر عن طبيعة هذا المؤتمر وعن القوى القائدة والفاعلة فيه, وعن اتجاهاته الشوفينية ونزعات الاستبداد في الرأي والحكم والنرجسية في رؤية الذات المعملقة, وعن الجمود والتخشب الذي تميزت بهما نقاشات وجلسات المؤتمر. ونتائج هذا المؤتمر التي وضعت في بيانه الختامي ستكون موضع مناقشتي في الحلقات القادمة, وستكون هذه الحلقة والتي تليها مخصصة للندوة التحضيرية التي نظمها مركز دراسات الوحدة العربية ببيروت للمؤتمر القومي العربي الخامس عشر.
لم يبدأ المؤتمر القومي العربي الخامس عشر في الشهر الرابع من العام 2004, بل بدأ بتحضيرات مهدت له أقامها مركز دراسات الوحدة العربية الذي يقوده الدكتور خير الدين حسيب, حيث عقد المركز ندوة فكرية-سياسية في بيروت في الفترة الواقعة بين 8-12/3/2004 دعا إلى حضورها 137 شخصاً من 28 بلداً, ومعهم بعض الضيوف من العرب وغير العرب من بلدان عربية وأجنبية. ناقشت الندوة, كما يشير إلى ذلك الدكتور عبد الوهاب حميد رشيد, موضوع "احتلال العراق وتداعياته- عربياً وإقليمياً ودولياً", حيث قدمت فيه بحوثاً كثيرة زادت عن العشرين بحثاً ومقالة, كما تضمنت الكثير من التعقيبات على البحوث. شملت أبحاث الندوة ثلاثة محاور أساسية, وهي:
المحور الاول- تضمن محاولة الإجابة عن السؤالين التاليين: لماذا جرى ما جرى في العراق؟ وكيف جرى كل ذلك؟
المحور الثاني- وتضمن البحث في نتائج ما جرى في العراق وتداعياته على العراق ذاته وعلى الوطن العربي وعلى إسرائيل في ضوء نتائج الحرب, وعلى كل من تركيا.. وإيران وعلى صعيد العلاقات الدولية.
المحور الثالث- وتضمن البحث في مستقبل العراق الذي اشتمل على صياغة ثلاثة مشاهد (السيناريوهات) لهذا المستقبل.
ومثل هذه الموضوعات المهمة كان يتأمل الإنسان أن تخرج الندوة باستنتاجات ومواقف جديدة تشير إلى عملية تقييم وتقويم للفترة الماضية وللسياسات التي تميزت بها تلك الفترة التي تقترب من عقد ونصف العقد, إضافة إلى أكثر من أربعة عقود تميزت بممارسة القوى القومية لسياسات خاطئة أضرت كثيراً بحركة التحرر الوطني العربية وألحقت خسائر فادحة بالوجهة الديمقراطية وبالمجتمع المدني وعملية التنوير كان المفروض أن تعيشها المجتمعات العربية.
وإذا تركنا جانباً بعض الأصوات الطيبة والمحدودة التي ظهرت أثناء الحوار والتي حاولت دفع الأمور باتجاه أكثر إنسانية وعقلانية ووعياً لما يجري في عالمنا الراهن, فأن الغالبية التي شاركت في الندوة تبنت الاتجاهات الأكثر إصراراً على الفكر القومي السلفي المتطرف الذي لا يريد أن يرى العيب إلا في الآخرين ولا يجد مجالاً واقعياً لنقد الذات, أي توجيه نقد ذاتي لسياسات القوميين المصنوعة سلفاً ووفق الرغبات لا وفق الواقع, ونقد السياسات التي مارستها القوى التي كانت تمثلها وهي في الحكم وارتكبت أبشع الجرائم والموبقات بحق شعوبها وقادت, شاءت ذلك أم أبت, إلى الواقع المرير الذي يعيش فيه الشعب الفلسطيني أولاً, بسبب سياسات المزايدة القومية غير الواعية على الآخرين التي ساعدت إسرائيل على تحقيق المزيد من أهدافها وأطماعها العدوانية والتوسعية, ومن ثم الأوضاع المأساوية التي عاش في ظلها الشعب العراقي طيلة العقود المنصرمة حيث سادت دكتاتورية البعث القومي والتي وجدت الدعم والتأييد من المؤتمر القومي العربي حتى دفع الحماس بقيادة هذا التيار القومي إلى عقد أحد أهم مؤتمرات القوميين العرب في بغداد وبقيادة الدكتور خير الدين حسيب, عرّاب النظام العراقي بين الدول العربية والمجتمعات العربية والقوى القومية والإسلامية قبل سقوطه والساكت عن جرائمه البشعة حتى بعد سقوطه. وإذا ما تركنا جانباً عدداً محدوداً من الناس غير المحسوبين على قوى المؤتمر القومي ومن الديمقراطيين الذين يحضرون هذا المؤتمر مجاملة أو للاطلاع على ما يجري فيه, أو البعض الآخر الذي يرقص في كل الأعراس وعلى كل الأنغام كما يبكي في كل المآتم ويمشي على سلك رفيع يمكن أن يطيح به جانباً بأسرع مما يتوقع, فأن القوى الأساسية التي شاركت في الندوة توزعت على ثلاث جماعات, وهي:
أولاً: الجماعة القومية الرئيسية التي ساهم في بلورتها الدكتور خير الدين حسيب مع مجموعة من القوميين الناصريين في مصر والدول العربية خلال العقد الأخير من القرن العشرين مستفيداً من مركز دراسات الوحدة العربية لهذا الغرض, وهي عموماً جماعة ذات اتجاه قومي يميني شوفيني, سواء أكان في الموقف من الشعوب والقوميات الأخرى التي تعيش في الدول العربية, أم في مواقفها من النظم العربية الاستبدادية التي تدعي القومية, أم في سعيها لإقامة الوحدة العربية بالطرق العنفية وبالرغم من إرادة شعوبها حتى لو تمت عبر الحرب, كما حصل في اجتياح العراق للكويت حيث حظي صدام حسين على تأييد هذه القوى صراحة ودون لبس أو إبهام.
ثانياً: الجماعة البعثية من بقايا فكر وتنظيمات تيار ميشيل عفلق والقيادة القومية التي كان يقودها صدام حسين وفروعها في لبنان والعراق وتونس وغيرها. وهي قوى لا تحتاج إلى شرح, إذ أنها تبنت بالكامل سياسات النظام الفاشي الدموي في العراق طيلة الفترات السابقة وتؤمن بأنها السياسة المناسبة للعالم العربي في هذه الفترة والفترة القادمة. وأكثر القوى تطرفاً في الدفاع عن صدام حسين تنظيم البعث العفلقي في تونس ولبنان, إضافة إلى العراق, رغم محاولات بعض البعثيين العراقيين إدانة سلوك صدام حسين ومحاولة التبرؤ منه.
ثالثاً: الجماعة الإسلامية السلفية المتطرفة التي تسعى إلى ممارسة العنف والقوة في فرض إيديولوجيتها الدينية في المنطقة العربية, والتي تجد أبرز مؤيديها في الأردن وفلسطين ولبنان. وهي تتبنى وجهة نظر مقاربة لوجهة نظر بن لادن عملياً, رغم أنها لا تصرح بذلك وسلوكها هو الذي يجسد هذه الحقيقة. ولا شك في وجود قوى أخرى من إخوان المسلمين وجماعات أخرى لا تختلف عنها من حيث الهدف والأساليب والأدوات التي تمارسها وتساهم أيضاً في مثل هذه الندوات.
شكلت هذه القوى تحالفاً سياسياً منذ منتصف العام الماضي (2003), وأن كانت خيوطه قد بدأت قبل ذاك وتجلت في حضور هذه القوى عدداً من مؤتمرات أخرى لقوى المؤتمر القومي العربي منذ أن دعا مركز دراسات الوحدة العربية إلى حوار بين القوى السياسية العربية القومية والإسلامية في منتصف العقد الأخير من القرن الماضي, حيث تم عقد عدة ندوات مشتركة لهذا الغرض. وازداد التعاون والتنسيق والتحالف في ما بينها بعد أحداث العراق حيث عقدت عدة اجتماعات في بيروت وصنعاء بشكل خاص.
هذا التحالف السياسي الجديد المشحون باتجاهات قومية شوفينية ودينية متعصبة وطائفية متشددة, الذي يرعاه مركز دراسات الوحدة العربية, قد فقد منذ فترة غير قصيرة علاقته بالواقع الدولي والإقليمي والعربي وغاص في أيديولوجياته القومية السلفية التي لم تعد الحياة تتقبل طروحاتها. ويعتقد هذا التيار بأن النفخ بالروح الميتة هو الطريق لرفع المعنويات, دون أن يدرك عواقب الإحباطات التي يفترض أن تعالج بطريقة أخرى وبأساليب أكثر علمية ووعياً وواقعية ونقداً لسياسات الجماعات القومية في الماضي, تماماً كما مارست الأحزاب الشيوعية النقد لسياساتها الخاطئة في الماضي وتحاول تجديد سياساتها وخطابها السياسي وعلاقاتها بالمجتمع, رغم أنها لم تصل إلى المطلوب منها في هذه العملية. فعلى سبيل المثال لا الحصر,
عجزت الندوة, وهي التي خصصت محورها الأول للإجابة عن السؤالين التاليين: لماذا جرى ما جرى في العراق؟ وكيف جرى ما جرى؟, عن الكشف المسؤول والجريء عن الحقائق المؤلمة, عن جوهر سياسات النظام الدموية التي مارسها باسم القومية العربية والوحدة العربية, وإلى ممارسة نقد وشجب حقيقي لسياسات النظام العراقي الاستبدادي إزاء خمس مسائل جوهرية, دع عنك مسائل كثيرة أخرى ذات أهمية كبيرة أيضاً. فالندوة عجزت عن اتخاذ موقف يدين فيه:
1. السياسات الاستبدادية الشمولية التي مارسها النظام في العراق وأدت إلى تغييب جميع الأحزاب السياسية وانفراد البعث بالسلطة كاملة.
2. السياسات الإرهابية والقمعية وانتهاك كامل لحقوق الإنسان وكل المبادئ والمعايير الواردة في العهود والمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان التي مارسها النظام ضد الشعب العراقي وضد الأحزاب السياسية وضد المواطنين , إضافة إلى السياسة الطائفية المقيتة التي تجلت يومياً في سلوكه وفي تهجيره لمئات الآلاف من العرب والكرد الفيلية بحجة عدم عراقيتهم أو تبعيتهم الإيرانيةّ! علماًُ بأن النظام العراقي قد مارس التعذيب والقمع ضد القوى القومية أيضاً حتى وصل إلى تدجينها ووضعها تحت خيمته البائسة المهلهلة. وقد قبلوا بذلك وما زالوا يواصلون هذا النهج حتى بعد موته فظله المرعب ما يزال مخيماً على سلوكهم وسياساتهم ومواقفهم!
3. سياسات النظام الشوفينية والعنصرية إزاء الشعب الكردي والقوميات الأخرى وممارسة سياسة التطهير العرقي والتعريب القسري والتهجير الواسع النطاق وإزاء استخدام الأسلحة الكيماوية ضد الشعب الكردي في حلبجة وفي غيرها, إضافة على استخدامها في الحرب ضد إيران, إضافة إلى تنفيذ حكلات ومجازر الأنفال ضد الشعب الكردي والقوميات الأخرى القاطنة في إقليم كردستان العراق بحجة حماية الوحدة الوطنية العراقية, وهي التي ساهمت في تمزيق الوحدة الوطنية فعلياَ.
4. السياسات العدوانية التي مارسها النظام نحو الخارج وإثارته الحرب ضد إيران, ثم اجتياحه الكويت واحتلالها وإلغاء استقلال دولة شقيقة عضو في الأمم المتحدة والجامعة العربية وجارة وصديقة للعراق, ساعدته حتى في حربه ضد إيران ومدته بالمال والسلاح والدعم المتعدد الجوانب والإعلام.
5. التفريط الشرس بموارد العراق المالية ونفطه من خلال سياساته القمعية والحربية العدوانية وتوزيعه النقود على العرب وغير العرب من أجل شراء الذمم وإعطاء الرشاوى للسكوت عن سياساته عربياً وإقليمياً ودولياً. وستكشف الأيام فضائح كبيرة وكثيرة جداً تشمل الكثير من الذين يخشون اليوم اتخاذ موقف صارم من سياسات النظام الدموي المخلوع.
لقد أدت تلك السياسات التي وجدت التأييد وعدم الشجب من جانب المؤتمرات القومية العربية ومن جانب المشاركين الأساسيين في هذا الندوة, وليس الضيوف بشكل عام, إلى موت أكثر من مليوني عراقية وعراقي, إضافة إلى موت مئات الآلاف من الأبرياء في إيران, والمئات من القتلى في الكويت, إضافة على أكثر من 600 أسير كويتي سيجدون رفاتهم ضمن المقابر الجماعية.
إن الذين اجتمعوا في ندوة بيروت لم يحاولوا حقاً الوصول إلى ما يساعدهم على رؤية الواقع العراقي والعربي والإقليمي والدولي لكي يخرجوا بنتائج أكثر واقعية وقدرة على وضع الحلول العملية بأيدي الشعوب العربية وشعوب المنطقة أو مساعدة المؤتمر القومي العربي في الخروج بنتائج أفضل بكثير من تسطير تلك الحكايات وترديد الشعارات التي لم تعد تنفع دون أن تملأ بمضمون ديمقراطي تقدمي واقعي. إن الخطاب السياسي القومي, ورغم التغيرات التي طرأت على العالم منذ أربعة عقود لا يزال يكرر الخطاب الخشبي رغم مرور أربعة عقود على نفس الخطاب السياسي, إنه الجدب والبؤس الفكريين, رغم جنجلوتية الأبحاث التي قدمت إلى الندوة. يشير الدكتور عبد الوهاب حميد رشيد في معرض استعراضه لمجريات الندوة فيقول بشأن الموقف من التجربة العراقية الماضية ما يلي:
" يلاحظ على المحاور الثلاثة للندوة ضعف أو تشتت معالجة التجربة العراقية السابقة، بخاصة تجربة النظام السابق، بما قد يكون لها وما عليها، لاستخلاص العبر والدروس لصالح الجيل الحاضر والأجيال اللاحقة في قضايا العراق المصيرية، بما في ذلك مكافحة الاستبداد بمفهومه السياسي- الاجتماعي الشامل، وتحاشي أخطاء الحكم القاتلة التي رافقت النظام السابق وقادت البلاد إلى الكارثة، أو على الأقل وفرت الظروف الناضجة لوقوع الكارثة. ربما لو خصص تحديداً المحور الثاني لدراسة هذه التجربة بموضوعاتها المتعددة لأعطت ثمارا فكرياً على نحو أكثر تركيزاً وشمولية .. وهذا القول لا يعني أن التجربة العراقية قد غيبت تماماً، طالما شكلت موضوع الندوة، بل يعني بالتأكيد إن تجربة النظام السابق جاءت مشتتة فرعية وليست أساسية شاملة ضمن المحور الثاني الذي افتقر إلى تقييم متكامل لهذه التجربة".
توصل المشاركون في الندوة إلى "القمة" في قراراتهم, كما يتصورون, حين قرروا دعم الإرهاب الجاري في العراق باعتباره "مقاومة شعبية مسلحة متصاعدة" ضد الاحتلال!, وهم أدرى بمن يقوم بهذه العمليات الإجرامية, فهم أحد الداعمين لها والعاملين على مساعدة الإرهابيين في الحصول على ما يحتاجونه من عون وسلاح وموارد مالية وأشخاص أيضاً. ونسوا وتناسوا أهمية انتهاج أساليب النضال الأخرى أولاً وقبل كل شيء والتنسيق مع بقية القوى الوطنية العراقية للوصول إلى الأساليب النضالية المناسبة في هذه المرحلة بعد الخلاص من دكتاتورية صدام حسين. ولكن الأمر عندهم غير ذلك, إذ أنهم لا زالوا يتباكون على الحكم الدكتاتوري المخلوع بعتباره أحد رموز الحكم القومي المنشود في المنطقة العربية. يقول الكاتب الدكتور عبد الوهاب حميد رشيد بشأن هيمنة الصقور السوداء على جو المؤتمر, دون أن يذكر مثل هذه العبارة في مقاله الاستعراضي, ما يلي "ساد التوجه العام للندوة فيما يخص المقاومة، التركيز على المقاومة المسلحة، رغم أنها تمثل جزءاً من هيكل المقاومة، بجانبيها السياسي والاقتصادي (المظاهرات، المقاومة السلمية، المقاطعة الاقتصادية..)، هذا دون إنكار لظهور أصوات عديدة نادت بضرورة تحقيق التكامل في هيكل المقاومة في سياق الوحدة الوطنية" . إن قيادة الندوة, كما يبدوا وضاحاً, لا تعترف بالقوى الوطنية, إذ أنها, وفق مفهومها البائس, عميلة للأمريكان لأنها دخلت في عضوية مجلس الحكم الانتقالي, ونست أو تناست بأن هذه القوى الوطنية كانت تناضل ضد الحكم الدكتاتوري وتسعى للإطاحة به, وقدمت الكثير من التضحيات على هذا الطريق, في الوقت نفسه كانت القوى المتحالفة في هذه الندوة تعقد المؤتمرات لدعم نظام صدام حسين وتقوم بزيارته في بغداد وتعقد أحد أبرز مؤتمراتها في العراق, الذي استباح النظام فيها الشعب العراقي ومرغ كرامته بالتراب.
ومع ذلك تدعو هذه القوى الأطراف الوطنية العراقية إلى التحالف والنضال المشترك! ولكن كيف يمكن أن يتم ذلك ومواقف هذه الجماعة تبتعد أكثر فأكثر عن مصالح الشعب العراقي وقواه السياسية الوطنية وترفض حتى شجب سياسات صدام حسين العنصرية والدكتاتورية المجرمة؟
من حق الإنسان أن يستنتج ما يشاء في ضوء هذه المواقف غير الملتبسة لقيادة الندوة, فهي التي تقدم كل الأدلة لتي تؤكد أنها لا تختلف في النظرية والتطبيق عن صدام حسين وعن سياساته الفعلية في العراق. وإلا فعليهم أن يثبتوا ذلك بالدليل القاطع!
برلين في 5/5/2004 كاظم حبيب
#كاظم_حبيب (هاشتاغ)
Kadhim_Habib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟