أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غادة السمان - عاشقة تهمس: تَكْ تك تك تك














المزيد.....

عاشقة تهمس: تَكْ تك تك تك


غادة السمان

الحوار المتمدن-العدد: 2709 - 2009 / 7 / 16 - 09:50
المحور: الادب والفن
    




أنهمر حزناً على أصابع الآلة الكاتبة

كصفصافة تنتحب عصافيرها

تك تك في قلب الظلام الدامس

تعني أنني لست امرأة من المعدن

تك تك بأصابع تشتعل قهراً

فوطني ليس رقعة شطرنج

وذاكرتي عبثاً تنسى حكاية حبها

مع عبد الرحمن الداخل، وحقول البرتقال اليافاوي الحزين

في الجرح بين إسكندرون والناقورة وحيفا وغرناطة وحطين.

***

تك تك تك في قلب الظلام

برقية S.O.S إلى من لا يهمه الأمر

في ليل عمره قرون بين مطلع فجر الحلم وحتى غروب النبض

تك تك تك، أضرب قلبي على الآلة الكاتبة

ثم أضرب روحي ميداية تذكارية، تعويذة ضد النسيان،

وأنا أعرف أن الشخير أنشودة "الضمير"

وربما لن يسمعني أحد...

تك تك تك يا رياح السموم الجهنمية،

فلا تكتمي سرّ بدوية من أحفاد السندباد الجوي

ضربت قلبها حروفاً

مثل وحيد في أرخبيل اللامبالاة

يخط استغاثته ويرمي بها في زجاجة،

من مناطيد الحلم

إلى أمواج المجهول الآتي في القاع

مراهناً على الأحصنة العربية للأحفاد.

تك تك تك أيها الشخير الذي يضم عشّاق غسيل الدماغ

إلى صدر عباءة النوم، أعرف

لن يسمعني أحد... لكنني أنتحب كي لا أختنق...

***

تك تك تك يا رفيق أضواء الدرب

وهي تنطفئ مصباحاً بعد آخر.

حزينة من أجل الأيام التي عشتها معك

حزينة من أجل الأيام التي لم أعشها معك

حزينة من أجل الأيام التي تعيشها المرأة الأخرى معك

منذ افترقنا وأنا أحسدك، فكيف ألومك؟

حسدتك راحلاً بحقيبة التخدير

حين بقيت وحيدة أخطّ مناشير اليأس المضاد المكابر

لأوطان يلتهمها الرخ، ويطعنها وهم الخلّ الوفي.

***

تك تك تك كيف ألوم هربك

من مستنقعات الرمال المتحرك المزيّنة بالشعارات المزورة..

تك تك تك ماذا منحتك غير غثيان الصحو

ما دمتُ أريد ارتداء الخاتم السحري في أصبعي

( وأفركه ليأتي جنيّ الحب) لا الخاتم الزوجي..

أريد أن أعقد قراني على ليالي الدهشة

لا على أنين الخيول في إسطبلك..

أريد أن أعاقر الحرية وأعاني سكراتها

ولا أريد الزواج من مسمار يدقني إلى جدار..

فماذا أفعل بتلك الروح الشقية التي تلبّستني

لعنةً مباركة منذ ولادتي في فراش شاسع

يمتد من تطوان إلى الشام؟!

***

تك تك تك في قلب الظلام

رسالة طابعها البريدي اسمه السرّ

فحبي لك صامت وعميق مثل جرس تقرعه الأمواج

ولكن في قاع البحر..

حبي لك داكن وأخرس ومتكلّس

مثل صخرة في جزيرة مقفرة

لا تقول غير صمتها.

***

تك تك تك في قلب الظلام

الليلة أشعر أنني مستنزفة ومتعبة

مثل شريط آلة كاتبة

ركضت فوقها مطارق الحروف طويلاً...

الليلة ، عيناي لا تلتمعان

مثل تينة برية نضرة لم تُقطف بعد.

الليلة افتقدتك في شوارع نيويورك

وهي تحدق بي بعين من زجاج وأخرى من إسمنت،

الليلة قلبي مترع بالليل البيروتي أيام الأحلام الكبيرة،

الليلة افتقدتك...

***

تك تك تك في ظلام القلب النيويوركي النابض بالنيون

حتامَ تطاردني في عقر نومي

وتداهمني على حين غرة، وروحي فضفاضة

كثوب منشور على ضفاف الحلم والكوابيس

بين الحب والموت وقواميس الخيبات؟




#غادة_السمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشهد بأعمدة النسيان السبعة
- أشهد بأصابع الأشجار
- حينما يكون قلبك فراشة ...


المزيد.....




- -إلى القضاء-.. محامي عمرو دياب يكشف عن تعرض فنان آخر للشد من ...
- إلغاء حبس غادة والي وتأييد الغرامة في سرقة رسومات فنان روسي ...
- اعلان 2 الأحد ح164.. المؤسس عثمان الحلقة 164 مترجمة على قصة ...
- المجزرة المروّعة في النصيرات.. هل هي ترجمة لوعيد غالانت بالت ...
- -قد تنقذ مسيرته بعد صفعة الأوسكار-.. -مفاجأة- في فيلم ويل سم ...
- -فورين بوليسي-: الناتو يدرس إمكانية استحداث منصب -الممثل الخ ...
- والد الشاب صاحب واقعة الصفع من عمرو دياب: إحنا ناس صعايده وه ...
- النتيجة هُنا.. رابط الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 ...
- عمرو مصطفى يثير تفاعلا بعبارة على صورته..هل قصد عمرو دياب بع ...
- مصر.. نجيب ساويرس يعلق على فيديو عمرو دياب المثير للجدل (فيد ...


المزيد.....

- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غادة السمان - عاشقة تهمس: تَكْ تك تك تك