أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحلام مستغانمي - حان لهذا القلب أن ينسحب














المزيد.....

حان لهذا القلب أن ينسحب


أحلام مستغانمي

الحوار المتمدن-العدد: 2706 - 2009 / 7 / 13 - 10:25
المحور: الادب والفن
    



أخذنا موعداً

في حيّ نتعرّف عليه لأوّل مرّة

جلسنا حول طاولة مستطيلة

لأوّل مرّة

ألقينا نظرة على قائمة الأطباق

ونظرة على قائمة المشروبات

ودون أن نُلقي نظرة على بعضنا

طلبنا بدل الشاي شيئاً من النسيان

وكطبق أساسي كثيراً من الكذب.

...

وضعنا قليلاً من الثلج في كأس حُبنا

وضعنا قليلاً من التهذيب في كلماتنا

وضعنا جنوننا في جيوبنا

وشوقنا في حقيبة يدنا

لبسنا البدلة التي ليست لها ذكرى

وعلّقنا الماضي مع معطفنا على المشجب

فمرَّ الحبُّ بمحاذاتنا من دون أن يتعرّف علينا

...

تحدثنا في الأشياء التي لا تعنينا

تحدّثنا كثيراً في كل شيء وفي اللاّشيء

تناقشنا في السياسة والأدب

وفي الحرّية والدِّين.. وفي الأنظمة العربيّة

اختلفنا في أُمور لا تعنينا

ثمّ اتفقنا على أمور لا تعنينا

فهل كان مهماً أن نتفق على كلِّ شيء

نحنُ الذين لم نتناقش قبل اليوم في شيء

يوم كان الحبُّ مَذهَبَنَا الوحيد الْمُشترك؟

...

اختلفنا بتطرُّف

لنُثبت أننا لم نعد نسخة طبق الأصل

عن بعضنا

تناقشنا بصوتٍ عالٍ

حتى نُغطِّي على صمت قلبنا

الذي عوّدناه على الهَمْس

نظرنا إلى ساعتنا كثيراً

نسينا أنْ ننظر إلى بعضنا بعض الشيء

اعتذرنـــــا

لأننا أخذنا من وقت بعضنا الكثير

ثـمَّ عُدنــا وجاملنا بعضنا البعض

بوقت إضافيٍّ للكذب.

...

لم نعد واحداً.. صرنا اثنين

على طرف طاولة مستطيلة كنّا مُتقابلين

عندما استدار الجرح

أصبحنا نتجنّب الطاولات المستديرة.

"الحبُّ أن يتجاور اثنان لينظرا في الاتجاه نفسه

.. لا أن يتقابلا لينظرا إلى بعضها البعض"

...

تسرد عليّ همومك الواحد تلو الآخر

أفهم أنني ما عدتُ همّك الأوّل

أُحدّثك عن مشاريعي

تفهم أنّك غادرت مُفكّرتي

تقول إنك ذهبت إلى ذلك المطعم الذي..

لا أسألك مع مَن

أقول إنني سأُسافر قريباً

لا تسألني إلى أين

...

فليكـــن..

كان الحبّ غائباً عن عشائنا الأخير

نــــاب عنــه الكـــذب

تحوّل إلى نــادل يُلبِّي طلباتنا على عَجَل

كي نُغادر المكان بعطب أقل

في ذلك المساء

كانت وجبة الحبّ باردة مثل حسائنا

مالحة كمذاق دمعنا

والذكرى كانت مشروباً مُحرّماً

نرتشفه بين الحين والآخر.. خطأً

...

عندما تُرفع طاولة الحبّ

كم يبدو الجلوس أمامها أمراً سخيفاً

وكم يبدو العشّاق أغبياء

فلِمَ البقاء

كثير علينا كل هذا الكَذب

ارفع طاولتك أيّها الحبّ حان لهذا القلب أن ينسحب




#أحلام_مستغانمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد ديب... سيأتون حتماً لنقل رماد غربتك


المزيد.....




- قصص ما وراء الكاميرا.. أفلام صنعتها السينما عن نفسها
- الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر
- رابط شغال ومباشر.. الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- خبر صحفي: كريم عبدالله يقدم كتابه النقدي الجديد -أصوات القلب ...
- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- فيديو صادم.. الرصاص يخرس الموسيقى ويحول احتفالا إلى مأساة
- كيف حال قرار بريطاني دون أن تصبح دبي جزءاً من الهند؟
- يجتمعان في فيلم -Avengers: Doomsday-.. روبرت داوني جونيور يش ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحلام مستغانمي - حان لهذا القلب أن ينسحب