من اغتال مروة الشربيني؟

احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)

الحوار المتمدن-العدد: 2703 - 2009 / 7 / 10 - 08:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لا اعتبر نفسي متدينا ولم اكن في اي فترة من حياتي متدينا او ان لي علاقة وثيقة بالدين فقط كانت اطلاعاتي التي كانت تتعلق بالنزاعات الدينية الحضرية بين فلاسفة في العصور الاسلامية وبعض الفقهاء كالصراع الزمني الطبقي السياسي الاجتماعي بين الفيلسوف العقلاني التقدمي ابن رشد وفقيه عصور الانحطاط ابو حامد الغزالي وان كنت احب ان ارى الناس والفتيات بأكبر قدر من الشفافية الا انني احتقر ان اجبر اي شخص على تغيير قناعته بلبسه سواء كان سيخيا او مسيحيا او مسلما
وفي الغرب حيث اعيش اليوم تظهر مسألة الحجاب ببعد مسيس استعماري لهذا اقف اليوم بشدة ضد النيل من هذا الحق معتبرا ان اطراف المجمع العسكري الصناعي الامريكي والغربي ووكالاته الاعلامية يمارسون تنميطه العنصري من خلال مسائل مختلفة منها مسألة الحجاب لهذا سمعنا الكثير من الاصوات الاشتراكية فعلا كوزير داخلية ايطاليا السابق تندد بالاستعلاء الامبريالي العنصري في وسائل الاعلام وفي اروقة السياسيين ليغطوا الازمات الاقتصادية بتنميطات لاعلاقة لها لابالحضارة ولا بالتخلف
وعند السؤال عمن اغتال مروة الشربيني؟
فلاشك ان المنفذ باليد هو اداة تنفيذية فقط ويستحق اقصى العقاب الا ان مراجعة الشبكة الاخطبوطية التي تنمط صورة العربي والمسلم وهذه المسألة ليست لها علاقة بأحداث 11 سبتمبر فقد كنت بعد وقبل هذه الاحداث فلم الاحظ ان شيئا تغير سوى ارتفاع النبرة قليلا عما سبق الا انها موجودة في افلام هوليود وفي التنميط والاسقاطات الاعلامية التي تبدو عفوية الى انها عن قصد لمن يتابع جهود امبراطوريات الاعلام التابعة لسلطة الرأس مال في الغرب ودقتها في توجيه الصور والتعليق والافيش والمشهد
نعرف جميعا اليوم في الغرب اذا اردت ان تكسب جمهورا انتخابيا عادة معتوها يتم اختيار اشخاصه من المختصين الذين لاعلاقة له بالحياة العملية فما عليك سوى ان تدعي محاربة الاسلام بصفته تطرفا وان تحارب رموزه الطقسية كالحجاب والمساجد والجمعيات الخيرية وهذا ما تتكفل به لوبيات مختلفة من ضمنها اللوبي الصهيوني الذي هو مجرد اجير حقير لدى اساطين البيزنس الغربي لتسمع ملايين الجمل والمفردات والتنميطات الفلاشية والتقريرية والسينمائية والميلتدمياتيه بين سطور وسائله الاعلامية المختلفة
فلاشك ان من اغتال مروة الشربيني هو النظام المصري الذي جعل قيمة المصري كقيمة قشرة البصلة فنحن نعلم ان الطائرات الصهيونية تقتل حراس الاحتلال على الجانب المصري من جيش مبارك ولايهتز له جفن ونعلم ان موت المصريين يتم بالاف كما في حادثة العبارة وحوادث الانهيارات الجبلية بالاقطم وفي السكك الحديدية ولا من سميع ولا من مجيب
فنظام يعمل بشعبه قتلا ونهبا واستهتارا لهو اول من اغتال مروة الشربيني ونعلم جميعا ان تجارب لبحث علمي على فئران في امريكا من طرف عالم مصري قد حرضت وزير الصحة المصري ليطلب من هذا الباحث وفرق البحث التي تريد ان تجرب هذا الاختبار على الفئران والحيوانات الثدية ان تجربه على المصريين الذين يقدمون هذه الخدمة مجانا للبشرية بدلا من الحيوانات الثدية فما هي قيمة المصري عند هذه الوزير ورئاسة حكومته وحكومته ورئيسها المباشر الخائن حسني مبارك لنتخيل الثقافة التي ستجول في اي دماغ اجرامي عندما يعرف ان نظاما يعامل شعبه بمثل هذا الاحتقار هذا غير ان ثمانين بالمئة من المصريين يعانون من امراض مزمنة وان النظام يطعمهم حنطة الحيوانات المنزوعة البروتين وقد قتل منهم المئات في ازمة العيش الاخيرة وان البيزنس الذي تتكون منه الحكومة اغتنى من صفقات الدجاج الفاسد والحنظة الحيوانية وما على شاكلته وان كل ما يهم النظام ومخابرات عمر سليمان هو شاليط فليذهب الشعب المصري الى الجحيم وليعش مجرم الحرب شاليط هذا ما تقوله الحكومة التي تخزن اموالها عناصرها في بنوك بني صهيون الأنذال
غير هذا النظام المصري المجرم فان الكثير من السياسيين والاعلاميين الصهاينة و الغربيين ساهموا باغتيال مروة الشربيني وليس آخرهم سركوزي رئيس فرنسا العظمى فقبل اغتيالها بيوم تقريبا صرح سركوزي تصريحه الحقير عن النقاب اخو الحجاب مع ان عدد المنقبات يحتاج الى من ينقب عنهن في فرنسا لندرتهن فكيف ترك سركوزي كل مشاكل فرنسا التي ترى بالعين المجردة والكليلة وهرول الى مكبرات بملايين الوحدات التكبيرية ليرى ان المنقبات مشكلة في فرنسا وان فيها امتهان لكرامة المراة واكراه لها
كل هذا في ضوء اخضر قدمه سركوزي من البيزنس الفرنسي لضيفه المجرم نتنياهو سليل مجرمي الحرب الذين يتدوالوا السلطة في الكيان الصهيوني المارق ..
اذا ليست الامور صدفة
واذا راجعنا وسائل الاعلام التي يقودها مجرمي حرب صهاينة ويهود وفرنسيين وامريكيين وبريطانيين وبلجيك وهولنديين ودانماركيين وايطاليين لحق لمروة الشربيني ومن هم على تضحيتها في الحياة ان تقاضيهم بتهمة التحريض على الاغتيال وان تزج بالمجرم سركوزي وغيره من تجار السياسة وجمعيات تعهير المرأة الصهاينة وتسليعها كحال عارضات الازياء التي واحدة منهن زوجة سركوزي
لاشك ان النظام المصري وانظمة البيزنس الاوروبي لاتكن اي احترام للمرأة طبعا /ولا للرجل/ الا في مساحة تسليعها وتعهيرها واحتقار حقها في المساواة بالاجور وهذا ما تجده في جميع الاتحاد الاوروبي وفي الشركات المتعدية للجنسيات التي يمثلها سركوزي وحرمانها كل حقوقها وحتى من ضمنهن عارضات الازياء اللواتي يمتن جوعا كما حدث مع احداهن تلبية لشروط العمل العبودية ورغبات البيزنس الاجرامي
افتعل البيزنس خرافة معاداة السامية وكأن من مارسها هم المسلمين وليس هتلر ممثل البيزنس الصناعي الالماني وغيره من الساسة الاوروبيين وحولوها الى عبارة شيطانية فرغم ان الصهاينة الد اعداء السامية لتجمعيهم اليهود في فلسطين المحتلة لاستخدامهم لحم للمدافع الاستعمارية واقتلاعهم من كينونتهم الانسانية في بلدانهم الاصلية فان الامور جعلت التحريض على الاحتلال الصهيوني المجرم بكل المواثيق الدولية معاداة للسامية بينما يمارسون التحريض على المسلمين لان الموارد التي ينبغي نهبها في بلدانهم فلا بد من تشريع اغتيالهم تحت تهمة التخلف باسم النقاب والحجاب وما اليه من مظاهر سطحية لاتعبر عن شيء فعلي واساسي
فهل سنشهد اعتقالات جماعية لسركوزي وميركل وبيرلسكوني وقادة الاعلام الصهيوني والاوروبي المحرض على الاغتيال ونعلم ان القاعدة القانونية تقول ان عقاب المحرض على القتل كعقاب القاتل تماما لاينقص ولا يزيد

#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل