أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود الشمري - التيار الصدري والشخصية الأضطهادية















المزيد.....

التيار الصدري والشخصية الأضطهادية


محمود الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 2701 - 2009 / 7 / 8 - 08:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان علماء النفس يعرّفون الشخصية الأضطهادية أي التي تحس بالأضطهاد على أنها شخصية تتميز بالحساسية المفرطة تجاه أي فشل أو أحباط في الحياة وفي العلاقات العامة بحيث تتجه أفكار الشخص نحو تغيّرات مبالغ فيها تعتمد صيغة الأضطهاد والأهانة والظلم لكل مايحدث له من وقائع أعتيادية فيبدو الأصدقاء والأهل والناس العاديون مناوئين أو كائدين أو متامرين وربما أعداء ظالمين معتدين على حياته وشؤونه أو ناكرين حقوقه , ومفسدين سعادته وراحته وهذه الشكوك التي تسيطر على تفكير ومواقف سلوك هذا الشخص غالبا ماتكون أوهاما .
واذا ما أمعنا النظر وتفحصنا سلوك الصدريين ككتلة واحدة أو أشخاصا منفردين سنجد ان هذا التحليل يعبر عن حالتهم بالضبط ولايحيد عنهم أو يحيدون عنه قيد أنملة . واذا راجعنا جميع مواقفهم السياسية الماضية سنجد أن شعورهم بالأضطهاد أو تمثيل دور المضطهد هو سلوك طبع تصرفاتهم ومواقفهم المتشنجة والقاصرة والبعيدة عن النضج السياسي . وأن ماطبع تصرفاتهم أيضا أفرادا وجماعة هو أنعدام الثقة التام والشك بالأخرين الذي نتج عنه ان مواقفهم وتصرفاتهم كانت عبارة عن مجموعة مرتبكة من الأفكار والمواقف التي يهيمن عليها التوتر والأندفاع أضافة الى عدم احترامهم الأخرين ممن لايتبنون مواقفهم أو لديهم ملاحظات عليها ويعتبرونه فعل عدواني يحط من قدرهم وامكاناتهم الباهرة وتامر عليهم واضطهاد لهم جميعا .
بعض المحللين اعتبروهم مراهقين سياسيين لأن المراهقة هي مرحلة من العمر يتميز فيها تصرف الفرد بالعواطف والأنفعالات الحادة والتوترات العنيفة وهي ايضا الفترة التي يكسر فيها المراهق شرنقة الطفولة ويخرج الى العالم الخارجي ويبدأ في التفاعل معه والأندماج فيه , وهذا مالم نجده عند التيار الصدري الذي ابتدأ بممارسة العمل السياسي منذ عام 2003 ولم نجد أي أشارة الى أن أفراده ابتدؤا بكسر الشرنقة وانما نجد العكس حيث انهم ازدادوا تشرنقا وانعزالا مما يجعل نظرية مراهقتهم السياسية ضعيفة ومتهافته بينما نظرية الشخصية الأضطهادية لهم هي التي تصيب كبد الحقيقة .

الأسباب :

1- بدأت عقدة الشعور بالأضطهاد تتشكل لديهم بعد فشلهم في معركة النجف ضد القوات الأمريكية ومحاصرتهم من قبل الأمريكان داخل الصحن الحيدري ووصول الأخبار بأن العراقيين قد تخلوا عنهم وأن البعض يتمنى ان تكون نهايتهم شنيعة وحتى المرجعيات الدينية تخلت عنهم . ثم انبرى السيد السيستاني الذي كانوا يستهزئون به ويشتمونه انبرى لتخليصهم من الحصار المميت بحركة ذكية سببت بأحراج موقفهم أكثر وأحساسهم بالهوان والضعف بعد ان أنقذهم من يعتقدونه عدوهم في حين قد خذلهم من يعتقدون صداقته . .

2- موقفهم القديم من الأحتلال والداعي الى عدم التعامل مع قوات التحالف واخراجها بقوة السلاح وبدون تقدير لعدم أهلية القوات العراقية التي سوف تحل محلهم أو عدم استكمال بناء مستلزمات الدولة المدنية قد حاولوا فرضه داخل البرلمان بعد انتخابات 2005 وقد واجه رفضا من جميع المشاركين في العملية السياسية وسبب بعزلتهم والشعور بالأهانه والأضطهاد .

3- أفتقادهم للبرنامج السياسي و للقيادة الخبيرة المتمرسة والحكيمة واعتمادهم على مجموعة من الشباب المتهورين الذين يفتقدون الى الرؤية السياسية الصحيحة وانبهارهم بالأعداد الهائلة من الشباب غير المثقفين والمراهقين الذين يتبعونهم قد سبب لهم شعورا بالعظمة الفارغة كما يحدث عند معظم الشباب الذين يجدون انفسهم في مواقع سياسية وقد سلطت عليهم الأضواء وسبب أيضا تخبطهم واهتزاز مواقفهم وشعورهم بالأحراج أمام فطاحل السياسة فتبنوا القول بالأضطهاد والعداء المقصود لهم للخروج من هذه الأشكالية المحرجة .

النتائج :

ان شعورهم بالأضطهاد قد سبب لهم مايلي :

1- سبب تشنجا في مواقفهم وتخبطا في قراراتهم, ومع أفتقادهم للقيادة الخبيرة فقد سبب احباطا لعدم قدرتهم على المناورة في المواقف التي يمارسها السياسيون المحنكون لاقناع الأخرين بصحة طروحاتهم أو تبني مواقف أخرى . وهذا الأمر قد فاقم عقدة الأضطهاد لديهم التي أصبحت شماعة يعلقون عليها خيباتهم وضعف خبرتهم وسوء أفعالهم . .

2- اتخاذ مواقف غير ناضجة ومعارضة بأستمرارلكل خطوات بناء الحكومة والدولة العراقية كالأنتخابات والدستور والأتفاقية الأمنية والقوانين الأخرى وغيرها قد وضعهم في زاوية ضيقة وخانقة هي زاوية المعارضة السلبية , حيث أن المعارضة الأيجابية تتطلب طرح البدائل والحلول وهذا مالاتجده عند الصدريين في البرلمان وفي الحكومة وخارجهما .

3-الشعور الوهمي بالأضطهاد سبب عداءهم السافر لحلفائهم تحت قبة البرلمان وتلفيق الأتهامات لهم بعد أن بيّن لهم حلفائهم مدى فساد الوزراء الأربعة التابعين لتيارهم وعدم أهليتهم مما سبب شعورا بالنقص والخيبة لديهم بعد ان كانوا يشعرون انهم ورقة رابحة في انتخابات 2005 وتودد الكثير من التيارات للتحالف معهم . ولو أنهم تحالفوا مع التوافق أو علاوي لحدث مثل ما حدث لهم من خلاف مع الأئتلاف الشيعي .

4- صولة الفرسان التي تحطم على اثرها جناحهم العسكري وانكسرت سطوتهم على الشارع الشيعي هي من نتائج تخبطهم وسلوكهم الشائن المبني على أمتلاك الحقيقة وشعورهم بأضطهاد الأخرين لهم وقد تسبب ايضا بابتعاد الجماهير عنهم .


مظاهر عملية تدل على معاناتهم من عقدة الأضطهاد :

1-التصويت على المعاهدة الأمنية بين ا لعراق وأمريكا مثال حيث أن البرلمان العراقي قد درس الأتفاقية دراسة مستفيضة وطرحها للتصويت فتصدى الصدريين وعلى رأسهم المضطهدة مها الدوري وباقي الصدريين المضطهدين وأخذوا يصرخون ويدقّون ويبزخون ليشعروا الناس بوطنيتهم المضطهدة وخيانة باقي اعضاء البرلمان للوطن , وأي انسان له عقل يعلم أن من يطالب بخروج المحتل لابد وأن يفرح بتوقيع اتفاقية خروج القوات وليس العكس .

2-الأتفاق سرا مع محمود المشهداني لأفشال ابرام المعاهدة الأمنية لخروج القوات البريطانية , ان اتفاقهم سرا نابع من شعورهم بأن الأخرين سوف يرفضون اطروحتهم بعدم ابرام الأتفاقية وأن الأخرين بحكم كونهم سياسيين محنكين فأنهم سوف يفندون أسبابهم ويرفضون اقتراحهم مما سيسبب شعورا بالخيبة والأضطهاد , علما أنهم يشكون من الأتفاقات السرية و من تأمر الأخرين عليهم سرا وعلانية ويتهموهم بالعمالة والخيانه .

3-قام التيار بتنظيم تظاهرة لأمهات مجرمي جيش المهدي الذين عاثوا في الأرض فسادا واوصاهن بالعويل والبكاء أمام شاشات الفضائيات لاشعار العالم بأنهم مضطهدين ومظلومين ..
4- الولولة اليومية على الفضائيات وانتقاد الجميع وتخوينهم والتلميح أحيانا والتصريح أحيانا بأنهم الوطنيين وغيرهم الخونة ..ومتابعتهم لكل هفوة من شرطي أو جندي وتجاهلهم لجرائم أتباعهم بحق الشعب ومطالبتهم بأطلاق سراح المجرمين فورا وتجاهلهم لما أقترفه هؤلاء المجرمين .

مالذي فعلوه للعراق :

-لقد ساهموا وبشكل كبير في اشاعة الفوضى والقتل والتخبط وارتكاب الاخطاء وتعطيل احلال الامن وعدم الاستقرار السياسي والاجتماعي واعطوا بتأسيسهم لجيش المهدي المجرم الحجة لمجرمي القاعدة والبعث وأتباعهم من بهائم العربان بقتلنا وتدمير بلدنا .


وبعد ...
أن تصريحاتهم السلبية تجاه قضية الأنسحاب الأمريكي من المدن العراقية وتوجيه مقتدى الركيك لأصحابه بمهاجمة الأمريكان في المناطق التي يتواجد فيها , وايقاف عملياتهم المسلحة داخل المدن يدل على أنه لم يتغير شيء في خطاب التيار الصدري المنهك , وأن التيار لازال يعاني من الشخصية الأضطهادية وان أسلوب التشكيك والعويل مازال رفيقا حميما وصديقا غير ناصحا لتيار سياسي يعتبر من اسوأ التيارات التي مرت بالحياة السياسية العراقية بعد عام 2003وأكثرها تخبطا بعد تيار البعث الظلامي الطائفي المستتر أو هو قرينه .






#محمود_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة العشرين ..ثورة الشعب الكبرى
- فلنر كيف كان التقارب بين الشيعة والسنة رائعا
- الشرارة الأولى لثورة العشرين (الشيخ شعلان أبو الجون )
- هل ستتصادم اميركا مع اسرائيل ؟ وماهو المطلوب من العرب ؟
- رسالة مفتوحة الى السيد رئيس الوزراء العراقي / العراق يحتضر
- استاذ اللاهوت المصري وردّة العقل الحر
- الأسرائيلي الطيب يعاني من الشرير الأيراني
- صحوة المغني العالمي جيرمان جاكسون
- رئيس جمهورية جامبيا يعود الى الأسلام
- هل ان السيد المسيح هو ابن الله حقا ؟
- نظرية جديدة للعبقري أياد جمال الدين
- رسالة مفتوحة الى مقتدى الصدر
- العنف في العراق لم يمت / مقالة مترجمة
- قصص المثليين في الكتاب المقدس
- فيلم امريكي عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
- حاخام يهودي يفضح وفاء سلطان
- ناهده الرماح ..نخلة عراقية عائدة
- ناهدة الرماح..نخلة عراقية عائدة
- ترجمة القران الكريم الى العبرية
- عودة الشاعرة الرقيقة مرام المصري


المزيد.....




- مصدر لـCNN: مدير CIA يصل القاهرة لإجراء مزيد من المحادثات بش ...
- -من المهم أن تفهم أن آخر شيء أريد فعله هو وضعك في السجن-
- بيلاروس تجري اختبارا مفاجئا لحاملات الأسلحة النووية التكتيكي ...
- زاخاروفا: روسيا قد تضرب أهدافا عسكرية بريطانية في أوكرانيا و ...
- بوتين يؤدي اليمين لولاية دستورية جديدة
- تقارير إعلامية تتحدث عن آخر النقاط الخلافية في مفاوضات غزة
- بوتين يتوقف أثناء مراسم تنصيبه ليصافح ضيفا بين الحضور.. فمن ...
- ضابط بريطاني: الأسلحة الروسية مصممة لإسقاط مقاتلات مثل -إف-1 ...
- وزير الدفاع المصري يبحث مع قائد القيادة المركزية الأمريكية ا ...
- وسائل إعلام: الزعماء الأوروبيون يشعرون بالرعب من التصعيد في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود الشمري - التيار الصدري والشخصية الأضطهادية