مشاهد حية من حياتنا وحياة من حولنا (14)

محمود سلامة محمود الهايشة
(Mahmoud Salama Mahmoud El-haysha)

الحوار المتمدن-العدد: 2701 - 2009 / 7 / 8 - 08:27
المحور: كتابات ساخرة
    

# المشهد الثامن والعشرين: بعنوان "بيض الرومي":

دخل مروان حظيرة جده.. فرأى بداخلها الكثير من الطيور..
- يا جدي..
نعم يا مروان..
- ما شاء الله الحظيرة عندك مليئة بالدجاج والبط والأوز
بالفعل حبيبي.. فأني مربي جيد للطيور منذ أكثر من أربعين سنة..
- أكيد يا جدي عندك بيض دائماً؟ ولا تشتري من السوق؟..
بالتأكيد فإنتاج البيض عندي متميز .. وأقوم ببيعه للتجار..
- ممكن أرى يا جدي البيض الموجودة؟
تعالى معي ندخل غرفة جمع وتجهيز البيض.. فدخلا معا فوجد مروان أرفف خشبية تملأ جوانب الغرفة ويوجد فوقها أطباق من الكرتون والبلاستيك مليئة بالبيض ومرصوصة فوق بعضها..
- كل هذا بيض دجاج عادي؟
لا يا مروان هناك بيض دجاج عادي وبيض دجاج رومي وبيض بط وبيض أوز.. فمنه ما نأكله كبيض مائدة ومنه ما يذهب إلى معامل التفريخ لإنتاج الكتاكيت..
- يعني يا جدي ممكن أن نأكل بيض الدجاج الرومي كما نأكل بيض الدجاج العادي؟!!
فابتسم الجد.. ونظر لمروان ويبدو على وجهه علامات السعادة بسؤاله.. طبعا.. طبعا يمكن أن نأكل بيض الرومي كأي بيض عادي.. ومد يده وأمسك ببيضه رومي.. وهو يقول: فبيض الرومي له قيمة غذائية عالية.. وكان زمان يا مروان من ستين أو سبعين سنة كان الناس في بريطانيا يأكلون بيض الرومي وكان من الوجبات الشائعة عندهم وقتذاك..
- يا جدي.. كانوا يأكلوه مقلي ومسلوق؟
كانوا يسلقون بيض الرومي ويقطعوه إلى نصفين.. ثم يضيفوا عليه أنواع من الصلصة والمشهيات...
- جميله جدا هذه الوجبة يا جدي؛ ومازالوا البريطانيين يأكلون تلك الوجبة؟
لا.. لم تعد توجد تلك الوجبة ضمن وجباتهم الغذائية..
- لماذا؟
اكتشف منتجو الدجاج الرومي بمرور الوقت أن بيع البيض بهذه الطريقة يضيع عليهم أموالا كثيرة يمكن أن تحقق لهم أرباحا طائلة، إذا ما خصصوا هذا البيض ليفقس وينتج ديوكا أو دجاجا يربى لإنتاج اللحم الذي يباع بسعر مرتفع.
- يعني لم يعدوا يتناول بيض الرومي الآن؟
نعم.. فقد استبدلوه ببيض المائدة للدجاج العادي وبتكلفة أقل من بيض الرومي.. ونفس الشيء كذلك ينطبق على بيض الأوز..
******
# المشهد التاسع والعشرين: بعنوان "بوابة الشيطان":

وصلت رحلة الخطوط الجوية الأمريكية رقم 858 والقادمة من نيويورك..
بهذا النداء سمع معاذ المذيع الداخلي لمطار القاهرة الدولي معلناً عن وصول الطائرة التي ينتظرها..فسمع معاذ صوت رنت تليفونه المحمول .. فمد يده في جيب البنطلون .. واخرج التليفون فوجد اسم أبوه يظهر على شاشة التليفون.. فضغط على زر الفتح.. السلام عليكم.. ألف سلامة عليك يا بابا..
- الله يسلمك يا معاذ.. أنا وصلت .. ومازالت داخل الطائرة.. ربع ساعة أخلص إجراءات الدخول وأأتي بالحقائب وأكون معك..
وأنا في انتظارك يا بابا
- ماما موجودة معك يا معاذ؟
نعم يا بابا وعمي كمان..
مرت نصف ساعة ورأي معاذ والده يخرج من صالة الوصول.. فنادي عليه يا بابا .. يا بابا.. فرفع يده لكي يشير إليه ليخبره أنه رائه .. وانطلق معاذ مسرعا تجاه والده فحضنه وقبله وسلم على زوجته وعلى أخوه..
لماذا تأخرت يا بابا بالداخل حتى خرجت؟!
- لأني كنت في انتظار أن يأتي دوري للوقوف أمام جهاز الكشف الحراري لاختبار وجود مرض أنفلونزا الخنازير لجميع الركاب؛ وقد وصلت طائرتين في وقت واحد..
لا عليك يا أبي الحمد لله أنك وصلت بسلامة الله وأصبحت معنا.. فهيا بنا نخرج من هنا.. فركب الجميع سيارة عم معاذ وانطلقت السيارة للخروج من المطار..
بابا هل سمعت عن منطقة في أمريكا يزورها السياح تعرف ببوابة الشيطان؟!
- نعم يا معاذ .. وقد زرتها بنفسي..
أين توجد في أمريكا وما شكلها؟ أوصفها لي يا بابا؟
- هي بوابة موجودة في منطقة صحراوية بولاية أوتا وهي بوابة ضخمة يزيد ارتفاعها على عشرة أمتار وقد تكونت بفعل العوامل الطبيعية من رياح وعواصف وحرارة وأمطار وجميع عوامل التعرية التي تحدث في المناطق المكشوفة على مر السنين..
هل هي موجودة من فترة طويلة؟
- فعلا يا معاذ.. فقد قاموا بحساب عمر تلك البوابة فوجدوا أن عمرها عدة ملايين من السنين..
ومن الذي أطلق عليها هذا الاسم؟
- يأتي إليها الكثير من السائحين من كل مكان لمشاهدة هذه البوابة التاريخية الرهيبة.. وقد حاول البعض تفسير وجودها حتى أنهم يطلقون عليها جزافاً بوابة الشيطان!!.

#محمود_سلامة_محمود_الهايشة (هاشتاغ)       Mahmoud_Salama_Mahmoud_El-haysha#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل