|
قيد الانتظار
شذى العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 2698 - 2009 / 7 / 5 - 05:51
المحور:
الادب والفن
اخبرها يوماً انه كتب اســـمها على مـــاء الأنهار والبحار..وعلى أوراق شجر الخريف الملونة..وعلى زجاج نافذته في ليلة شتوية باردة.. لكنه !! نسي أن الاسم سـُـيمحى مـــع أول موجـــة تهزهــا الريح فوق ماء النهر أوالبحر ..وســــيختفي عنــد حلول فصل ثان ٍ لا تسـقط فيه الأوراق ..وأن الندى سـُينزل دموعه على الزجاج قبل أن يتبخر مع شروق الشمس .... فكَــرتْ كثيرا ، وتساءلت هل هي هكــــذا بالنسبة إليــــه؟ مجــرد أشياء وقتية لا تدوم !! وتساءلت مراراً دون ان تصل الى جواب.و ظلت تتسائل وتبحث عن جواب كلما وضعت رأسها الجميل على وسادتها التي تعودت ان تستقبل دموعها الملتهبة كل ليلة..
الليلة قررت أن تكتــــب له خطاباَ مقتضباً وترسله إليه غـداً..فيه عبارة واحدة تعلـــن فيها أنها قررت أن تنساه، بسـبب خلافاتهما التي لا تنتهي وغيرتها التي ستدمرها لا محالة.. أمسكت القلم كتبت كلمة " الوداع "وقبل أن تكمل العبارة سقطت دموعها على الورقة.. مسحت دموعها كي ترى الســــطور التي ســــتكتب عليهـا بداية عذابها لفراقه.. نظرت إلى الورقة، فوجدت أن الكلمة اختفـت وضاعـــت ملامحها بسبب دموعها فلــم يعـــد باستطاعتها أن تميز حروفها..ابتسمت من بين دموعها وعادت فكتبت : سأحبك للأبد ..... ثم طوت الورقة ..وقبلتها.. ووضعتها مع باقي رسائله ورسائلها الغاليات..
أمســـكت دفتـــر مذكراتهـــا الخاص بهـــا..اقتنته بعـــد أول لقاء بينهما ..بدأت تكتب فيــه ذكرى كل يوم يمر بينهمــا شيئـــاً عنه وشيئا عنها و اشياء عنهما .. كانت لديها عادة غريبة لا تود تغييرها أبـــدا ..إنها تستعين بقـلم رصاص فـي نهايته ممحاة كي تمسح ما تشاء من عبارات. لأنها تكره أن تشطب شــيئاً، وتكتب فوقـــه شيئاً آخر..هكذا تعودت أن تفعل مع كل عباراتها في دفترها الغالي.. اليوم أمســكت القلـم وكتبت عدة عبارات ووصلت لعبارة " بدأت أحبك فعلاً ..لكنه !!! حب بدون أمل.. " توقفت عنــد هذه العبارة، وتراجعـــت عــن دفترها وسرحت قليلاَ وكأنها تعاتب نفسها وربما تريد محاسبتها ..أرادت مسح العبارة الأخيــرة ..ادارت القلـــم ..اكتشفت أن الممحاة غير موجودة ولم يعد القلم متوجا بها . لقد ضاعت وضاع معهـــا الأمل فــي مسح العبارة.. وبقيت العبــارة، وســتبقى فـــي مكانها على الورقة، وفــي قلبها الذي أحبه ، ورسم حروف حبــه على ورق الورد ..مداده الشوق والحنين لغدٍ سيربطهما بحبل سري عند قطعه تعلن الولادة..
#شذى_العبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مذكرات شارع
المزيد.....
-
الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا
...
-
الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور-
...
-
الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
-
على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس
...
-
الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
-
“جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور
...
-
فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
-
بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema
...
-
NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال
...
-
فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|