أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - لماذا ننتقد النظام السوري بقسوة ...؟















المزيد.....

لماذا ننتقد النظام السوري بقسوة ...؟


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 162 - 2002 / 6 / 16 - 14:57
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


منذ أيام عديدة وأنا مستمر في الكتابة ضد التوجهات الحكومية السورية بالتقارب مع النظام العراقي المهزوم والذي دفعت دمشق خلال العقود التاريخية الماضية أثمانا غالية وجهودا حثيثة وهي تقاتله بكل قواها وتقفز على العديد من الثوابت الفكرية لحزب البعث الحاكم في سوريا أيضا وأهمها التحالف السوري الإستراتيجي مع إيران خلال الحرب العراقية  الإيرانية حينما إصطف كل العرب العاربة والمستعربة خلف بطل بوابتهم الشرقية في وقفة جاهلية عربية شاملة قل نظيرها في العصرالحديث فيما إنفردت دمشق بمعارضة الموقف الصدامي مؤكدة على موقف إستراتيجي نادر ثبتت صلاحيته بعد عقد من السنين حينما إبتلع صداما الكويت فهب العرب أجمعين يطلبون نجدة دمشق وإنقاذهم من الورطة الكارثية التي سببتها سياسات صدام التخريبية المشبوهة ، ووقتها وبعد أن إستنفذ الرئيس الراحل حافظ الأسد كل السبل والذرائع الممكنة لإنقاذ الموقف والخروج بصيغة توافقية لم يتردد في الإنضمام الصريح للتحالف الدولي الذي أخرج صداما من الكويت وقد فعل ذلك رغم أن مباديء الحزب الحاكم في سوريا تخالف ذلك بشكل صريح ولكنها موجبات التعامل مع المتغيرات في السياسة الدولية والتي تعلو على الشعارات الحزبية ، وقد دخل السوريون والمصريون والمغاربة وكل أصدقاء صدام الجدد اليوم عاصفة الصحراء وأبدعوا في قصف العراقيين وتدمير منشآتهم وتشديد الخناق عليهم دون أن يستهدفوا صدام وزمرته المجرمة !! ولم نكن نسمع آنذاك لغة التعاطف مع المعاناة العراقية فلقد تكفلت الدولارات ووعود السلام القادم مع الدولة العبرية وترتيبات سياسية وإقتصادية أخرى بسد الأفواه ولجم الأقلام إلى أن تم تدمير العراق وتعويم صدام وعصابته وتركهم رموزا ذليلة على هزيمة الأمة العربية التاريخية ، كما لم يقف أحد من العرب بما فيهم سوريا مع إنتفاضة الشعب العراقي العفوية الجبارة وكان هذا الموقف السلبي هو نفسه الذي أظهره العجم والبربر وبقية الأمم ، فتم ذبح العراقيين بسيف صدام المهزوم الخائب الجبان الذليل فيما كانت شعوب الدنيا تتفرج على المذبحة وكأنها ترى شريطا سينمائيا من أفلام العنف الهوليودي المعروفة ، واليوم فإننا حينما ننتقد موقف السلطات السورية من النظام الإرهابي المجرم القائم في العراق فإننا ننطلق من واقع وحقيقة أن الإرتباط بين أحرار العراق وإخوتهم في سوريا هو أقوى من كل المغريات وعوامل الجذب المادي الآنية والتي ستكون وبالا على مستقبل النظام السوري ذاته والذي يسعى النظام الصدامي جاهدا لتوريطه في أتون نزاعات خطرة مع قوى دولية شرسة تتحين الفرص للإنقضاض والإيذاء لذلك فإن ليس لدى صدام اليوم مايخسره بعد أن تيقن من مصيره القادم القريب وهو حريص أشد الحرص على توريط الآخرين والإنتقام من مواقفهم السابقة من نظامه !.

لقد إنتقدنا سوريا بعنف ومرارة لأن بعض مراكز القرار السلطوي فيها قد إندفعوا بعيدا في زورق الطاغية المهزوم وبما يهدد المصالح الوطنية والقومية السورية ذاتها ، فليس بالشعارات تحيا الشعوب وليس يالإنضمام لمواكب الطغاة المهزومين يتعزز الصمود القومي ، ولرب قائل يقول أن من حق سوريا الإستفادة المادية من الوضع العراقي في ظل الصعوبات والمشاكل الإقتصادية المزمنة التي يعانيها الإقتصاد السوري وهو إعتراض مقبول وله وجاهته ولكننا ننظر للأمر من زاوية أخرى ، إذ لا يمكننا المقارنة بين المواقف السورية ومواقف عرب آخرين من أمثال المغاربة أو مواقف وسياسات حكومة دولة قطر العظمى المنافقة والمشبوهة والتي تلعب على جميع الحبال القومية والصهيونية والأميركية وتبيع المواقف المجانية المنافقة ؟ فسوريا وشعبها أكبر من هؤلاء جميعا وماضيها الصامد والمناصر للقضية الوطنية العراقية تجعلنا نتمنى أن ينتصر تيار التعقل والمراجعة الذاتية على ذلك التيار الذي يدعو لوضع سوريا في جيب صدام وهو تيار خطر ينطلق من دوافع مادية وطائفية مغلفة لانشك في أن السيد بشار الأسد يعرف خفاياه ، والجميع يعلم أن سوريا لم تزل مريضة ولم ينجح طبيب العيون للأسف حتى اليوم في معالجة الرمد الصديدي في عيون القيادتين القومية والقطرية في سوريا ؟؟ فدمشق تحتاج لطبيب جراح وماهر لينتشلها من حالة التداخلات الجراحية التي تعانيها! .

نتمنى وكلنا أمل في أن يتدخل الرئيس السوري بشار حافظ الأسد لمعالجة تدهور الموقف مع أحرار العراق إذ أن التغيير في العراق ليس أمرا واقعا فقط بل أنه ضرورة إستراتيجية وعملية لامناص من تحققها ولو إجتمعت الأنس والجن ضدها ، فإسقاط صدام هو ضرورة عراقية محضة كما أنه نصر عربي مبين ، إذ لايعقل بعد كل التاريخ السوري الطويل في محاربة النظام الصدامي أن تنخرط معه في ربع الساعة الأخير لتواجه مصيرا لانريده أن يكون في الشام التي أحببنا ونحب على الدوام ، فعلى ديناصورات السياسة السورية المنفتحة على صدام وخصوصا عبدالله الأحمر وغيره من ديناصورات الشعارات المفلسة أن يلجموا مواقفهم المشبوهة فصدام زائل لامحالة ، ونتمنى لسوريا وشعبها الحب والخير والسلام .

 

[email protected]



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يتضامن النظام السوري مع ... العملاء ؟
- أنظمة النعاج الإستنساخية العربية ...... والمعارضة العراقية ا ...
- النظام السوري .. وصدام ... وسيف العروبة المثلوم ؟
- الدفاع السوري عن نظام صدام ... وإسطوانة التقسيم المشروخة ؟
- أسلحة صدام السورية ... وقتل العراقيين بيافطة التضامن القومي ...
- المعارضة العراقية ... وسوريا .. والصمت الرهيب ؟


المزيد.....




- Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
- خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت ...
- رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد ...
- مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
- عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة ...
- وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب ...
- مخاطر تقلبات الضغط الجوي
- -حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف ...
- محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته ...
- -شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - لماذا ننتقد النظام السوري بقسوة ...؟