أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء السلامي - نحو بناء صحيح ...














المزيد.....

نحو بناء صحيح ...


علاء السلامي

الحوار المتمدن-العدد: 2673 - 2009 / 6 / 10 - 06:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إضافة إلى صندوق الاقتراع فان من نعم التغيير النيساني عام 2003 هي حرية التعبير عن الرأي التي افتقدها العراقيون خلال العقود المنصرمة ،والتي عاشوا خلالها في كنف أسوأ ديكتاتورية عرفها التاريخ خلال القرن المنصرم والحالي حتى أصبحنا ننتقد الدولة والمسؤول ونتكلم بحرية حتى على رئيس الحكومة الذي إذا كان المرء يهمس مع نفسه في الحديث عنه ،كانت شياطين الطاغية تتبوأ للمتحدث في مخيلته مقعدا في سجونه التي فيها أبشع أنواع التعذيب والوحشية ..فأصبحنا نتظاهر ونكتب وننتقد ونشجب في أي مسالة معينة تخص الدولة بالصحف ومواقع الانترنت وعبر الفضائيات بدون أن نتعرض لملاحقة رجال الأمن والشرطة السرية التي كانت تستقطب اقرب أفراد العائلة ضمن خطة لتقوية النظام ،فوقع الأب في شرك ابنه وبالعكس ،وقصص سجون صدام شاهد على ما أقول ..
ولكنَّ هنالك سؤالين يطرحان نفسيهما وهما هل لحرية التعبير هذه حدود ومعايير وقواعد وأساليب أم إن المسألة عشوائية وفوضوية تتضمن طرحا للآراء مهما تكن ايجابية أو سلبية...والسؤال الأخر إلى أي مدى استفدنا من حرية التعبير هذه في تشخيص السلبيات وتقوية الايجابيات ..
مسألة حرية الأشخاص في التعبير عن الرأي تنبهت لها شعوب مختلفة مع انتهاء حقب ديكتاتوريات تمادت في حكمها الاستبدادي حدود الدولة التي تنتمي اليها فكان من ذلك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي ينص على ان "لكل فرد الحق في حرية الرأي و التعبير، ويتضمن هذا الحق حرية تبني الآراء من دون أي تدخل والبحث عن وتسلم معلومات أو أفكار مهمة عن طريق أي وسيلة إعلامية بغض النظر عن أية حدود" وفي العراق وبعد سقوط النظام السابق تضمن الدستور العراقي هذه المسألة المهمة التي ضحى من اجلها أشخاص كثيرون استشهدوا في غياهب سجون النظام فكانت المادتان 38 و40 من الدستور العراقي الدائم اللتان تنصان على مسؤولية الدولة في ضمان حرية التعبير عن الرأي بجميع أشكاله، في حرية الطباعة والإعلان والنشر وعلى ضمان حرية الاتصال والتبادل الفكري شريطة عدم الإخلال بالنظام العام والآداب..
الملاحظ وخلال هذه المرحلة التي يعيش خلالها العراقيون عرس الديمقراطية ان هنالك أساليب متنوعة في التعبير عن الرأي وبالتالي المطاليب التي تعدت المواطن لتصل الى المسؤول الذي هو بصدد المشكلة، الأمر الذي يؤكد إن هناك التباسا واضحا في فهم المواطنة الصحيحة وما لها من حقوق على الدولة وبالعكس فالكثير من الأمور التي يطالب بحلها تعود مسبباتها الى المواطن نفسه من خلال الفهم الخاطئ الذي اشرنا إليه والذي لم يأت ِ من فراغ وإنما جاء نتيجة تهديم المعاني الحقيقية للمواطنة من خلال وسائل عدة من أهمها التربية والتعليم والتي كانت حينها تهدف إلى تنشئة جيل يرسخ دعائم النظام ويقويه فخلفت بذلك ازدواجية في فهم المواطنة الصحيحة ومن الأمثلة على ذلك تأدية خدمة العلم مثلا حيث كان الكثيرون يتهربون منها نظرا لسياسات النظام التعسفية فولدت بذلك سايكلوجية معينة عند شريحة كبيرة من المواطنين تبرز من خلال التعدي على حقوقهم الشخصية والذي جاء متزامنا مع تهالك البنية التحتية للخدمات الضرورية فكانت وعقب تنفس الصعداء بانتهاء تلك الحقبة المظلمة في تكرار المطاليب بتوفير الخدمات الرئيسية والثانوية التي يحتاجها المواطن والتي تلقى بعضها آذانا صاغية وغالبيتها تهمل لعدم وجود تفاعل حقيقي بين المواطن والمسؤول وكذلك فهم الأدوار الحقيقية لكل جانب حتى تتولد بالتالي القاعدة الصحيحة التي انتبهت إليها دول كثيرة أصبحت في عصرنا الراهن وبفترات قياسية في مصاف الدول المتقدمة ،فالبعض يرمي الأوساخ في الشوارع وأمام البيوت ،رغم وجود أماكن مخصصة لها في بعض المناطق ويطالب بتخليصه من النفايات ،وآخرون يبذرون الماء الصالح للشرب رغم الأزمة المعروفة التي تعصف بالبلاد حاليا من شحة مياه نهري دجلة والفرات ،الذي ينعكس سلبا على مناطق أخرى ،ويتعدى البعض على الخطوط الناقلة للكهرباء بل غالبية البيوت تستهلك الطاقة الكهربائية في تشغيل اجهزة لا تحتاجها أصلا لا لشيء وإنما فقط ان الكهرباء الوطنية قد جاءت مما يؤدى الى انفجار المحولات الكهربائية التي هي بالأساس متهالكة ويحرم الجميع خاصة في فصل الصيف من التمتع بهواء بارد او ماء ..
إن من الماهيات الرئيسية في بناء أي مجتمع متحضر تترسخ في فهم الأدوار الحقيقية للمواطن والمسؤول فلابد أذن أولا أن نبحث مشاكلنا بأنفسنا فإذا كنا جزءا من حلها فلا نتردد ولنتعاضد فيما بيننا للوصول الى حل معين واذا لم تكن كذلك فلنطالب بتدخل الدولة وهذا لا يكون بشكل عشوائي وإنما وفق معايير وسلوك خاص حتى لا تضيع بالتالي حقوقنا وندان بأفواهنا ..
[email protected]









ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحوة برلمانية أم دعاية انتخابية..النتائج واحدة ....
- شيزوفرنيا الحنين إلى زمن صدام ...
- التدخل الخارجي والإرهاب في العراق وجهان لعملة واحدة ...
- الرجاء أيها السادة ....لاتصنعوا ديكتاتورا اخر !!!
- جعجعة بلا طحين ..!
- المسلسلات التركية والشيزوفرنيا العراقية
- كربلائي...مع وقف التنفيذ !!!!
- الانتخابات التشريعية المقبلة..ومستقبل العراق
- دجاج الكفيل...هل دق ناقوس الخطر عند المتحكمين في السوق العرا ...
- أسس المعارضة السياسية في العراق
- رؤية في النتائج الاولية للانتخابات المحلية ...كربلاء انموذجا
- مدارس كربلاء الاهلية ...خطوة الى ماذا
- كلمات اخيرة قبل تحديد لمصير
- الانتخابات المحلية وصعوبة القرار


المزيد.....




- واشنطن بوست: الاستخبارات اخترقت اتصالات بين مسؤولين إيرانيين ...
- مخاوف دولية حول مصير السجناء الأجانب.. إيران تعترف بمقتل 71 ...
- القضاء التركي على موعد مع قرار حاسم: هل يطيح بزعيم المعارضة؟ ...
- نتنياهو: -النصر- على إيران يوفر -فرصا- للإفراج عن الرهائن في ...
- من أجل سوسيولوجيا معادية للصهوينة
- مستشار كوفي أنان: إدارة ترامب تفكك الحكومة الفدرالية وتقوض ا ...
- رئيس صربيا يرفض الرضوخ لمظاهرات المعارضة
- غسان سلامة: الشعوب العربية تخاذلت عن نصرة غزة
- التحقيق بتحطم الطائرة الهندية يطرح جميع الفرضيات
- تسريب جديد يقلل من أضرار البرنامج النووي الإيراني


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء السلامي - نحو بناء صحيح ...