أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء السلامي - شيزوفرنيا الحنين إلى زمن صدام ...














المزيد.....

شيزوفرنيا الحنين إلى زمن صدام ...


علاء السلامي

الحوار المتمدن-العدد: 2642 - 2009 / 5 / 10 - 05:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لظروف أمنية واقتصادية صعبة مر بها العراقيون بعد عام 2003 كان احد أسبابها السياسات الخاطئة التي اتبعتها بعض الأحزاب التي تصدرت دفة الحكم والتي غالبا ما كانت تنبع عن مصالح حزبية وجهوية بحتة تغزل بمغازل دول او حكومات دول اقليمية ومجاورة ،ونتيجة سوء تخطيط الإدارة الأمريكية في تدمير البنى التحتية للمؤسسة العسكرية والإعلامية العراقية (كون ان الاعلام حينها مؤسسة تابعة الى الحكومة) والتي كانت بعض قياداتها سببا رئيسيا في تصعيد الإعمال الإجرامية والإرهابية ضد المواطن العراقي ،من خلال اشتراك البعض من القيادات العسكرية بشكل مباشر او غير مباشر في زعزعة الوضع الأمني ،ومساهمة بعض القنوات الفضائية في تهويل الاحداث ورسم صورة مشوشة عن الوضع السياسي العراقي للوصول الى تدمير كل بناء سياسي حتى لو كان صغيرا يمكنه بالتالي ان يكون نواة لعملية سياسية ناضجة لكون الإعلام وسيلة مهمة في كسب المعركة ..ونتيجة لتلك الاسباب وغيرها التي تحتاج الى صفحات وصفحات والتي تعد نتيجة طبيعية لانهيار اية دولة خاصة في تجربة مثل العراق الذي بدأت ملامح سقوطه بعد عام 1990 ودخول الكويت والحصار الاقتصادي الدولي والحكومي في نفس الوقت على الشعب العراقي والذي ساهم في تدمير البنية التحتية للسايكولوجية العراقية التي حفظتها العناية الإلهية من الانهيار الكامل للظروف القاهرة التي مر بها هذا الشعب الذي عاش تجربة فريدة في العالم نهاية القرن الماضي من أساليب قمع طائفية وقومية مورست ضده الأنظمة الشمولية والعقول السايكوباثية التي حكمت تحت لواء حزب البعث الشوفيني ضد كل الفئات العراقية فلم يسلم من بطشه وسجونه اقرب المقربين له فكيف إذن بباقي المعارضين والتي صورت في كتب ومقالات كثيرة ،ولعل كتاب السيد احمد الحبوبي الذي تقلد عدة مناصب وزارية، في عهدي الرئيسين عبد السلام ثم عبد الرحمن عارف وكان زعيما للحزب الاشتراكي القومي، وعاش منذ 1970 منفيا في القاهرة، الذي كان بعنوان «ليلة الهرير في قصر النهاية» وهي الليلة التي قضاها في قصر النهاية ليشاهد وعن كثب إعدام العشرات من العراقيين على يد طه الجزراوي وغيره من قيادات البعث من الأمثلة والوقائع على تلك الجرائم التي يقشعر عند قراءة أسطرها البدن فكيف وهي تعايش والتي لا يمكن وصف وحشيتها لأننا بالتالي نبخس حق الإجرام الذي توسم به هذا الحزب الشوفيني فصار الأب يخاف ابنه والأخ يخاف أخاه فتهدمت بين أفراد العائلة الواحدة جسور الثقة فتولدت وبمرور الوقت فوبيا سياسية لدى غالبية العراقيين على إن هذه الظروف لم تكن غائبة بل عاشتها بعض الدول وخصوصا الكويت التي عاش أبناؤها لشهور سياسات صدام التعسفية ورغم ذلك فان حكومتهم تطالب والى ألان أبناء العراق بتعويض أيام الاحتلال الصدامي لبلدهم التي كان حينها الشعب العراقي لا حول له ولا قوة ،فراحت تلك الدول تغزل غزلها وتعد عُدَدها (بعد ان كانت في وقت من الأوقات حليفة إستراتيجية للنظام السابق وفي وقت آخر دخلت في حلف دولي ضده خلال حرب الخليج والتي تحمل ويلاتها الشعب العراقي وحيدا) لإنتاج ظروف أمنية حتى لا تقوم دولة عراقية بمعناها الحقيقي مما جعل الجميع يقف في مفترق الطرق الامر الذي ولد عدة فئات عراقية منها من كان معارضا للعملية السياسية الجارية برمتها ومنها من دخل العملية السياسية بشكل مباشر او غير مباشر ،وهذه الفئات ليست مورد الحديث أما الفئة الأكبر فهي عامة الشعب الذين أملوا في سقوط النظام السابق أن يكون متنفسا لهم في تغيير واقعهم المعيشي المؤلم لسنوات من بطالة ونقص في الخدمات الرئيسية فضلا عن سياسة تكتيم الأفواه فصدم بتلك الإحداث والواقع المأساوي نتيجة التصور السائد حينها ان الكابوي الأمريكي القادم يحمل عصا تغيير جذرية مما ولد شيزوفرينيات من هنا وهناك في الحنين إلى زمن صدام على اعتبار إن الأوضاع الأمنية على الأقل كانت أفضل كون إن بعض الشر أهون متناسين الويلات والدمار الذي تعدى حدود البشرية ليشمل الطير والنبات ..
إن انهيار أية دولة يولد عملية سياسية كالتي نشهدها في الوقت الراهن وتجربة العراق لم تكن غريبة عالميا لوجود تجارب دولية سابقة بعد انهيار أنظمتها نتيجة الحروب او تبديل نظام معين في دولة ما ،ولكن ما يجعل العراق متفردا نوعا ما في تجربته هو انهيار غالبية مؤسساته الحكومية الأمر الذي يجعل من بناء نظام جديد يسود فيه الأمن والرخاء والقانون يحتاج إلى فترة زمنية معينة خاصة وان الديمقراطية في العراق كائن قادم من كوكب أخر فضلا عن التدخلات الخارجية التي تحاول وأد هذه الديمقراطية بكل قوة لان شعوبها وتحت سطوة الديكتاتورية تعيش غياهب الجاهلية الاولى ،ولأهمية الفترة القادمة وحتى لا نعود كما يريدون ويطمحون الى المربع العراقي الأول لابد أن نتخلص من هذه الشيزوفرينيا التي تجرنا ظلالها إلى ظلمات ودهاليز كهوف الزمن السابق الذي أضحى اليوم في مزابل التاريخ .. والله من وراء القصد ..
[email protected]








ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التدخل الخارجي والإرهاب في العراق وجهان لعملة واحدة ...
- الرجاء أيها السادة ....لاتصنعوا ديكتاتورا اخر !!!
- جعجعة بلا طحين ..!
- المسلسلات التركية والشيزوفرنيا العراقية
- كربلائي...مع وقف التنفيذ !!!!
- الانتخابات التشريعية المقبلة..ومستقبل العراق
- دجاج الكفيل...هل دق ناقوس الخطر عند المتحكمين في السوق العرا ...
- أسس المعارضة السياسية في العراق
- رؤية في النتائج الاولية للانتخابات المحلية ...كربلاء انموذجا
- مدارس كربلاء الاهلية ...خطوة الى ماذا
- كلمات اخيرة قبل تحديد لمصير
- الانتخابات المحلية وصعوبة القرار


المزيد.....




- نائب وزير الخارجية الإيراني لبي بي سي: يجب أن تستبعد واشنطن ...
- عاجل | عمدة كوتيناي بولاية أيداهو الأميركية: مقتل شخصين وإصا ...
- V?n m?nh t?t M 789club – ??i v?n trong m?t v?ng quay
- بعد خمس دول في الناتو، زيلينسكي يوقع الانسحاب من معاهدة مكاف ...
- فرنسا: الحكومة أمام امتحان سحب الثقة مجددا
- ترامب يهاجم فوز ممداني بانتخابات نيويورك ويهدد بحرمان الولاي ...
- صحف عالمية: هدنة إسرائيل وإيران قد تنهار ونتنياهو يريد حربا ...
- ماكرون: بحثت مع بزشكيان النووي والباليستي وعودة المفتشين إلى ...
- رئيس إيران: مستعدون لفتح صفحة جديدة مع جيراننا في الخليج
- فرقة جديدة في الجيش الإسرائيلي.. ما علاقة الصراع مع إيران؟


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء السلامي - شيزوفرنيا الحنين إلى زمن صدام ...