أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سمير اسطيفو شبلا - الموت يوحدنا والحياة تفرقنا














المزيد.....

الموت يوحدنا والحياة تفرقنا


سمير اسطيفو شبلا

الحوار المتمدن-العدد: 2667 - 2009 / 6 / 4 - 09:06
المحور: كتابات ساخرة
    


كان لرحيل الوطني الأول بدون منازع هذه الايام الكابتن وشيخ المدربين "عمو بابا" صدى واسع جداً في الأوساط الحكومية وغير الحكومية، ها هي منظمات المجتمع والأحزاب السياسية والجمعيات والمثقفين والكتاب والاصدقاء من خلال كتاباتهم وكلماتهم وحفلات التأبين والتعازي في كافة انحاء العالم، كل حسب ثقافته وعلاقته مع المرحوم "ابو سامي" قدموا كل ما في جعبتهم من حب ومحبة وتقدير وشكر وعرفان لهذا المواطن العراقي الغيور على وطنه وشعبه وكرته قبل بيته واهله واصدقائه وعشيرته! وهذا نادراً ما نراه هذه الايام، لا بل كم نحن بحاجة الى مثل هؤلاء الكبار لكي نسير بخطوات اكثر ثباتاً وثقة بالنفس من اجل شعبنا المضطهد ووطننا الجريح

التفاتة الحكومة العراقية
بكل صراحة نقول ان التفاتة الحكومة العراقية بالعمل بوصية الراحل "عمو بابا" كانت بحق محل تقدير واجلال واكبار من قبل الاوساط الشعبية قبل الرياضية! لانه عمل غير مسبوق أولاً! وثانياً ان الدولة والحكومة أرسلت لنا رسالة تلقيناها بكل فخر وسرور مفادها "لا فرق بين مسلم ومسيحي – المهم هو عراقي – والأهم هو عراقي أصيل بوطنيته، اي ضحًى "من التضحية" بصحته وعائلته وتحمل الاهانات من هذا وذاك (ولكنه رد بقسوة وشجاعة لم يسبقه أحد من قبل وقال بإشارة من اصبعه نحو مقصورة "الأوحد الصغير" – أسكت أو صه) نعم كان بطلاً رياضياً وعراقياً شجاعاً لا يهاب احدا لانه كان على "حق" نعم لم يكن يدافع عن حقوقه أولاً، بل كان يضمن حقوق لاعبيه ومعاونيه وادارييه قبل نفسه، وهذا ما نتمناه ان نراه في كل زاوية ومفصل ان كان في مؤسسات الدولة ووزاراتها ام في احزابنا ومنظماتنا السياسية والدينية، انه كان حقا من رجالات حقوق الانسان بجدارة

لماذا يوحدنا الموت؟
سؤال وجوب الاجابة عليه بموضوعية، نعم كلنا نرحل من هذه الحياة شئنا ام ابينا! انه الوحيد الذي لا يطرق الباب ويدخل بدون استئذان، لا يعرف الغني والفقير- الطفل والشاب والشابة ومتقدم في العمر، لا يعرف ابن الحاكم او الملك او السيد او العبد، اذن الموت هو الذي يوحدنا ولا يفرق بين رجل وامرأة، وبين قوي وضعيف، هذا من ناحية هذا الكأس الذي نشربه "غصباً عنا"!! ولكن من جانبنا نكون "غير منصفين" تجاه انفسنا وتجاه العزيزالراحل عنا، نبكي ونولول وننوح ونلبس السواد ونقيم العزاء وحفلات التأبين تكون في معظم الاحيان من اجلنا وليست من اجل الميت، لنقول ونوجه رسالة للآخرين : ها نحن هنا! قمنا بواجبنا نحو المرحوم واكثر، وكثير من الاحيان نتباهى بعدد الذبائح او انواع المأكولات في المطاعم الفاخرة وعدد المشيعين والذين حضروا الفاتحة،،،،،
وسؤالنا هو: لماذا لا نبكي ونولول ونعمل ونقاتل من اجل هذا الميت الذي اصبح عزيزاً علينا فجأة عندما كان بيننا وعلى قيد الحياة؟؟ لماذا لم نساعده وهو فقير؟ لماذا لم نهتم به ونزوره وهو مريض؟ لماذا زعلنا منه بسبب او بدون سبب وهو بحاجة الى حبنا ومحبتنا؟ لماذا تركناه وحيداً يحارب ويجابه الحياة الى ان وافته المنية ونقوم نبكي عليه ونلبس السواد؟ اين كنا لا بل اين كان ضميرنا عندما كان بيننا؟ تركناه وحيداً لم نستقبله ولم نأويه ولم نداويه ولم نحترمه!!! ما معنى توجيه نداء استغاثة من قبل المرحوم "عمو بابا" كنموذج ليس الا! انها حقاً مفارقة عجيبة وخاصة لدى القلوب التي هي من حجر الصوان، وفكر من افكار حب الذات والانانية والكبرياء والحسد، نحن نعمل من اجل الاسراع في موته بتصرفاتنا الحمقاء عندما يكون على قيد الحياة، بعدها نندم ونقوم بفحص الضمير بعد فوات الاوان، وهنا نريدها "قبل فوات الاوان" لكي لا نرضى الناس والرب، بل لكي يرضى الناس والله منا، عندها نكون حقاً بشراً "إنسانيين"

الخلاصة
نحن امام مفارقة تحدث لا بل هي قائمة امام كل واحد منا دون استثناء مطلقاً كما اسلفنا، فواجب الدولة ومؤسساتها الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني وجمعيات حقوق الانسان والرعاة والاباء والامهات والاولاد يقع على عاتقهم واجب انساني ووطني وحقوقي تجاه اليتامى والارامل والعجزة واطفال الشوارع وعوائل القمامة، نعم انه واجب لكل حر شريف وكل من له غيرة على بني جنسه ومجتمعه وشعبه ووطنه، واجب رجالات حقوق الانسان، كل انسان، اينما وجد واينما وجدوا هم، الانسان هو نفسه الانسان ان كان بعيدا او قريباً، ان كان غنياً او محتاجاً، ان كان مسؤولاً وابن الملك او الوزير او ابن العامل والفلاح، ان كان مسلماً او مسيحياً او يهودياً او يزيدياً او صابئاً او بوذياً او بدون دين، كلنا نموت ولكن يبقى شيئ واحد لا يموت معنا! الا وهو الخير الذي فعلته لاخيك او لاخاك الانسان، والحق الذي دافعت عنه ووضعت البسمة على شفاه طفل وارملة وعجوز، والامان الذي هيئته لرعيتك وشعبك ومجتمعك عندما ضحيت بوقتك وجهدك ومالك من اجل ان ينام جيرانك واصدقائك ومحبيك والاخرين دون ان تميز بينهم من ناحية الدين واللون والشكل
عندها فقط نقول: انك حي فينا



#سمير_اسطيفو_شبلا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق الإنسان بين رئاسة الدولة ورحمة احزابنا
- الدولة العراقية وحقوق الانسان
- نتيجة صفعة البرلمان الكردستاني/ قائمة موحدة للكلدان
- الوطنية والقومية تحت موس الحلاق
- الكنيسة الكلدانية شكرا لكم
- الوزيرة وجدان سالم تتألق في أمريكا
- نتائج سينودس الكلدان نتمنى ان تكون قرارات
- دعوة -ساكو- بين طرح الوزير وعاصفة صنا
- الى/ القادة الكلدان/ السينودس القادم
- محافظ نينوى / حقوق الأقليات أمانة في أعناقكم
- مسؤولية حقوق الإنسان -قائمة حقوق الإنسان العراقي-
- حبيب تومي وتجمع كتاب وحدة كنيسة المشرق
- الأسقف -ساكو- يحمي الكنيسة من الإهتزاز
- مقابلة مع الأسقف ساكو حول -الفخ والوهم-
- المطران -رحو- ليس كلدانياً اليوم
- المناخ المفتوح والنملة تتفوق علينا ايها القادة
- الأسقف -رحو- لم يمت حقاً
- المرأة ثلث المجتمع وعليكَ الحق
- الخطوة الأولى نحو الاخر لممثلية لاس فيغاس لحقوق الانسان
- وحدة الكنيسة وارقام الانتخابات


المزيد.....




- حوار قديم مع الراحل صلاح السعدني يكشف عن حبه لرئيس مصري ساب ...
- تجربة الروائي الراحل إلياس فركوح.. السرد والسيرة والانعتاق م ...
- قصة علم النَّحو.. نشأته وأعلامه ومدارسه وتطوّره
- قريبه يكشف.. كيف دخل صلاح السعدني عالم التمثيل؟
- بالأرقام.. 4 أفلام مصرية تنافس من حيث الإيرادات في موسم عيد ...
- الموسيقى الحزينة قد تفيد صحتك.. ألبوم تايلور سويفت الجديد مث ...
- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سمير اسطيفو شبلا - الموت يوحدنا والحياة تفرقنا