أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالنبي سلمان - حول أزمة الليبرالية والليبراليين العرب! (1-2)














المزيد.....

حول أزمة الليبرالية والليبراليين العرب! (1-2)


عبدالنبي سلمان

الحوار المتمدن-العدد: 2650 - 2009 / 5 / 18 - 08:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في سياق محاضرته القيمة التي ألقاها أواخر شهر ابريل الماضي بجمعية المنتدى البحرينية حول «أزمة الليبرالية في المجتمعات العربية» استعرض الباحث المصري د. عصام عبدالله العديد من الاستنتاجات والرؤى التي تجدر مناقشتها والتأكيد على الكثير من وجوهها، فمن بين ما ذكره حول تلك المسألة التي كثر السكوت حولها عقودا طويلة من دون أن تمس بمعالجات ناقدة وجريئة ما قاله أنه «لم تتم الاستفادة حتى الآن من الآفاق والفرص التي أتاحتها التحولات التاريخية الأخيرة، فإذا كانت العولمة قد عممت الظاهرة الدينية وضخمت منها، فإنها أيضا وفرت ظواهر جديدة مثل هيمنة أنماط الحياة الغربية، وشيوع ثقافة الاستهلاك والمحاكاة، وازدياد حدة الفقر والفساد والتهميش الاجتماعي بصورة غير مسبوقة، وتحمل مثل هذه الظواهر فرصاً لتطور حركات وأحزاب سياسية ليبرالية، لها مساحة من التأييد الشعبي، استناداً إلى الدفاع الليبرالي عن الحريات الشخصية والمدنية في مقابل منطق المنع والانغلاق الديني، والتأكيد على العدالة الاجتماعية وحماية المهمشين، وفي مقابل ما اسماه بتخلي النخب الحاكمة عن الفقراء والمهمشين، ومحاباة الطبقة الجديدة من الأثرياء ورجال الأعمال والمناطق المحظوظة من البلاد». وكان الباحث قبل ذلك قد عمد إلى تشريح واقع الحراك السياسي والاجتماعي في بيئتنا العربية بكثير من الجرأة والنقد المباشر الذي بناه أساسا على قاعدة تفكيك الكثير من المفاهيم الدارجة والتي يصر على أن يوصمها بالتخلف وغياب الرؤية مما يجعل منها غابة من المتداخلات العصية على الفهم، وسط حالات من هيمنة النخب الحاكمة والمثقفة على المشهد العام في مقابل حالات الانغلاق الفكري الذي تمارسه على الضفة الأخرى التيارات الدينية، والتي أفرزت كما ذهب الباحث نفسه إلى ذلك حالات من التباعد بين الفريقين، حيث لا تخلو أبدا من إسقاطات تاريخية وخلط غير مبرر للمفاهيم المتداولة بين الليبرالية وحركات التنوير والحركات الدينية في شكلها الأعم وما عكسته على مستوى الوعي والإدراك الجمعي لمجتمعاتنا العربية. وعلى الرغم من أن الباحث قد ابتدأ محاضرته بمقدمة حول ما تعيشه الليبرالية كحركة وفكر في الوقت الراهن حيث أكد على أن «الليبرالية اليوم تمر بأزمة، و الأزمة بالمفهوم العلمي، كما تعلمون هي الحالة التي تسبق الانهيار أو العافية، إلا أن أزمة الليبرالية يمكن أن تؤدي إلي انهيار أسس المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات ومنظومة الحريات العامة، في المجتمعات العربية التي تتشكل من أكبر فسيفساء ثقافية ودينية واثنية، أو أن تتعافي تماما وتصبح قاطرة الأمل وطوق النجاة لأسخن منطقة في العالم علي الإطلاق»، وهو هنا يحاول أولا أن يؤكد مسؤولية النخب والحكومات على حد سواء حيال إهمالهم لمسؤولية بناء دولة المؤسسات والمواطنة والحريات والحقوق عبر الاندفاع باتجاه الطرف المهيمن الذي هو في واقع الحال يمارس الانغلاق بهيمنة غير مسبوقة، من دون أدنى اكتراث لما آل إليه واقع مجتمعاتنا العربية من عزلة وانكفاء حضاريين، لا نحتاج لكثير من الشواهد للتدليل عليه، وكذلك محاولته الربط بين كل ذلك وما يعتمل في مجتمعنا العربي تحديدا من تناقضات صارخة ليس أقلها اتجاه الأفراد والجماعات المختلفة دون استثناء نحو العولمة طائعين أو مكرهين، حيث مفاهيم المواطنة الديمقراطية وحقوق الإنسان والأقليات والعدالة الاجتماعية في مقابل تشبث تلك المجتمعات والأفراد بمفاهيم أسماها الباحث بما قبل الوطنية ومنها الأصول والهوية التي تصل إلى حد التطرف والغلو وتنامي الأصوليات الدينية والمذهبية والطائفية في حالات كثيرة، ولتستثمر لأجلها وبشكل فج نزعات مثل القبلية والعشائرية والمذهبية، لا فرق في ذلك بين نخبنا الحاكمة وبعض النخب الثقافية، مما يعكس حجم المخاطر المتوقعة ليس على بنى المجتمع وتكويناته وإنما أيضا على مسائل مثل تغيير الحدود الجغرافية للدول والجماعات وحتى تغيير البشر أنفسهم عبر ما أسماه عوامل الانصهار القسري أو الإبادة أو الهجرة، وما يستجلب معه من تبعات وعواقب لا يمكن التنبؤ بها.

صحيفة الايام
17 مايو 2009





#عبدالنبي_سلمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في يوم المرأة.. ماذا يراد للمرأة؟!
- في تصريح لمجموعة النواب الوطنين الديموقراطين: على أعضاء المج ...
- عبدالنبي سلمان: انقسام الشارع البحريني تجاه مشروع الدستورأضر ...


المزيد.....




- إيران تقترب من المصادقة على قانون لتعليق التعاون مع الوكالة ...
- وزير دفاع إسرائيل عن خامنئي: -لو أبصرناه لقضينا عليه-
- ضربات ترامب لإيران تُرسّخ قناعة كوريا الشمالية بالتمسك بسلاح ...
- أكبر قواعد واشنطن بالشرق الأوسط: العديد... استثمار قطري ونفو ...
- إيران وإسرائيل والشرق الأوسط الجديد
- حتى نتجنب مصير مُجير أم عامر
- وزير الدفاع الأمريكي: ترامب هيأ الظروف لإنهاء الحرب الإسرائي ...
- مرشح ليكون أول مسلم يُصبح عمدة نيويورك.. من هو زهران ممداني ...
- مبابي يتهم باريس سان جيرمان بـ-الاعتداء الأخلاقي- في شكوى جن ...
- هل تناول تفاحة في اليوم مفيد حقّاً لصحتك؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالنبي سلمان - حول أزمة الليبرالية والليبراليين العرب! (1-2)