أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد الشيخ - ماذا لو استعاد نتانياهو مقولة لا الشارونية؟














المزيد.....

ماذا لو استعاد نتانياهو مقولة لا الشارونية؟


ماجد الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 2645 - 2009 / 5 / 13 - 09:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خلال أيام سيتم اللقاء المنتظر بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وحتى ذلك الوقت سيبقى جدل المواقف والتعبير عن تعارضاتها سيد المرحلة، فضلا عن تصارع الإرادات في شأن الأولويات التي تحكم سياسات الطرفين، حيث يسعى نتانياهو إلى فرض أجندته على واشنطن، بدءا من محاولة دفعها للعمل على لجم البرنامج النووي الإيراني، والدفع بخطوات التقارب بين إسرائيل والمزيد من الدول العربية والإسلامية، وأخيرا معالجة القضية الفلسطينية عبر عدد من القنوات، أهمها الدفع بمسألة الاعتراف بيهودية الدولة (الإسرائيلية) بهدف قطع الطريق على مطلب حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي شرّدوا منها في العام 1948، والسعي إلى مصادقة واشنطن على "التحفظات الإسرائيلية" إزاء سيادة الكيان الفلسطيني مستقبلا. فإلى أي مدى يمكن للقاء أن يكرس "افتراقا" أو يرسم حدودا للتمايز الأميركي – الإسرائيلي؟ وهل يمكنه الوصول إلى الحدّ الّذي يدفع بنتانياهو إلى استعادة قول (لا) التي سبق ورفعها شارون في مواجهة إدارة الرئيس جورج بوش، قبل أن يبدأ في ربيع 2002 عدوانا عسكريّا واسعا، قاد إلى حصار الرّئيس الفلسطيني ياسر عرفات؟.

وفي هذا الصدد يمكن القول أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة بزعامة نتانياهو، قد استغلتها سانحة، لتبكّر، ليس في تبني تصريحات الفاشي أفيغدور ليبرمان، بل وفي الرد على الانتقادات المعارضة لتصريحاته، الرافضة لمؤتمر أنابوليس والتي تنسف عمليا خطة خريطة الطريق. والرد كذلك وبشكل مباشر، على ما أكده الرئيس الأميركي من العاصمة التركية بشأن الالتزام بكل بنود التفاهمات السابقة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، حيث جاء رد الحكومة الإسرائيلية هذه المرة من خلال وزير البيئة (جيلاد إردان) الذي قال "إن إسرائيل لا تتلقى أوامر من الرئيس الأميركي باراك أوباما".

ولا شكّ أنّ ائتلافا يمينيا متطرفا، متماسك نسبيا على برنامج اليمين القومي والديني، ويستند إلى دعم كبير جدّا من أعضاء الكنيست، سيضع هذه الحكومة ورئيسها في وضع قوي نسبيّا، بحيث يمكنه امتصاص أيّة ضغوط محتملة من جانب واشنطن. وعلى ذلك ووفق بعض الأصوات الإعلامية الإسرائيلية "من السّهل والأكثر أدبا أن يرفض ما ستطلبه أميركا"، رغم انضمام حزب العمل إلى الحكومة، فباراك ووزراؤه لن يكونوا سوى ملاحق تابعة لحكومة يمين متطرف، لن تفيدها "خلطة العمل" بإنقاذها من سمة وطابع الفاشية التي يمكن أن ينجلي عنها سلوكها وممارساتها اليومية، فالعمل الضعيف جماهيريا والمتشظّي داخليا، لن يكون له دور الريادة التقريرية؛ إلا بالانحياز إلى سياسات متطرفة تحددها، وقد حددتها الحكومة مسبقا انطلاقا من طبيعة قواها المؤتلفة.

وإذا ما انتهت الحكومة إلى الجدار المسدود، وفشلت في تسويق نفسها وأهدافها أمام العالم، فلأنّ غياب الزّعامات التّاريخيّة بكاريزماها الخاصّة، يغيّب معه إمكانيّة بروز شخصيّة ذات مواصفات ديغولية، قادرة على تحمّل مسؤوليّة جادّة وحقيقيّة عن قرارات راديكاليّة، لا تؤشّر الأوضاع الدّاخليّة السائدة في إسرائيل، إلى إمكانيّة اتخاذها من جانب حكومة؛ مهما بدت وستبدو قويّة، فهي أضعف من أن تجرؤ على الانتقال إلى يوم آخر؛ من أيّام التّعاطي أو القبول بتسوية يمكن التّوافق على خطوطها العريضة مع شريك فلسطيني، يعاني هو الآخر مصاعب جدّيّة في الوصول إلى قواسم مشتركة. وكلاهما يعانيان فصاما مشتركا في قبول الواحد منهما للآخر، ليس بفعل أوضاعهما الدّاخلية كلّ في محيطه، بل وبفعل ضعفهما المشترك، وعدم قدرتهما على تجاوز الأشرطة الشّائكة التي تقف حجر عثرة أمام إمكانيّة تحريك حال الركود والجمود المزمن، في مستنقع عادت فيه مفاوضات التّسوية، وحتى التسوية ذاتها على المسار الفلسطيني، كما وعلى المسار السّوري؛ إلى درجة التّجمّد عند حدود الصّفر، بفعل الصعود الثاني للقوى الليكودية – الفاشية في أعقاب الانتخابات الأخيرة. فأيّ تعايش ممكن مع قوى التطرّف الفاشي والإرهابي والعنصري في كلا الجانبين، التي ترفض كلّ شكل من أشكال التّحاور أو التجاور؟ وأية سياسات رادعة أو سياسات مواجهة يمكن للوضع العربي، ومن ضمنه الفلسطيني أن يبلورها، في مواجهة حكومة يمينية فاشية لا تخفي استعداداتها للحرب، ولا تتوانى في التعبير عن نواياها ومواقفها الحربجية العدوانية؟!. وإلى أي مدى يمكن أن يذهب "الافتراق" الأميركي – الإسرائيلي، وما حدود التمايز بينهما؟.

أسئلة كبرى من الصعب الدخول في معمعان الإجابة عنها، ذلك أن ما يبدو "افتراقا" في سياسات الإدارة الأميركية الجديدة وحكومة نتانياهو، وإن كان سيبلور مواقف أكثر جدية إزاء القضايا المختلف عليها، فقد لا يكرس قطيعة تامة، وإن كان سيسجل لمرحلة جديدة من محاولة تطويع الإدارتين؛ الأميركية والإسرائيلية، كل واحدة في مواجهة الأخرى، لشروطها "التعجيزية"، والعمل على تكييفها، ومحاولة فرضها، في مواجهة وضع عربي وفلسطيني عاجز عن تقديم خريطة طريق إستراتيجية، ذات أبعاد ورؤية شاملة وموحدة.

وإذا ما كان مطلوبا من الرباعية الدولية وضع آلية لتطبيق خريطة الطريق، فإن على النظام الرسمي العربي وضع آلية مماثلة لتطبيق المبادرة العربية، وإلاّ فإن مبادرات كهذه دون وجود آليات تطبيقها، فضلا عن آليات إلزام الأطراف المعنية للبدء بتطبيقها، ستبقى مجرد مبادرات شكلية معلقة، دون أن تجد من يسعى أو من يهتم بمقاربة تطبيقها عمليا.



#ماجد_الشيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في أزمة الديمقراطية ومأزق الدولة الوطنية
- من آفاق الدولة الدستورية إلى رحاب اللادولة
- الحل التاريخي والنهائي لفلسطين
- الذكاء الاصطناعي كمنتج من منتجات الذكاء البشري
- دور الثقافة في استعادة أدوار الدولة
- فرصة أخرى من أجل إسرائيل كبرى
- rقمة العشرين وإحياء أمال النظام التعددي
- الثورة الخفية: نحو فهم أفضل لإيران وتحولاتها
- الديمقراطية.. وأدوات نقضها!
- هل لأوباما سياسة مغايرة لنهج السياسات القومية؟
- القدس.. والصراع الجغرافي والديموغرافي المتجدد
- قمة المصالحات بين نوايا التجسيد وواقع التبديد!
- إدارة الصراع وسلال -الدولة- الفارغة!
- الهند تؤكد معطيات استنهاضها كعملاق آسيوي
- نتانياهو الطامح لأكثر من تشكيل حكومة!
- الديمقراطية المغدورة
- استمرار الانقسام يكرس احتلالا للأبد!
- .. لكن المجتمعات هي الخالدة
- الدولة هي الغائب الأعظم!
- -جنة- السلطة الأبدية .. وجنونها!


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد الشيخ - ماذا لو استعاد نتانياهو مقولة لا الشارونية؟