أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - حمادة فراعنة - نموذج للانتهازية اليسارية المفرطة














المزيد.....

نموذج للانتهازية اليسارية المفرطة


حمادة فراعنة

الحوار المتمدن-العدد: 2640 - 2009 / 5 / 8 - 08:07
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


احتفى المهندسون وأصدقاؤهم من الفعاليات النقابية والقوى السياسية، بنجاح رايق كامل مع رفاقه في التحالف الوطني القومي اليساري في هيئة المكاتب الهندسية الاستشارية، وتفوقهم على تحالف حركة الإخوان المسلمين مع حزب الوحدة الشعبية المهزوم.
حركة الإخوان المسلمين القوية، التي وظفت مسار الحرب الباردة وانحازت للمعسكر الأمريكي وتحالفت مع الولايات المتحدة وأدواتها، وقاتلت تحت راياتها في أفغانستان لمواجهة السوفييت، وعملت ضد أنظمة عبد الناصر والبعثيين في سوريا والعراق وضد منظمة التحرير الفلسطينية وحقها التمثيلي والكفاحي، استفادت من هذا الماضي غير المشرف وتحالفاتها غير المبدئية بهدف تعزيز حضورها الحزبي والجماهيري حتى كادت تكون الحزب الوحيد الفاعل في الشارع العربي عموماً والأردني خاصة، بعد أن أدت نتائج الحرب الباردة إلى هزيمة التيار اليساري وفشل التيار القومي وغياب التيار الليبرالي، كما أدت إلى زيادة نفوذ التيار الأصولي ليس بسبب صواب سياساته غير النظيفة، بل بسبب دعم واشنطن والأنظمة المحافظة التي كانت حليفة للولايات المتحدة في مواجهة التيارات اليسارية والقومية والليبرالية.
حركة الإخوان المسلمين لا تؤمن بالتعددية ولا تقرها، فهي تدعي أنها وحدها على حق والباقي على باطل، ولذلك لا تركن على التعاون مع الآخرين، وإذا اضطرت لذلك فهذا يعود لأسباب انتخابية ودوافع حزبية محضة، يمليه عليها ضعف حضورها في هذه المؤسسة أو النقابة أو المنطقة أو تلك، ولكنها حينما تملك فرصة الانقضاض على المؤسسة لا تسمح للآخرين لا بالشراكة ولا حتى بالتنفس، كما تفعل اليوم مع القوى السياسية الفلسطينية في قطاع غزة بعد الانقلاب، ليس فقط مع فتح والشيوعيين والبعثيين والديمقراطية والشعبية، بل وحتى مع الجهاد الإسلامي.
حزب الوحدة الشعبية الذي يستغل تراث الجبهة الشعبية ونضالاتها، يُفترض فيه أن يفهم التحالف على أساس سياسي وليس لدوافع انتخابية انتهازية، فهو لا يستجيب لكل الدعوات المخلصة سواء من قبل أصدقاء (وكاتب هذا المقال واحد منهم)؛ أو من قبل من هم مفترض فيهم أن يكونوا حلفاءه وقوته المعنوية وأرضيته الخصبة للنمو عبر تحالفه الطبيعي والمنطقي والسويّ مع القوى اليسارية والقومية، وعبر انكفائه عن التيار الأصولي، لعزله وليس التحالف معه، حتى ولو كان ذلك بمقدار بحصة، حيث لا يوفر حجم حزب الوحدة مع حركة الإخوان المسلمين مقدار بحصة في جدار.
حزب الوحدة الشعبية (شاطر) في النطنطة المكشوفة، فهو يخوض تحالفاً مع حركة الإخوان المسلمين في نقابة المهندسين ضد القوى اليسارية والقومية، ويخوض تحالفاً طبيعياً في نقابة المحامين ونقابات أخرى، ولو توفر للقوى المحافظة وللشياطين موقع قوي في مكان ما؛ لما تردد في التحالف معها كسباً لمقعد ولو أنه حاضر وموجود، وأنه يفوز ولو على حساب مبادئه وقيمه، إنه نموذج صارخ للدونية.
أفهم أن يرفض هذا الحزب وساطتي لأنني متهم بالتطبيع كذباً وافتراء، ولكنني لا أفهم أنه لا يتجاوب مع الدعوات الأخرى من قبل أصدقاء آخرين غير مفترى عليهم بالأكاذيب والإشاعات مثلي، ولذلك تظهر النتيجة ليست بسبب الوساطة بل بسبب إيغال هذا الحزب في مواصلة سياسة التمزيق للتيار الواحد، والتحالف مع التيار الأصولي الرجعي.
ونفهم؛ كما يقول أحد الأمناء العامين لحزب يساري، نفهم أن يتقدم حزب الوحدة بفلسفة تقوم على توسيع التحالف مع حركة الإخوان المسلمين، لأن الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في بلادنا، تستدعي توسيع قاعدة التحالف السياسي لمواجهة المحافظين، ولكن هذا يجب أن يتم عبر تفاهم وتنسيق يساري قومي مسبق حتى تكون النتيجة لمصلحة مجمل الوضع السياسي لشعبنا في الأردن وفلسطين والمنطقة، لا أن يكون التحالف مع حركة الإخوان المسلمين منفرداً لمصلحة حزبية توفر لحزب الوحدة مقعداً في نقابة دون سائر النقابات، التي يرفض الأصوليون فيها مد يد التعاون وحفظ ماء الوجه لحليفهم اليساري حزب الوحدة الذي يغرد خارج سربه، فلا هو منسجم مع القوى اليسارية والقومية، ولا هو قادر على إطالة لحيته والتكيّف مع الأصوليين ورؤيتهم.
لقد خرج التيار اليساري من لجنة التنسيق على خلفية تعاطف حركة الإخوان المسلمين مع حركة الزرقاوي القاعدية، وخرج القوميون احتجاجاً على انقلاب غزة، ووحده، وحده، حزب الوحدة بقي في حضن الإخوان المسلمين (ويا ريت صار في رعايتهم) !!
أعرف حجم الرغبة الكامنة لدى اليساريين والقوميين في استعادة حزب الوحدة الشعبية ليكون في موقعه الطبيعي مع هذا المناخ التقدمي التعددي، لتصليب الحركة السياسية الأردنية اليسارية والقومية، ولكن وجود قيادة مخطوفة على طريقة "الضبع" لا ترى أبعد من أنفها، يحكم سلوكها موقف متطرف ضد الحزب الشيوعي وتراثه وضد حزب الشعب الديمقراطي الأردني وسياساته، تدفع بعض قيادات حزب الوحدة لممارسة العمى السياسي، والانكفاء عن القوى السياسية التي تكن لهم الاحترام وتتمنى لهم الخير؛ لأن نجاح حزب الوحدة وتعزيز حضوره، هو نجاح لكل القوى السياسية اليسارية والقومية، ولكن بعض قادة هذا الحزب مثل الزوج الذي يعاقب نفسه "بالخصي" احتجاجاً على سلوك زوجته.



#حمادة_فراعنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العصر الذهبي بدون برنامج سياسي
- تفاقم الأزمة الداخلية الفلسطينية
- الحوار الوطني الفلسطيني بعد التهدئة
- حواتمة والرؤيا الثورية لليمين الديني المذهبي الاصولي
- فشل حماس والاخوان المسلمين معاً
- انتفاضة المساجد ضد حماس
- حركة حماس ترفض الانتخابات وتعطل المجلس التشريعي


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - حمادة فراعنة - نموذج للانتهازية اليسارية المفرطة