أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هرمز كوهاري - مصائب العراق عند الجيران فوائد !















المزيد.....

مصائب العراق عند الجيران فوائد !


هرمز كوهاري

الحوار المتمدن-العدد: 2630 - 2009 / 4 / 28 - 05:21
المحور: كتابات ساخرة
    


قال جون كرنك ، زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان ، يوما
إن السودان ليس بلدا عربيا لأن فيه غير العرب وليس بلدا إسلاميا لأن فيه غير المسلمين وليس بلدا دينيا لأن في غير دينيين ، إنه بلدا سودانيا .

والعراق كذلك ليس بلدا عربيا لأن فيه غير العرب وليس كرديا لأن فيه غير الكرد وليس بلدا شيعيا لأن فيه غير الشيعة وليس بلدا إسلاميا لأن فيه غير المسلمين وليس بلدا دينيا لأن فيه علمانيين من المسلمين وغير المسلمين ، بل إنه بلدا عراقيا ، بلدا لكل العراقيين !

ولكن العرب يريدونه بلدا عربيا سنيا وإيران تريده بلدا إسلاميا شيعيا وتركيا تريده بلدا عراقيا دون فيدرالية كردية ، والعراقيون يريدونه بلدا عراقيا آمنا مستقرا مرفها ..بلدا لكل الشعب .

ومما زاد في تعقيد المشهد العراقي أن هذه الأهداف والنوايا الجيرانية لاتقتصر على الجيران بل تنسحب الى الداخل بل الطائفي قادمة من الخارج وليس بالعكس ، وإن لم تظهرفي الداخل الى العلن صراحة لأسباب تكتيكية وهذا التشرذم الطائفي والمذهبي يختفي أحيانا أي في فترات تدوم عقود ثم تأتي دفعة من الخارج فتحييه ، إن أجندتهم وبوصلتهم تشير بوضوح الى ذلك وأكبر دليل هي آفة المحاصصة الطائفية والقومية والمذهبية والرجعية القبلية والعشائرية ، وهي أم المشاكل في الوضع العراقي وقد لا يستقر إذا إستمرت الطائفية بالتسلط .وقد تستمر عقودا كما إستمرت هذه الآفة في غيره من البلدان عقودا مثل لبنان والبلقان وغيرها ولا زالت ، فمنها إنتهت بكوارث مثل يوغوسلافيا ومنها بهدوء مثل تشيكوسلوفايا فإنقسمت الى سلوفاكيا وتشيك دون أن تعرف اليد اليسرى باليمنى كما يقال !!

والعربان ليس لهم غير شعارا واحدا هو " عروبة العراق" !!
وموضوعنا اليوم هو موقف العرب من العراق و سبب معاداتهم له والعمل على إبتزازه أو تخريبه منذ سقوط الملكية ونوري السعيد ، فثورة 14/تموز كان حلا عراقيا خالصا لم يتدخل فيه دخيل بل طرد الجندي الإنكليزي الدخيل ولكن العراق تحول بنظرهم الى عراق شعوبي وسحبت منه هوية العروبة !! وجاء البعث والقوميين بقطار أمريكي و بمجزرة رهيبة فإرتاح العرب وإعيدت له هوية العروبة !! فترة قليلة ثم سحبت منه حالا عندما لم يوافق حزب البعث على الوحدة الفورية وحلْ حزبهم وأصبح في قائمة الإحتياط / وقدمت له هوية العروبة له ناصعة بيضاء عندما تبرع الشفي صدام بالدفاع عن العروبة بحماية البوابة الشرقية ، فأصبح رئيسه سيف العرب كما وصفته إحدى شاعرات العروبة من أحدى المحميات العربية من قبل الأمريكان ولكن ماعليش ! فلها جنسية عربية غير قابلة للسحب ، وكلما كان يتدفق ملايين العاطلين بما فيهم من خريجي السجون وممتهني تناول وتداول المخدرات من" الشقيقة " الكبرى مانحة شهادات العروبة مصر أم الدنيا العروبة المستعربة ، و شباب العراق بما فيهم خريجي الجامعات يقدمون وقودتا لنار تلك الحرب تزداد درجة عروبته !. وقال مصدر في البنك المركزي العراقي : أن العراق حول [ 93 ] مليار دولار الى مصر عن العمالة المصرية في العراق .

، وكانت الحرب العراقية – الإيرانية العبثية عرسا لكل العرب ، فالخليجيون أرادوها فرصة ذهبية لأضعاف الخصمين العراق وإيران وكان حامي الحرمين يقول :
[ اللهم إكسر خميني ..اللهم لا تنصر صدام ..!! ] أما الأردن فوجدها فرصة لبناء وتعمير عاصمته ومدنه حتى تحولت عمان وبقية المدن الأردنية الى مدن أوروبية ،وتدفقت البضائع الرديئة التي يستوردها الأردن من الدول النامية والمتخلفة بعد أن يغلفها ويضاعف سعرها مرات على أساس القيمة المضافة !! ويضع علاماته التجارية بالإضافة الى البضاعة الإسرائلية ، وقال شخص مسؤول في الأردن ، أن الأردن في تلك الفترة أسس 450 معملا ومؤسسة فقط لخدمة السوق العراقية !! . وزاد رصيد الأردن العروبي بتوسطه لدى إسرائيل للسماح للعراق بإستعمال خليج العقبة دون مضايقة إسرائيلية بل بمباركة منها وحفظا لإستمرار هذا الخير العراقي العربي الى الشقيقة الأردن ،زار ملك حسين العراق 48 مرة أثناء تلك الحرب خوفا من توقفها وتوقفْ تدفق الخير العميم الى مملكته المحروسة ! وعبّر عن هذه الحالة خير تعبير الكاتب حسن العلوي عندما قال في كتابه [ أسوار الطين ]:
"... وكأن العراق لم يعد له دور لا على صعيد محلي أو قومي سوى دور القتال بالنيابة !.... وبجعل حياة العراقيين مرتبطة بمهمات أقرب الى فرق الطوارئ وجيوش الإنزال السريع ، وتحويل أعرق شعب في المنطقة الى شعب تحت الطلب " !!

هل هذا ما يريده صالح المطلك وغيره من البعثيين والقوميين داخل وخارج العراق للعراق ؟؟ من شعار عروبة العراق؟ وخوفهم على عروبة العراق ؟ ، أن يمتص البطالة من مصر المستعربة ، وإبعاد النار عن الخليجيين مع تكديس ثرواتهم و إرتفاع أبراجهم ، وتدفق النفط العراقي الى الأردن بأسعار تفضيلية ! بحيث أصبح مبتذلا أيام كانت سيارات العراقين تقف ساعات وساعات أمام محطات الوقود دون أن يحصلوا على ما يحتاجونه أو يحصلون عليه بشق النفس ، شاهدت وأنا عائد من عمان أكثر ما كان يجلب العراقيون معهم من الأردن الى أرض السواد العراق ، كان الخبز !!!، عندما كان العراق في العهد الملكي يصدّر مئات الألآف من الأطنان من الحمطة والشعير الى العالم ، وكان في بريطانيا بورصة الشعير العراقي ! ومنذ منتصف الخمسينيات كان التلفزيون في العراق منتشرا في البيوت والمقاهي والأردنيون يعيشون في ضوء الفوانيس ، وكانت دويلات الخليج مشايخ !! ومن عايش تلك الفترة رأئ على شاشة التلفزيون العراقي كيف كان شيوخ عجمان ورأس الخيمة وأم القوين وغيرهم يأتون وينحنون أما الزعيم عبد الكريم قاسم تقديرا وإحتراما ويعدهم بالمساعدة

أما الفلسطينون فيريدون من شعب العراق أن يكون مشروع إستشهاد لإستعاد القدس وبساتينهم مع الإحتفاظ بعماراتهم وأملاكهم في البلدان الأخرى .رايتهم في عمان أكثر أحاديثهم وقراءة صحفهم كان للتعرف على تاريخ توزيع وجبات التعويضات ، وأقسم لي شخص بأن عائلة فلسطينية لم ترى الكويت في حياتها قدموا طلبات بأنهم طردوا من الكويت وفقدوا أعمالهم وتسلموا عشرات الألآف من الدولارات ، وهذه العائلة هي نموذجا لألآف العوائل الفلسطينية الذين تسلموا تعويضات كذبا ونفاقا من الأمم المتحدة من أموال العراقيين المحجوزة ولقمة عيشهم ، عندما كان أكثر راتب تقا عدي أو وظيفي في العراق لا يتعدى دولارين أو ثلاثة دولارات شهريا !!!!

وأنقل نص ما جاء في إحدى الصحف الأردنية أيام الحصار الظالم على العراق ، الذي لم يكن حصارا خارجيا بقدر ما كان حصارا ، داخليا فداءا لعروبة العراق :
كتبت جريدة الإسبوع العربي الأردنية في عددها 2144 في 13/ 11 /2000 ما نصه :
["...من خلال حساب بسيط نجد أن ما تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية من مساعدات للأردن لاتتجاوز [200] مليون دولار سنويا أغلبها تقدم على شكل أسلحة وخبرات فنية وقمح ، مقابل أكثر من [5] مليارات دولار تقدم نقدا الى إسرائيل و [3 ] مليارات تقدم لمصر "
وأضافت :" وفي المقابل تعتمد الميزانية الأردنية بشكل أساسي على المساعدات العراقية حتى في ظل الحصار والعقوبات !!! فالأردن يحصل على إحتياجاته من النفط من العراق بأسعار تفضيلية تنخفض عن أسعار السوق بحوالي عشرة دولارات للبرميل ( أي بنصف القيمة تقريبا )وهذا ما يعني أن هناك فارق حوالي [500] مليون دولار نتيجة فارق السعر! وفي الوقت نفسه هناك منحة " للشعب الأردني ( الشقيق )!
من الرئيس صدام حسين تخصم من قيمة الفاتورة النفطية قيمتها [300] مليون دولار مما يعني أن هناك دعما مباشرا من العراق يصل الى [ 800] مليون دولار سنويا ."
وإضافت أيضا :" هذا عن الدعم المباشر ، أما الدعم غير المباشر فيتمثل بأن بغداد تحصل على قيمة الفاتورة النفطية كبضائع أردنية !! يتم تصديرها اليها وفق البروتوكول التجاري بين البلدين وهوما يعني تشغيل ايدي عاملة وأسطول نقل بضائع وغير ذلك ( يعني الأيدي العاملة الأردنية والأسطول الأردني )، كما أن ذلك يعني وفرا في ميزان المدفوعات بالعملة الصعبة إذ يقوم البنك المركزي بدفع أثمان والخدمات للتجار الأردنيين بالدينار الأردني وليس بالعملات الصعبة "
وتقول أيضا :" الحكومة الأردنية تدرك كل هذه الأمور لكنها في الوقت نفسه تبدي تسكا بقرارات مجلس الأمن ضد العراق !!! "]

الى هنا أتوقف عن نقل ما كتبته الجريدة .
وأقول هذا ما إطلعتْ عليه الجريدة المذكورة أو سمح لها بنشره أما ما لم يسمح لها فهو أعظم مثل الكوبونات والرشاوي وكونها نفقا وواسطة لكل مشاكل صدام مع الأمريكا والإسرائيليين الذي أراد حرق نصف إسرائيل دون أن يفصح أي نصف يقصد الجنوبي أو الشمالي كما رددت عليه إسرائيل مستخفة بتهديده .

أما سوريا قلعة العروبة الصامدة فهي أكثر صراحة وجراة عندما قال رئيس وزراءها من على شاشة التلفزيون العراقي عند زيارته الميمونة للعراق ! : أن سوريا تريد ( نعم تريد ، اي على العراق ،: كأنه أمر ) من العراق أ ن تمد خط أو يشغل خط نفط طرابلس لتشتغل الأيدي العاملة السورية ويكون الإستقرار في البلدين ، وهذا ما يعني عروبة العراق عند السوريين ،، وكأنه يريد أن يقول : وإلا سنستمر بإرسال الجهاديين والإنتحاريين الى العراق الشقيق !في حالة عدم قيامكم بذلك !! وليبصم السوريون مع الباصمين على شهادة : عروبة العراق .

ولأن العراق يشكل عمقا إستراتيجيا للبلاد العربية ،أي أن يكون شباب العراق مشروع إستشهاد لحماية البوابة الشرقية والبوابة الداخلية لقاء حصول العراق على شهادة العروبة في حسن السلوك والسيرة من حكام العرب دام الله عروشهم وتيجانهم ، إنه سميع مجيب .
هذا الشيئ اليسير الذي يظهر على السطح ، أما ما خفى في طيات نياتهم فهي أعظم بكثير وقد يصعب حصرها من قبل أي كاتب بعيد عن خفايا الأمور .

أما أطماع الجارتين إيران وتركيا في العراق فهي أقسى وأمر وأعظم وهذا موضوع آخر قد أتناوله في مقال آخر أو يتناوله غيري من الكتاب الكرام .



#هرمز_كوهاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 9 / نيسان / يوم التحرر من الدكتاتورية
- البعثيون الذين لم تلطخ أيديهم بدماء الشعب !! نص الرسالة التي ...
- الحزب الشيوعي العراق ...يواجه إمتحانا عسيرا
- التكتلات القومية والمذهبية..والديمقراطية ..!
- الدولة ...والعشيرة
- الديمقراطية...تلبي حقوق المرأة
- كم من أمثال الدايني تحميهم المحاصصة الطائفية
- العراقيون صوّتوا للشعارات ..لا المبادئ
- الطائفيون يغيرون ثوبهم .. المالكي نموذجاً
- المشهد العراقي ..وقصة البستوكة
- لا تزعجوا المالكي والمسؤولين ، بذكر السلبيات
- ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان : ماذا تعني
- الحوار المتمدن . معهد للديمقراطية
- هل يتوقعون إنقلابا عسكريا في العراق
- إضطهاد المسيحيين والأقليات ، سقوط في الأخلاق والسياسة
- حكام العراق تذكروا ، إن الفساد مفجر الثورات ومهلك الفاسدين
- بل إنتظروا المزيد - يا أحفاد كلدان وآشور والسريان
- الآلوسي نجح في تعريتهم ، وفشلوا في إخفاء نفاقهم
- نقد فكر اليسار العربي ، السيدة النقاش نموذجا
- مسؤولية الدولة عن الإرهاب


المزيد.....




- فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي ...
- ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ ...
- بعد مسرحية -مذكرات- صدام.. من الذي يحرك إبنة الطاغية؟
- -أربعة الآف عام من التربية والتعليم-.. فلسطين إرث تربوي وتعل ...
- طنجة تستضيف الاحتفال العالمي باليوم الدولي لموسيقى الجاز 20 ...
- -لم أقتل زوجي-.. مسرحية مستوحاة من الأساطير الصينية تعرض في ...
- المؤسس عثمان الموسم 5.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 باللغة ...
- تردد قناة تنة ورنة الجديد 2024 على النايل سات وتابع أفلام ال ...
- وفاة الكاتب والمخرج الأميركي بول أوستر صاحب -ثلاثية نيويورك- ...
- “عيد الرّعاة” بجبل سمامة: الثقافة آليّة فعّالة في مواجهة الإ ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هرمز كوهاري - مصائب العراق عند الجيران فوائد !