أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد صادق عبود - صناعة الامن بين الامس واليوم














المزيد.....

صناعة الامن بين الامس واليوم


محمد صادق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 2624 - 2009 / 4 / 22 - 06:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كما يعرف الجميع إن العراق قبل التاسع من نيسان 2003 كان يشهد في الظاهر وضعا امنيا مستقرا نتيجة للسياسة التي اتبعها النظام آنذاك حيث عمل على إسكات الأصوات بالقوة وتصفية المعارضين وارتكب في ذلك جرائم إبادة جماعية كان ضحيتها جميع مكونات الشعب العراقي وساعده في ذلك أزلامه من أجهزة مخابراتية وأعضاء في حزبه المنحل والذين تمكنوا من محاصرة أبناء الشعب العراقي وحكمه بالحديد والنار..
واعتبر البعض ممن كانوا يؤيدون سياسات النظام إن ذلك وضع امني مستقر بالرغم من وجود آلاف المعتقلين الذين كانوا يساقوا إلى غياهب السجون مع عوائلهم ويتم بعد ذلك مصادرة أموالهم المنقولة وغير المنقولة وبيع بيوتهم في المزاد العلني وفصل أقربائهم من وظائفـهم حتى الــدرجة الـرابعة أو الخـامسة.
وجرائم أخرى لم تكشف للرأي العام حتى سقوط النظام فاستغرب العالم تلك الجرائم البشعة وهو يتابع جلسات المحكمة الجنائية التي كشفت وحشية ذلك النظام في التعامل مع شعبه.وهكذا تحقق ما يسميه البعض وضعا امنيا مستقرا في ذلك الوقت وبعد التاسع من نيسان شهد الوضع الأمني بصورة عامة في العراق تدهورا كبيرا والأسباب معروفة للجميع منها غياب الأجهزة الأمنية و ترك الساحة مفتوحة للجميع . حيث اشتركت جهات عديدة في المساعدة على تردي الوضع الأمني في الساحة العراقية وكل جهة لها أهدافها وأجنداتها الخاصة حتى إن بعض السياسيين كانوا يحاولون الحصول على مطالبهم بالضغط على الحكومة من خلال استهداف الوضع الأمني ..فكان واجب الحكومة صعبا ومهمتها عسيرة في محاولتها لإعادة استقرار الوضع الأمني من جديد الأمر الذي جعل اليأس يتسرب إلى نفوس المواطنين من نجاح الحكومة في إعادة الامن فاضطر عدد كبير من الناس للسفر إلى محافظة أخرى أو خارج البلاد في محاولة منهم للهرب بحياتهم وحياة عائلاتهم.. ولقد وصلنا إلى درجة من الخوف جعلتنا نفعل أشياء نضحك حينما نتذكرها الآن ومنها إن البعض قام في تلك الأيام العصيبة بتغيير اسمه أو لقبه في هوية الأحوال الشخصية خوفا من أن يتواجد في المنطقة الخطأ حيث كان هناك من يقوم بزرع الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب الواحد وكان المواطن لا يرد على جهاز الموبايل حينما يكون الرقم غريبا خوفا من أن يتلقى تهديدا بالخطف أو القتل في حالة عدم دفعه لمبلغ كبير يصل إلى آلاف الدولارات .وحينما كان للرجل عمل ما في دائرة رسمية بعيدة عن منطقته كان يكلف زوجته أو أي امرأة للذهاب بدله وانجاز العمل نيابة عنه.
وكان أولياء أمور التلاميذ يوصلون أبناءهم إلى مدارسهم وينتظرون خروجهم من المدرسة خوفا من خطفهم على أيدي عصابات الخطف التي كانت منتشرة بكثرة..وأخيرا كان الناس يدخلون بيوتهم عند مغيب الشمس و كان الرجال يبيتون و أصابعهم على الزناد و يتناوبون على حراسة بيوتهم.. وكل هذا جعل المواطن يفتقد الدولة و الحكومة القوية التي تحميه من كل هؤلاء.. و اكتشف إن أية جهة أو مليشيا لن تستطيع حمايته كما تفعل حكومة تمتلك جيشا قويا و قانونا يحمي الجميع بالتساوي ..حتى جاءت خطة فرض القانون ونجحت في فرض القانون والتصدي لكل من كان يحاول النيل من امن الشعب العراقي وأسكتت تلك الأصوات التي كانت تتباكى على الوضع الأمني للنظام السابق وتتمنى رجوع ذلك النظام بحجة انه لو عاد سيعيد الأمن للبلاد وانه الوحيد القادر على ذلك .ولكن الحكومة الجديدة أسكتت هؤلاء وأثبتت للجميع إنها قادرة على فرض الأمن بعد نجاح الخطة الأمنية وإفشال كل المراهنات على فشلها .
وبنفس الاتجاه في فرض الأمن من خلال خطة فرض القانون كان هناك المصالحة الوطنية التي تسير في نفس الاتجاه حيث يساعد العمل السياسي المشترك مع جميع الأطراف السياسية الأخرى والاستماع لصوت المعارضة واستيعابها على استقرار الوضع السياسي الذي يؤثر تأثيرا كبيرا على الوضع الأمني ..وفي نفس الاتجاه أيضا عملت الحكومة على استيعاب اكبر عدد من المواطنين الذين كانوا عاطلين عن العمل وتوفير رواتب ومخصصات لهم في محاولة لإبعادهم عن الحاجة التي قد تساعد في انجرافهم.. هذه هي الإجراءات التي تساعد على بناء وضع امني صحيح على أسس متينة حيث نعيش في دولة أساس أمنها العدل والمساواة وحرية الرأي والتعبير والشفافية في التعامل كل ذلك يجعل من هذا الأمن لا يشبه أبدا ذلك الأمن الذي كان سائدا قبل التاسع من نيسان 2003 والذي كان مبنيا على العنف والقوة والخوف فقط.



#محمد_صادق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الفوز وروح الخسارة
- كابوس الفساد المالي والاداري
- دور الاعلام في بناء الانسان
- ثقافة الفوز
- الوعي في تفهم الحوار
- الجامعة العربية استنكار وتنديد
- مازال هناك متسع من التسامح
- الانتماءات
- التربية والثواب والعقاب
- الاعلام والشعائر الحسينية
- ليلى تساعد امها مقالة في التربية وعلم النفس
- عراقيون لايفرحون لفرح العراق


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد صادق عبود - صناعة الامن بين الامس واليوم