أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - إبراهيم ابراش - مؤتمر دربان 2:تراجع في التأييد العالمي أم خلل في الدبلوماسية العربية؟















المزيد.....

مؤتمر دربان 2:تراجع في التأييد العالمي أم خلل في الدبلوماسية العربية؟


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 2623 - 2009 / 4 / 21 - 08:52
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


في جنيف وفي سياق الإعداد لمؤتمر دربان 2 الذي سيعقد يوم الاثنين القادم تدور معركة سياسية دبلوماسية لا تقل أهمية عن المعركة الدائرة على أرض فلسطين وفي العالم بين قوى التحرر المدافعة عن حق الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال و عن حقوق الإنسان وضد العنصرية والتحريض الديني من جانب والكيان الصهيوني و حلفائه وخصوصا واشنطن من جانب ثان، فحتى يوم 17 ابريل أي ثلاثة أيام من عقد المؤتمر تم تسجيل قرابة ثلاثة الآف وثمانمائة شخص للمشاركة في مؤتمر استعراض دربان. ويتضمن هذا العدد أكثر من مائة رئيس وفد من الدول الأعضاء بما فيهم الرئيس الإيراني ، وأكثر من ألفين وخمسمائة ممثل من المنظمات غير الحكومية مما يدلل على أهمية المؤتمر،والملفت للاهتمام غياب التغطية الإعلامية الكافية وكأنه مقصود التعتيم على هذا المؤتمر.
سبب هذه المعركة خشية إسرائيل وواشنطن والدول الأوروبية من إثارة موضوعات تحرج الغرب وإسرائيل كما جرى مع دربان 1 الذي عقد في دربان في جنوب إفريقيا بين 31 أغسطس و8 سبتمبر 2001 بناء على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 52/111 لسنة 1997. ففي ذاك المؤتمر أثيرت قضايا أحرجت الغرب واستفزت إسرائيل مثل أسباب العنصرية وأشكالها وإجراءات التعويض عن أضرارها كما أن مؤتمر دربان الأول أشار في المادة 63 من الإعلان إلى "القلق إزاء المحنة التي يعانيها الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الأجنبي" واعترف "بحق الشعب الفلسطيني الغير قابل للتصرف في تقرير مصيره وبناء دولة مستقلة" وفي مادة 64 من الوثيقة الختامية جاء "تحقيق سلام عادل وشامل ودائم في المنطقة" وفي المادة 65 جاء أن الدول المشاركة في المؤتمر "تسلِّم بحق اللاجئين في العودة الطوعية لديارهم وممتلكاتهم بكرامة وأمان" و "تحث جميع الدول على تيسير هذه العودة.هذه قضايا تعتبرها إسرائيل خطوطا حمراء وتعتبرها الدول الغربية وواشنطن تدخلا في قضايا سياسية حساسة ليست من اختصاص المؤتمر.
إذن نشطت الدبلوماسية الإسرائيلية والأمريكية بشكل رسمي وغير رسمي و قبل أن تبدأ الأشغال التحضيرية للمؤتمر من اجل تأليب الدول والرأي العام وخصوصا الأمريكي والأوروبي لمقاطعة المؤتمر خشية من أن يصدر عن المؤتمر قرارات كالقرارات التي صدرت عن دربان 1 والتي نددت بالعنصرية وبالممارسات الصهيونية في فلسطين بل وطالب بمحاكة إسرائيل على الممارسات التي تقوم بها ضد الفلسطينيين ،ومن المعلوم أن المظاهرات والأنشطة التي قامت أثناء انعقاد دربان 1 كانت لا تقل عن قرارات المؤتمر نفسها في الأهمية وفي إثارة الرأي العام العالمي ضد إسرائيل، وخصوصا أن المؤتمر يجيء في وقت مازال العالم فيه مستفز بشدة من الممارسات الإرهابية لإسرائيل في غزة وما أرتكب من جرائم ،والتخوفات الصهيونية أن تطرح مجازر غزة على المؤتمر ويصدر عن المؤتمر قرارات بمحاكمة إسرائيل أو على الأقل اتهامها بالعنصرية وربما مطالبة بإحياء قرار قرار الأمم المتحدة رقم 3397 لعام 1975 والذي اعتبر الصهيونية شكلا من أشكال العنصرية وهو القرار الذي ألغته الجمعية العامة للأمم المتحدة بقرارها رقم 86/ 46 بتاريخ 16/12/1991 وللأسف بموافقة غالبية الدول العربية، أيضا توجد خشية من إثارة ممارسات الجيش الأمريكي في العراق وفتح ملفات التعذيب في سجن أبو غريب وفي غوانتانامو ،والتمييز ضد الأقليات والحريات الدينية الخ ،وبالفعل فإن الوثيقة التحضيرية التي كانت معدة لتقديمها للمؤتمرين في جنيف كانت تتضمن إدانات قوية لإسرائيل وللعنصرية والتمييز العنصري وتعتبر إسرائيل دولة احتلال عنصري.
ومن هنا استبقت إسرائيل و دول أخرى الأمر وأعلنوا مقاطعة مؤتمر دربان فيما واشنطن ودول الاتحاد الأوروبي ضغطت لتغيير الوثيقة التي ستُقدم للمؤتمر والتي تحمل عنوان "متحدون ضد العنصرية: الكرامة والعدالة للجميع". ويبدو أن قوة المعسكر المناوئ لعقد المؤتمر أو الراغبة بالتخفيف من حدة قراراته كانت اكبر من قوة المعسكر المدافع عن حقوق الإنسان والمناوئ للعنصرية والتمييز العنصري ،حيث المعسكر الأول جند قوة الاتحاد الأوروبي ومؤسساته وإعلامه والحركة الصهيونية العالمية بتحالفاتها الدولية وإمكانياتها المالية والإعلامية ومنظمات حقوقية وشخصيات سياسية وإعلامية لمقاطعة المؤتمر منها وثيقة من 1300 من سياسيين وإعلاميين واقتصاديين رفعها هؤلاء للحكومة الألمانية مطالبين إياها بمقاطعة المؤتمر ،بالإضافة إلى التعتيم الإعلامي على المؤتمر وهو ما نلمسه ليس فقط على مستوى الإعلام و الفضائيات الأجنبية بل والعربية أيضا ،أما المعسكر الآخر وخصوصا العرب فتحركهم محدود ومخجل، فباستثناء الوثيقة التي وقعت عليها حوالي خمسين من المنظمات الحقوقية العربية وتطالب بأن تتضمن الوثيقة التي ستصدر عن المؤتمر إدانة لإسرائيل والصهيونية فلا يوجد تحرك عربي جاد في هذا الاتجاه. وللأسف نجحت الجهود الأوروبية والأمريكية في تغيير الوثيقة التي سُتعرض على المؤتمر بحيث تم اختزالها من 63 صفحة إلى 17 صفحة واسقط منها أي إشارة لإسرائيل أو للقضية الفلسطينية بشكل عام وكذا الإشارة للتحريض الديني ،وهذا يعتبر تراجعا كبيرا عن مقررات مؤتمر دربان 1 .
في جميع الحالات إن كان من المهم حضور اكبر عدد من الوفود الرسمية وغير الرسمية وأن تصدر قرارات داعمة للقضية الفلسطينية إلا أن الأهم هو القدرة على تنفيذ القرارات أو جعلها مؤثرة على سلوكيات الدول وخصوصا على الكيان الصهيوني،فلدينا ذخيرة من مئات القرارات الدولية وبعضها من مجلس الأمن وكلها تتحدث عن الحقوق الفلسطينية وتدين الممارسات الصهيونية ولكن العرب لم يوظفوا هذه الذخيرة لتشكيل جبهة ضاغطة على إسرائيل وكان مصير هذه القرارات كمصير قرارات القمم العربية حبرا على ورق ،والخلل ليس في القرارات نفسها ولكن في غياب الإرادة والتصميم العربي على الاستمرار قدما نحو تطبيق هذه القرارات ،وهنا اُذكِر بقرار محكمة العدل الدولية بشان جدار الفصل العنصري ونتساءل ما مصيره؟ ونذكر بقرار مجلس الأمن 1515 الذي أشار إلى حق الفلسطينيين بدولة مستقلة وغيرها من القرارات ،بل ونذكر بقرارات دربان قبل ثمان سنوات وما مصيرها ؟.يبدو أننا كعرب لدينا مشكلة في فهم الشرعية الدولية وفي فهم قراراتها وآلية تنفيذها وفي كيفية التعامل مع الرأي العام العالمي بالإضافة إلى غياب وحدة السياسة والموقف عند المجموعة العربية ،وكما اشرنا فإن قرار 3379 الذي يعتبر الصهيونية شكلا من أشكال العنصرية وهو أهم واخطر قرار يصدر عن المنتظم الدولي في إدانته ليس فقط للممارسات الصهيونية بل وفي توصيف الوجود الصهيوني ،هذا القرار ألغيَّ بموافقة وتصويت غالبية الدول العربية،ويبدو أيضا أن الانقسام في الصف الفلسطيني والخلافات العربية العربية وتعارض الأجندة الإقليمية في المنطقة كل ذلك أضعف من إمكانية تشكيل جبهة فلسطينية عربية إسلامية بموقف موحد يواجه الموقف الأمريكي الإسرائيلي،بمعنى ان خلافاتنا الداخلية انعكست سلبا على قدرتنا على التأثير في المحافل الدولية..



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما خفي من حوارات المصالحة الفلسطينية في القاهرة
- مؤتمر حركة فتح والمصالحة الوطنية والتسوية
- قمة الدوحة: مصالحات دون حل الخلافات
- وستبقى القدس عاصمة للثقافة العربية وعاصمة لفلسطين
- الانقسام وتأثيره على مفهوم وواقع حقوق الإنسان في فلسطين
- لجان الحوار الوطني :مهام صعبة ولكنها ليست مستحيلة
- المصالحة الفلسطينية ضرورة وليست خيارا
- القضية الفلسطينية بين تسوية مأزومة واجندة الإسلام السياسي
- الشعب الفلسطيني لا يُقاد إلا تحت راية الوطنية الفلسطينية
- الحرب على غزة بين حسابات الأوطان وحسابات الأحزاب
- العدوان على غزة والمفاهيم الملتبسة للنصر والهزيمة
- مصير قطاع غزة والمشروع الوطني بين مجلس أمن متواطئ وقمة عربية ...
- الحصار:المخاض العسير لولادة إملرة غزة
- العقل السياسي العربي وتداخل الهويات:المشهد السياسي الفلسطيني ...
- سؤال المصالحة الفلسطينية:كيف ننجح المصالحة وليس هل تنجح المص ...
- إما أن يحافظ الفلسطينيون على مشروعهم الوطني أو يعودوا للوصاي ...
- تساؤلات حول ولاية الرئيس أبو مازن
- صعوبة الحياد ومنزلقات الانحياز في الحياة السياسية الفلسطينية
- المصالحة الفلسطينية بين شروط الرباعية وممانعة حركة حماس
- حكومة تسيير اعمال ام حكومة الطريق الثالث


المزيد.....




- مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة 33 جراء إعصار في الصين
- مشاهد لعملية بناء ميناء عائم لاستقبال المساعدات في سواحل غزة ...
- -السداسية العربية- تعقد اجتماعا في السعودية وتحذر من أي هجوم ...
- ماكرون يأمل بتأثير المساعدات العسكرية الغربية على الوضع في أ ...
- خبير بريطاني يتحدث عن غضب قائد القوات الأوكرانية عقب استسلام ...
- الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لمسيرات أوكرانية في سماء بريان ...
- مقتدى الصدر يعلق على الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريك ...
- ماكرون يدعو لمناقشة عناصر الدفاع الأوروبي بما في ذلك الأسلحة ...
- اللحظات الأخيرة من حياة فلسطيني قتل خنقا بغاز سام أطلقه الجي ...
- بيسكوف: مصير زيلينسكي محدد سلفا بوضوح


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - إبراهيم ابراش - مؤتمر دربان 2:تراجع في التأييد العالمي أم خلل في الدبلوماسية العربية؟