أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - مؤتمر حركة فتح والمصالحة الوطنية والتسوية















المزيد.....

مؤتمر حركة فتح والمصالحة الوطنية والتسوية


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 2613 - 2009 / 4 / 11 - 04:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


منذ بداياتها الأولى كفكرة منذ خمسة عقود خلت، لم تكن حركة التحرر الوطني الفلسطيني (فتح) مجرد حزب سياسي كبقية الأحزاب العربية أو الفلسطينية التي ظهرت فيما بعد،بل كانت تعبيرا وتجسيدا لهوية وطنية صاعدة.تماهت حركة فتح مع الوطنية الفلسطينية ومع الهوية والثقافة والشخصية الوطنية حتى باتت فتح تعني فلسطين وفلسطين تعني فتح وهو الأمر الذي انعكس بالتأييد العارم الذي حضت به الحركة ليس فقط فلسطينيا بل عربيا ودوليا،وحتى عندما ظهرت فصائل فلسطينية يسارية وقومية وحاولت توطين أيديولوجياها لم تتمكن من الحلو ل محل فتح في التعبير عن الوطنية الفلسطينية،إلا أن وجودها مع حركة فتح في إطار منظمة التحرير الفلسطينية أضفى عليها وعلى المنظمة طابعا وطنيا حررها من الوصاية العربية وخصوصا بعد عام 1968.
ولأن فتح لم تكن حزبا فإنها لم تقيد نفسها بإيديولوجية محددة- إلا إذا اعتبرنا تجاوزا الوطنية إيديولوجية- ولذا لم تلتزم الحركة بمتطلبات العمل الحزبي الضيق ولم يكن ذلك ممكنا حتى إن رغبت بذلك نظرا لشعبيتها الواسعة وتداخل الانتماء التعاطفي مع الانتماء الحزبي الملتزم تنظيميا وخصوصا بعد معركة الكرامة قي مارس 1968.غياب التنظيم الدقيق والايدولوجيا إن شكلا سابقا ميزة مكنت الحركة من توسيع القاعدة الشعبية والتسيد في النظام السياسي إلا أنها انقلبت سلبا على الحركة حيث انقطعت الصلة والتواصل ما بين قيادة الحركة من جانب وجماهيرها الواسعة ومنطلقاتها الأولى من جانب آخر، وما عزز هذه القطيعة تحوُّل الانتماء لفتح من انتماء من اجل العطاء والتضحية إلى ارتباط من اجل الوظيفة والمصلحة عندما تدفقت الأموال على الحركة والمنظمة وأصبحت مصدرا للتوظيف دون اشتراط مؤهلات نضالية وحتى أخلاقية،هذا الأمر تفاقم بعد تأسيس السلطة وتَحَمُل حركة فتح كل أعباء السلطة و إسقاط كل أخطاء وتعثرات السلطة على الحركة،وتراجع التثقيف السياسي والعمل التنظيمي التعبوي لصالح الصراع على السلطة والمصالح الضيقة والمليشيات المسلحة المرتبطة بأشخاص دون رؤية نضالية حتى بات جيل كامل من الشباب ممن يُنسبون لحركة فتح لا يعرف عن تاريخ الحركة وفكرها إلا النزر اليسير فهو لم يدخل الحركة إيمانا بمنطلقاتها ومبادئها بقدر ما كان سعيا وراء الوظيفة والراتب أو لمجرد حمل السلاح.
بالرغم من تعرض حركة فتح لكثير من النكسات التي كانت تتطلب وقفة مراجعة في بنيتها التنظيمية وتوجهاتها السياسية إلا أن هذه الوقفة لم تحدث واستمرت أوضاع الحركة تسير من سيء إلى أسوء حتى الهزيمة بانتخابات يناير 2006 أمام حركة حماس ثم انقلاب هذه الأخيرة في يونيو 2007 الذي اخرج حركة فتح من السلطة ومن الحياة السياسية في قطاع غزة لم يفلحا في استنهاض الحركة وحثها على لملمة صفوفها والعودة لأصولها ودورها الريادي كتعبير عن الوطنية والهوية والشخصية الفلسطينية المستقلة.واليوم وبعد سنوات من الحديث عن عقد المؤتمر السادس للحركة ما زالت الأمور تراوح في مكانها وما زال الغموض سيد الموقف حول تاريخ ومكان انعقاده،وما نسمعه عما يدور في الاجتماعات التحضيرية للمؤتمر وفي اجتماعات اللجنة المركزية والهيئات القيادية من جدل حول المحاصصة والحديث عن تكتلات وخلافات لا تخلو من صراع على مصالح ضيقة ولا تعبر عن حرص على الحركة والمصلحة الوطنية،يثير كثيرا من القلق.
بالرغم من الإعاقات الداخلية لاستنهاض الحركة إلا أننا نعتقد أن العائق الرئيس أمام استنهاض الحركة مصدره خارجي وإن كان يوظف أدوات داخلية سواء من داخل الحركة نفسها أو خارجها كمساعدة ولو بطريفة غير مباشرة لقوى سياسية منافسة للحركة على الانتشار،ذلك أن إسرائيل تدرك جيدا ان نقيض مشروعها الصهيوني هو المشروع الوطني ومن يحمل هذا المشروع ويمثله هو حركة فتح وليس أية جهة أخرى،حتى منظمة التحرير فلا قيمة أو تأثير لها –مع كامل التقدير لكل القوى السياسية المنضوية فيها- بدون حركة فتح، كما أن قوى اليسار وحدها لا تمثل المشروع الوطني لاعتبارات إيديولوجية ولاعتبارات مادية واقعية لها علاقة بتشرذمها ومحدودية امتدادها الجماهيري ،وجماعات الإسلام السياسي لا تحمل مشروعا وطنيا ولا تعبر عن البعد والانتماء الوطني وهي موجة خارجية هبت على الحالة الفلسطينية حتى وإن كانت موجة قوية تبقى موجة عابرة ستتكسر على صخرة الوطنية الفلسطينية.حركة فتح وحدها هي النقيض الثابت للكيان الصهيوني ومن هنا كانت وما زالت المؤامرة عليها وليس على أية جهة أخرى بالرغم من كل أشكال التضليل الإعلامي والسياسي والنفسي، وحتى العنف الموجهة والمبرمج أحيانا ضد إسرائيل ،كل ذلك لا يخفى أن حركة فتح كفكرة وطنية جامعة وكحضور شعبي واسع هي المستهدفة(بالرغم من هزيمة فتح الانتخابية والحالة المزرية للتنظيم إلا أنها حصلت على 42 % من الأصوات و استطلاعات الرأي الحالية تمنحها حوالي 40% من الأصوات ).
يستند بعض المناوئين لحركة فتح في تبرير معارضتهم للحركة وللقول بأنه لا داع للتباكي عليها، على بعض السلوكيات المشينة لبعض المحسوبين على الحركة أو من خلال واقعها التنظيمي أو من خلال رؤية سياسية تقوم على أن الحركة ليست قدرا على الشعب الفلسطيني وأنها وصلت من العمر عتيا وعليها أن تترك الساحة للقوى السياسية الأخرى وخصوصا الصاعدة الخ.إن كنا لا ننكر الأوضاع المزرية لتنظيم حركة فتح ،وتعاظم دور الانتهازيين والمتسلقين داخل الحركة بقدر زيادة عدد المحبطين والمستبعدين،إلا أن حركة فتح ليست هؤلاء ولا هي بعض القيادات التي تتسابق على عضوية اللجنة المركزية أو المجلس الثوري ممن يشهد لهم الشارع بالفساد أو بالجبن بجدارة ،إن حركة فتح هي الكتلة الشعبية الأكبر التي تؤمن بالمشروع الوطني :مشروع الحرية والاستقلال و السلام العادل،مشروع الدولة والهوية والثقافة الوطنية ،إنها المشروع النقيض لمشروع الاحتلال من جهة ولمشروع من يندرجون ضمن الإسلام السياسي المغامر والغامض من جهة أخرى،وبالتالي حركة فتح هي تعبير عن كل من يؤمن بالمشروع الوطني سواء كان منتميا تنظيميا للحركة أو خارجها.
إن من يتابع الجدل داخل الحركة حول عقد المؤتمر سيلمس انقساما بين ثلاثة تيارات ،أحدها يسعى لجر الحركة نحو التماهي مع المتطلبات الصهيونية والأمريكية للتسوية وبالتالي القضاء على حركة فتح كحركة وكمشروع تحرر وطني،وفريق يسعى لمصالح ذاتية وبالتالي فإن قتاله لعضوية اللجنة المركزية والمجلس الثوري هو سعي لمناصب وامتيازات أو حفاظا عليها ولو تم تقليص رواتب ومخصصات وامتيازات أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري لخفت حدة الصراع على هذه المراكز عند هذه الفئة،أما الفئة الثالثة فهم الملتزمون والمؤمنون بمنطلقات الحركة وبالمشروع الوطني والهادفون لإنقاذ الحركة من وضعيتها المأساوية وتحريرها مما عَلُق بها من سلوكيات ومن أشخاص حرفوها عن مسارها.الخطورة تكمن في الفريق الأول الذي يسعى إما أن تكون نتائج المؤتمر بما يتماشى مع توجهاته أو لا ينعقد المؤتمر وفي الحالتين سيكون هو الفائز لأن إعاقة عقد المؤتمر معناه إعاقة المصالحة الوطنية وإعاقة المشروع الوطني وبالتالي تكريس الوضع القائم داخل فتح وتكرس الانقسام في الحالة الفلسطينية، وفي هذه الحالة لن يكون هناك لا مشروع مقاومة ولا مشروع سلام وهذا ما تريده إسرائيل وما يتوافق مع مصالح هذه الفئة.
لقد بات واضحا أن لا نجاح لمصالحة وطنية حقيقية ولا لمشروع وطني ولا لسلام حقيقي إلا باستنهاض حركة فتح وهذا لن يكون إلا بعقد المؤتمر حالا ،أما الخوف من أن يؤدي عقد المؤتمر لانقسام الحركة فهو نوع من الترهيب حتى لا ينعقد المؤتمر،وحتى لو افترضنا حدوث انقسام للحركة فالأمر سيكون صحيا لأن الفاسدين لن يستطيعوا تمثيل الحركة ولن يكونوا إلا أقلية منبوذة،أما المخلصون الذين سيمثلون التيار الوطني الحقيقي فإنهم سيجدون عشرات الآلاف من الذين ابتعدوا عن الحركة يعودون إليها مجددا بالإضافة إلى مئات الآلاف من الأعضاء الجدد المؤمنين بالمشروع الوطني وستكون فتح الحقيقية الوطنية بعد الانقسام أقوى مما هي عليه قبل الانقسام،وإن كنا نتمنى ألا يحدث الانقسام وهو لن يحدث .
نخلص للقول بان استنهاض حركة فتح من خلال عقد مؤتمرها السادس ليس شأنا فتحاويا خالصا بل شأنا وطنيا ،فعقد المؤتمر وتوحيد أبناء فتح تحت قيادة وطنية ملتزمة ينزع الذرائع من حركة حماس التي بررت انقلابها بالفلتان في الحركة وبمن سمتهم بالفريق الانقلابي،حركة فتح موحدة وقوية يشجع أيضا حركة حماس وبقية القوى السياسية على المصالحة الوطنية ويمنحهم ويمنح الشعب طمأنينة بان حركة فتح ما زالت ملتزمة بالمشروع الوطني، واستنهاض حركة فتح والمصالحة الوطنية تنزع الذرائع من تل أبيب وواشنطن اللذان تقولان بعدم وجود شريك فلسطيني للتسوية ويتحججان بأن الحالة الانقسامية الفلسطينية هي ما يعيق عملية السلام . كل ذلك يدفعنا لمناشدة الرئيس أبو مازن المؤتمن على الحركة وعلى الشعب الفلسطيني لان يأخذ دوره و يحسم الأمر في عقد المؤتمر بأقرب وقت ومهما كانت النتائج، ليس من اجل فتح فقط بل من اجل القضية الوطنية حيث لا استنهاض للحالة الوطنية إلا باستنهاض حركة فتح.



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمة الدوحة: مصالحات دون حل الخلافات
- وستبقى القدس عاصمة للثقافة العربية وعاصمة لفلسطين
- الانقسام وتأثيره على مفهوم وواقع حقوق الإنسان في فلسطين
- لجان الحوار الوطني :مهام صعبة ولكنها ليست مستحيلة
- المصالحة الفلسطينية ضرورة وليست خيارا
- القضية الفلسطينية بين تسوية مأزومة واجندة الإسلام السياسي
- الشعب الفلسطيني لا يُقاد إلا تحت راية الوطنية الفلسطينية
- الحرب على غزة بين حسابات الأوطان وحسابات الأحزاب
- العدوان على غزة والمفاهيم الملتبسة للنصر والهزيمة
- مصير قطاع غزة والمشروع الوطني بين مجلس أمن متواطئ وقمة عربية ...
- الحصار:المخاض العسير لولادة إملرة غزة
- العقل السياسي العربي وتداخل الهويات:المشهد السياسي الفلسطيني ...
- سؤال المصالحة الفلسطينية:كيف ننجح المصالحة وليس هل تنجح المص ...
- إما أن يحافظ الفلسطينيون على مشروعهم الوطني أو يعودوا للوصاي ...
- تساؤلات حول ولاية الرئيس أبو مازن
- صعوبة الحياد ومنزلقات الانحياز في الحياة السياسية الفلسطينية
- المصالحة الفلسطينية بين شروط الرباعية وممانعة حركة حماس
- حكومة تسيير اعمال ام حكومة الطريق الثالث
- مصر وتداعيات القضية الفلسطينية
- حكومة تسيير أعمال أم حكومة الطريق الثالث؟


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - مؤتمر حركة فتح والمصالحة الوطنية والتسوية