أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل الجباري - أبناء الاجواد














المزيد.....

أبناء الاجواد


كامل الجباري

الحوار المتمدن-العدد: 2616 - 2009 / 4 / 14 - 09:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من بين الأشباح الكثيرة التي شاعت في حياتنا السياسية ، وما تزال شائعة ، مصطلح الفساد المالي والإداري . قد يستغرب البعض تشبيهي لذلك الفساد بالشبح ونحن نعيشه ونراه يوميا كما نرى ظلام الليل الدامس وليس كما نرى ضوء النهار . ومن خلال هذا التشبيه تتوضح المفارقة في حالة الأشباح الجديدة .
كثير منا من سمع (بالطنطل والسعلوة) .. وكثير منا يتذكر الكم الكبير من الرعب الذي تسببه لنا هذه الأسماء بمجرد التفكير في ظهورها أمامنا .. وكم حدثنا الكثيرون ، بل واقسموا ، إنهم شاهدوا بأم أعينهم هذه الأشياء ولكننا لم نرى لها آثارا واقعية لذا كنا نعتبرها من الخرافات والخزعبلات الشعبية الرائجة .
أشباحنا الجديدة والمتنوعة ما بعد السقوط لها سمة نوعية مميزة . فهي إذ تتشارك مع الأشباح القديمة في صفاتها فإنها تختلف عنها في تركها آثارا مرعبة ومدمرة على حياتنا . وأكثر هذه الأشباح خطورة هي الفساد المالي والإداري والإرهاب حيث أرغمت الطنطل والسعلوة على التراجع والانزواء في الذاكرة .
عندما أشبه رؤية هذه الأشباح برؤية الظلام الدامس فأنني استفيد من مفارقة ظريفة ، فمن منا لا يرى الظلام ولكن هل يمكننا رؤية ما تحتويه العتمة ؟ لم نرى شخصا أو جماعة لا تلعن الفساد المالي والإداري وتعلن حربها الكلامية عليه رافعة عقيرتها بالتبرم والشكوى منه . فمن هو الفاسد إذا ؟ هل جاءنا من جزر الواق واق .. أو جاءنا من وراء بحر الظلمات ؟
إن هذا الضجيج الكلامي المبهم عن الفساد ربما هو جزء من الفساد نفسه.. فعندما نحول الفساد إلى شبح يتحدث عنه الكثيرون ولا يراه أحد ، فأننا ، بذلك الحديث الشاكي المتذمر ، نطمس ماهيته وأسبابه ونمد في اجله كما فعل (دون كيشوت) عندما حارب بسيفه الخشبي .
كما في الطب ، حيث لا يمكن للطبيب معالجة المرض ما لم يشخص أسبابه الحقيقة ، كذلك في المجتمع . قيل ويقال الكثير عن أسباب هذا الفساد – وقد يكون في كثير منه أجزاء من الحقيقة – ولكن الإغراق في الجزئيات والخبط فيها خبط عشواء سيكون كوصفة الطبيب الذي يعطيك مسكنا ، يهدئ الألم ولا يقضي على أسبابه ، وما أن تمر الأيام حتى تتفاقم الأمور ويصعب علاجها حتى على الطبيب الحاذق .
إن أساس هذا الفساد المالي والإداري هو الفساد السياسي المتمثل في المحاصصة العجيبة وقاعدة التوافق على كل شيء التي سببت شللا في جميع مفاصل المجتمع . وهنا نسأل هل سمع أحد إن الناس قد نجحوا في تسيير أمورهم بهذه الطريقة ؟ ألم نسمع بالحكمة البالغة الدقة إن إرضاء الناس غاية لا تدرك ؟
إذا رجعنا إلى الماضي القريب ، تحديدا فترة الاحتلال البريطاني الأول في العراق ، وكيف تمركزت الثروة والسلطة في يد قلة من الناس بأساليب غير مشروعة أقرب إلى النهب والسلب لتمر الأيام ويتحول الفاسدون إلى "أبناء الاجواد" وما جرى من أوضاع دراماتيكية دامية مستمرة أدت بالبلد – مع ظروف خارجية مختلفة – إلى الاحتلال الثاني .
وحتى لا ننتج أبناء أجواد جدد ، بإشكال وأسماء جديدة ، حيث تعاد المأساة مرة أخرى .. ويعاد إنتاج دوامات جديدة من الاضطرابات الاجتماعية والسياسية ومسلسلا طويلا جديدا من الانقلابات الدموية ، واستنساخات عديدة من القائد الضرورة .. لذا علينا أن نبدأ خطواتنا للإنهاء المحاصصة والتوافق وخرافة صراع المكونات ، بالسعي لبناء ديمقراطية حقيقية تستند على معيار المواطنة .. وقديما قيل (أغلق بابك جيدا ولا تشكوا من اللص).



#كامل_الجباري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الارهابي
- الرفيق بوش والراسماليون الجدد
- شجرة الصفصاف
- الإنسان وأساطيره
- هلوكوست غزة
- إشكالية كركوك
- شاهد من الزمن الجديد-4-
- مشاهد من ‘‘الزمن الجديد’’ -1-
- الإشكال اللبناني
- قصص قصيرة جدا -الحكاية الرابعة عشر لهلكان العريان
- رسائل (هلكان العريان)الثانية والعاشرة
- وقيدت ضد مجهول-الحكاية الثامنة لهلكان العريان
- المختصر المفيد في شرح قانون النفط والغاز الجديد
- طبقة الاوزون العراقية


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل الجباري - أبناء الاجواد