أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - كامل الجباري - هلوكوست غزة














المزيد.....

هلوكوست غزة


كامل الجباري

الحوار المتمدن-العدد: 2548 - 2009 / 2 / 5 - 10:08
المحور: القضية الفلسطينية
    


تأملات في المنطق السائد
قد يبدو، منطقيا، إن التأمل يوحي للمتلقي بالهدوء والدعة والبطرنة... ولكن إن تكون تأملاتك في وسط المجازر المستمرة ورائحة الشواء البشري وتأتي هادئة، قد يكون ذلك ضربا من المستحيل،ولكن لجوئك إلى اللا منطق في مواجهة المنطق العربي السائد الذي تعفن كثيرا وفقد كل شيء ماعدا ورقة التوت التي يراد لها إن تستر عورته بعد أن تضخمت وتغو لت وانكشفت لكل ناظر، وذلك بتفكرك على ألمك، عسى أن تحقق شيء من الهدوء وان كان خادعا.
عقود طويلة مريرة من المجازر والهزائم والتخلف وتدمير الذات الفردية والجمعية لم تستطع أبدا هز المنطق السائد في أفكارنا وسياساتنا ومجتمعنا. بيد إننا نجتر هذا المنطق ونلوكه مع كل أزمة ومع كل مجزرة،ونلوك معه الأشلاء المبعثرة المغموسة بشلالات الدم لنغط بعد ذلك في سبات عميق.
مقدماتنا هي ذاتها، وبراهيننا كذلك، فما زال الخط المستقيم هو الأقرب بين نقطتين، ومازال أفلاطون اقرب لينا من السفسطائيين .نحارب عدونا ونتبنى منطق، ولا نحصد إلا الأشلاء والدمار والتخلف.
لقد بينت الأحداث والتجارب خطل المنطق الأفلاطوني وخطره على حياتنا ومجتمعنا بل وعقمه. ويمكننا إن نطلق عليه منطق معدة البعير المعروفة بقدرتها على اجترار ما في جوفها ولوكه ثم إعادته إلى جوفها مرة أخرى.
ومن اجل الإنصاف،علينا الاعتراف بان هذا المنطق يسود العالم كله، ولكن أن تستخدمه قوى الامبريالية والهيمنة والاستبداد والتخلف،فهو شيء مفهوم، لأنه المنطق الذي يخدم مصالحها،ولكن الاستنكار والاستهجان والرفض لهذا المنطق إذا استخدمه الضحايا سيكون مشروعا حتما لأنهم ضحاياه.
الإشكال الأهم إننا جميعا ضحايا هذا المنطق،سواء كنا معتدلين او ممانعين،منبطحين أم مقاومين،فقد خذلنا شعب غزة،لأننا في الأساس قد خذلنا أنفسنا، رغم تقديرنا وإكبارنا لكل من انتصر لغزة في جميع أنحاء المعمورة.
المنطق الذي قامت عليه إسرائيل بان هلوكوست اليهود في معسكرات ألمانيا النازية يبيح لها إن تقيم دولة عن طريق سلسلة من الهولوكستات ابتداء من دير ياسين مرورا بصبرا وشاتيلا وقانا وغزة والعشرات من أمثالها، والتي لن تتوقف إلا إذا خرجنا من هذا المنطق وعرفنا إن هذا التواجد،لا يرتبط لا من قريب ولا من بعيد،بهلكوست المعسكرات النازية،ولا بوعود الرب لشعبه المختار، وان اتخذ ايدولوجيا وتعبويا هذه المنطلقات كذلك،علينا أن نفهم إن التعاطف والدعم اللا محدود، الأوربي والأمريكي /،لا علاقة له بتاتا بعقدة اوديب لدى الألمان والاورربين بسبب هولوكوست النازية،ولا بسبب إيمان المحافظين الجدد الامريكين بالحفاظ على دولة إسرائيل من اجل ظهور المخلص،فراس المال ومؤسساته ، لا يعبد سوى إلها واحدا إلا وهو المال وإفرازاته كالربح والتمركز والهيمنة فلا وجود لحقائق عارية في السياسة والحرب.
علينا إن نفهم،كذلك، لماذا تكون أعظم انتصاراتنا هي منع العدو من تحقيق أهدافه مقابل شلالات الدم الزكي المبذول في سبيل ذلك؟ ولماذا صمت الكثير منا، حكاما ومحكومين،الا ان توقفت المجزرة لنقول بعد ذلك انم احدث جريمة!!!
لماذا لا نصاب،نحن أيضا،بعقدة اوديب تجاه المجازر التي تعرض لها الفلسطينيون أكثر من ستة عقود ؟؟
لماذا نكون دائما رد فعل لفعل لا يساويه في المقدار ولا يعاكسه في الاتجاه؟؟
لماذا يتلاشى صراخنا مع انتهاء الفعل من دون أن يترك تأثيرا؟؟
سنجد الجواب حتما،عندما نفهم،إن السبب هو المنطق الأفلاطوني السائد ومؤسساته المختلفة،معتدلة وممانعة،وما تسببه من هولوكستات نعاني منها يوميا وفي كافة المجالات، فلا يمكن لمن جعل حياتنا جحيما مستداما إن يهزم هلوكوستا خارجيا لان الأمر،ببساطة،إن كلاهما من صنف واحد.



#كامل_الجباري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية كركوك
- شاهد من الزمن الجديد-4-
- مشاهد من ‘‘الزمن الجديد’’ -1-
- الإشكال اللبناني
- قصص قصيرة جدا -الحكاية الرابعة عشر لهلكان العريان
- رسائل (هلكان العريان)الثانية والعاشرة
- وقيدت ضد مجهول-الحكاية الثامنة لهلكان العريان
- المختصر المفيد في شرح قانون النفط والغاز الجديد
- طبقة الاوزون العراقية


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - كامل الجباري - هلوكوست غزة