أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالحسين الساعدي - ستة أعوام على جندلة صنم بغداد















المزيد.....

ستة أعوام على جندلة صنم بغداد


عبدالحسين الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 2609 - 2009 / 4 / 7 - 11:03
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يؤكد الكثير من المؤرخين أن أنقلاب الثامن من شباط الأسود عام ألف وتسعمائة وثلاثة وستين كان مناسبة عملية في أماطة اللثام عن الوجه الحقيقي الدموي البشع لحزب البعث وإعلانا عن نهجه الشوفيني ، حيث مارس أبشع أنواع القتل والتعذيب بحق الوطنيين والأحرار من أبناء الشعب العراقي ، وعاث في البلاد فسادا وقهرا وظلما وتشريدا ضد الآلاف من أبناء العراق وعلى أختلاف طبقاتهم وقومياتهم ، وقد خلفت جرائم البعث منذ عام ثلاثة وستين حتى الفترة التي أعقبتها العديد من الأرامل والأيتام ، ناهيك عن جيش كبير من السجناء والمفصولين السياسين ، وبالرغم من أن الفترة التي أعقبت أنقلاب تشرين بقيادة عبدالسلام محمد عارف كانت متماهية الى حد ما مع الفترة التي حكم بها البعث البلاد ، إلا أن البعض كان يعتبرها فترة تنفس الصعداء للشعب العراقي من الظلم الذي لحقه من أزلام وأراذل البعث من القتلة وعتاة المجرمين ، لكن القدر كان يخفي تحت ردائه مشروع عودة البعث الى السلطة مرة أخرى ، وذاكرة الجميع لما تزل تختزن للبعث الدموي الذي جاء على القطار الأميركي كما كان يصرح علانية قادة الحزب في مناسبات عدة دون خجل ، آلاف الصور السود عن تأريخهم الملطخ بالعار والشنار لما أقترفوه من الجرائم التي يندى لها جبين الأنسانية ، جرائم بحق أبناء شعبنا من العرب والكورد والتركمان وباقي أطياف المجتمع العراقي المتعدد التلاوين ، فضلاً عن قهره للقوى الديمقراطية .
بعد صعود حزب البعث مرة أخرى الى دفة الحكم عام ألف وتسعمائة وثمانية وستين في أنقلاب عسكري في السابع عشر من شهر تموز وقد كان غريب التركيبة لا يجمع القائمون عليه أي جامع ما عدا المنافع والمصالح الشخصية ، حاول البعث تجميل صورته أمام الرأي العام في الداخل أو على مستوى المحيط العربي أو العالمي ، وذلك من خلال طرحه شعارات التقدمية والأشتراكية والعدل والمساواة ، فضلاً عن تقربه الى المعسكر الأشتراكي آنذاك وحركة عدم الأنحياز ، وأنفتاحه على القوى والأحزاب السياسية الوطنية والقومية التقدمية في الداخل وفتح باب الحوار معهم من أجل إقامة جبهة وطنية عريضة تضم الجميع للمشاركة في إدارة البلاد والعملية السياسية ، بيد أن هذا الخطاب الفضفاض والمزيف والبعيد عن هذا الحزب سرعان ما أخذ يتراجع بعد أن أحكم حزب البعث قبضته على مقاليد الحكم وسيطرته وتسييسه المؤسسة العسكرية والأمنية وبالتالي جعلها حكرا له ، وبدأ خطابا وتعبئة مغايرة تماما خلال هذه الفترة ، وحلت لغة الحزب الواحد والقائد الواحد وبدأ تخوين الآخر طالما كان لايتفق مع حزب البعث ، لابل حتى وإن أختلف مع الجناح المتطرف والشوفيني ، وخلال هذه الفترة نما وتزايد الجناح المتطرف الشوفيني ، إذ كان هذا الجناح الذي وقف على رأسه صدام حسين يخطط منذ الأيام الأولى للأنقلاب للسيطرة على الحزب وتسخيره لمصالحه الشخصية والعائلية ، وبالتالي يصبح هذا الحزب أداة لتنفيذ أفكاره العدوانية والشوفينية ، فأخذ بتصفية خصومه السياسيين من داخل الحزب بطرق شتى ، ثم أقدم على ضرب الحركة التحررية الكوردية ،وحاول من خلال بيان الحادي عشر من آذار تفريغ محتوى القضية الكردية من محتواها ومطالبها الجوهرية المتمثلة في حينها بحكم ذاتي حقيقي ، فقد كان الأتفاق عبارة عن عملية ألتفاف على الحقوق الثابتة للشعب الكردي ، و ضرب حلفاء الأمس من الشيوعيين العراقيين ،الذين كانوا معه في الجبهة الوطنية والقومية والقومية التقدمية ، على أساس البرنامج الوطني المزعوم الذي طرحه حزب البعث كما أسلفنا سابقاً ، والغدر بالكثير من أعضاء وكوادر حزب البعث ، وكان على رأس هؤلاء أحمد حسن البكر ، بعد ذلك أقدم على فبركة مؤامرة مزعومة داخل الحزب تقف وراءها سوريا فسارع الى تصفية وإعدام الكثير من رفاقه البعثيين جملة واحدة ، وبذلك فتح الطريق واسعا أمامه من أجل تنفيذ كل برامجه السياسية وتنفيذ نزعاته العدوانية ، فشرع بأفتعال أحتكاك مع الجارة إيران وهي دولة لا تزال فتية وجديدة العهد بقيادة الإمام الخميني ، ما أدى هذا الاحتكاك الى أشعال نار تنور دامت ثماني سنوات حرق فيها الأخضر واليابس في كلا البلدين ، وخلال هذه الحرب كان النظام يطور ويوسع منظومته العسكرية وأمتلاكه أسلحة متطورة بعضها محظور دوليا ، مثل الأسلحة الكيمياوية ، وقد حول الأقتصاد العراقي برمته الى أقتصاد حرب ، وعسكر البلاد من أقصاه الى أقصاه ، وبات كل شيء يوجه الى خدمة الماكنة العسكرية وتحت شعار كل شيء من أجل المعركة ، وما أن حطت الحرب أوزارها حتى أخذته نشوة النصر التي كان يدعيها ويصورها للشعب لغرض تناسي الآلام والجروح وخسارة الحرب المجنونة التي أشعل أوارها ، حتى ثارت لديه شهية العدوان والدم والغطرسة ليشن عدوانا صارخا على الشقيقة الكويت ويغزوها في عقر دارها ، وعمل ما عمل من قتل وخراب وأغتصاب وتشريد ونهب ، ما جعل العالمين العربي والعالمي يقفان ضد هذا العدوان الغاشم ، يضغطان على الغزاة من أجل الأنسحاب من دون قيد وشرط من أرض الكويت ، بيد أن النظام المستهتر بكل القيم والقوانين والأرادة الدولية ، رفض أن ينصاع الى النداءات المتكررة من المجتمع العربي والعالمي ما دفع بمجلس الأمن الى أن ينذر حكومة صدام بالأنسحاب الفوري من الكويت وإلا سيعرض نفسه وجيشه الى تهلكة كبيرة ، لكن عاصفة الصحراء كانت أقوى وأعتى ريحا من تعنته فأقتلعته من جذوره الهشة من على أرض الكويت المغتصبة ، وحاولت بعض القوات العراقية الأنسحاب من الكويت قبل تعرضها الى ضربات موجعة إلا أن حظها كان ضعيفا حيث مزقتها طائرات التحالف وجعلت قطعها تتناثر على طول طرق الأنسحاب ، ولم يكتف المجتمع الدولي بهذا الإجراء بل تعدى الى أبعد من ذلك حيث فرض الحصار الأقتصادي على نظام صدام حسين جراء عناده في عدم السماح لفرق التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل التي كان النظام المباد يهدد بها ويقر بأمتلاكها ، وبدأت تتصاعد حملة الضغط على نظام صدام حتى وصلت الى طريق مسدود ما دعا مجلس الأمن الى أن ينذر العراق ويحدد سقفاً زمنياً لفتح الأبواب أمام لجان التفتيش وإلا ستقوم الأمم المتحدة بأتخاذ أجراء شديد ربما يصل الى الموافقة على توجيه ضربة عسكرية ، وفي هذا الوقت أستطاعت الولايات المتحدة الأميركية قيادة تحالف دولي والشروع بتحرير العراق ، وكانت المعارضة العراقية خلال تلك الفترة تتحاور فيما بينها من أجل توحيد صفوفها والأتفاق على مشروع وطني يضع أولويات عملها بدءا من أسقاط نظام صدام وإحلال بديل ديمقراطي فيدرالي تعددي موحد .
لقد كانت مؤتمرات المعارضة في خارج البلاد وسيلة ناجحة وفاعلة لتقريب وجهات النظر بين الفصائل العراقية بالرغم من تباين وجهات النظر حول الكيفية التي سيتم بها تغيير النظام الشمولي في بغداد ، وراحت الأحداث بعد ذلك تتسارع حتى أقدمت الولايات المتحدة الأميركية مع قوات التحالف الدولي على عمل عسكري كانت نتيجته أسقاط نظام صدام حسين وجرى دخول بغداد التي تبجح صنم بغداد بأن القوات المهاجمة على بغداد ستنتحر على أسوارها ، بيد أن الصنم قد ترنح في التاسع من نيسان عام ألفين وثلاثة غير مأسوف عليه ، وحدث فراغ سياسي ما جعل الأحزاب والقوى الفاعلة تسارع الى ملء هذا الفراغ ، وجرى تشكيل مجلس الحكم الذي أدار البلاد حتى جاءت الجمعية الوطنية ثم جرى الأستفتاء على الدستور وشكلت حكومة الدكتور أياد علاوي ومن بعدها حكومة د. إبراهيم الجعفري وصولاً الى أنتخاب البرلمان الحالي وأنتخاب حكومة السيد جواد المالكي ، وقد عصفت بالبلاد حوادث غاية في الخطورة حيث أججت النعرات الطائفية والأثنية التي نفخ في رمادها بقايا أيتام نظام صدام وتنظيم القاعدة الذي دخل البلاد مع بداية نهاية الطاغية ، فعاث هذان القطبان في البلاد فسادا وخرابا وصار القتل على الهوية ، وكانت السبب الرئيس وراء ظهور المليشيات والجماعات المسلحة ، فيما كانت الأنظمة العربية والأقليمة تقف موقف المتفرج إزاء ما يجري من أعمال عنف إن لم تكن بعضها طرفاً داعماً له ، وكانت عصابات القتل والجريمة المنظمة التي تعمل بوحي وتمويل من الخارج تسرح وتمرح في طول البلاد وعرضها ، إلا أن أصرار وإرادة العراقيين على بناء العراق الجديد كان هما الأقوى ، وأستمرت عملية مواجهة الأرهاب والجريمة من جهة ، والبناء من جهة أخرى ، ولم تهمل عملية المصالحة الوطنية بأعتبارها طريقاً مفضياً الى الأستقرار والأمن ووضع البلاد على طريق النهوض ، كل هذا جعل المجتمع العربي والدولي ينفتح على العراق بعد أن تلمس جدية الخطوات التي أتخذت في مجال مكافحة الأرهاب وفي مجال تثبيت الأمن والأسراع في عملية النهوض والبناء وأنطلاق مشروع المصالحة الوطنية ليشمل العديد ممن كانوا يقفون ضد العملية السياسية منهية بذلك الصراع الطائفي والأثني وهي أجندات خارجية معلومة الهدف والغرض .
لقد كان لتوقيع الأتفاقية الأمنية حول أنسحاب القوات الأميركية من العراق بداية حقيقية نحو تحقيق السيادة الوطنية الكاملة ، وسبب في سد الطريق أمام من كان يدعي مقاومة الأحتلال ، لينهي من خلالها مرحلة الأحتلال ونيل سيادته .
لقد كان التاسع من نيسان ولادة جديدة وبداية وضع العراق الجديد العراق الديمقراطي الفيدرالي التعددي الموحد على الطريق المفضي الى النظام البرلماني حيث التداول السلمي للسلطة عبر صناديق الأقتراع ، عراق يتعايش فيه الكل برخاء وسلام وأمان ، عراق يكون له دور فاعل في أستقرار وأمن وسلام المنطقة ، عراق فاعل ومؤثر في حضيرة المجتمع الدولي .



#عبدالحسين_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوروز أنت
- وطن مقفر
- دورة التكوين ..........سوسن مرة أخرى
- شاخة نبات *
- نبيذ التكوين ( سوسن خامسة )
- عُشقُ زرادشت ( سوسن رابعة )
- سيدة فارس ( الى سوسن ثالثة )
- الغطريف
- الأغلى زهرة السوسن
- المنظمات غير الحكومية في العراق ....نضال سلمي من أجل حياة مد ...
- ليس بالعدس وحده يصلح الوضع
- لماذا هذا السكوت يا دولة رئيس الوزراء
- الشهيد كامل شياع ليس الأخير
- حرب بالنيابة ( بعد مرور خمس سنوات على سقوط صنم العراق )
- عشاق الحرية ( قصة الهروب من نفق سجن الحلة عام 1967 )
- قطار الموت ( من أولى المقابر الجماعية )
- مقاومة عكد الأكراد 1963
- حبل سري في يوم مطير (*)
- معركة الدفاع عام 1963
- أنتفاضة أذار شعبان 1991


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالحسين الساعدي - ستة أعوام على جندلة صنم بغداد