ليس بالعدس وحده يصلح الوضع

عبدالحسين الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 2393 - 2008 / 9 / 3 - 08:51
المحور: حقوق الانسان
    

كنا فيما مضى نتفكه على ماقاله أحد المتهكمين من الرئيس عبدالسلام محمد عارف رئيس الجمهورية العراقية الأسبق حينما رفع له برقية يشيد فيها بقرار الحكومة الثوري والتاريخي لتسعيرها الخضروات والفواكه حيث جاء فيها ( قراركم بتسعير الشلغم أثلج صدورنا ) حتى صارت هذه البرقية تذكر في جميع المجالس الشعبية للتفكه والسخرية من النظام العارفي ، وأصبحت فيما بعد عبارة عن تورية لكل ما نرغب القول فيه ضد أي نظام يترك الأهم والواجب فيقدم على المهم والمستحب ، لقد أبتلى المواطن العراقي بحكومات لا تعير بالاً لهمومه ومشاكله وحاجاته الرئيسية ، بل كانت أقصى ما تقوم به هو الترقيع هنا وهناك دون أن تقدم على حل المشكلة من الجذر ولا تخجل وتستحي من أن تظهر على شاشة التلفاز وهي تعلن عن منجزاتها التاريخية المهمة كعملية تسعير الشلغم والبطيخ
وما أشبه اليوم بالبارحة فقد طل علينا وزير التجارة الأستاذ فلاح السوداني أطلالة رمضانية ليزف للشعب العراقي الصابر المجاهد المتطلع الى الرفاه والبحبوحة في ظل النظام الجديد الذي سيحقق له العدالة الأجتماعية والرخاء الأقتصادي الذي سينعكس عليه بسرعة سيما بعد الصعود الهائل لأسعار النفط الذي در أرباحاً خيالية غير متوقعة ، طل علينا الوزير ليعلن عن مكرمة الوزارة من مادة العدس وبواقع نصف كيلو لكل فرد حتى يشبع الصائم ( شوربة عدس ) والعدس غذاء الأنبياء كما جاء في الحديث الشريف ، وخمسة كيلوات من مادة الطحين الصفر لكل عائلة لغرض عمل ( الحلاوة ) لأن المؤمنين حلويون ، والرجل الوزير متمسك بالحديث والأثر فقد جاءت مبادرته مصداقاً لما يؤمن به ، وكأن الوزير يريد لوي أعناقنا الى زمن المكارم بعد إن قبر وولى دون رجعة .
أنا وغيري نتعجب لهذا الترقيع الذي تقوم به وزارة حكومة المالكي دون أن تكلف نفسها بحل مشكلة البطاقة التموينية وتحسين مفرداتها مع التأكيد على زيادتها بما يحقق للمواطن الحد الأدنى من حقوقه على حكومته سيما إن الزيادة في أسعار النفط وصلت الى أرقام يقولون عليها أهل الخبرة أرقام فلكية ، الكل يتطلع الى قرارات تكون أكثر جذرية وأكثر فاعلية لتغيير الواقع المعيشي للمواطن وإلا سنضطر الى رفع برقية غير تهكمية الى مقام دولة رئيس الوزراء ووزير التجارة ولكن بصيغة مغايرة لصيغة صاحبنا أبو الشلغم ونقول فيها ( قراركم بتوزيع العدس زين موائدنا ، سيروا الى الأمام إن ينصركم الله فلا مانع لدينا )

#عبدالحسين_الساعدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات