أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عبدالحسين الساعدي - سميرة مزعل إمرأة من هذا الزمان *














المزيد.....

سميرة مزعل إمرأة من هذا الزمان *


عبدالحسين الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 2157 - 2008 / 1 / 11 - 10:46
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


من مملكة ميسان الحضارة الموغلة بالقدم ، والتي صمدت عبر العصور في وجه أعتى الغزاة الذين حاولوا خاسئين أن يستبيحوها ويحيلوها الى ركام وخراب ، ويقطعوا حبلها السري مع الحاضر ،فأبت بكبرياء أن تذعن صاغرة للأوباش ، فوقفت كالطود الشامخ لتعلن تحديها للريح الصفراء وخفافيش الظلام ، من مدينة الشواطيء الغافية بدعة على أنهار المشرح والكحلاء ومياة الأهوار المنداحة على صفحاتها المشاحيف ، المحلقة فوقها طيور النورس والخضيري والمسكة وطيور الماء وهي تخفق بأجنحتها راقصة جذلة كأنها تصفق لصوت غناء شجي طرب لفلاح وهو يغني :
( مشحوفي طر الهور واليوم صدنة طيور )
لتشكل بالتالي سمفونية متناسقة للطبيعة البريئة النقية الوادعة وترسم لوحة ملكوتية زاهية الألوان تسر وتبهج النفس .
من عمق هذا التاريخ جاءت سليلة الشرف الباذخ بنت ميسان ورفعة رأس ( الولاية ) كما يسميها الميسانيون ، المرأة العنيدة الحديدية ( سميرة مزعل فهد ) ، التي ولدت في بيت تشرب بالوطنية حد النخاع ، فوجدت نفسها وهي لم تزل صبية في سوح النضال الوطني ضد عصابات الحرس اللاقومي لتحال الى المحاكم العرفية السيئة الصيت إبان أنقلاب الثامن من شباط الأسود من عام ألف وتسعمائة وثلاثة وستين ، في قفص الاتهام خدشت حياءها كلمات نابية تفوه بها الحاكم العسكري
( شاكر مدحت السعود ) ، فأستشاطت على أثرها غضباً ، فما كان منها إلا إن بصقت في وجهه ثأراً للمرأة العراقية الماجدة التي لايداس لها طرف ، فأصدرت بحقها حكماً جائراً أنطلقت على أثره حملات التضامن المطالبة باطلاق سراحها ، ساهم فيها عدد من الشخصيات والمنظمات العالمية ، وكان على رأس هذه الحملات الفيلسوف الأنجليزي ( برتراند رسل ).

أمرأة قوية الشكيمة عركتها سنين النضال ومقاومة الحكومات الشمولية القمعية ، لم تلن إرادتها ولا للحظة واحدة أمام كل وسائل الترهيب والخوف والمضايقات والمحاربة في الرزق والتي كانت تمارس ضدها ، بل على العكس من ذلك ، كانت تعتبر كل ما يجري لها ضريبة بسيطة يدفعها الشرفاء دفاعاً عن مبادئهم وقيمهم النبيلة السامية ، وقد كانت تتربص للطغاة وتنشط ضدهم وتبدع في أستغلال الفرص للتحريض عليهم وهتكهم عبرصورها التي كانت تلتقطها لتوثق مشاهد البؤس والشقاء والتعاسة والحرمان التي كان يحياها الشعب في ظل الحكومات الجائرة ، فكانت هذه الصور بمثابة صرخات أحتجاج وتحريض ، فضلاً عن نشاطها السياسي ، فعلى الرغم من القبضة الحديدية للنظام الصدامي ، والذي كان يستهدفها ويضعها في دائرة المراقبة ، خرجت ( سميرة مزعل فهد ) لتقود أكبر تظاهرة ضد النظام الدكتاتوري في الأنتفاضة الشعبية عام ألف وتسعمائة وواحد وتسعين في محافظة ميسان لتصبح بعد فشل هذه الأنتفاضة المطلوبة الأولى من قبل الأجهزة الأمنية ، فيلقي القبض عليها وتزج في سجون الرضوانية الرهيبة ، وقد خرجت منها حية بإعجوبة كبيرة ، وكإن القدر يأبى أن تكون سميرة بعيدة عن سوح النضال الوطني ، ولكي تعيد تنظيم نفسها من جديد ، وتتهيأ مرة أخرى لتصول مع طلائع الثوار الذين هبوا الى دك معاقل الفاشست في نيسان عام ألفين وثلاثة ، ولتكون شاهدة في محكمة الأنتفاضة الشعبانية عام ألف وتسع مئة وواحد وتسعين لتفضح الأفعال الخسيسة للقتلة الذين خاضوا في دماء الشعب العراقي حد الركب .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* الى سميرة مزعل وهي تقف شاهدة في محاكمة الأراذل من مجرمي أنتفاضة عام 1991



#عبدالحسين_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معارك الأهوار ( معركة أبو الروس) الحلقة الخامسة
- الشهيد البروفسور صفاء الحافظ ( 1 )
- معارك الأهوار ( معركة أم الغزلان ) الحلقة الرابعة
- معارك الأهوار ( معركة الحَمَّارَة ) الحلقة الثالثة
- معارك الأهوار ( معركة الزورة ) الحلقة الثانية
- معارك الأهوار ( معارك هور الغموكة ) الحلقة الأولى
- مقاومة مدينة الكاظمية عام 1963
- سجن الكوت وداعاً والى الأبد
- - سيدة الأعصر - مهداة الى مهناز (1)
- المتحف
- إنتفاضة الحي 1956 .... ذاكرة تتجدد
- المجد لذكرى أنتفاضة تشرين الثاني عام 1952
- أي قنون للآستثمار نريد ؟
- كابوس
- ذاكرة
- في ذكرى منفى بدرة الحدودي
- العراق _الإدارة والدولة الحديثة
- مقصلة الفجر
- صرخة الموتى
- المسخ


المزيد.....




- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عبدالحسين الساعدي - سميرة مزعل إمرأة من هذا الزمان *