أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثامر قلو - انتبهوا ، فان البعث قادم !















المزيد.....

انتبهوا ، فان البعث قادم !


ثامر قلو

الحوار المتمدن-العدد: 2607 - 2009 / 4 / 5 - 10:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تدور هذه الايام في الساحة السياسية العراقية نقاشات غرضها تقييم امكانية عودة حزب البعث العراقي لممارسة نشاطه السياسي العلني شأنه في ذلك شأن الاحزاب العراقية الاخرى ، ومثل هذا الامر يكون مفهوما ومقبولا لدى كل عراقي يطمح لبناء التجربة الديمقراطية الحقيقية في العراق ، حتى لو كان الحزب المعني دراسة قضيته ، هو حزب البعث العربي العراقي الذي أذاق الشعب العراقي الهوان والذل والدمار ، واضاع ثروات البلاد ، وأدخل البلاد في حروب كارثية على امتداد حكمه الطويل الذي جاوز الثلاثة عقود .

قبل الخوض في شئون هذا الموضوع الحساس ، لا بد من الاعتراف بان التجربة الديمقراطية العراقية لا زالت طرية وناشئة وتعيش مخاضا يوميا شائكا لقدرة البقاء والاستمرار دون حدوث عقبات سياسية كبيرة تعرقل هذا الاستمرار ، وتنطوي أي مجازفة تفسح المجال لحزب كبير مثل حزب البعث بالعمل في الساحة السياسية العراقية على خطر كبير قد يزلزل التجربة الديمقراطية في العراق ، لا سيما أن النية لاخماد الفوضى السياسية والطائفية من قبل القوى الحاكمة والمتنفذة لا تنبلج في الافق المنظور .
قد لا يتفق كثيرون على موضوعية التقييم ، ويعتبرون نهاية صدام بعد هزيمة النظام أمام القوات الامريكية في العام 2003 ومن ثم الحكم عليه بالموت قبل سنوات عدة هي نهاية للبعث كنظام وكحزب في العراق ، وانطلاقا أيضا من الكره الذي قابله أبناء الشعب العراقي للحكم في عهد البعث الصدامي ، ولا مناص في هذه الحال من الاقرار، بأن هذه التقييمات تحمل في طياتها بعضا من الحقيقة وليس كلها .

لا يتم القضاء على حزب البعث بهذه الشاكلة في أيام العراق الكالحة ، وهي تسير على هذه الشاكلة على الاقل حتى هذه الاوقات ، ليس لاعتبار الحزب المعني وهو حزب البعث ، يحمل في ذاكرة الناس تجربة ساطعة يلوذ بمنجزاتها العراقيون ، لكن رغم قساوة التجربة البعثية على امتداد عقود ثلاثة واكثر تلك التي تعجز الاقلام عن وصف سيئاتها، يبقى لحزب البعث العراقي فرصته التأريخية القائمة للانقضاض على منجزات الشعب العراقي المستقبلية التي تتولد لدى بسط الامن وتوفير الارضية الحقيقية لممارسة التجربة الديمقراطية بكل امتداتها السليمة ، ولا تخفت أو تزول فرصتهم للانقضاض على التجربة العراقية حتى يعود السياسيون العراقيون لرشدهم ويسهمون في بناء تجربة نموذجية توفر للناس الخدمات الاساسية للحياة علاوة على توفير الامن والاستقرار وهذه المتطلبات لا تتحقق دون بناء دولة المواطن والمواطنة .

العراق في هذه المرحلة يعيش مخاضا سياسيا عسيرا في كل الاتجاهات ، ويحمل هذا المخاض فوضى سياسية واجتماعية ، لا يمكن التنبأ بمدياتها بسهولة ، لذلك تلازم حركتها السياسية ثغرات يقتضي غلقها أمام القوى الحالمة باعادة العراق الى عهود الدكتاتورية بكل صورها وأشكالها ، فحزب البعث وخصوصا التيارات الصدامية تعتبر بلا أدنى شك من القوى التي تحلم باعادة مجد سيدهم والعودة لحكم أبناء الشعب العراقي بالحديد والنار، أما للقضاء على فكر وتراث حزب البعث الفاشي سلميا لا يتم الا عبر تأسيس حكومة يلتف حولها أغلبية المواطنين العراقيين ، أو على الاقل يساندون فعالياتها ، وحينها يصبح حزب البعث،هامشيا ، ويقل شانه يوما بعد يوم ، حتى يختفي تماما من الحياة السياسية العراقية بعد أن يتم استقرار الاوضاع من كل جوانبها .

يستفحل خطر البعث على التجربة العراقية الجديدة ، كلما نعاين القوى الاخرى في الساحة السياسية ، ويكاد يكون الحزب الوحيد الذي ينتشر فكره ومناصروه في كل المدن والقصبات العراقية ، بعد خفوت جماهيرية الحزب الشيوعي العراقي في المراحل الاخيرة ، ومثل هذه الميزة تجعل قدرة القائمين عليه مستقبلا على المناورة بخدع أبناء الشعب العراقي بوطنيهم وعراقيتهم الاصيلة قائمة ونشيطة وربما مبررة أيضا ، لذلك يتقتضي من القوى السياسية العراقية جميعهم لجم أي فرصة لحزب البعث من الدخول والمشاركة في الحياة السياسية العراقية في هذه المرحلة الحساسة من تأريخ العراق العصيب خصوصا تحت مسمى حزب البعث .

للحفاظ على التجربة الديمقراطية العراقية الجديدة ، يقتضي التنازل عن بعض عنفوانها ، لذلك يكون من الجرم بحق الشعب والوطن فسح المجال بأي تعديل في الدستور لاعادة مشاركة البعث في الحياة السياسية العراقية ، ولا بأس من السماح للبعثيين الذين يعارضون الفكر الشمولي ولا يوالون البعث الصدامي من المشاركة تحت مسميات اخرى غير اسم حزب البعث في المستقبل انطلاقا من الايمان بتأسيس تجربة ديمقراطية حقيقية في العراق .

ومن التجارب التي تعكس الخوف لدى الناس من امكانية عودة البعث للسلطة ، فوز يوسف الحبوبي في انتخابات محافظة كربلاء ، فمن الخطأ الجسيم اعتبار تقدمه على كل القوى الاخرى تقدما اعتباطيا ، بل أن السبب الرئيسي لنجاحه في الانتخابات هو التفاف مناصري البعث وهم فئة لهم حضورهم علاوة على الناس البسطاء الين يرون بالحبوبي حنينا لتوفير الخدمات الاساسية في عهد النظام السايق ، وليس من المعقول أن يعتبر كل الناس متضررين من النظام البعثي في عهد صدام لكي يعزفوا عن مناصرة البعثيين في أي انتخابات قادمة ، فقد يكون هناك متضررين فعليين ، لكن كثيرون يتغافلون اليوم عن تبعات سوقهم للجيش الشعبي ايام النظام السابق أمام هول الارهاب وسوء الخدمات وانعدام أي رؤى حقيقية لمستقبلهم ، وهؤلاء يستطيعون على ترجيح كفة أي حزب في أي انتخابات تجري مستقبلا ، لدى الاعتبار أن القوة الفائزة لا تحتاج أكثر من عشرين بالمئة للفوز بالمرتبة الاولى ، حيث كانت نسبة الاصوات التي فاز بها يوسف الحبوبي لا تتجاوز العشرين في المئة .

ومن التجارب المثيرة أيضا في هذا المجال ، عودة الاحزاب الشيوعية للحكم في الدول الاشتراكية بعد تغير مسمياتهم في اعقاب انهيار أنظمة الحكم الشمولية في بلدانهم ، وانشداد غالبية من الناس في تلك البلدان للعودة الى الانظمة السابقة ليس حبا في تطبيق حيثياتها وانما لفقدانهم الكثير من المنجزات في العهود الجديدة التي نشأت في اعقاب التغييرات ، مع أنه لا يجوز بالمطلق المقارنة بين الانظمة الاشتراكية في بلدان اوربا الشرقية مع النظام البعثي الصدامي في مختلف المجالات فهؤلاء عادو للحكم مجددا في العديد من البلدان الاشتراكية السابقة وصارت لهم القناعة بتجربة التداول السلمي للسلطة ، ولكن من يضمن ايمان البعثيين الصداميين بهذا النموذج حتى لو بعد حين ؟



#ثامر_قلو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو تقويم مسيرة الحزب الشيوعي العراقي / هل وجود الحزب الشيوع ...
- نحو نقويم مسيرة الحزب الشيوعي العراقي / الموقف من المسألة ال ...
- نحو تقويم مسيرة الحزب الشيوعي العراقي / قطب لليسار العراقي
- نحو تقويم مسيرة الحزب الشيوعي العراقي /عاشقوا الحزب ويلكم !
- نحو تقويم مسيرة الحزب الشيوعي العراقي/ الحلقة الاولى
- هل يحقق العلمانيون مفاجأة كبيرة في الانتخابات المحلية ؟
- طائفي يلعن الطائفية ، فهل تصدقون!؟
- هل لليسار الشعبي موقف من الاتفاقية العراقية الامريكية ؟
- بعد أن هدأت العاصفة ، هل استوعب مسيحيوا العراق مضار المادة 5 ...
- قراءة في المشهد العراقي .....3 _ الاكراد بين خيارين أحلاهما ...
- قراءة في المشهد العراقي ....2 ..ثورة العشيرة على المليشيات ا ...
- قراءة في المشهد العراقي ....1 ..تطورات الموقف الامريكي !؟
- نحو بلورة التيار المعارض في الحزب الشيوعي العراقي ؟
- انهيار الائتلافات الطائفية ، يشرع الانطلاقة لاقامة المشروع ا ...
- لماذا يؤرق قانون النفط حكومتنا الموقرة ؟
- يوما .... كانت مواقف الحزب الشيوعي بوصلة للوطنيين العراقيين ...
- هل يشهد الائتلاف الشيعي أيامه الاخيرة ؟
- أميركا أربع سنوات من الاحتلال يكفي !
- نصيحة لقادة القائمة الوطنية العراقية حول التطورات الاخيرة في ...
- ويل للمالكي، اخفاق خطة أمن بغداد !


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثامر قلو - انتبهوا ، فان البعث قادم !