أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ابراهيم خليل العلاف - الدكتورة واجدة الاطرقجي والتأريخ للادب العربي في العصر العباسي















المزيد.....

الدكتورة واجدة الاطرقجي والتأريخ للادب العربي في العصر العباسي


ابراهيم خليل العلاف

الحوار المتمدن-العدد: 2606 - 2009 / 4 / 4 - 02:51
المحور: سيرة ذاتية
    


من المؤرخات الرائدات في العراق ، مؤرخة نشيطة ، ومخلصة ، تمتعت باحترام كبير من طلبتها وزملائها .. وقد عرفتها منذ ان كنت طالبا في كلية التربية بجامعة بغداد ابان الستينات من القرن الماضي .
الدكتورة واجدة مجيد عبد الله الاطراقجي ، كما يقول صديقنا الأستاذ حميد المطبعي في الجزء الثاني من موسوعته ((أعلام العراق في القرن العشرين)) ، والتي صدرت ببغداد عن دار الشؤون الثقافية العامة سنة 1996 ، باحثة في التاريخ ، ولدت في الموصل سنة 1932 ، وأكملت دراستها الابتدائية والمتوسطة والإعدادية فيها ثم سافرت إلى بغداد ودخلت دار المعلمين العالية ( كلية التربية فيما بعد ) وأكملت دراستها للدكتوراه في التاريخ وعينت في كلية التربية في جامعة بغداد ، كما عملت في كلية التربية للبنات .. نشرت عددا من دراستها ومقالاتها في الصحف البغدادية ، طبعت من كتبها ((التشبيهات القرآنية والبيئة العربية )) سنة 1978 . ولها كتاب نشر ببغداد سنة 1981 بعنوان (( المرأة في أدب العصر العباسي)) .. هذا فضلا عن الموسوعات الحضارية والتاريخية ومن ابرزها موسوعة ( حضارة العراق) التي أسهم في تحريرها نخبة من الباحثين والمؤرخين العراقيين ، وطبعت بـ(12) جزءا ونشرت ببغداد سنة 1985 . ومن الفصول التي كتبتها الدكتورة واجدة الاطراقجي ، فصل عن المرأة العراقية عبر العصور في المجتمع العراقي وخاصته في العصور الإسلامية وقد تجلى ذلك في الموقف منها والنظرة إليها ، وفي المكانة التي احتلتها وفي شؤونها المختلفة في حياتها الزوجية والأسرية وفي مستواها الثقافي والاقتصادي والاجتماعي ، ثم في المظاهر الفنية التي بدت في لباسها وسمات زينتها ، والتي تعبر بلا شك عن وجه من وجوه شخصيتها ، وما بلغته من النضج والذوق والتحضر ، وكل ذلك كما أشارت كان دليلا واضحا على الدور الكبير الذي لعبته المرأة في تلك العصور ، والرقي الحضاري الذي بلغه المجتمع آنذاك . وكان مما ركزت عليه الدكتورة واجدة الاطراقجي ثقافة المرأة ، وقد أشارت إلى انه لم يخل عصر من العصور العربية الإسلامية من ذكر عدد من النساء الفضليات اللائي تميزن في جوانب معينة من العلم والمعرفة . وفي العصر العباسي كان نصيب المرأة من الثقافة والآداب والازدهار عظيما ، وضربت مثلا على ذلك أن الخطيب البغدادي ( توفي 463هـ/1070م) أرخ في تاريخ بغداد لاثنتين وثلاثين من النساء من اهل بغداد المذكورات بالفضل ورواية العلم وذكر بعض أساتذتهن وطلابهن ممن أخذت عنه من العلماء المعروفين . كما ان في وفيات الاعيان والوافي بالوفيات والمنتظم لابن الجوزي وشعراء المحاضرة للتنـوخي ومرآة الجنان لليافعي ونزهة الجلساء للسيوطي ونساء الخلفاء لابن السالمي إشارات كثيرة إلى عدد من النساء العالمات والأديبات والشاعرات اللواتي اثبتن جدارة واستحقاقا في ان تدون أسماؤهن وتذكر أخبارهن وتروى أشعارهن . ولم تغفل الباحثة ذكر حالات خاصة متعلقة بالمرأة من قبيل الاهتمام بالجمال والزينة والموسيقى والملابس والحلي وما شاكل .
في كتابها الموسوم : ((إنصاف الخليفة الأمين بين الأدب والتاريخ)) والذي نشرته نقابة المعلمين العراقية وطبع في مطبعة علاء ببغداد سنة 1981 حاولت الدكتورة واجدة الاطراقجي ، ان تستخدم مصادر الشعر والأدب لإنصاف الخليفة الأمين وإعادة قراءة تاريخه من جديد بعيدا عن محاولات التشويه التي تعرض لها خاصة أبان الصراع العربي الفارسي وكان مما دفعها لدراسة هذا الموضوع ما تناثر في بطون كتب الأخبار والأدب والتاريخ من مقولات عن الخليفة الأمين ابن الخليفة هارون الرشيد .. والى شيء من هذا القبيل أشارت الدكتورة الاطراقجي إلى أنها لم تجد في كتب التاريخ إلا عبارات مقتضبة وملاحظات مبتسرة وإخبارا متضاربة ، (( وعندئذ تذكرت ما قاله الجاحظ حول الشعر وأهميته في تخليد المحاسن وتقييد المآثر ومعرفة ما فات وإدراك موضع الفساد مما صنعه الرواة من أخبار مختلفة وأحاديث متقطعة . وقد أشار بعض المؤرخين المحدثين ومنهم المؤرخ الأستاذ الدكتور عبد العزيز الدوري إلى ذلك ودعا الى الاستفادة من الأدب في دراسة التاريخ ، لهذا اتجهت إلى البحث عن ضالتي في كتب الأدب وفي دواوين شعراء عصره لاستكمال الصورة وإنصاف الرجل )) .. والذي يهمنا هنا التأكيد على أهمية مصادر الأدب للمؤرخين والتوجه الحميد لهذه المؤرخة الجادة في الاستفادة من هذه المصادر والكشف عن حقائق غابت عن الصفحات التي سطرها المؤرخون السابقون وتلك فضيلة تسجل لها .
إذا كانت الدكتورة مليحة رحمه الله قد سبرت غور المصادر التاريخية للوقوف عند الجانب الاجتماعي من حياة العراق وأبان عصور ازدهار الحضارة العربية الإسلامية ، فان الدكتورة واجدة الاطراقجي ، عادت إلى صفحات الأدب ودواوين الشعر لمعرفة واقع العراق الاجتماعي والسياسي والفكري .. وكتابها (المرأة في أدب العصر العباسي) يقف شاهدا على ذلك . فضلا عن دراستها وبحوثها الاخرى . لقد وجدت الدكتورة الاطراقجي إن دراسة المرأة في وقت اشتد فيه الحرص على حسن إعدادها وتمكينها من الإسهام في صنع القرار والمشاركة في بناء المجتمع حنبا الى جنب مع الرجل ، أمر أساسي فالمجتمع لاينهض إلا إذا نهض بنصفيه المتكاملين . وجاء اهتمامها بدور المرأة في العصر العباسي لتصويب الراي القائل بان هذا العصر بجملته عصرا شمله تيار التحلل والتفسخ ،ومن خلال العودة الى كتب الأدب والتاريخ ، فان الدكتورة الاطراقجي أرادت أن تكشف عن جوانب تعزز دور المرأة وتوضح نشاطاتها الثقافية والسياسية والاقتصادية والدينية وعرضها بطريقة تؤكد فاعليتها وحسن بلائها في التطور الحضاري .. وقد استطاعت بالفعل ان تقدم من خلال دراساتها نماذج نسوية متميزة في كل ميادين الحياة لم تكن تقل في دورها عن الرجل ومما يزيد من قيمة المجهود الذي قدمته الدكتورة الاطراقجي ، أنها وضعت ملحقا لكتابها المشار إليه انفا ضمنته تراجم من أعلام النساء في العصر العباسي ، ومن أبرزهن ، بنان الشاعرة ، وبدعة الكبيرة ، واسحاق الاندلسية ، وبوران وشيماء وثمل وتتريف وجميلة بنت ناصر الحمداني وحزامى وخليدة وخنساء والخيزران ودنانير ودقاق ، وذات الخال ورابعة العدوية ، وزبيدة بنت جعفر وزيدان القهرمانة ، وزينب بنت سليمان بن عبد الله بن عباس ، وسامر وست الملك بنت عبد العزيز بالله الفاطمي وسكن وشاجي وشارية وام الشريف وشغب وعابدة وعاتكة المخزومية وعريب وعنان وعليه بنت المهدي والفارعـة وفاطمة وفضل وفريـــدة والقبيـحة وقطــر النـدى ولبابه ومحبوبــة وأم موســى ونبــت وهيلانة وولادة المهزمية البصرية .
لقد استنطقت الدكتورة واجدة الاطراقجي كتب الأدب والتاريخ في العصر العباسي لتحكي لنا عن صورة المرأة في ذلك العصر واستطاعت ، بحق ان تصحح النظرة الخاطئة التي تصور المرأة بصورة عامة بالمجون والعبث وتوصلت الى ان هذه الصورة لم تكن سوى صورة قلة من القيان والجواري .. كما بينت دور المرأة في السياسة والاقتصاد والفكر وقالت ان ادوار الكثيرات من النساء الرائدات آنذاك لم تكن تقل عن ادوار الرجال وخاصة في مجال الحرص على المجتمع والحفاظ على تقاليده وقيمه وهويته ، لكن هذا لم يمنع الدكتورة الاطراقجي من التأشير على انه ترك الحكام لبعض الجواري والقهرمانات أن يعبثن بمقدرات الدولة ، وأتحن لهن تسلم مسؤوليات مباشرة ، وأصبح لهن مكانة مرموقة في قصور الخلفاء فان الفوضى سرعان ما دبت وساد الاضطراب والوهن في أوصال الدولة العباسية الأمر الذي آل بها أخيرا إلى الاضمحلال والسقوط تحت سنابك خيول المغول سنة 656هـ /1258م . ويقينا أن هذا يدل دلالة واضحة على ان للمرأة دور ، فقد يكون بناء اذا ما احسن المجتمع تربيتها وأفسح لها المجال لكي تمارس نشاطها وقد يكون تخريبيا عندما تترك الأمور وتسود العواطف وتنعدم القيم وتضيع المقاييس الأخلاقية .
ان رؤية الدكتورة الاطراقجي الى التاريخ رؤية علمية موضوعية ، ودراستها تعتمد التهميش والتنصيص فهي لم تترك مصدرا من مصادر التاريخ المختلفة إلا واستخدمته الاستخدام الجيد ، والاهم من كل ذلك أنها استعانت بكتب الادب والتراجم ودواوين الشعر ورسائل ألجواهري وما عرف بكتب التوقيعات والأغراض الشعرية والأغاني للوصول الى الحقيقة التاريخية ، مما جعلنا نضعها ، بحــق في الصف الأول من صفوف ممثلـي المدرسـة التاريخيـة العراقيـة المعاصرة .





#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مليحة رحمة الله والريادة في دراسة التأريخ الاجتماعي العربي
- جمعية التراث العربي في الموصل 1973-1984 فصل من تاريخ العراق ...
- صديق بكر توفيق اغوان وتجربته الذاتية في الترجمة
- سليم حسون 1871-1947 والصحافة العراقية المعاصرة
- حسن النجفي والعمل المصرفي في العراق
- حسن علي الذنون والمدرسة القانونية العراقية
- حسن العمري والتراث الشعبي العراقي
- رحيل شيخ الصحفيين الموصليين الاستاذ احمد سامي الجلبي ..الدكت ...
- الحكم الراشد والتنمية المستدامة في الندوة (30 ) لمركز الدراس ...
- قاسم محمد الرجب 1917-1974 ومكتبة المثنى ومجلة المكتبة
- عبد المنعم الغلامي ودوره الوطني والثقافي
- الاصلاح والغرب ..تجارب من التاريخ العربي الحديث
- الدكتور عبد الواحد لؤلؤة وحركة الترجمة العربية المعاصرة
- داؤد يوسفاني ودوره في تأسيس الدولة االعراقية الحديثة
- الضابط الموصلي جمال جميل في اليمن 1940-1943
- داؤد باشا وريادة حركة التحديث في العراق!!
- السيد عبد الرزاق الحسني وجهوده في ارساء اسس المدرسة التاريخي ...
- الدكتور عواد مجيد الاعظمي 1928-1986 واسهاماته في مجال الدراس ...
- النظام السياسي العربي والاقليمي من التاريخ الى المستقبل !!
- مركز الدراسات الاقليمية بجامعة الموصل يعقد ندوته ال29 حول (( ...


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ابراهيم خليل العلاف - الدكتورة واجدة الاطرقجي والتأريخ للادب العربي في العصر العباسي