أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم المصري - صلاح السعدني .. خيالٌ واسع .. ومعطوب














المزيد.....

صلاح السعدني .. خيالٌ واسع .. ومعطوب


إبراهيم المصري

الحوار المتمدن-العدد: 798 - 2004 / 4 / 8 - 10:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


( طفلٌ يهودي مصري هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في أوائل الخمسينيات من القرن العشرين واستقر في أمريكا إلى أن عمل في جهاز المخابرات الأمريكية ثم جرى إيفاده إلى باكستان وهناك ادَّعى أنه اعتنق الدينَ الإسلامي والتقى بأسامة بن لادن واقترح أن يعطيه أسامة بعضَ الرجال لتنفيذ عميلة جهادية في أمريكا لهدم أبراجها وتحطيم هيبتها وتحقيق انتصار يرضي العرب والمسلمين )
... ... ...
ما سبق ليس كلامي ، فلم يصل خيالي إلى هذه الدرجة من الفانتازيا مع احترامي الكامل للفانتازيا .. ما سبق كلام نقلته وكالة الأنباء الألمانية وقالت إنه ملخص قصة عن أحداث الحادي عشر من سبتبمر عام ألفين وواحد كتبها الممثل صلاح السعدني ووثقها وسجلها .. باسمه .. كونه لا يستبعد أن تكون إسرائيل هي التي وضعت أسس عملية الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 في نيويورك وتفجيرات قطارات مدريد يوم الحادي عشر من مارس عام 2004 في إسبانيا .. وتنقل الوكالة عن السعدني قوله : إن الولايات المتحدة تصنع الإرهاب حسب المقترحات الإسرائيلية وإن جهاز الموساد الإسرائيلي تورط في العديد من العمليات القذرة المماثلة لأحداث نيويورك ومدريد .
وكل هذا من وجهة نظري .. حكاية نموذجية .. للتعاسة المتكئة على نظرية المؤامرة الشهيرة ، لكن ماذا نفعل إن كان ما يتوهمه صلاح السعدني حقيقياً ؟ .. الإجابة : نؤلف مسلسلاً نشتم فيه الولايات المتحدة وإسرائيل كما ينوي السعدني عمله وكما أوضح السعدني أيضاً بأن أحداث المسلسل العربي ( الناس في كفر عسكر ) هي تجسيد حي للصراع العربي الإسرائيلي والذي يظهر من خلال عائلة ( الشلبية ) وهم ( الصهاينة ) الذين لا أمل لهم ويسيطرون على الأراضي في ( كفر عسكر ـ فلسطين ) ، زاعمين أنهم ملاكها .. أمَّا العرب فتمثلهم عائلة ( عوف ) أصحاب الأرض الأصليين الذين يحافظون عنها أباً عن جد .
كل هذا قاله صلاح السعدني في حفل أقامته دار الأوبرا المصرية في جامعة أسيوط لتكريم السعدني وآخرين .
والمشكلة أن هذا الفكر التبريري بإفراط والواهم بجدارة ، لا يتبناه ممثل في شهرة السعدني فقط وإنما يتبناه الملايين ، إذ من السهل أن نقول إسرائيل فعلت كلَّ هذا ، ثم نمضي مطمئنين إلى النوم ، كما أننا لم نعد قادرين على محاسبة الذات والوقوف بها عند حد الدور .. وفي حالة السعدني فإن دوره أن يقدم فناً راقياً وأن يقول بالطبع وجهة نظره بوصفه مواطناً .. أما أن ينعدم الوعي إلى درجة الخلل ، فهنا مكمن الخطورة التي تسري في العقل العربي مثل سرطان لا أمل من شفائه .
... ... ...
قبل عامين خاض ( ممثلٌ مناضلٌ آخر ) معركة ضد إسرائيل والولايات المتحدة وانتصر لنا نحن المغلوبين على أمرنا بمسلسل فاشل عنوانه ( فارس بلا جواد ) متكئاً هذه المرة على كتاب ( بروتوكولات حكماء صهيون ) الذي قال أحد الخبراء في الصهيونية الذين لا يشك أحد في علمهم إنه كتاب ملفق وإن نسبته إلى اليهود غير صحيحة بالمرة .. لكن الممثل المناضل محمد صبحي كان صوته أعلى من صوت الدكتور عبد الوهاب المسيري صاحب ( الموسوعة الصهيونية ) .. فمن نصدق ؟؟
الملايين يصدقون صلاح السعدني ومحمد صبحي ( المناضليَن ) ، وأصحاب الأسى مثلي يصدقون أنَّ إسرائيل والولايات المتحدة كانتا سبباً في نكبات كثيرة لنا ، ولكنهما وعلى ما تقول المعلومات المتوفرة وشهادة أسامة بن لادن نفسه ليستا سبباً في أحداث الحادي عشر من سبتبمر عام ألفين وواحد ولا هما سببا في تفجير قطارات مدريد التي تقف وراءها عصابات إرهابية تحاول أن تقيم مملكة الله بالقتل .
حسناً .. لقد فعل ذلك عرب ومسلمون .. ولكن كانت هناك أصابع خفية تحركهم .. وهذه الأصابع هي أصابع الموساد .. وهذا جوهر ما يرمي إليه السعدني ومعه الملايين ، أمَّا أن نقول إن جرأة القادرين على تنفيذ عمل إرهابي بحجم تدمير برجي التجارة في نيويورك أو بحجم جريمة بالي في إندونيسيا أو بحجم ما حدث في القاهرة والرياض والدار البيضاء وأخيرا في مدريد .. أن نقول إن كل هذا ناجم أساساً عن عقلية متصلبة ساهمت مجتمعاتنا وأساليب تربيتنا وتعليمنا في شراستها ، فهذا الكلام لا محل له من الإعراب .. ولماذا نرهق أنفسنا بالبحث إن كان يمكننا النوم بطمأنينة على نظرية المؤامرة الشهيرة .
فهل كانت إسرائيل ومعها الولايات المتحدة أيضاً سبباً في انتكاس الاقتصاد وغياب الديموقراطية وتفشي الفساد وخلود الحكام وظاهرة العسكريرتاريا والفكر التبريري في بلادنا .
وهل كانت إسرائيل ومعها الولايات المتحدة سبباً في تحالف المناضلين القوميين والإسلاميين مع طغاة من عينة صدام حسين .. الذي عرضت قنواته التلفزيونية مسلسل ( فارس بلا جواد ) وكأنه فتح مبين لانتصار العرب على الصهاينة .
في غياب قيمة العقل والفكر والبحث ومناخ الحرية والنقد يمكن لصلاح السعدني بالطبع أن يتوهم قصة مثل تلك التي بدأت بها وأن تكرمه دار الأوبرا التي .. احترقت قبل ما يزيد عن ثلاثين عاماً .. وأعاد بنائها اليابانيون في الحقيقة لا المصريين .. وأن يكون التكريم في جامعة يُفترض أن تكون مكاناً لقيمة العقل قبل أن تكون منصة يتحدث منها صلاح السعدني أو غيره بنضال لفظي لا يلبث أن يتحول إلى ساعات مملة من الدراما التلفزيونية الغير صالحة للاستخدام الآدمي .
لكنني أحب أن أسأل صلاح السعدني .. أو العمدة سليمان إن كانت المشاكل المزمنة بيني وبين زوجتي من صنع الموساد ؟ .. أم انتكاس مجتمع لم يعد قادرا على التنفس الطبيعي .. ربما كتب السعدني قصة وسجلها باسمه في هذا الهراء الشاسع الذي يمتد مثل الطوفان .. وحينها قد أزوده بتفاصيل مشاكلي حتى لا يتوهم مشاكل بين زوجين من صنع الموساد والسي آي إيه .




#إبراهيم_المصري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- END OF VIDEO CLIP
- هل أنا .. عميلٌ .. للموساد والسي آي إيه ؟
- حدث في .. الفلوجة
- الروض العاطر
- النبأ الطيب .. من تونس
- أيتها الفراشة .. يا اسم حبيبتي
- ماذا يريد العالم .. من الشعب الفلسطيني ؟
- إعرابُ الفاكهة
- الله / الوطن .. بالأمر
- اهبطوا بسلام قبَّعاتكم
- من القلب .. أطردُ الملائكة
- ما وراء الحجاب .. والأكمة ؟
- بلطة صدام حسين
- لنصفق لجماعة الإخوان .. بمرارة
- بعث العراق سلطة صدَّام قياماً وحُطاماً كتابٌ للقراءة .. مرتي ...
- باسمي .. باسمي فقط


المزيد.....




- السعودية.. تحليل أسلوب الأمير تركي الفيصل بالرد والتعامل مع ...
- بعد فرض قيود على المكالمات.. واتساب يتهم روسيا بمحاولة حرمان ...
- ماسة من قلب البركان؟ هكذا عثرت نيويوركية على خاتم خطوبتها بع ...
- لبنان: مروحة على دراجة نارية
- حزب الله يؤكد رفض قرار تجريده من سلاحه ويتهم الحكومة بـ-تسلي ...
- السودان: البرهان يرفض -المصالحة- مع قوات الدعم السريع ويؤكد ...
- ترامب: بوتين مستعد للتوصل لاتفاق بشأن أوكرانيا ونأمل في إشرا ...
- يدًا بيد لجعل الذكاء الاصطناعي أداة لنفع الإنسانية
- فورين أفيرز: لهذا فشلت محادثات السلام في أوكرانيا عبر السنوا ...
- غوتيريش يطالب إسرائيل بوقف فوري لمخطط تقسيم الضفة الغربية


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم المصري - صلاح السعدني .. خيالٌ واسع .. ومعطوب