أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - نبيل قرياقوس - غليان اداري














المزيد.....

غليان اداري


نبيل قرياقوس

الحوار المتمدن-العدد: 2601 - 2009 / 3 / 30 - 06:14
المحور: الادارة و الاقتصاد
    



بعيدا عن السياسة ، يرى المراقب الاجتماعي في وضع الدوائر الحكومية العراقية عند الساعات الاولى لانهيار النظام عام 2003 حالات من الانتفاضة الطوعية الواعية ، الواسعة ضد مسؤولين اداريين طغى الكثير منهم في واحدة او اكثر من الممارسات السلبية المتمثلة في عدة اوجه اهمها :
1. الاساءة للمال العام ، والعمل بالمحسوبية والمنسوبية .
2. البيروقراطية وضعف الكفاءة الادارية او المهنية او كلاهما .
3. اقحام الحزب السياسي في العمل الاداري .
4. الغلو في محاربة ابسط الحريات من قبل الاجهزة الامنية والعسكرية .
ففي ساعة الصفر ، انهزم من انهزم ، وتنازل من تنازل ، تاركا المسؤولية ، في حين اجمع منتسبو بعض الدوائر على اختيار مسؤوليهم الجدد في شبه انتخابات غير منظمة ، سادتها المصداقية والعفوية والتطلع الى اختيار العراقي الكفوء والنزيه بعيدا عن اي نظرة قاصرة ، الا ان الرياح السياسية سرعان ما اقتادت السفينة الادارية الى بحر من الاوحال افرز تنصيب ( بعض ) من المسؤولين الاداريين ممن لا يفرقون في تصرفاهم عن سابقيهم ، فمنهم من قلد او استند على ذات النماذج السابقة من المتمرسين في الفساد في عهد مضى ، فاصبح العراقي عموما ، والموظف الحكومي النزيه او الكفوء خصوصا في حيرة من أمره في كيفية ايصال صوته الى من يستطيع التعامل مع الوجوه الجديدة لما يسمى بـ ( الفساد الاداري ) ، في وقت غابت فيه سلطة ( الحاكم ) الفرد .
وهكذا مرت أكثر من خمس سنوات من المخاض المتعب والدامي ، الذي قد يراه البعض طبيعيا لشعب شرقي بعيد عن الحياة الديمقراطية بدرجات متفاوتة طيلة قرون حسب النظم السياسية التي توالت عليه ، اضافة الى انه محاط بشعوب اغلبها ما زالت تقبع تحت ظلال نظم بعيدة عن الاتجاه الديمقراطي ، وما يفرز ذلك من تأثيرات .
أما الان ، وفي وضع شبه مستقر عام 2009 ، يرى المراقب الاجتماعي عودة علو وتزايد الاصوات الداعية الى البناء والى عدم التمييز بين اي عراقي وآخر سوى على اسس الكفاءة والنزاهة كما جرى في الساعات الاولى لسقوط النظام ، ويمكن تلمس ذلك بوضوح في ما يقرأ ويكتب في اجهزة الاعلام وفي نبضات الشارع ، فالعراقي بات يتمنى ويحلم في دوائر دولة مثالية تخدمه وتخدم الجميع حسب .
نسمع ونقرأ هذه الايام ، في اجهزة الاعلام والصحف والمواقع الالكترونية اصواتا وشكاوي موظفين في أشبه ما يكون باصوات غليان صحوة أدارية ، وقد لا تكون كل الشكاوي والأدعاءات صحيحة ، لكن الوضع الحالي من الفساد الاداري ، المشخص وجوده رسميا وشعبيا ، يرشح لئن تكون نسبة لا يستهان بها من تلك الشكاوي صحيحة .
الجميع يعرف ، ان موظفي بعض الدوائر الان في وضع لا يستطيعون فيه البوح بأسمائهم في شكاويهم ( رغم ان بعضها لا يشكي من حالات خاصة بقدر ما يطمح لاوضاع افضل للدائرة الحكومية ) ، فهم يفضلون الاسماء المستعارة او الرسائل الجماعية التي لا تحمل اسما محددا ، وان البعض الآخر يلجأ الى اساليب وممارسات اخرى لأثارة الرأي العام والتعريف بالاوضاع السلبية التي تعيشها دوائرهم ، وكل ذلك ليكونوا بعيدا عن انتقام مسؤوليهم الاداريين الذين اصبح البعض منهم في وضع يضحي فيه بكل قيم شرف العمل لقاء بقائه في منصبه!.
نقول : أما آن الأوان لتفعيل دور النقابات في العراق ؟
أما آن الأوان لأقرار صيغة لأنتخابات في الدوائر العراقية ؟
وبعد ، هلا بادر مسؤول اداري بدرجة مدير عام فما فوق بأقامة انتخابات في دائرته امام انظار السلطة الرابعة ليكون قدوة للجميع !
العراقيون بالانتظار .

نبيل قرياقوس






#نبيل_قرياقوس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كباب بغداد في اوساكا - المذكرة الرابعة
- موشي موشي .. بغداد ( مذكرة 3 )
- صباح الخير طوكيو - مذكرة 2
- نداء هام من مغترب عراقي الى دولة رئيس الوزراء : دستور اوربي ...
- مذكرات رحلة الى اليابان - المذكرة الاولى
- مهزلة كوليرا ادارية
- أطلقوا سرا الحب
- عيد حب الماني
- صابونة
- باعة جنس
- الى الوراء در كبول البعير
- بريشة الوردي ..السياحة في العراق حتى 2003
- الى المثقفين والحكومة العراقية - جامعة الوردي للعلوم الانسان ...
- عراقي في مربع نزاهة / حوار مع رئيس هيئة النزاهة في العراق
- نفي انباء ملفقة عن وزير عراقي
- امام الجهات المسؤولة : قانون المفصولين السياسيين في العراق ب ...
- بريشة العالم الوردي .. السياحة في العراق
- امام الجات المسؤولة : قانون المفصولين السياسيين بصراحة منطقي ...
- بين تربيتي السليمانية والرصافة : شر الادارة ما يضحك
- اتصالنا والانترنيت


المزيد.....




- الربط السككي بين العراق وإيران.. مشروع بخطين متوازيين بين ال ...
- الصادرات الأردنية إلى سوريا تنمو بـ500%
- ثروات تحت الصقيع.. غرينلاند ساحة جديدة للصراع الجيوسياسي الع ...
- اقتصادي يقترح حلولاً لمواجهة نقص السيولة في العراق
- ترامب: أميركا في مرحلة انتقالية وتتعرض لركود قصير المدى
- قبل رحيله.. غوارديولا يتغزل في -الفتى الذهبي-
- اتفاق المعادن بين كييف وواشنطن.. صفقة اقتصادية أم ورقة ضغط؟ ...
- نوفاك يتحدث عن تأثير الحروب التجارية على الطلب على النفط
- الهند تحظر واردات جميع السلع من باكستان
- تجربة إدلب في تحسين الاقتصاد السوري


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - نبيل قرياقوس - غليان اداري