أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالله خليفة - عولمة الرأسمالية














المزيد.....

عولمة الرأسمالية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 2597 - 2009 / 3 / 26 - 09:51
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تطور الشرق وتطور الغرب في مسارين مختلفين خلال العصور السابقة، ولم يستطع الشرق أن يؤسس الرأسمالية وأن يطورها بسبب ضخامة قاراته وسيطرات الدول المطلقة فيه.
رغم أن عناصر الرأسمالية مثل البضاعة، والنقد، والتسليف نشأت وتطورت فيه.
واستطاعت الرأسمالية في الغرب أن تتطور بشكل متسع وبطيء، مستعيرة عوامل رأسمالية من الشرق، وذلك بسبب صغر القارة الأوروبية، التي تشمل بصفة خاصة غربها، وعدم وجود دول كبيرة مطلقة الحكم ذات رسوخ فيها.
وبهذا لأول مرة في التاريخ حصلت الرأسمالية على حقل ممهد وقابل للتطور الكوني.
فعلى خلاف أساليب الإنتاج السابقة الراكدة، المناطقية، القارية، كانت الرأسمالية كونية. فهي تقوم على الصناعة أساساً، والصناعة بحاجة إلى مواد طبيعية، وبحاجة إلى عمل مأجور محرر من العبودية بالمعنى الضيق للكلمة، وبحاجة إلى تطور العلوم، وفي هذا الزمن كانت مواد علمية كثيرة قد راكمتها الحضاراتُ الإنسانية السابقة.
فترافقت الاكتشافاتُ الجغرافية مع توحيد أولي تجاري للكرة الأرضية، ومع تدفق المواد الخام على الصناعة، وتداخل العلوم بالصناعة وبالحياة الاجتماعية.
عبر تطورات الرأسمالية الأوروبية الغربية - الأمريكية تم إدخال منظومة البلدان الآسيوية والافريقية والأمريكية اللاتينية في هذا النمو التاريخي التوحيدي المتناقض.
لقد قامت الحضارات القديمة في آسيا وأفريقيا بالتصدي لنمو الرأسمالية التي اتخذ طابع الغزو، وكان يعني كذلك تطور الصناعات الغربية ومدها بالمواد الخام، ونقلها إلى مراحل جديدة من الأتمتة والثورة الصناعية.
وفيما كانت الأمم الشرقية تتصدى للغزو الغربي السياسي كانت تهضم منتجات الغرب التحديثية، وتترسمل، وتبحث عن طرق جديدة تسريعية لتشكيل الرأسمالية، فوجدتها في طرق تطورها الخاصة، أي في أجهزة الدول العملاقة، التي صارت هي مالكة الرأسمال الأكبر، فسرعت من التطور الصناعي، فنقلت النتاج الغربي وأضفت تحسينات عليه، ودعمته بقوة القوى العاملة الهائلة لديها وبرخصها، وبقدرتها على التخصص والتعمق، وحدث تضافر بين الرافدين الرأسماليين الكبيرين الغربي المتجذر، والشرقي الطارئ النامي، في ظرف قرن واحد.
وإذا كانت الرأسمالية الغربية قد اعتمدت بشكل كبير على العمل الشخصي، وعمقت الرأسمالية الفردية نشاطاتها، بمحدودية أفقها وبغياب التخطيط على المستويين الوطني والعالمي منها، فإن الرأسمالية الشرقية قد اعتمدت أساساً على الرأسمالية الحكومية العامة، التي كانت لديها ميزات التخطيط والبرمجة الطويلة الأمد، والاستخدام الكثيف لقوى العمل الرخيصة.
وقد بدا هذا واضحاً في الدول ذات الكثافة السكانية والاتساع الجغرافي.
لكن الرافدين الكبيرين للرأسمالية العالمية أخذا في العقود الأخيرة منحىً مشتركاً، فبدأت تتشكل رأسماليات عالمية مناطقية كبرى، فراحت الرأسماليات الغربية تتوحد في كيانات جغرافية كبيرة، كالسوق الأوروبية المشتركة، ووحدة الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، ووحدة دول وشرق وجنوب آسيا.
وهذه الوحدات الكبرى لا تنفي التداخل العالمي الكبير بين رافدي الرأسمالية الغربية والشرقية، فدور الدول أخذ يتقلص في الشرق، وصعدت الرأسماليات الخاصة، مثلما تقلص الدور الشخصي المطلق في الغرب وأخذت الدول تتدخل في العمليات الاقتصادية، وتخفف من أثر الدورات العمياء للأسواق، وتنقذ شركات من الأفلاس، وتعيد النظر في نمو الأسواق بطريقة فوضوية.
لكن دور الدول لم ينته من الشرق فمازالت دول كثيرة قابضة على مجرى العمليات الاقتصادية، بشكل مضر في كثير من الأحيان، بسبب أن هذه الدول تعبر عن سيطرات قوى سياسية متنفذة، ولا تعبر عن التوازن الخلاق بين القطاعات العامة والقطاعات الخاصة.
وهو أمرٌ سوف يؤدي إلى تدخل قوى العمل السياسي والحركات العمالية الجماهيرية للحد من سيطرات القوى البيروقراطية على الثروة العامة، وعلى تجميد التطور التقني في الشرق، وعلى هدر الثروة.
مثلما أن تصاعد دور الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية والحركات العمالية في الغرب يقوي دور الدول، ويحد من سيطرات الشركات الكبرى على الاقتصاد وعلى الحياة السياسية.
وهكذا فإن الغرب والشرق يلتقيان مع استمرار الصراعات وتنامي الوحدة البشرية، ويتبادلان المنتجات والخبرة، وتتشكل هيئات مشتركة للسيطرة على مشكلات البشرية المتفاقمة.
تزداد مع الزمن أدوار الجمهور وعمليات التأثير في الأجهزة الاقتصادية والسياسية، وتتحول الحكومات للتعبير عن هذه الجماهير العاملة، من دون زوال الرأسمالية، وهو ما يبدو في المنظور لهذه الصراعات ولهذه الرأسمالية التي غدت كونية، ولاتزال لها آفاق غير منظورة كلياً.
وتعتمد أمور التطور على تبدلات أساليب الإنتاج واكتشافات المواد التي تقوم بإحداث انقلابات اقتصادية في وضع القوى، مثل نضوب النفط، وإكتشاف طاقات جديدة، لكن الرأسماليات متجهة أكثر فأكثر نحو رأسماليات عالمية تقرر تطوراتها الشعوب والديمقراطية في كل بلد.





#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغييرات سياسية على حساب التجار
- البرامج الإسلامية للحركات التقدمية
- تطورات الرأسمالية الحكومية الروسية
- مرحلة علمانية ديمقراطية تمهيدية
- أزمة اليسار
- رأس المال الشرقي
- سراب الديمقراطيات العربية
- المحافظون الإيرانيون والطريق المسدود
- العلمانية ورأس المال
- المرأة ودكتاتور الأسرة
- العلمانية التركية والسنة والحداثة
- آفاق الاشتراكية
- إنجازات وقصور كارل ماركس
- استغلاليون لموجة
- الجيشُ الروسي يعودُ للواجهة
- مصير البشير ومصير السودان
- مصطلح (اللارأسمالية)
- مأزق السياسات المذهبية
- العمال بين اتجاهات حادة متضاربة
- مشروع تاريخي !


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالله خليفة - عولمة الرأسمالية