أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عامرحناحداد - المهجر تحت المجهر -














المزيد.....

المهجر تحت المجهر -


عامرحناحداد

الحوار المتمدن-العدد: 2597 - 2009 / 3 / 26 - 09:37
المحور: سيرة ذاتية
    


بعـد طول انتظاري على ابواب السفارات وارصـفة الموانئ والمطارات ، حاملا معي حقائب المنفى المملوءة ابدا بالصور والقصص والذكريات ، برغبات متاصلة في جذورها وبامنيات مؤجلة وازمات نفسية وانفعالات لتتبدل وتتغيررؤيتي وقناعتي الى مزيج وخليط مركب من المشاعر والأحاسـيس الهجينة والمستحدثة كجبل من القمامة والنفايات /..... الحرمان ، الخـذلان الاحـباط ، الغـثيان ، الياس ، غياب الطمانينة ، الخوف من المجهول .... فالمهجــر نوع من الحصار المفروض او المستنزل ذاتيا ـ هنـاك هدف واعتزاز يفقدهما المرء حـين لا يكون له وطـن ـ وهذايعني اعترافا بك وباقرار وجـودك ، امافي العالم الخارجي فانك نكرة لا شيء، عليك دائما وباستمرار تعرف وتعيد التعريف بنفسك وتبـدا من الصـفركل مرة.. من انت ؟..من اين اتيت ؟؟..كيف كنت ؟..وكيف اصبحت ؟..بماذا تفكر؟ ..ماذاتعمل ؟...المنـفي لايبتعـد عن وطـنه فحسب ، بل يصبح منفـيا عن اسمه وعن عالمه القديم ، ذكرياته ، افراحه ، اتراحه ، اشجانه ارهاصاته الفكرية ، بيـئته ،ا نه باختـصار شديد..منفى زمنكاني ، ذهــني...فكـري(ايدولوجي)...نفسي/سايكولوجي/.. المنفي لـه رؤى ظـبابية عديدة غير حقيقية وبعيدةعن تفاصيل وابعادها الواقعية، وكانه ينظر الىمرايا غير مستوية ومشوهة /محـدبة ، مقعـرة/ عما يظنه بالأخرون حوله ، فيلاحظ احـيانا ان البعض المغتربـين الذين لا يظنون خيرا بانفسهم،لا بل ويمتلكون كراهية لمشاعرهم الداخلية تعكس خارجيا عليهم، لذا فهم لا يتكلفون عـناء بالاهتمام بمظهرهم الخارجي اوبملبسهم ولايحالون ان يصلحوا مابانفسهم ....بينما البعض الاخر يتصرف الىالنقيض من ذلك فيحاولون اخـفاء ما في داخلهم بان يكونوا مثالين وقمة الشياكة والاناقة من الخـارج كل شيء يـبدو كاملا ، بـيوتهم ، مظهرهـم الخارجـي ، اولادهم ، شريك حياتهم ، والذين يعيشون معهم...من هذا النموذجـين المضغوطين نفسيا من الداخل تحس انك غير متواجد مع مثل هؤلاء من الناس ولاتربطك اي رابطة معهم ، وتشعربانك خارج المجموعة ،فينتابك شعورعجيب وغريب من الاحساس بالخوف والريبة وذلك من الاصابة بجروح نفسية او روحـية فتقـيم جـدرانا وهمية املا في حمـايتك وتفادي الألـم النفسي والروحي فتعزل نفسك ظنا بانك لن تصاب باذى إذا لم تندمج؟..فتخاف من منح ثقتك لأحـد وتخاف ايضا من الأمانة والصدق ، التي تجعلك في موقف صعب كي لا تنتقد او تدان اوتلام من لومة لائم ، في حالة اكتشافهم اسرارك او مشاركتهم بامورك الشخصية والخاصة ، لهذه المخاوف جعلتك في المهجـر ان تنشا نظاما معقـدا من الأساليب التي تحمي بها نفسك فتتولد لديك خبرة ومهارة فائقة بمعرفة كيفية معالجة كل موقف استثنائي ومحرج تقريبا،لتضمن بذلك ان لايخدعك احــد.إلا ان في النهاية تتعب وتجزع وتقرف وتمل من محاولة حماية نفسك والاعتداد بها طوال الوقت..لذا تحـاول اقتحـام مجتمع المغتربين والاندماج القسري معهم... ولكن في هذه الحالة يمتلكك احساس مطعم بمرارة لايفارقك ابدا ، احساس غريب وكانك تعيش مبتور الذراع وشيء ماينقصك ،والاشخاص الذين يعانون من نقص احد اعضائهم الجسدية يشعرون دوما بنقص هذا الجـزء اينما ذهـبوا ـ في المترو تحت الانفاق ، المطعـم ، المكتبة ،المقهى ، حفلة او مناسبة تدعى اليها ، وتشعر ان الناس ينتظرون في كل مرة ان تسرد عليهم قصتك..كل العـيون المستديرة حـيرة ودهشة تسالك سؤال واحــد فقط لا غـــيره تخجل الشفاه من طرحه...كيف حــدث هــذا؟؟؟ فالخلاصة في المهجـروتحت المهجـر ياعزيزي المهاجـر...انك تعيش في بلـد يحــترم ويقدس موهبتك ولكن يرفـض جروحـك...وتنتمي لوطن يحــترم جـروحك ولكن يرفضك انت بالذات...فاي الشرين تختار...وانت الرجل والجــرح في ان واحــد...وانت الذاكرة المعطوبة التي ليس هذاالجسد المعطـــوب سوى واجـــهة لـه...؟؟؟؟...والى الملتقى...



#عامرحناحداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد العقل الخالص
- الفن ومدارسه العريقه
- قصص قصيرة جدا


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عامرحناحداد - المهجر تحت المجهر -