أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحميد السياب - الضحية














المزيد.....

الضحية


عبد الحميد السياب

الحوار المتمدن-العدد: 2597 - 2009 / 3 / 26 - 02:44
المحور: الادب والفن
    



لم أدعِ.....
إني اشرفُ امرأةٍ
على وجه الأرض..........
ولم أدع التقوى
ولا العبادة........
صرخت بأعلى صوتي
إني قوادة........
لم أعرف يوما طريق
لقبلتكم ولا السجادة .......!!
كان القوم كل ليلة عندي
يقضون الليل
في بهجة وسعادة
لم أكن سيئة
كما تضنون
منذ الولادة
كنت أحافظ على شرفي
واعرف الحق كثيرا
فرّطت بكرامتي
وسمعتي
أسمي غيّرتة
أطلقت عليه أخيرا غادة
ماذا فعلت؟
قلبّتمْ أيامي
فرحي والسعادة
ماذا فعلت ؟؟
وانتم تبيعون العراق وأولاده!!
تدعون الشرف
الرفعة والسيادة
عرضي بعته لكم ذبحتموني
ماذا تفعلون ؟؟!
لمن يبيع بلاده؟؟
صريحة لا أخشى أحدا منكم
لكن أسفي على من يغطي رماده
اشرف الأقوام
هكذا تدعون
لكنكم أشبه شئ للجرادة
تقولون عدلا وتقوى
وحين أراكم هنا
أسفهه بالقيادة
أكبركم مقاما
يصبح حمارا عندي
كمجرم خائف
يلتوي تحت سياط جلاده
أعرفكم واحدا ..واحدا
يا ساقطين......!!
يا تافهين
إني أكفر بالكذب
والنفاق
والدجل
أكفر برئيسكم
وما يدعيه
أكفر بصومه
وصلاته ....وجهاده
أعدلا أن أصير ضحية
ككبش حقير ؟؟
وأن أكون طعاما للكلاب؟؟
وأموت بلا شهادة؟؟!!
أعترف توارثنا المهنة
حتى صارت عادة........
لم أقل يوما
أنا من أصحاب النفوذ
أو السيادة........
لم انتم لأمة العرب
دمي لا لم يصنف أجداده!!
جئت سفاحا للدنيا
والله كفيل بعباده
إني أطيب من أطيبكم!!
ومن يدعي بنفسه وأولاده
واضحة
مزادي أعلنه
فأين منكم من يعلن بمزاده!؟
الكل اشترى بضاعتي
وأراد زيادة
والآن انسحبتم ما أقبحكم
ربي ادعوك
أن تستجيب لهذا القلب مراده
أن يقصف هذا البلد!!
من شماله لجنوبه
وأبدأ بالقادة
الحق ضاع
في زمان أختلط بياضه بسواده
أعلنها أنا بغاء
صرت منذ الولادة!!
وهذا ليس جرحا
أتضن شفاءه ؟؟
من بعد ضمادة؟؟
هذه مأساة الدنيا
وما يحمله العالم من أضداده........
سيغضب كل بيت من فعلتكم
كل حجر يزداد في اتقاده
ويطفأ ناره برماده
الفقر بشع يا ساده !!
والإنسان ضعيف
حين يسمع صرخة أولاده
الله من فقر يخذلنا ............
أبتي أغثنا
فالجوع لكل واحد منا أدمى فؤاده!!
لم نذق النوم
لم نعرف طعم الوسادة
((لو كان الفقر رجلا لقتلته))
وأمتطى علي جواده
انطلق بجوف الصحراء
يفتش عن أنداده
يا إمام الأمة اقتله
فلقد نخرنا الجوع
ذلنا الفقر
نمت في عقولنا البلادة
وحين الجلاد سل ّسيفه
وأراد ان يلقنها الشهادة
بصقت عليه
ضحكت فأخفى سحنته
أهو من بصرتها أم من بغداد ؟؟
أهو عراقي ؟؟
عربي الجنسية؟
أو من أكراده؟؟
اقتلني
افصل رأسي
فالسنبل يفرح بحصاده
أخبرني........ أخبرني
ماذا فعلت ؟؟
لكنك مثلي
حين يموت الواحد منا
يموت بعناده
لا تخف
سيرجمكم هذا الجمع
حرية الناس مقدسة
كل واعتقاده
الدين لم يفت بفتوتكم
لم يقتل الكافر رغم عناده
من أين جئتم ؟
وأطلقتم قوانينكم
الجنس البشري يباد
وبلا أي هوادة!!
ثلاث ضحايا في بشار
في شارع بشار
لم ينقص
بل يزيد بشار في أعداده
نحن شجرة
تنبع من عمق الأرض
تتفرع
لدينا إرادة
نكسر أنوف المتغطرسين
لا نفكر بسلطة وبلا بسيادة
لا يفكر الواحد منا بأمجاده
لذا صار الموت سهلا
سهلا جدا .جدا........جدا
في وطن يباد الشعب فيه
وكل يوم يلبس ويزداد
سواده!!!
صدّقت ما قالته القوادة
تعاطفت معها........
وكم كان بودي إن اهديها قلادة
تذكرت قول أمام الأمة
(لو كان الفقر رجلا لقتلة)
وانطلق علي يبحث عن أنداده
علي يدرك ما الفقر
لذا أطلق صيحته
من كل فؤاده
هذا هو الفقر
وصرت العنه
وبصمت عدت لها......
عادت لموالها
وهي ملعقة في شارع بشار
أيها الشاعر الأعمى
(الأذن تعشق قبل العين أحيانا)
قلت شعرا يا بن بشار
تعال انظر لي
فالشاعر الإنسان مشاعر
يزفها كلمات حبلى
عطشى ....من أروع إنشاده
ما أغبى الجهل
يصنع له مجدا
وينسى الجهل فساده
أما امرأة أشد من ألمي
ولولهان الحيران
ينشد لحنا عذريا
من عمق رقاده
أعطيتكم عمري
فحان سداد الدين
ألان ....ألان حان سداده
علقوها على باب البيت
وصاحوا وبأعلى أصواتهم
أيها الناس
تعالوا ............
انظروا...........
لقد شنقنا القوادة
صمت الناس
وانطلقوا
والكل يهمس ويداري جراحه
وينتظر الواحد منهم
أعواده...........
هنا الكل ميت
فالجلاد يشهر سيفه
ويقطف الرؤوس بلا هوادة
والرئيس القائد في قصره
يشرب النخب
تموت من أحزانها ألرصافة
فتموت عليها حبا جارتها
ألأبدية ألكرادة
والرئيس ثمل لا يصحو
يعلنها حربا
والحرب قتل .......ومقابر
ولم تزل معلقة ببابها
وفي شارع بشار تلك القوادة !!
يا سادة..........!!!

كتبت في .......... 2002



#عبد_الحميد_السياب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدن
- (القناعة المرة)
- نهر العشار
- لبيروت كل الحب
- ( انفجار ......... والتداعي لسنين الدمار...........!!!)
- ( حصان شهاب )
- الرتل
- ألتكنولوجيا سلبا وإيجابا ..........
- ( ( ما هكذا تورد ألابل يا سيد خلف )
- ( نقاش عقيم بالعراقي حول العلم العراقي )


المزيد.....




- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحميد السياب - الضحية