أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فراس الغضبان الحمداني - القائد الكهربائي














المزيد.....

القائد الكهربائي


فراس الغضبان الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2596 - 2009 / 3 / 25 - 00:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل أن تغزو أمريكا العراق كان التصور لنا من خلال أبواق دعايتها بأنها الدولة العظمى التي تستطيع إن تنجز للشعوب المعجزات ومنها الديمقراطية وتحويل البلاد إلى ولاية أمريكية من حيث التمدن والأعمار ومن الطبيعي ان يكون التيار الكهربائي ابسط الاشياء التي تستطيع الولايات المتحدة توفيرها .


. وبعد ما يقارب ست سنوات عجاف على احتلال العراق وتحويل مدنه إلى ساحة للحرب مع الارهابين كلفت العراق والعراقيين الملايين من الضحايا والمهجرين والمليارات من الدولارات المهدورة ، لكن البلاد مازالت تعيش في عتمة وبدون كهرباء رغم إنفاق مالا يعد ولايحصى من الملايين على عمليات الترقيع وإصلاح المحطات القديمة ، وصارت الحكومة العراقية كما يقول المثل البغدادي مثل ( الأطرش بالزفة ) .


حيث كان المسؤولون في الأسابيع الأولى للغزو يتحدثون عن شهور قليلة لنصب المحطات بخمس مليارات فقط ولكنهم الآن يتحدثون عن عشرين عاما وعشرات المليارات وأصبح التعاقد مع شركات عالمية لإنتاج الكهرباء للعراقيين وكأنها معجزة يستغرق إتمامها عقودا طويلة وكأننا نريد إن نعيد تصنيع( سفينة نوح) بذات الأدوات القديمة .


وإزاء ذلك يشعر الناس ألان بان أمريكا وأسياد البيت الأبيض يكذبون ويدجلون على الشعب العراقي واتخذوا من أزمة الكهرباء وسيلة لمعاقبة العراقيين !! . فبعد إن كان صدام حسين يعتقل عشرات الآلاف في السجون والمعتقلات كي يعانوا من البرد والحر رغم إن بينها زنزانات كما اخبرنا البعض كانت مكيفة .. وحتى إن سجن أبوغريب الشهير لاتنقطع عنه الكهرباء ساعة واحدة رغم انه مأوى للمتهمين والمجرمين .


لكن بيوت العراقيين وملايين المواطنين يعيشون ألان ومنذ سنوات عدة فيما يشبه المعتقلات ومستوطنات التعذيب حيث لاينتظم التيار الكهربائي ساعة واحدة باليوم بينما كانوا يتحدثون بساعتين مقابل ساعتين وكنا نتذمر حتى أصبحنا نرضى بالساعة مقابل 24 ساعة .

. وصارت لكل منا قصص مأساوية في هذاالصراع المميت مع الكهرباء و التي أسهم غيابها بإيقاف المبدعين عن إبداعهم وتعطيل المفكرين عن أفكارهم وتأخير الطلبة عن دراستهم وتعليمهم وتوقفت ورش الصناعيين بل أنها وليس بذلك مبالغة جعلت الرجل ( يفارق ) زوجته فمن يشتهي هذا الحنان في ظل حرارة الصيف الملتهبة او برد الشتاء القارس وصار الأب يضرب أطفاله لانهيار أعصابه بسبب الكهرباء.


وما إدراك ما تخلفه لنا الكهرباء من مشاكل وتعقيدات ونقسم بالله بأنها تحرمنا من النوم ومن انتظام التفكير وقطع الأرزاق اذ لايقل غيابها دمارا عن دمار المخربين والإرهابيين .


. ولانخجل إن نرفع أصابع الاتهام إلى البرلمان العراقي وأقطاب الحكومة وكبار المثقفين والمستثمرين ومختلف أنواع القيادات بأنهم يعيشون بواد وبمناطق خضراء لاينقطع التيار الكهربائي عنهم ولا تتوقف خزينة الدولة من ملء جيوبهم بالدولارات وكروشهم بما لذ وطاب من المال السحت الحرام بينما الشعب العراقي لاينام في كل الأيام وتهاجمه أسراب البعوض في الصيف وأنواعا أخرى من الحشرات القارصة التي لم نرها من قبل في الشتاء .


.. وصارالشعب يشعر بأنه فاقد الأهلية وانه لايمتلك حقوقا إنسانية بل هو يعيش كما تعيش قطعان الماشية في زرائب قذرة ورعاتهم ينامون على الحرير بعد إن وعدوه بالكلام المعسول بأن إسقاط الدكتاتورية سيجعلهم يعيشون بجنة عدن وهم اليوم لايريدون من هؤلاء جنات أو انهار بل أصبح القاسم المشرك للعراقيين جميعا هو انتظام التيار الكهربائي بأي ثمن كان وهذا الانجاز هو الذي يؤكد من هو القائد الحقيقي الذي يخدم الشعب ومن هو القائد ألنفاقي .


وصار الأمر ينحصر بأن من يحقق هذه الأمنية للعراقيين هو القائد الأكثر صدقا بالتاريخ لان الكهرباء أيها السادة تعني الحياة والحرية والكرامة والتمدن فمن يحققها حقق حلم العراقيين ومن فشل فقد اندحر والى الأبد ... نعم نريد القائد الكهربائي ولا نريد قائد الفرسان لان الفروسية الحقة هي في المعمار وليس في المضمار.. وأخير نقول خذوا الدستور والبرلمان والحكومة والأمريكان وأعطونا الكهرباء .



#فراس_الغضبان_الحمداني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يسمونه المفتش العام .! .
- ايها السادة الصحافة والاعلام في خطر
- مقاهي النرجيلة تبيع الكيف والمزاج والسرطان
- واخيرا اعترف القادة الفلسطينيين بالشبه بين هنية وعلي الكيماو ...
- برلمان اخر الزمان


المزيد.....




- كيف أصبحت جميلة بوحيرد أسطورة الثورات التحررية؟
- محللون: تعدد الجبهات ينهك العمق الإسرائيلي ويبدد أمل النصر ا ...
- البيت الأبيض يكشف ملابسات تغيير ترامب لمروحيته خلال العودة م ...
- للمرة السادسة.. واشنطن تستخدم -الفيتو- ضد مشروع قرار بشأن حر ...
- الدويري: المقاومة تتحدى بعملية رفح والمسيرات تتفوق على الراد ...
- الحرب على غزة مباشر.. تصاعد القصف الإسرائيلي على غزة والقسام ...
- سياسة ماكرون تقود فرنسا إلى الهاوية
- الاستعراض العسكري الصيني يدشن مرحلة جديدة من الصراع الامبريا ...
- مجلس الأمن يصوّت الجمعة على إعادة العقوبات على إيران.. ماكرو ...
- الجيش الإسرائيلي يشن ضربات مكثفة على جنوب لبنان.. وبيروت تنا ...


المزيد.....

- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فراس الغضبان الحمداني - القائد الكهربائي