ائتلافات ما بعد نتائج انتخابات مجالس المحافظات

نجاح العلي

الحوار المتمدن-العدد: 2573 - 2009 / 3 / 2 - 08:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ان الديمقراطية لاتعني باي حال من الأحوال المحاصصة بل المشاركة على أساس الاستحقاق الانتخابي اولا.. والكفاءة والمهنية الادارية ثانيا، من اجل ان تكون عملية التحول الديمقراطي الجارية في العراق نعمة يجني ثمارها العراقيون جميعا ويحسون بمدى تأثيرها الإيجابي على مجمل مناحي الحياة.
وعند الوقوف امام نتائج انتخابات مجالس المحافظات العراقية لانجد ان هناك اغلبية ساحقة باستثناء اغلبية بسيطة في كل من بغداد والموصل والبصرة انفردت بهما قائمتا ائتلاف دولة القانون التي يتزعمها رئيس الوزراء نوري المالكي، وقائمة الحدباء التي يرأسها اثيل النجفي في نينوى، ففي حين حصلت قائمة ائتلاف دولة القانون على 28 مقعدا من مقاعد العاصمة بغداد ذات الـ57 مقعدا، و 20 مقعدا من مقاعد محافظة البصرة الـ35، تمكنت قائمة الحدباء من الحصول على 19 مقعدا من مقاعد محافظة نينوى الـ37.
وبطبيعة الحال تدفع هذه النتائج ضرورة اقامة ائتلافات على اساس نتائج الانتخابات وحصة كل كتلة سياسية لا على اساس طائفي او قومي او مذهبي او عشائري الى غيرها من المسميات ومن المهم ايضا ان لايغيب دور المعارضة التي تعمل لصالح المواطن من خلال الضغط على مجالس المحافظات المنتخبة من اجل تنفيذ مشاريع الاعمار والمشاريع الخدمية فضلا عن مراقبتها لاي وجه من اوجه الفساد الذي قد ينتاب عمل مجلس المحافظة.. ان لحظة اعلان نتائج الانتخابات مهمة لكن الاهم حصول توافقات سياسية خاصة في المحافظات المختلطة اثنيا وقوميا وذهبيا من اجل تضافر كل الجهود والطاقات من اجل النهوض بالواقع العراقي نحو التقدم والازدهار، اذ ان من اولى مبادئ الديمقراطية هو مبدأ التداول السلمي للسلطة وفق قواعد قانونية وإجرائية معروفة ومحددة، ومن ضمنها حق الاغلبية في تسلم مسؤولية الحكم، لكن هذا لايعني بأي حال من الأحوال تهميش وإقصاء الآخرين، بل ضرورة الاستفادة من ملاحظاتهم او انتقاداتهم، اذا كانوا في المعارضة، وذلك من اجل تقويم وتحسين الأداء الحكومي وبالتالي سيدفعهم الى العمل بجد وهمة اكبر للحصول على رضا الناخب لكي يعاود الكرة في تجديد انتخابه لهذا الطرف او ذاك وان يأخذ في حساباته الأداء الحكومي والكفاءة ومدى تحقيق الوعود التي قطعت للناخبين في الحملات الانتخابية السابقة. وان تكون عملية انتقال السلطة من خلال الانتخابات العامة والحرة والنزيهة ووضع ضوابط وتشريعات للحيلولة دون احتكار السلطة من قبل شخص او جماعة او حزب تحت اي ظرف من الظروف وأي مبرر من المبررات.
اذا اريد لمجالس المحافظات ان تكون فعالة ومؤثرة وتكسب قبول ورضى المواطنين لابد من اقامة ائتلافات على اساس البرنامج السياسي وتقديم الاكفأ والاصلح حتى لو كان من غير القائمة الفائزة بل حتى لو كان من خارج الاعضاء المنتخبين بما ان القانون العراقي يجيز امكانية تبؤ منصب المحافظ لاي شخص يراه المجلس المنتخب مؤهلا لكي يشغل هذا المنصب.

#نجاح_العلي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل