أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إدريس ولد القابلة - هذا هو الخبر














المزيد.....

هذا هو الخبر


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 2575 - 2009 / 3 / 4 - 08:10
المحور: كتابات ساخرة
    


"الإنسان عضَّ كلبا" هذا هو الخبر.. أول خطوة في أبجدية آليات بلاط صاحبة الجلالة، السلطة الرابعة، ألا يضرب الصحفيون المثل، دائما وأبدأ، بالمقولة الشهيرة "ليس الخبر الكلب عض إنسانا، ولكن الخبر أن الإنسان عض كلبا"؟
ليس الخبر أن الاحتلال الصهيوني اجتاح غزة، ولكن الخبر أن القادة العرب وحكوماتهم ـ بصمتهم المخزي وتواطئهم وخضوعهم لأمريكا وإسرائيل عوض خضوعهم لشعوبهم مكّنوا الكيان الصهيوني من الاستمرار في جريمتهم وباركوا ـ من حيث يدرون أو لا يدرون ـ محرقة أطفال غزة ونسائها.
ليس الخبر أن القوات الإسرائيلية الصهيونية الغازية تغتال مئات الأطفال والنساء، وتذمر المساجد والمدارس والمستشفيات والخيريات، وتهاجم قوافل المساعدات الإنسانية، ولكن الخبر أن أهل غزة، وبين ظهرانيهم "حماس" المُقَاومَة يصدون العدوان بكل ما أوتوا من قوة، رغم عدم إمدادهم بالسلاح، تحت أنظار القادة العرب المتفرجون ـ بل منهم الشامتون ـ الذين لم يمدوا المقاومة ولو برصاصة واحدة للدفاع عن أطفال غزة ونسائها وعجزتها، وذلك لأنهم (القادة العرب) عقدوا اتفاقا "مقدسا" ضمنيا مع الصهاينة وحليفتهم "الأبدية" الولايات المتحدة الأمريكية، قوامه القضاء على أي شكل من أشكال المقاومة بعد أن أدمنوا الانبطاح والمزيد من الانبطاح وأجبلوا عليه، وذلك لأن المقاومة ـ ولو باللسان ـ تذكرهم بالكرامة، كرامة الشعوب العربية، وهم لا حاجة لهم بالكرامة حتى أمام شعوبهم.
ليس الخبر أن أهل غزة اختاروا المقاومة، رغم عدم توفرهم على السلاح الكافي والمجدي للدفاع عن وجودهم بكرامة، ولكن الخبر هو إجماع القادة العرب على أن المقاومة تهلك الشعوب ولا حاجة لنا بها.
ليس الخبر أن القادة العرب أخذلوا أهل غزة وأطفالها بصمتهم، بل و شراكة بعضهم المكشوفة، أو لأنهم سواسية في التواطؤ، ولكن الخبر أن "شافيز" غير العربي وغير المسلم، داس على "قدسية" و"عظمة" و"بهرجة" وضخامة" و"فخامة" القادة العرب أجمعين، بالقيام بما كان عليهم هم أن يقوموا به، قبل غيرهم، طرد السفير الإسرائيلي والمطالبة جهارا وعلنية بمحاكمة كبار مسؤولي إسرائيل كمجرمي حرب ومجرمين ضد الإنسانية.
تمنيت لو قام أحد القادة من أبناء جلدتي بما قام به "شافيز" الفنزويلي، وهم يعاينون أهل غزة يهانون ويذلون وتنتهك عروضهم، وظلوا ساكتين متفرجين لمنح المزيد من الوقت لقوات الكيان الصهيوني، لم يساعدوا أهلها ولو برصاصة واحدة، للدفاع عن أنفسهم، ما دام أنهم اختاروا المقاومة.
هذا في وقت هناك إعلانات رسمية في كل أنحاء أوروبا وأمريكا مكتوب عليها "ساهم لبقاء إسرائيل، ساهم لإنقاذ إسرائيل"، في الأسواق والمطاعم والمحلات الأوروبية والأمريكية.
لقد صدق الشاعر نزار قباني حين قال :
يا تلامذة [أطفال] غزة علمونا
بعض ما عندكم فنحن نسينا
علمونا بأن نكون رجالا
فلدينا الرجال صاروا عجينا
[...]
يا تلامذة غزة لا تبالوا بإذاعتنا
ولا تسمعونا
اضربوا... اضربوا
بكل قواكم
واحزموا أمركم ولا تسألونا
نحن موتى لا يملكون ضريحا
ويتامى لا يملكون عيونا
لقد لزمنا حجورنا
وطلبنا منكم أن تقاتلوا التنينا
قد صغرنا أمامكم ألف قرن
وكبرتم خلال شهر [أيام] قرونا
هذا ما قاله نزار قباني، لكن ماذا قالت الدمى العربية الحاكمة؟ لقد قالت :"على الطرفين التحلي بضبط النفس وإيقاف نزيف الدم"، وقالت إحداهن :" لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها وعلى "حماس أن توقف إطلاق النار" مرددة الوصية التي تركها بوش قبل مغادرة البيت الأبيض.
هذا عن أمثلة للخبر استقناها من قلب معاناة إخواننا بغزة، أما عمّا هو قريب منا أسوق المثال التالي للاستئناس ليس إلا.
ليس الخبر هو استمرار عباس الفاسي على رأس أقدم حزب مغربي حاليا، مادامت وصفة الطبخة ظلت معروفة لدى العام والخاص منذ مدة، ولكن الخبر هو أن الاستقلاليين كهولا وشبابا، نساء ورجال اختاروا اعتماد مسار التقهقر التاريخي واستمرار تكريس سيادة عقلية الجر إلى الوراء، وعدم التطلع للمستقبل وترسيخ رداءة التدبير والتسيير اعتبارا لأن ما فات، حجة كافية، لأنه لو كانت عقلية القيادة السابقة قادرة على التطلع للمستقبل لظهرت علاماتها وبشائرها، وبذلك يكون الاستقلاليون قد برهنوا بشكل جلي على صحة وراهنية المثل القائل :" لو كان الخوخ يداوي لداوى راسو".
وخلاصة القول، ليس الخبر هو انهيار "عظمة" و"فخامة" القادة العرب وزعمائهم وحكوماتهم، ولكن الخبر "عظمة" أهل غزة التي كشفت أن القادة والزعماء العرب أقزام التاريخ.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كادت المكالمات المجانية خلق أزمة مغربية فرنسية
- -سنعلن الدخول في مفاوضات مباشرة مع المغرب لأن القيادة الحالي ...
- الحوار الاجتماعي لصالح من؟
- فرع جمعية -لا عاهرات ولا خاضعات- بالمغرب
- الجنرالات العجزة والجيش الذي يريده الملك؟
- محمد الغماري / أستاذ جامعي خبير في الدراسات الاستراتيجية وال ...
- -الملك هو الذي يحكم- نقطة إلى السطر
- محمد السادس في الرتبة 89 و-أوباما- على رأس القائمة
- إلى متى سنترك الحكومة تفعل بنا ما تريد؟
- المغرب بعيون التقارير الدولية
- رفض نتائج التقارير الدولية مثل حجب الشمس بالغربال
- -تامسنا- المدينة الملكية الموعودة
- الوجه الآخر للملك خارج المغرب
- جور اجتماعي كرّسه المخزن ( النظام المغربي)
- الملك الحسن الثاني عاش مخدوعا
- -الميزانية الملكيةّ بالمغرب
- سباق التسلح بين المغرب والجزائر لماذا وإلى أين؟
- الهرولة نحو التسلح هدفها أن كل بلد يحاول إركاع الآخر
- الحرب بين الجارتين ستطيح بالنظام الجزائري وتعصف بالبوليساريو
- أخطر يوم في حياة الحسن الثاني


المزيد.....




- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إدريس ولد القابلة - هذا هو الخبر