أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - الحوار الاجتماعي لصالح من؟














المزيد.....

الحوار الاجتماعي لصالح من؟


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 2571 - 2009 / 2 / 28 - 07:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد توقف الحوار الاجتماعي وكل طرف على حد سواء، النقابيون وأرباب العمل، قرأ هذا التوقيف انطلاقا من موقعه وهو يستحضر مصالحه، في وقت تم كليا تغييب المصالح الفعلية للشغيلة ومختلف الذين يعتمدون قوتهم العضلية أو العقلية في السوق الجديدة لنخاسة العمل "كمصدر" وحيد للعيش.
فكنفدرالية أرباب العمل اختارت، والنقابيون الذين "يسمسرون" على "ظهر الشغيلة" اختاروا طريقهم، وبينهما تتوسع معاناة الشغيلة وتتمدد فضاءات إحباطاتهم في وقت تشرذمت فيه وحدتهم و"شاخت" رؤى النقابات المعتمدة التي كانت تحمل ولو، بعضا من آمالهم حتى الأمس القريب.
كل شيء أضحى الآن مرتبطا بمقولة "ماذا سأربح؟ وماذا سأخسر؟
فأرباب العمل قبل قبول مجرد الحديث في أي مطلب من مطالب النقابات (التي توجد في وضعية لا تحسد عليها منذ سنوات خلت)، يقومون بعملية حسابية، على المدى القريب والمتوسط والبعيد، للإجابة عن السؤال : ماذا سنربح نحن من وراء الاستجابة لهذا المطلب أو ذاك؟ فهم بكل بساطة يرون أنه لا يمكن المساهمة في حوار اجتماعي إلا إذا كانوا على يقين أنهم لن يخسروا شيئا، لأن النقابات لم تعد بتلك القوة أو بتلكما المصداقية والنزاهة التي كانت عليها بالأمس، جراء فقدان الثقة فيها بفعل الوقوف على التلاعب بمطالب الشغيلة والسمسرة "على ظهرها" لتنمية المصالح الخاصة والذاتية، حيث لا يوجد الآن زعيم نقابي اضطلع بمسؤولية قيادة إحدى النقابات لم يتورط في فضيحة مالية أو نازلة الاغتناء غير المشروع على حساب الشغيلة أو استغلال موقعه ونفوذه وللمتاجرة بالقوة النضالية والكفاحية لمنخرطي النقابة التي يتربع على عرشها.
انظروا إلى القادة النقابيين السابقين كم بلغت أرقام ثروتهم الآن، وكم تضم حساباتهم البنكية من ملايين؟ وكم من عقار محفظ باسمهم أو اسم ذويهم؟ وكم صفقة فوتوها لأقاربهم بطرق غير مشروعة؟
الواقع الحالي للحوار الاجتماعي، في نظر أرباب العمل يتلخص في فكرة واحدة لا ثاني لها :
"لقد قبلنا الزيادة في التعويضات العائلية والزيادة في الحد الأدنى للأجور لكننا لم نستفد من أي شيء حتى الآن، كل هذا بالنسبة إليها مجرد كسور".
قد يبدو هذا الكلام غريبا للكثيرين لكنه طبيعي جدا، لأن أرباب العمل بالمغرب تعودوا على أن لا يوافقوا على تلبية مطلب من مطالب النقابات و الشغيلة إلا إذا كانوا على يقين أنهم سيربحون أكثر مما يعطون أو أن الدولة ستمكنهم من المزيد من الامتيازات الظاهرة منها والمستترة، وهذا أمر طبيعي جدا في ظل سيادة "الاتكالية" التي ظل أصحاب رؤوس الأموال يعتمدون عليها للاستمرار في جني الأرباح دون مساهمة ذات جدوى في صيرورة التنمية الاجتماعية الفعلية، التي لا يمكن أن تستقيم في ظل سيادة اقتصاد الريع الذي يعني السطو على حقوق الغير دون وجه حق، وليس مجرد منح امتياز يقتطع من قوت الشعب فحسب.
أغلب مكونات المجتمع المغربي المعول عليها لتفعيل آليات التنمية والتغيير وتحقيق القفزة النوعية المرجوة في مختلف المجالات والميادين، ترتكز، عن وعي أو بغير وعي، من حيث تدري أو لا تدري، على "التسولقراطية"، إنهم مجرد متسولون يمدون أيديهم للقيمين على أمورنا ليتمكنوا من الاستمرار في العيش في رغد وبذخ في السراء والضراء، سواء خلال فترات الرخاء أو في ظل الأزمات.
لذلك لم يتمكن المغرب من تحقيق تراكمات فعلية تؤهله لتفعيل آليات داخلية مستقلة لتنمية حقيقية، لأن مثل هذه التنمية لا تستقيم والشحاتة، وهذا واقع لا يشرف المغاربة بين الأمم.
فكيف، والحالة هذه، نسمع حديثا عن التعويض عن البطالة وعن فقدان العمل؟ أليس هذا ضحكا على الذقون؟ علما أن الأغلبية الساحقة من شغيلة المغرب لا زالت محرومة من الحد الأدنى للأجور، وجيش عرمرم من المغاربة يجدون أنفسهم مضطرين إلى قبول أجور زهيدة جدا، تقل بكثير عن الأجر القانوني، ورغم ذلك فإنهم يضطرون للانتظار أكثر من شهرين أو ثلاثة دون راتب.
فهل هذا الوضع يسمح بالحديث عما يلوح به البعض بخصوص التغطية الصحية والعيش بكرامة؟ فهل يغلطون أنفسهم أم أنهم "يستحمرون" المعذبين على أرض "المغرب السعيد"؟ هذا البلد الأجمل في العالم، والأكثر تقدما، "ديمقراطية وحرية"، في العالم العربي؟
فكيف لبلد يسمح لجنرالاته برواتب تفوق 10 ملايين سنتيم شهريا مدى الحياة ويسمح لذويهم بالاستفادة منها حتى بعد التحاقهم بالرفيق الأعلى ـ علما أن كل هذه الرواتب تقتطع من مال الشعب دون موافقته على ذلك ـ أن "يطبل" و"يغيط" على التغطية الصحية أو زيادة دريهمات محدودة في التعويضات العائلية أو في مستوى الحد الأدنى للأجر، المخزي أصلا، لأنه يقل بكثير عن المصاريف الخاصة بـ "كنانيش" (جمع "كانيش" الكلب) بنت أو ابن هذا الجنرال أو ذاك؟
في ظل هذه الديمقراطية الوهمية، ماذا يمكن أن نجني من أي حوار اجتماعي، حتى ولو دام سنوات؟
إدريس ولد القابلة





#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرع جمعية -لا عاهرات ولا خاضعات- بالمغرب
- الجنرالات العجزة والجيش الذي يريده الملك؟
- محمد الغماري / أستاذ جامعي خبير في الدراسات الاستراتيجية وال ...
- -الملك هو الذي يحكم- نقطة إلى السطر
- محمد السادس في الرتبة 89 و-أوباما- على رأس القائمة
- إلى متى سنترك الحكومة تفعل بنا ما تريد؟
- المغرب بعيون التقارير الدولية
- رفض نتائج التقارير الدولية مثل حجب الشمس بالغربال
- -تامسنا- المدينة الملكية الموعودة
- الوجه الآخر للملك خارج المغرب
- جور اجتماعي كرّسه المخزن ( النظام المغربي)
- الملك الحسن الثاني عاش مخدوعا
- -الميزانية الملكيةّ بالمغرب
- سباق التسلح بين المغرب والجزائر لماذا وإلى أين؟
- الهرولة نحو التسلح هدفها أن كل بلد يحاول إركاع الآخر
- الحرب بين الجارتين ستطيح بالنظام الجزائري وتعصف بالبوليساريو
- أخطر يوم في حياة الحسن الثاني
- المسكوت عنه في انقلاب الصخيرات
- أسوأ أيام الملك الحسن الثاني
- ياسين المنصوري سحب الدعوة القضائية ضد البوليساريو


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - الحوار الاجتماعي لصالح من؟