|
الانتخابات والفشل في الاداء السياسي
سلام ابراهيم عطوف كبة
الحوار المتمدن-العدد: 2565 - 2009 / 2 / 22 - 08:37
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
ارمها براس عالم واطلع منها سالم إذا كنت تشقى بخلة يعابها المجتمع فأسرف في ذمها جهارا اذا كنت ممن يستحل الجرائم بحق المجتمع فالعن مرتكبي امثال تلك الجرائم اذا كنت ممن يمارس الفساد تجاه المجتمع فالعن الفسدة دوما اذا كنت ممن يبدّل هواه حسب هوى السلاطين فالعن المتلونين في هواهم
الانتخابات ممارسة ديمقراطية تعبر عن حرية الفرد والمجتمع،وخاضعة اصلا لسوق السياسة والاجتماع والاقتصاد والحراك الطبقي في بلادنا!والعمليات الانتخابية التي جرت لحد الآن ومنذ التاسع من نيسان ليست سوى استفتاءات محسومة النتائج لصالح الطائفية السياسية والمحاصصات الطائفية ولاغراض تغطية ادعاءات الولايات المتحدة وايران معا بالديمقراطية كهدف من اهدافهما!ولصالح من يريد للاغلبية الصامتة في بلادنا ان تبقى صامتة،ولمن يسعى،خلف الكواليس،الى ان تبايع هذه البلاد"محرريها"سرا!،وباتجاه تمرير حزمة من الاتفاقات والقرارات الاستراتيجية البعيدة المدى المتعلقة بان يكون العراق او لا يكون،مثل قضايا المياه وسرقة حقول النفط العراقي والمعادن الاستراتيجية الثمينة الاخرى والدخول في احلاف عسكرية او ارتباطات عسكرية وامنية اقليمية ودولية! ان مأساة المأزق التنموي في العراق لم تجئ من كثرة وتعدد السياسات الحكومية منذ انقلاب شباط الاسود 1963 والتخلي التام عن البرامج التنموية وتبني مجموعة من التوجهات والسياسات الاقتصادية النفعية غير العقلانية اساسها توظيف الايرادات النفطية لخدمة الطموحات السياسية والعسكرية والأمنية للانظمة الحاكمة،قدر ما جاءت من تفاهة الحاكمين وسفاهتهم وهزالة وتواضع مواهبهم وقدراتهم وامكانياتهم وعقلياتهم الانقلابية والشمولية الاستبدادية،وسقوط المناصب السيادية،بين اناس لا يصلحون لادارة قرية صغيرة او شركة محدودة!هكذا من العارفين الى البكر وصدام حسين الى الرهط الشيعي والثنائي الجعفري والمالكي. ولم تتخلص انظمة مابعد التاسع من نيسان من وضاعة الطابع الريعي – الخدمي للاقتصاد العراقي الذي كرسه الطاغية الارعن،بل كرسته هي ايضا بسبب جهل الحاكمين الذين لا يصلحون الا للتجارة في اسواق الخضر والفواكه والميادين الاستهلاكية،والعمل في النشاط الروزخوني داخل المساجد والحسينيات والحوزات فقط!ولانغمارهم ملء اليد والفم في شيوع مظاهر الفساد المالي والاداري في جميع انشطة الدولة الاقتصادية والادارية والامنية والقدرة على"تمرير الابل من ثقوب الابر"،ولتعمدهم مع سبق الاصرار في ابقاء مرونة الجهاز الانتاجي متردية!.وباتت مفاهيم من قبيل العدالة الاجتماعية بين فئات المجتمع مقبولة فقط لاغراض التنفيس الاعلامي والانتخابي والروزخوني على طريقة شيلني واشيلك!وانتشرت البطالة. حكام مابعد التاسع من نيسان في العراق يدعون الى اقامة نظام اجتماعي وسياسي ديمقراطي عادل،ولكن لا احد منهم،باستطاعته ان يخبرنا،كيف يمكن اقامة مثل هذا النظام،لان المصيبة لا احد منهم،يعلم كيفية ذلك!وليس امامهم سوى انظمة كنظام ولي الفقيه في ايران،نظام الملالي الاستبدادي الشمولي الذي لا أظنّ عاقلا يريد استيراده للشعب العراقي الباحث عن الحرية والديمقراطية والتعددية السياسية وحرية التعبير،ونظام هدهد دمشق الذي لم يستثنيه الشاعر الكبير النواب!وبالتدين ونشر الخرافات والبدع والتهريج واشاعة النواح وزرع القنوط في سلسلة العطل الدينية و"الشعائر"الرديفة المتواصلة طيلة ايام السنة يمكن للحكام الجهلة الولوج باقصر الطرق الى قلوب الرّعاع!بالفساد واللصوصية والرشاوي وانتهاك الحقوق والاعلام التضليلي يجري استغلال واستحمار الرعاع،ويسمن تجار البازار ورجال الدين،وتتسع سمسرة المرجعيات الدينية!. يتضح للرأي العام العالمي ان نظام الخميني السياسي"حكم رجال الدين"الذي اعتقدت الملالي مدة طويلة انه يصلح نموذجا لتصديره الى الخارج– هو نظام فاشل ولا يستحق التقليد.سيواصل حكام ايران السير على طريق صدام حسين؟وسينتهون الى نفس المصير الاسود الذي انتهى اليه الدكتاتور الاهوج.الا ان قذارة الحكام الجهلة في بغداد لازالت تسوق السياسة الدكتاتورية الظلامية لملالي قم وطهران،وتستغل الدين وتتمترس خلفه لا لتحقيق هدف ديني،كما يدعون،بل للوصول الى السلطة السياسية التي يجعلوها سلاسل تكبل اهل العراق!احزاب الاسلام السياسي بواجهاتها وجامخاناتها المتعددة غير قادرة موضوعيا وتاريخيا في مواصلة التخندق خلف حصن"القدسية الدينية"المزعومة وحصن العشيرة بسبب فشلها في الاداء السياسي اجمالا!
14/2/2009
يمكن مراجعة دراساتنا - في الروابط الالكترونية التالية :
1. http://www.rezgar.com/m.asp?i=570 2. http://www.afka.org/Salam%20Kuba/SalamKuba.htm 3. http://www.al-nnas.com/ARTICLE/SKuba/index.htm 4. http://yanabeealiraq.com/writers_folder/salam-kabaa_folder.htm 5. http://www.babil-nl.org/aasikubbah.html
#سلام_ابراهيم_عطوف_كبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البطاقة التموينية والاقتصاد العراقي
-
الهجرة والتهجير في الادب السياسي العراقي
-
الفكر الرجعي والحط من القيمة التاريخية لثورة 14 تموز في العر
...
-
آفاق ومستقبل تطور الصناعات البتروكيمياوية في العراق
-
الفقر والبطالة والحلول الترقيعية في العراق
-
نوري المالكي وحجي عباس..الى اين يقودون العراق
-
المرأة العراقية تدفع الثمن مضاعفا
-
الذكرى الستون للاعلان العالمي لحقوق الانسان
-
النزعات السياسية الضارة بالكفاح الطبقي العادل
-
الاستثمار العقاري والسياسة الاسكانية في العراق
-
المقاولون الكبار..تعبئة الجهد الهندسي العراقي ام احتكار المش
...
-
انصاف مناطق جنوب العراق..لماذا،كيف ومتى
-
الشبيبة العراقية..الواقع والتحديات
-
مجالس اسناد وصحوة ام فرسنة وجحشنة
-
التجميع التعاوني غير المشوه كفيل بزيادة انتاجية العمل الاجتم
...
-
المنظمات غير الحكومية العاملة في كردستان العراق..الواقع والآ
...
-
الولاء دون الوطني في الرواية العراقية
-
اكتوبر المنار الهادي في تاريخ العالم العاصف
-
نقابة مهندسي كردستان..كفاح دؤوب،تحديات راهنة ومهمات ملحة
-
المجالس البلدية والمجتمع المدني في العراق
المزيد.....
-
لماذا تعتمد شركات عملاقة على الصين بالتصنيع وكيف تؤثر الرسوم
...
-
سانا: مقتل سبعة مدنيين في غارة إسرائيلية قرب العاصمة السورية
...
-
مأساة الفيضانات المناخية في إسبانيا بالصور
-
تحقيقات في هتافات -معادية للسامية- في مظاهرة بهانوفر
-
بوشيلين: القوات الروسية تتقدم في اتجاه كراسنوليمانسكي وتواصل
...
-
نجل ترامب ينشر مقطع فيديو عن اقتراب انتهاء المساعدات الأمريك
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن اصابة ضابطين بجروح خطيرة في جنوب غزة
-
زلزالان يضربان سواحل كوبا خلال اقل من ساعتين (فيديو)
-
رئيس الأركان الإسرائيلي يصدق على توسيع العملية البرية في جنو
...
-
بعد فوز ترامب.. سعي أوروبي لأمن مستقل
المزيد.....
|