أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم علاء الدين - الايديولجية الدينية تغذي التطرف اليميني الاسرائيلي والفلسطيني















المزيد.....


الايديولجية الدينية تغذي التطرف اليميني الاسرائيلي والفلسطيني


ابراهيم علاء الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2558 - 2009 / 2 / 15 - 08:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مشكلة كبرى عندما تتنازع ديانتان سماويتان ارضا، وتدعي كل منهما ملكية هذه الارض بموجب مستندات ربانية ، تضمنتها كتبهما السماوية ، كما هو النزاع على ارض فلسطين، وبالتالي فان ابسط النتائج المترتبة على هذا الادعاء من قبل الطرفين هو اننا امام حرب دينية ، وطالما تمسك دعاة الاسانيد الألهية بدعواهما فان الحرب بينهما سوف تستمر الى يوم الدين. وهذا ليس استنتاجا عبقريا بل هذا ما تؤكده الرواية الديانة اليهودية حول وعد الله لنبيه ابراهيم وذريته من بني اسرائيل، وتؤكده الديانة المسيحية بعودة المسيح المخلص، كما تؤكده الديانة الاسلامية بقول الرسول (ص) "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله، هذا يهودي خلفي تعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود ".(رواه البخاري ومسلم).

ولذلك فان كل الجهود التي بذلها المحللون والمثقفون (بغض النظر عن مستواهم) من كلا الطرفين انتماءا او اهتماما حول ما اسموه ميل المجتمع الاسرائيلي نحو اليمين والتطرف لا قيمة لها، لانها لم تتعامل الا شكليات ورتوش، الاعلاء منها يؤدي الى تسطيح القضية ولا يقدم أي خدمة عقلانية للتعامل مع الواقع.

ومن الملفت للنظر ان الكتاب الفلسطينيين والعرب والسياسيون كذلك اصيبوا بنوع من الرعشة لنجاح المتدينين في الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية، وبدت عليهم الدهشة والمفاجأة، وانطوى خطابهم على نوع من التحذير، واشاعة المخاوف مما تحمله الايام من عدوانية صهيونية، ولم يشر أي منهم الى المد الديني المتزايد في المنطقة العربية بما في ذلك فلسطين، ولم يخطر ببال احد ان يقارن بين نتائج صناديق الاقتراع الفلسطينية التي صبت لصالح اليمين الفلسطيني الممثل بحركة حماس، وبين نتائج الانتخابات الاسرائيلية التي صبت لصالح اليمين الصهيوني.

ولماذا الاستغراب فاذا كان الفلسطينيون يصوتون ويمجدون صاحب الصوت المرتفع والاكثر تطرفا، فلماذا لا يصوت الاسرائيلي لمن يريد ان يضرب غزة بالقنبلة النووية ؟؟
والاغرب من كل ما تضمنته مواقف الفلسطينيين وبعض العرب، كتابا وسياسيين، ذاك التصريح الصادر من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وجاء فيه قوله ان الانتخابات الاسرائيلية "كرست الحقيقة التي يعرفها الجميع بأن المجتمع الاسرائيلي يميل نحو اليمن والتطرف". مضيفا "ان نتيجة هذة الانتخابات اعتبرها رسالة الى معسكر الاعتدال في المنطقة وان لا يراهن ان التحولات الاسرائيلية ستذهب به الى السلام".
فهل السيد مشعل مثلا يساريا ثوريا ام انه اصبح شيوعيا ماركسيا لينينيا ..؟؟ ام انه يميني مثل نتنياهو وليبرمان وايتان وكاهانا وغيرهم من زعماء اليمين الديني المتطرفين..؟؟ وهل حركة المقاومة الاسلامية حماس غير الوجه الاخر الاسلامي لاحزاب الليكود واسرائيل بيتنا وشاس والمفدال و هدوت هتوراة وغيرها من الاحزاب الدينية..؟؟
وهل هناك أي وجه للخلاف بين باقي الاحزاب الدينية الفلسطينية مثل الجهاد او حزب التحرير، او الجماعات السلفية بانواعها وبين الاحزاب الصهيونية مثل أغودات اسرائيل وشاس وديقل هتوراة...؟؟
وهل هناك أي وجه للخلاف بين الاحزاب القومية الصهيونية وبين الاحزاب القومية المتياسرة الفلسطينية..؟؟؟
ان التطرف والتعصب موجود لدى الطرفين فكما قال السيد مشعل ان الانتخابات الاسرائيلية "كرست الحقيقة التي يعرفها الجميع بأن المجتمع الاسرائيلي يميل نحو اليمن والتطرف واعتبرها رسالة الى معسكر الاعتدال في المنطقة ، فان زعماء اليمين الصهيوني قالوا عندما فازت حماس بالانتخابات نفس الجملة تقريبا، وكما يقول الفلسطينيون اليمينيون متدينون وقوميون ان اسرائيل لا تفهم غير لغة القوة، فان اليمينيين اليهود يقولون ان الفلسطينيين لا يفهموا غير لغة القوة.
هذا هو الواقع فالمتطرفون في كلا الجانبين يغذي كل منهما الاخر، ويدعم كل منهما الاخر، ويساند كل منهما الاخر، وينتخب كل منهما الاخر، رغم الكراهية العميقة بين كل منهما تجاه الآخر.
واذا قارنا بين رؤية وموقف وبرامج اليمين الصهيوني المتطرف وبين موقف وبرامج اليمين الفلسطيني المتطرف فسوف نجد ان كليهما ينطلقان من نفس المنطلق الديني، ويسعى كل منهما الى افناء الاخر من الوجود.

اليمين الاسرائيلي
في اسرائيل توجد ايديولجيات راسخة شكلت ولا تزال ركيزة اساسية في السياسة الاسرائيلية، ويشهد المجتمع الاسرائيلي صراع ايديولوجي يتصاعد بين دعاة سلام ويمين متشدد يرفض أي تسوية سلمية مع الفلسطينيين، و يعتبرها تنازلا عن مبادئ الدولة العبرية. وبلغ الحد في هذا الصراع ان خصص المتشددون جوائز مالية تصل الى مليون شيكل لكل من يقتل ناشط سلام. ويرتبط هذا التطرف بنشأة دولة اسرائيل ونصوص التوراة التي تقول بان هذه الارض ملكيتها خالصة لليهود ويجب طرد المحتلين الفلسطينيين منها وقتل من يرفض ذلك.
والى جانب الايديوجيا التوراتية فهناك عوامل سياسية مباشرة تدفع المجتمع الاسرائيلي نحو اليمين منها عدم شعور سكان المستوطنات بالامن الذاتي، ومستقبل بقائهم في منازلهم اذا ما تمت تسوية سلمية، كونها قد تتضمن ازالة المستوطنات، بالاضافة الى مخاوفهم من العمليات المسلحة التي قد يشنها عليهم الفلسطينيين، حتى لو تم تفكيك المستوطنات كما حدث في غزة، ولم يتوقف تعرض المستوطنات القريبة للصواريخ.
كما ان اليمين الاسرائيلي يستمد قوته من الايديولوجية العنصرية لليهود "شعب الله المختار" ويتلقى دعما من الجيش، وتموله الحكومة، وتقدم له الاراضي التي تصادرها من الفلسطينيين، كما ان غالبية المجتمع الاسرائيلي يرفض الانسحاب الى خطوط الرابع من حزيران 67 ، ويرفض حق عودة اللاجئين، ويستند في كل ذلك الى قوة اسرائيل العسكرية.
وبالتالي فاليمين الاسرائيلي ليس طارئا او مجموعات هامشية شاذة، بل يستند الى القيم التي تاسست عليها الدولة والمجتمع.
ويتشكل معسكر اليمين من مجموعتين الاولى اليمين القومي مثل حزب الليكود واسرائيل بيتنا والاتحاد الوطني، واليمين الديني ومن ابرزها شاس والمفدال ويهودت هتوراه.
حيث يقوم برنامج حزب الليكود على ثلاث لاءات اساسية هي : لا للدولة الفلسطينية، لا لأي انسحابات جديدة، لا لتشغيل العمال الفلسطينيين او تحويل اموال لحكومة برئاسة حماس. ويتعهد بنقل الجدار شرقا والحفاظ على القدس موحدة، وعلى السيادة الكاملة على هضبة الجولان، وان تنفيذ خارطة الطريق ليس ممكنا في ظل غياب شريك فلسطيني شرعي.
اما حزب اسرائيل بيتنا والذي ينتشي باستخدام القوة العسكرية حتى انه هدد بتدمير السد العالي وضرب العواصم العربية بالقنابل النووية، فان برنامجه يقوم على اساس اجراء تبادل ديمغرافي ، ويعتبر الفلسطينيون في داخل الخط الاخضر 2ر1 مليون شخص خطرا على دولة اسرائيل، ويطالب بطردهم الى الضفة الغربية الا اذا اثبتوا ولائهم لاسرائيل، وقد وظف ليبرمان صواريخ حماس التي تطلقها على مستوطنات الجنوب لزيادة عدد اعضاء حزبه، ورفضه التسوية واقامة دولة فلسطينية، بقوله ان الصواريح سوف تطلق على تل ابيب في حال اقامة دولة فلسطينية.
لكن حزب شاس وهو تكتل لابناء الطوائف اليهودية الشرقية فانه يركز على القضايا الدينية اكثر من القضايا السياسية، وكان زعيمه الروحي قد اصدر فتوى دينية تجيز التنازل عن الارض حقنا للدماء. لكنه صوت ضد اتفاقية اوسلو، ويعارض خارطة الطريق.
اما حزب الاتحاد الوطني فانه يرفض بشدة اقامة دولة فلسطينية، ويدعو الى ما يسمى بالخيار الاردني، ويطالب بترحيل الفلسطينيين الى الدول العربية، ويدعو الى السماح لليهود بالصلاة في حرم المسجد الاقصى.
فيما حزب المفدال يطالب باعادة تشكيل دولة اسرائيل وفقا للتوراة، ويرفض رفضا قاطعا المساس بالشريعة اليهودية في أي مجال من مجالات الحياة، ويؤمن بفكرة أرض اسرائيل الكاملة من النهر إلى البحر والاستيطان في كل فلسطين ويرفض أي تسوية سياسية ممكن أن تتنازل فيها اسرائيل عن أي قطعة أرض ويرفض حق العودة للاجئين حتى إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، ويرفض اتفاقية أوسلو التي قد تؤدي إلى دولة فلسطينية
ومثله حزب يهدوت هتوراه الذي يركز على الجوانب الدينية والاجتماعية الا انه اكثر تشددا من الناحية السياسية فيؤيد توسيع الاستيطان، ويعارض التخلي عن ارض اسرائيل التوراتية.
ويرى حزب تسومت الذي يراسه رفائيل ايتان أن فلسطين هى حق تاريخى لليهود وليس أحد سواهم ويؤمن بأن السلام مع العرب يكون سلام مقابل سلام، وأى تنازل لأى جهة عن الأرض يمس بأمن اسرائيل والمنطقة ويرى فى سينا أو غزة و الضفة الغربية و الجولان و جنوب لبنان مناطق حيوية للحفاظ على أمن دولة اسرائيل، وأن حل مشكلة الشعب الفلسطينى لن تحل إلا عبر ترحيلهم للأردن ويرفض أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية فى أراضى 1967.
اما حركة كاخ التي اسسها مئير كهانا فهي الاكثر تطرفا فلا تعترف بحق الفلسطينيين كل الفلسطينيين فى السكن فى دولة اسرائيل (أي فى كل فلسطين من النهر الى البحر) ويجب ترحيلهم إلى الدول العربية المجاورة.
ومثلها حركة موليت فهي ترى أن كل فلسطين حق تاريخى فقط لليهود، وتؤمن بترحيل الفلسطينيين برغبتهم إلى الأردن وهذا فى نظرهم شرط للسلام فى المنطقة، كما وترفض اتفاقية أوسلو واي اتفاق سلام مع الفلسطينيين.

اليمين الفلسطيني
مقابل هذه المواقف اليمينية للاحزاب والحركات الصهيونية فان خطاب الاحزاب والحركات الفلسطينية الدينية والقومية لا يقل تطرفا، وشعارها العام والرئيسي هو القضاء على دولة اسرائيل وطرد اليهود المهاجرين الى بلادهم ، وان ذلك يتم بواسطة القوة التي لا يفهم اليهود سواها.
وكما في اسرائيل فان لدى الفلسطينيين ايديولوجيات راسخة كانت وما زالت تشكل ركيزة اساسية في برامج وتكتيكات السياسة المتبعة من قبل الحركات والاحزاب الفلسطينية، وايضا هناك صراع ايديولوجي متصاعد بين دعاة السلام ويمين متشدد يرفض أي تسوية سلمية مع الاسرائيليين، ويعتبرها تنازلا عن المباديء القومية والاسلامية، ويبلغ حد الصراع بين دعاة السلام والمتشددين الى درجة الصراع المسلح، والانقلاب على الشرعية المعتدلة (سيطرة حماس على غزة وما رافق ذلك من عمليات مسلحة) وكما يدعو المتشددون اليهود الى قتل دعاة السلام، فان المتشددين الفلسطينيون قاموا بالفعل بقتل دعاة السلام، وما زالوا يحرضون على قتلهم ويتهمونهم بالخيانة والعمالة.
وكما في اسرائيل يرتبط التطرف بنشأة الدولة، فان التطرف الفلسطيني ايضا نشأ مع نشوء الدولة الصهيونية، وكما يدعي المتشددون اليهود بان ارض فلسطين كاملة (من النهر الى البحر) ملكا خالصا لليهود، فان المتطرفين الفلسطينيين يعتبروا ان ارض فلسطين كلها ملكا لهم ويجب طرد اليهود منها.
والى جانب الايديولوجيا فهناك مثلهم مثل اليهود مخاوف لدى الفلسطينيين من الاطماع الصهيونية بالاستيلاء على كامل الارض الفلسطينية وطردهم منها، الى جانب المخاوف الدائمة من اشكال القتل والقمع والتنكيل والاعتقال التي تمارسها القوات العسكرية والامنية الصهيونية ضدهم. مما يعزز من الميل الدائم نحو التشدد والتطرف والتمسك باستخدام القوة كطريق وحيد لاسترداد الحق المغتصب.
ويرفض اليمين الفلسطيني بشقيه الديني والقومي التسوية السلمية واتفاقية اوسلو وخارطة الطريق وكافة الاتفاقات التي ابرمتها منظمة التحرير او السلطة الوطنية مع اسرائيل، بما فيها شروط اللجنة الرباعية التي دعت الى الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف واحترام الاتفاقيات السابقة.
وتمثل حركة حماس في الوقت الراهن ابرز القوى اليمينية الفلسطينية وهي تتمسك بسياستها الاساسية التي تستمد جذورها من المعتقدات الدينية، التي تشاركها فيها قاعدة شعبية تستمد الحركة منها قوتها، وتدعي انها تمثلها في كل اماكن تواجدها في الدعوة الى استمرار المقاومة حتى يتم القضاء على اسرائيل واقامة الدولة الاسلامية بدلا منها ومن السلطة الفلسطينية.
وتنطلق حماس من مفهوم الحاكمية وسلطة التراث والنص، ولا تعير اهتماما كبيرا لتفسير الوقائع والقراءة التحليلية لها. مثلها مثل الحركات الإسلامية الاخرى التي قوم رؤيتها على مسلمات ثلاثة: الماضوية والأصولية والجهادية. ولا ترى نفسها إلا على البديل لكل القوى والاحزاب والتيارات الاخرى.
ولا تعتبر حماس انها معنية بعملية السلام، وتلتقي في ذلك، مع اليمين الصهيوني ومع قادة إسرائيل من احزاب الوسط الراغبين في التنصل من التزاماتهم وتكريس حلاً من طرف واحد بزعم أنه لا يوجد شريك فلسطيني.

ميثاق حماس
ويمثل الميثاق الاساسي لحركة المقاومة الاسلامية حماس نموذجا لمفهوم اليمين الديني السياسي الفلسطيني، ولا يختلف عنه مفهوم الاحزاب القومية اليمينية والمتياسرة الا بتغيير بعض المصطلحات الدينية واستبدالها بمصطلحات قومية فلنلق نظرة على بعض بنود ميثاق حماس:
ففي المادة الاولى من الميثاق جاء فيها : حركة المقاومة الإسلامية: الإسلام منهجها، منه تستمد أفكارها ومفاهيمها وتصوراتها عن الكون والحياة والإنسان، وإليه تحتكم في كل تصرفاتها، ومنه تستلهم ترشيد خطاها.

وجاء في المادة الثانية:
حركة المقاومة الإسلامية جناح من أجنحة الإخوان المسلمين بفلسطين. وحركة الإخوان المسلمين تنظيم عالمي، وهي كبرى الحركات الإسلامية في العصر الحديث، وتمتاز بالفهم العميق، والتصور الدقيق والشمولية التامة لكل المفاهيم الإسلامية في شتى مجالات الحياة، في التصور والاعتقاد، في السياسة والاقتصاد، في التربية والاجتماع، في القضاء والحكم، في الدعوة والتعليم، في الفن والإعلام، في الغيب والشهادة، وفي باقي مجالات الحياة.
وجاء في المادة السادسة:
حركة المقاومة الإسلامية حركة فلسطينية متميزة، تعطي ولاءها لله، وتتخذ من الإسلام منهج حياة، وتعمل على رفع راية الله على كل شبر من فلسطين، ففي ظل الإسلام يمكن أن يتعايش أتباع الديانات جميعًا في أمن وأمان على أنفسهم وأموالهم وحقوقهم، وفي غياب الإسلام ينشأ الصراع، ويستشري الظلم وينتشر الفساد وتقوم المنازعات والحروب.
وجاء في المادة السابعة:
وحركة المقاومة الإسلامية حلقة من حلقات الجهاد في مواجهة الغزوة الصهيونية، تتصل وترتبط بانطلاقة الشهيد عز الدين القسّام وإخوانه المجاهدين من الإخوان المسلمين عام 1936، وتمضي لتتصل وترتبط بحلقة أخرى تضم جهاد الفلسطينيين وجهود وجهاد الإخوان المسلمين في حرب 1948، والعمليات الجهادية للإخوان المسلمين عام 1968 وما بعده.
هذا وإنْ تباعدت الحلقات وحالت دون مواصلة الجهاد العقباتُ التي يضعها الدائرون في فلك الصهيونية في وجه المجاهدين، فإن حركة المقاومة الإسلامية تتطلع إلى تحقيق وعد الله مهما طال الزمن، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله، هذا يهودي خلفي تعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود ".(رواه البخاري ومسلم).

شعار حركة المقاومة الإسلامية:
وجاء في االمادة الثامنة:
شعار حركة حركة المقاومة الاسلامية : الله غايتها، والرسول قدوتها، والقرآن دستورها، والجهاد سبيلها، والموت في سبيل الله أسمى أمانيها.
وجاء في المادة التاسعة:
أمّا الأهداف: فهي منازلة الباطل وقهره ودحره، ليسود الحق، وتعود الأوطان، وينطلق من فوق مساجدها الأذان معلنًا قيام دولة الإسلام، ليعود الناس والأشياء كل إلى مكانه الصحيح، والله المستعان.

وحول إستراتيجية حركة المقاومة الإسلامية:
جاء في المادة الحادية عشرة:
تعتقد حركة المقاومة الإسلامية أن أرض فلسطين أرض وقف إسلامي على أجيال المسلمين إلى يوم القيامة، لا يصح التفريط بها أو بجزء منها أو التنازل عنها أو عن جزء منها، ولا تملك ذلك دولة عربية أو كل الدول العربية، ولا يملك ذلك ملك أو رئيس، أو كل الملوك والرؤساء، ولا تملك ذلك منظمة أو كل المنظمات سواء كانت فلسطينية أو عربية، لأن فلسطين أرض وقف إسلامي على الأجيال الإسلامية إلى يوم القيامة.
هذا حكمها في الشريعة الإسلامية، ومثلها في ذلك مثل كل أرض فتحها المسلمون عنوة، حيث وقفها المسلمون زمن الفتح على أجيال المسلمين إلى يوم القيامة. وكان ذلك أن قادة الجيوش الإسلامية، بعد أن تم لهم فتح الشام والعراق قد أرسلوا لخليفة المسلمين عمر بن الخطاب يستشيرونه بشأن الأرض المفتوحة، هل يقسمونها على الجند، أم يبقونها لأصحابها، أم ماذا؟ وبعد مشاورات ومداولات بين خليفة المسلمين عمر بن الخطاب وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، استقر قرارهم أن تبقى الأرض بأيدي أصحابها ينتفعون بها وبخيراتها، أمّا رقبة الأرض، أمّا نفس الأرض فوقف على أجيال المسلمين إلى يوم القيامة، وامتلاك أصحابها امتلاك منفعة فقط، وهذا الوقف باقٍ ما بقيت السماوات والأرض، وأي تصرف مخالف لشريعة الإسلام هذه بالنسبة لفلسطين، فهو تصرفٌ باطل مردود على أصحابه.

وحول الحلول السلمية، والمبادرات، والمؤتمرات الدولية:
جاء في المادة الثالثة عشرة:
تتعارض المبادرات، وما يسمى بالحلول السلمية والمؤتمرات الدولية لحل القضية الفلسطينية مع عقيدة حركة المقاومة الإسلامية، فالتفريط في أي جزء من فلسطين تفريط في جزء من الدين، فوطنية حركة المقاومة الإسلامية جزء من دينها، على ذلك تربى أفرادها، ولرفع راية الله فوق وطنهم يجاهدون.
ولا حل للقضية الفلسطينية إلا بالجهاد، أما المبادرات والطروحات والمؤتمرات الدولية، فمضيعة للوقت، وعبث من العبث.

وجاء في المادة الخامسة عشرة:
يوم يَغتصب الأعداء بعض أرض المسلمين، فالجهاد فرض عين على كل مسلم. وفي مواجهة اغتصاب اليهود لفلسطين لا بد من رفع راية الجهاد، وذلك يتطلب نشر الوعي الإسلامي في أوساط الجماهير محليًا وعربيًا وإسلاميًا، ولا بد من بث روح الجهاد في الأمة ومنازلة الأعداء والالتحاق بصفوف المجاهدين.
ولا بد من ربط قضية فلسطين في أذهان الأجيال المسلمة على أنها قضية دينية، ويجب معالجتها على هذا الأساس، فهي تضم مقدسات إسلامية حيث المسجد الأقصى الذي ارتبط بالمسجد الحرام رباطًا لا انفصام له ما دامت السماوات والأرض، بإسراء رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعراجه منه.
جاء بالحديث "رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنة، خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله، والغدوة خير من الدنيا وما عليها ". (رواه: البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة).
كما جاء بحديث اخر"والذي نفس محمد بيده لوددت أن أغزو في سبيل الله فأُقتل ثم أغزو فأُقتَل ثم أغزو فأُقتَل".(رواه: البخاري ومسلم).

الخلاصة:
بعد هذا الاستعراض للاسس الفكرية والايديولوجية للتطرف اليهودي والاسلامي فهل يمكن معه التوصل الى نهاية سلمية للصراع القائم ..؟ فالطرفان اليهودي والمسلم يراهنان على استعداد الانسان للموت ثم يحيا فيموت ثم يحيا فيموت، الى يوم القيامة عندما يموت كليهما .
ووفق هذه الايويولوجيا وما ينبني عليها من سياسات وبرامج واعمال وافعال فلن يكون امام الفلسطينيين واليهود سوى الحروب والقتل وسفك الدماء والتدمير، فهل هذا هو ما يسعى اليه الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، ام ان الشعوب مستلبة ومخطتفة من قبل تجار الدين في الناحيتين، وان هذا الاختطاف يتحمل مسؤوليته كل من يحترم انسانية الانسان، ويقدر قيمة الانسان، ويؤمن بان الله خلق الانسان لاعمار الدنيا وليس لافناء نفسه في حروب ينظمها ويرتبها ويقررها احزاب وجماعات لها اهداف سياسية دنيوية وليس لها علاقة بالله والآخرة والجنة والنار.
ان هذه الايديولوجيا والسياسات المترتبة عليها تعني انها سوف تؤدي الى اندثار المشروع الوطني الفلسطيني، وتهويد الضفة وابتلاعها بحكم موزاين القوى الراهنة، والمتوقع ان تظل راهنة لسنوات طويلة مقبلة، سيظل خلالها الشعب الفلسطيني يقدم القرابين البشرية، ومنهمكا باعداد الجنازات، واقامة بيوت العزاء، والجزء الاكبر منه مشردا في بقاع الارض، والمنطقة العربية باسرها ترزح في غياهب الفقر والجهل والتخلف على كل الاصعدة، بسبب عدم الاستقرار وغياب الامن، والتوترات السياسية التي تصاحب الحروب التي لن تتوقف.
وللخلاص من هذا الوضع المأساوي لا بد من اقصاء الدين عن السياسية، وحصره في دور العبادة كما فعل الاوروبيون عشية الثورة الصناعية ، وذلك من خلال عملية تنمية شاملة في مقدمتها تنمية اقتتصادية تصاحبها حملة تنوير وتوعية ثقافية عميقة تؤدي الى تغيير البنية الفكرية للمجتمع بحيث تقبل الشعوب التعايش مع الاخر. وتتمكن من الوصول الى السلام .



#ابراهيم_علاء_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشهد من حياة الخليفة في الدولة الاسلامية
- اخوان سوريا تغيير التكتيك واستغلال الضحية الفلسطينية
- كيف نهزم قوى الاسلام السياسي
- حرية الصحافة غير محترمة في بلاد قناة الجزيرة
- العنف والفقر متلازمان
- مشعل : اما السيطرة على المنظمة او استبدالها
- لصوص حماس ووزيرها الكذاب
- لا نريد خلافة عثمانية ولا صفوية
- اعتقال ام المؤمنين .. والارهاب الاسلاموي
- المثقفون الراقصون على ايقاعات الخداع
- العراق يهزم الارهاب
- العميل نصر الله .. ومسرحيات اردوغان .. والجبهة الشعبية الضحي ...
- الصراع بين المشروع الاسلاموي الاخواني والمشروع الوطني
- اذا كانت ارادة الله فلماذا الاحتجاج ..؟؟؟
- جماعة الاخوان المصرية تواجه مأزقا .. ولن تنقذها حماس
- بعض كتاب اليسار الفلسطيني مصابون بالحول السياسي والفكري
- الخطاب الديني للاخوان المسلمين في خدمة اليهود
- كم انت رخيص ايها الفلسطيني في ديانة مشعل
- تظاهرات الاخوان -المسلمين- لنصرة حماس.. وليس دفاعا عن أهل غز ...
- اغتصبوها وقالوا صامدة ..!!


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم علاء الدين - الايديولجية الدينية تغذي التطرف اليميني الاسرائيلي والفلسطيني