تحية النوروز الى مريم نجمه واخوانها

صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 785 - 2004 / 3 / 26 - 09:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

في غمرة تزاحم ردود الفعل الشوفينية من جانب بعض المثقفين العرب السوريين على ما حصل في القامشلي أو بالاصح على الاحداث الكردية السورية منذ الثاني عشر من آذار الجاري، والتسابق الملفت في توجيه السهام الى الجانب الكردي والطعن بولاء الاكراد السوريين للوطن والشعب واتهامهم بالانسياق وراء المؤامرات الخارجية والانضمام الى الحملة الامريكية على النظام السوري، والتشكيك بصدقية الحركة القومية الكردية واهدافها ومواقفها أو محاولة النيل حتى من الوجود الكردي وموطنه وجغرافيته البشرية وتاريخه، وقد شارك في هذه الحملة الشوفينية الاعلامية- الثقافية والتي مازالت مستمرة حتى الآن مستويات مختلفة تبدأ بالاعلام الرسمي وتصريحات المسؤولين في السلطة والنظام وتمر بمثقفي السلطة الشوفينية ومنظريها الجدد الموعودين بالمواقع النافذه وتنتهي ببعض الوجوه من مدعي المعارضة والمجتمع المدني وحقوق الانسان ومن الملفت أن فضائيات عربية قد ساهمت في هذه الحملة الشوفينية الهيستيرية عن سابق تصميم وتخطيط.
أمام هذه الحرب الاعلامية- الثقافية التي اججها النظام الشوفيني الاستبدادي لمواكبة الفتنه التي اشعل فتيلهافي القامشلي والتي تهدف كما هو معروف من جمله ما تهدف اليه تحقيق ما خطط له منذ البداية في مجال تسعير المواجهه العنصرية بين الكرد والعرب ليس في القامشلي والجزيرة فحسب بل على مستوى البلاد برمتها، والمضي في تأليب الرأي العام العربي من خارج سورية واذا كان المخزون الوطني الكردي والحس السياسي العالي في الشعور بالمسؤوليه قد ابطلا من مفعول المخطط حتى الآن إلا أن السلطة الاستبدادية ماضية في نهجها ومصرة على الاستمرار خاصة في مجال التمهيد التعبوي والثقافي والدعائي وتوفير حالة شعبية عربية تستجيب لمغالطات ومؤامرات السلطة الحاكمة كجزء من استراتيجيتها الراهنة حول معالجة الوضع الداخلي والازمة المتفاقمة الرامية الى الحفاظ على النظام وبنيته الامنية والعسكرية والحزبية بمعزل عن مصالح الشعب السوري ومستقبل البلاد وارادة الوطنيين السوريين من العرب والاكراد في تحقيق التغيير الديمقراطي والاصلاح السياسي.
نقول في هذه الاجواء السوداوية المشحونة بالتعبئة العنصرية المترافقة مع الفتاوي الثقافية والسياسية لتجريد الكرد من مقومات وجودهم القومي التاريخي الجغرافي والحضاري والحقوقي نستبشر خيراً ونزداد تعلقا بالوطن وبوحدة البلاد ومستقبلها الديمقراطي المنشود الى جانب الاستمرار بالتشبث بحقوقنا العادلة و التمسك بالشراكة الكردية العربية المبنية على الصداقة التاريخية والعيش معاً بسلام ووئام عندما نستقبل بمشاعر الاخوة والامتنان رسائل التهاني والتضامن بمناسبة عيدنا القومي نوروز المتشح بالسواد هذا العام والمحنه الراهنه مواطنات ومواطنين سوريين وعرب وفي مقدمة تلك المبادرات رسالة السيدة مريم نجمه العربية السورية ومحمد غانم العربي السوري وعمر القاسم العربي الفلسطيني ابن بيت المقدس وحامد الحمداني وزهير كاظم عبود والمناضل العربي السوري نزار نيوف.


واذا كان "الصديق وقت الضيق" فقد ادت رسائل التهاني وظيفتها وابلغت تضامن اصحابها الى ذوي العلاقة في القامشلي وكوبانية وعفرين وسري كاني والحسكة وعامودا وديريك،من اهل الشهداء والجرحى والمعتقلين وباقي افراد الشعب الكردي.
تهنئة مريم نجمة للكرد في نوروزهم لا تتوقف في حدود بروتوكوليه بل تتعداها لتصل الى ذروة الوعي الوطني المسؤول الحريص قولا وعملا على الوحدة الوطنية وقبل كل شئ على الوطن والشعب والمستقبل، انها تعبر عن موقف سياسي نبيل تجاه بني شعبها السوري موقف يتسم ببعد نظر وبرؤية الآخر الكردي كقومية من اقوام سورية لها شخصيتها وكيانها وهويتها ومناسباتها وطموحاتها الخاصة بها وتاريخها.
لقد كان لرسالة السيده مريم نجمة في توقيتها نكهته خاصة وتاثير معبر خاصة وانها جاءت كلفتة تضامنيه عميقة مع كاوا الحداد في صراعه الابدي مع الطاغية- ازدهاك- هذا الصراع الذي مازال يطبع التاريخ الكردي في القديم والحاضربارادة مواجهة الشر والظلام ونشدان التحرر والسلام ليتخذ اليوم السير في نهج التغيير الديمقراطي وازالة الدكتاتورية والاستبداد وهو قدر واكب مسيرة حركة التحرر الوطني الكردية منذ القرن التاسع عشر وبدأ يثمر الآن في منطقتنا خاصة بعد الدور الكردي البارز في عملية تحرير العراق من الدكتاتورية.
لقد اعادتنا تهاني شركائنا مريم نجمة ومحمد غانم والآخرين مرة اخرى الى اجواء النضال الكردي العربي المشترك والتضامن من اجل تحقيق الديمقراطية في بلادنا والعمل سوية لنشر العدالة والمساواة ومبادئ الاتحاد والتعايش السلمي في المنطقة باسرها.
اتوجه اليكم بهذه التحية النوروزية الجوابية الصادقة الآن وجحافل- ازدهاك- تهاجم المناضل الوطني محمد غانم حيث القت قوات جهاز الامن العسكري القبض عليه في مدينة الرقه بتهمة ارسال تهنئه لاخوته الكرد في عيد النوروز وهي في نظر احفاد وتلامذة ورفاق عفلق وصدام حسين وزكي الارسوزي ومحمد طلب هلال ومحمد منصوره تمس الامن القومي وتهدد الوحدة الوطنية وتثير النعرات العنصرية وهي كافية لتوقيفه حسب قانون الطوارئ والاحكام العرفية مدة طويلة كما كان يفعل سلف الرئيس الحالي بضحاياه والذين تراوحت مدد اعتقالهم بين ربع قرن وثلاثة عقود. وازاء ذلك نقول لمريم نجمة واخوانها لنا نوروزنا عيد المحبة والحرية والتضامن والتغيير الديمقراطي والاتحاد الاختياري والعيش المشترك ولنا رمز هذا اليوم الجديد كاوا وللآخرين سجونهم ومعتقلاتهم واجهزتهم القمعية وازدهاكهم ونحن واياهم على موعد وان غداً لناظره قريب.

#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات