أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سرى العميدي - ..المندائيون ورحله المنفى المريره..














المزيد.....

..المندائيون ورحله المنفى المريره..


سرى العميدي

الحوار المتمدن-العدد: 2558 - 2009 / 2 / 15 - 07:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




بين ليله وضحاها تغيرت ملامح تلك المدينه الساحره قلوب مفجوعه شوارع مهجوره احلام ضائعه وابتسامه تسلك طريقها نحو المجهول.
اصبح المندائي خلالها مخير بين خيارين مريرين اما القتل او الهجره بعيدا عن المدينه التي جذور دينه متشعبه بداخلها
وتشهد له بحقه في العيش فيها.
لايمكننا ان ننكر ان تلك الهجره ساعدت على الحفاظ على اعداد كبيره من المندائيين لكن هجره الدار مريره و ستبقى غصه في القلب.
ايام عصيبه مرت عليهم ورافقتهم في هجرتهم حيث وجدوا انفسهم في بلاد المنفى يسيرون نحو الضياع تغيرت حياتهم بشكل جذري والمصاعب تتوالى عليهم
(بعد معاناة طويله وصلنا الى امريكا الحلم الذي تكلم عنه العالم لكن هذا كله كان كلام وهم فعندما وصلنا وجدنا ان الحياة قاسيه نخرج صباحا ونعود منتص الليل فقط من اجل توفير الايجار ولقمة العيش)
هذا ما قاله سيف احد افراد الطائفه المندائيه حيث كان سيف يسكن في بغداد في منطقة القادسيه رغم حبه العميق الى العراق اجبر على ترك الوطن الام بعد التهديدات التي
كانت تتلقاها الاسر المندائيه وكانت عائله سيف لها نصيب من هذه التهديدات

يقول سيف بمراره كان لابد لنا ان نترك العراق بسبب تلك الاوضاع اما قتل او خطف وتزداد مأساته ويقول حتى الانسانه التي احببتها تم اختطافها تركت العراق وحتى شهادتي لم استطع الحصول عليها
تبتدأ رحلة سيف بسفره الى تركيا وذهبت لاقدم على بلغاريا لكي احصل على فيزا انا ووالدتي واختي لنذهب مع اقاربنا في بلغاريا لكننا لم نحصل عليها
ثم عدنا مره اخرى الى العراق وعدت الى دراستي لكن بعد ذلك اصبح الوضع متأزم جدا فكان لابد لنا ان نخرج من العراق باسرع وقت فتوجهنا الى الاردن
ذقنا خلالها اشد انواع القسوه والمراره وكنا نحاول ان نحمي انفسنا بقدر الامكان بين الحنين الى بغداد وايام الملل والكأبه وكل سنه تمضي يصبح المستقبل اكثر غموضا بعد ذلك قدمنا على استراليا كباقي العوائل العراقيه والمندائيه
وكنا نواجه الرفض دوما وانا احد الاشخاص الذين فقدوا الامل بالاستقرار حتى الرجوع الى الوطن اصبح اشبه بالحلم
بعد ذلك حولتنا الامم المتحده الى شؤون اللاجئين وهذا حال العوائل سواء المندائيه او المسلمه او المسيحيه
فكانت امريكا من نصيبنا عندما وصلنا كانت البلاد في منتصف الازمه الاقتصاديه والظروف الصعبه في بلد لانعرف عنه شيئا فلا مساعد ولا مجيب وبشق الانفس والعمل المتواصل استطعنا تأجير شقه
والحمد لله اليوم لدي عملي اعمل في الصباح ودراستي في الصباح وهواياتي التي تحولت من حلم الى حقيقه كتاباتي من اشعار واغاني عن الحب والغربه والوطن تحولت الى نجاحات واعمال مع مطربين وفنانين عراقيين ولدوا في الغربه واحلام الرجوع الى العراق

في تلك الايام كانت تمر هذه الطائفه بأكبر تحدي وهو وجوب المحافظه على ما تبقى من تلك الاسره المندائيه
والتمسك بتعاليمها ومبادئها واكمال المسيره المندائيه والحفاظ عليها للاجيال القادمه من اجل ان تبقى ملامح هذه الديانه واضحه في كل زمان ومكان

رغم الالم الذي كان يرافقها شقت المندائيه طريقها في اوطان المهجر من اجل ان لا تموت هذه الديانه المعروفه بسماحتها وعفتها ونقائها
لكن المندائيون لم تغب يوما عليم ملامح الوطن الجريح يحاولون ان يتناسوا ايامهم فيه لكي لا يثور الحنين والاشتياق اليه من جديد الا ان حياتهم كانت كلها ذكريات الى كل ركن من اركان الوطن
ويضيف سيف كل عراقي هنا مجروح ويعيش الام بين الوطن وبين الغربه والجميع يتمنى العوده لكن الى هذا اليوم العوده اشبه بالحلم
كما يقول تعرضت لضغوطات كثيره وسألني البعض ماهو ديني لم اقل سوى عراقي ولن ارضى من اي انسان ان يسألني من انا ومن اي دين لان ديني وهويتي العراق وانا عراقي وهذا يكفيني فخر

قاسيه هي الغربه بكل ما تحمله الكلمه من معنى حيث لا حبيب ولا صديق ولا عائله مجتمعه بنهار صيفي عراقي تحتسي الشاي المهيل مع الكليجه العراقيه
تشتت العراقيين في جميع بلدان العالم لكن جميعهم يجمعهم حلم واحد هو حلم العوده الى عراق الامجاد عراق دجله والفرات فالبسمه لايمكن ان تكتمل الا بعد عودة جميع اسرابنا المهاجره



#سرى_العميدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحيه الى كل معاق
- نصب الشهيد..المعمار يعانق الفن
- منتظر الزيدي..عندما استبدلت الكلمه بالحذاء
- ارمن العراق..انتماء الى وطنيين
- الجزء الذي لم يكتمل من نصب الحريه
- الدين ايمان لايورث
- الزواج المندائي..طقوس عنوانها النهر
- الرقص..لغه من اعماق الروح
- قلبي معكم يا ابناء النور
- بكين:هل يجهض الحلم قبل ان يولد
- يهود العراق..ان يحطم الناي ويبقى لحنه حتى غدي
- المندائيون وحلم العوده الى ضفاف دجلة
- ليل بغداد اشتياق بلا حدود
- المندائيون نوارس دجله المغيبون
- بالموسيقى تتوحد الشعوب
- نصب الحريه احد روائع العاصمه بغداد


المزيد.....




- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...
- ماما جابت بيبي..أقوى أشارة تردد قناة طيور الجنة بيبي على ناي ...
- عراقجي: ندعم سوريا بحزم وهناك تنسيق كامل بين تل أبيب وواشنطن ...
- ” علموا اولادكم العادات الدينية ” تردد قناة طيور الجنة الجدي ...
- -مبعوث يسوع-.. هل سيُدخل ترامب أميركا عصر الهيمنة المسيحية؟ ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تنفذ ردا تحذيريا اوليا للاحتلال ...
- العثور على موريتاني متهم بإطلاق النار على يهودي بشيكاغو ميتا ...
- عودة الإسلام السياسي.. بين مخاوف التمدد وفرص الاحتواء
- علماء الشام يوجهون نداء للمؤسسات الدينية العربية والإسلامية ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سرى العميدي - ..المندائيون ورحله المنفى المريره..