أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - محسن صابط الجيلاوي - على ضوء نتائج الانتخابات، هل تستحي قيادات الحركة الشيوعية في العراق...؟















المزيد.....

على ضوء نتائج الانتخابات، هل تستحي قيادات الحركة الشيوعية في العراق...؟


محسن صابط الجيلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2552 - 2009 / 2 / 9 - 07:59
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


ليس شرفا التشفي بأي حزب أو حركة سياسية مهما اختلفنا معها ، فانا كمواطن عراقي أشعر بالمرارة والأسى عن غياب حركة يسارية عراقية قوية وجادة تدافع عن فقراء وكادحي ومهمشي هذا البلد ليس بالشعارات بل بالممارسة والانفتاح والتفاعل مع طبقات المجتمع للوصول إلى قواسم مشتركة تحقق الكرامة والرفاهية والسلم الاجتماعي للجميع ...!

قبل أكثر من خمسة عشر عاما وعلى أثر معايشة هزيمة الأحزاب الشيوعية في البلدان الاشتراكية وكذلك من غنى ومعارف يومية اتاحتها لنا حركة الأنصار في فهم وطبيعة الشكل القيادي ، والمفاهيم الفكرية التي كنا حبيسين في إطارها ، وشكل المؤتمرات الهزيلة التي كان يتغنى بها الحزب كتبت مقالة نشرت حينها في الثقافة الجديدة أكدت فيها وبما تسمح به الظروف الفكرية ومستوى النشر المتاح وكذلك فهمي الشخصي المتواضع على ضرورة تهديم هذا البناء السياسي والانطلاق به إلى حركة سياسية جديدة فكريا وتنظيميا وسياسيا...حركة تبتعد عن الشيوعية ( بمفهومها الموروث ) في تحليل المجتمع ، وفهم الطبقات ، ودكتاتورية البرولتاريا ، والمركزية الديمقراطية ، والثورة ، ولينين، والحركة الشيوعية العالمية ، والمركز والأطراف، والمؤتمرات ...الخ إلى رحاب حزب اشتراكي- يساري عراقي جديد ، يتعامل مع الظروف العراقية بروح وطنية وأممية مستقلة وبقدرة تحليلية وفلسفية تستلهم الإرث الاشتراكي في العالم وخصوصا تجارب الدول الديمقراطية في العالم في الدفاع عن مصالح الشغيلة عبر دمقرطة المجتمع وتحقيق مستويات في سلم المراتبية الاجتماعية – الاقتصادية في الرواتب والضمانات والتقاعد وحق العمل والسكن وصناديق البطالة تؤمن حياة كريمة لملايين من شغيلة الفكر والعمل في وطننا وبذلك نهجر كليا الشعارات التي لم تقدم شيء على أرض الواقع ونتكامل مع رحاب عالم متعدد الأفكار والأساليب والقوانين التي تنظم أمم وشعوب تقترب إلى التعاون والبحث عن المشتركات الإنسانية الكبرى ...!

عشرات من الشيوعيين والمثقفين ورجال الفكر في العالم كتبوا نقدا وتحليلا للظواهر الجديدة ومنها أسباب انهيار الشيوعية في العالم ، وقد استمعت أغلب الأحزاب إلى مطارق المعرفة لهذا جاء التغيير هاما وجوهريا لكنه غاب ومات عند البعض القليل وللأسف كان العراق ( ويساره ) من هذا البعض الذي لا يسمع ولا يرى لهذا شيعَّ نفسه بيده وبذلك ترك ضررا كبيرا على افاق أن تكون المعادلة السياسية فيها كل التنوع والتوازن المطلوب الذي يحافظ على مصالح الجميع ...!

الكثير من الناس يخفى عليهم مفهوم حب السلطة ، فالسلطة ليست رديف للدولة وحسب، فالسلطة تتحقق في العشيرة والحزب والعصابة والماخور ، وأحزاب عتيقة تتحول بفعل تقادم السنين إلى سلطة في الأعلى وقاعدة مهمشة يصبح فيها الفعل الطارد لكل نقد وأي محاولة تغيير عرف واضح مما يبيح انسجام كامل بين الاثنين عبر طرد وتهميش المخالف، ويصبح غرام وحدة الحزب وتماسكه ممكنا ومضحكا ...!

ففي الحزب الشيوعي استمر التقليد الأعمى لأنه الوحيد الذي يعطي سلطة لمجموعة اتيح لها أن تغتصب ماركة كانت يوما ما تقدم بضاعة لا أقول جيدة ولكن جديدة وملهمة في إطارها الخارجي على الأقل ...!

لهذا رفضوا تغيير اسم الحزب وهذا الأمر ليس عملية شكلية كما يحلوا للبعض توصيفها وإنما هي تعبير عن أفق جديد ينطلق منه الحزب نحو واقع آخر ورؤيا أكثر تقدما، ولكن الحجة المقابلة أن الناس تعرفنا بهذا الاسم ، لكن أين نتيجة هذه المعرفة في الأصوات التي حصل عليها الحزب ومن اشتركوا معه رغم هذه الطوباوية العشائرية ...!

الأخطر واصلوا لعبة المؤتمرات ( التاريخية ) ، التي يحضر نصفها بدون انتخاب وبمسرحيات عجيبة ، لهذا خرجت منهم مجموعة في أول مؤتمر لمشهد مُمسرح في الداخل كما في كل مرة ...!

عشرات من الكتاب والمثقفين الذين زاملوا ظروف الحزب الصعبة والمعقدة وبسبب ضعف القراءة المنفتحة والمتجددة لدى قيادات الحزب وجدوا أنفسهم خارج إطار هذه الحركة واستعيض عنهم بجوقات من المهرجين والمداحين والمنافيين ومن ذوي السيرة السيئة في مديح النظام السابق وكل دافع جديد وبأقلامهم الرخيصة ( الإسهالية ) دبجوا مقالات هزيلة يفوح منها الرياء في مسح ماضيهم التعس ولكن ضاع على الحزب كيف ينظر الناس لهؤلاء ، وبذلك تسائل الكثير ما جدوى أن يعود حزب بعد أكثر من ربع قرن مع هكذا نفر معروف من ذوي الماضي المعروف والكريه وبذلك قدموا ضررا أكبر من منفعة تسويد الورق...؟؟!

دخلوا مع حكومة بريمر بقرار متسرع وفوقي ، وتحالفوا مع علاوي وسرعان ما تنكروا له لأنه اختلف مع الأحزاب القومية الكردية ...!

لكن الحساب الأشد جاء بسبب ممارساتهم وتحالفهم الشيطاني مع الأحزاب القومية الكردية ، وبذكاء قدم هؤلاء الحزب بشكل قرقوزي وتابع مغدقين عليه أموال ورواتب تقاعدية ووظائف ، مما جعله بنظر الناس كطابور خامس أو عاشر ضد وحدة العراق وأرضه ، فاستلام ملف كركوك ودخولهم في قائمة نينوى مع الأحزاب القومية الكردية والتصويت المستمر معهم في كل القضايا العقدية في البرلمان أظهرهم وللأسف بشكل تابع عجيب وسهل ...!

أما وجود إقليم وفروع قومية فهي علامة استفهام كبيرة عن أممية اليسار وضياع الطعم والرائحة في هذا الحركة، فقد تداخلت الأشياء لتقدم شكلا مشوها هو عبارة عن سفينة عتيقة يتنازع عليها عدد من الملاكين المرابين والمتاجرين بكل شيء مثل أي تجارة سياسية أخرى تستخدم التدين أو القومية أو الطائفة أو العشيرة فالجوهر متماثل في الراديكاليات وأن تنوعت في شكلها الخارجي ولكنها رغم ذلك هي عندي محاولة استغلال كل هذه الأشياء لتحقيق الزعامة الأزلية فالأمر شخصي تتكافل على تحقيقه مجاميع مستفيدة تتعاضد حد الموت للدفاع عن وجودها وبريقها ...!

أما لعبة استخدام الشهداء فلم تنطلي على احد ، فالشهداء نذروا أنفسهم من اجل كادحي هذا البلد من أجل عزة العراق ورفعته وكانوا وطنيين حقا ..ولو حسبنا أن لكل شهيد عائلة صغيرة في العراق أقول بحساب بسيط لاستطاعت هذه العوائل إدخال أكثر من عشرة للبرلمان أو للمحافظات .لكني أقول وبثقة ان أبناء الشهداء أعطوا درسا جديدا بالمحافظة على شرف ونقاء دماء ذويهم بأنهم لقنوا درسا لكل من يريد أن ( يحلب ) العراق لمصالح ذاتية ،فالوطنية العراقية ضمير يحمله الجميع وبذلك حافظوا بقوة وبهامات مرفوعة على ما قاله مؤسس الحزب نفسه فهد ( لقد كنت وطنيا قبل أن أكون شيوعيا وعندما أصبحت شيوعيا أصبحت أشعر بوطنية أعلى تجاه وطني ...)!

مهرجانات وندوات تحظرها نفس الوجوه وبرقيات من رفاق الحزب إلى الحزب عبر رابطة المرأة والأنصار والطلبة والشبيبة وحضور لقادة من الخارج صَدرّهم الحزب للداخل كلها تعطي صورة كاذبة وكاريكاتورية أن الوضع بخير والناس معنا وتحول نموذج سلام عادل القيادي الذين يحتك بالناس ويعيش معاناتهم وآلامهم ويعمل عملهم إلى خبر كان( فالفلوس ). تنهمر من كل جانب ، وضاعت معايير الشفافية والنزاهة والحفاظ على أموال العراق فأصبحت سفرات قادة الأحزاب ( تلغف ) وبلا حياء من الداخل والخارج من وطن مريض ومن دول اللجوء التي قدمت لنا الكثير لكننا لم نقدم لها سلوكا يقدم عرفانا تستحق عليه ..!

أما اللقاء مع الأحزاب الشيوعية في الدنمارك والنرويج والسويد والهملايا ومدغشقر مضحك حقا ومحاولة تصدير ذلك للداخل على أن الحركة الشيوعية بخير وبعافية ، متناسين أن الانترنيت يقدم معلومات عن كل بلد وما هذه الأحزاب سوى مجاميع لا قيمة لها اطلاقا في أوطانها ..!

تتواصل برقيات التأييد لأكبر حزب شيوعي دكتاتوري في العالم ( الصين ) وكذلك مع الكوبي والفيتنامي والكوري وهذه الدول هي أخر قلاع الدكتاتوريات في العالم...وكذلك حضور مؤتمرات أحزاب شيوعية ( قومجية ) اغلبها يناصر الدكتاتوريات من صدام إلى القذافي ومثال على ذلك حضورهم مؤتمر الحزب الشيوعي الروسي ...ومعها يتواصل رياء البعض بجلب أقاربهم وعوائلهم إلى الدول ( الإمبريالية الرأسمالية كما يزعمون كذبا ) باستغلال نفوذهم هنا وهناك ..وإذا كانت الحياة بهذه التعاسة إلى هذا الحد يا عمي اذهبوا إلى الصين حيث أعلام الشيوعية الحمراء، أقول لا تقدم هذه المتناقضات إلا أنانية مقيتة تقف بالضد من تحقيق مستقبل أفضل للعراق وشعبه ..!

أما الحركات الشيوعية الراديكالية الأخرى من الحزب الشيوعي العمالي ، الماويين ، التغيير ، الكفاح المسلح ، كلها حركات لازالت قابعة في نفس المكان فكريا وسياسيا وجميعهم في جنازة واحدة ..اما أبناء العراق فيتطلعون إلى دماء جديدة شابة ترفع لواء حركة يسارية جديدة ونشطة وفعالة لها وجوه لها كاريزما تعيد للحياة السياسية العراقية توازنها المطلوب ، ليس أمامنا من خيار إلا تشكيل أحزاب اشتراكية – ديمقراطية قولا وفعلا تبتعد عن كل ذلك الماضي والإرث الثقيل المشوه للتجربة الشيوعية العالمية ، حزب اشتراكي عراقي يقدم مساهمة وطنية عراقية تكون إضافة لتجربة اليسار الناجح في غرب أوربا بشكل خاص سواء كان في المعارضة كقوة فعالة وقوية أو في الحكم كقوة تشترك ضمن المعايير الديمقراطية في رسم مستقبل أفضل لشعوبها ..!

ستنبري بعض الأقلام للشتم وأقصر طرق الإقصاء المعروفة لكل من ينتقد واقعا أصبح معروفا للقاصي والداني ، وستسمر كما هي دوما عقلية تسطيح الهزائم ولكن كل ذلك لن يؤدي إلا إلى هزائم أكبر ، على البعض أن يعرف أن الدنيا قد تغيرت ونحن لم نعد صغارا ومعنا شعب تواق للمعرفة والحرية بعد عقود طويلة من ليل الحرمان والقمع والعزلة ...!

أقول للبعض اشتموا ما شئتم فذلك لن يغير من وقائع الحياة وتفاصيلها شيئا ...!

في أي حزب شبه ديمقراطي وعلى اثر هزيمة بسيطة ، تتوالى الاستقالات والتغييرات والنقاشات فهل سنشهد ذلك في الحركات الشيوعية العراقية...؟!

أما الذين باعوا الحزب الشيوعي وتاريخه لأحزاب أخرى وأجندة أخرى ضد الوطن العراقي فحسابهم عند الناس عسير وعسير جدا تلك هي حقائق التاريخ وكذلك وقائع الهزائم على الأرض ...!



#محسن_صابط_الجيلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على ضوء تصريحات السيد مسعود البارزاني : الموصل شأنها كل المح ...
- ( الشعب الفلسطيني شعب الجبارين )
- الفرقة الجوزية الموسيقية في سطور / من ذكريات الأستاذ احسان ج ...
- الزيدي و ( لا ) النظيفة الغائبة عراقيا ...!
- ( لمناسبة الذكرى الرابعة لاستشهاد النصير المقدام وضاح عبد ال ...
- ( من أوراق الشهيد حميد ناصر الجيلاوي )
- قصص قصيرة جدا
- رثاء لروح الأب والعم المكافح ( أبو الشهداء ) ناصر حسين الجيل ...
- أزمة كركوك ، طبيعة وخلفيات الخطاب القومي الكردي – نظرة تحليل ...
- بعيدا عن الشيوعية، قريبا من الحياة..!-2- تحية وفاء إلى هيركي ...
- حقوق الأكراد الفيلية بين المعالجة الوطنية الحقيقية وبين محاو ...
- بعيدا عن الشيوعية، قريبا من الحياة...!
- ربع قرن على جريمة بشتآشان ، دعوة لقول الحق عاليا ، دعوة للاح ...
- قراءة في الرسالة المفتوحة للسيد فاضل ثامر إلى رئيس الجمهورية ...
- تحية إلى الوطنية ( التركمانية ) العراقية..!
- يوم الشهيد الشيوعي، عظمة الشهيد، وقبح ونفاق الطبقة السياسة ا ...
- قصة الطفلة العراقية ( زهرة ) وعار المنطقة الخضراء كما ترويها ...
- تحية لمجلة الآداب ورئيس تحريرها من الناجين من مجزرة بشتآشان ...
- القتلة يخافون الجمال – من وحي سطوع نجمة باكستان والعالم بناز ...
- عن الاحتلال الوطني، الكوت نموذجا...!


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - محسن صابط الجيلاوي - على ضوء نتائج الانتخابات، هل تستحي قيادات الحركة الشيوعية في العراق...؟