أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محسن صابط الجيلاوي - رثاء لروح الأب والعم المكافح ( أبو الشهداء ) ناصر حسين الجيلاوي














المزيد.....

رثاء لروح الأب والعم المكافح ( أبو الشهداء ) ناصر حسين الجيلاوي


محسن صابط الجيلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2400 - 2008 / 9 / 10 - 09:33
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


توفي قبل أيام في مدينة الكوت عميد عائلتنا وكبيرها ، عمنا ووالدنا الغالي الكبير ( ناصر حسين ) والد الشهداء حميد ناصر الجيلاوي ( أبا شفيع ) ، و مهدي ( أبا صلاح ) ، بعد عمر تعذب وكابد فيه مرارة أيام قاسية فرضتها دكتاتورية غاشمة على هذا البيت الوديع البسيط المكافح الصامد والمسالم أسوة بملايين من العراقيين الذين عاشوا تلك الأيام السوداء ..لقد علمنا هذا الأب الجليل معاني حب الناس والبساطة وحب الخير..ولم تقهره الأيام الصعبة عن القيام بالتزاماته كرجل قد الظروف القاسية وواصل دوره دائما في تعزيز أواصر القربى والعلاقات العائلة فقد كانت ملاذه الوحيد للدفاع عن قهر تلك الأيام السوداء التي دفع فيها أعز ما يملك ابنه البكر إلى السجون ثم التصفية ، وكذلك استشهاد ابنه الآخر ( مهدي أبو صلاح ) ، كذلك دفع فاتورة نشاطنا السياسي حيث الاستجوابات والزيارات المتكررة لرجال الأمن والمخابرات لإرهاب العائلة والناس القريبة من هذا البيت الشريف المنتمي للناس والمحب للحياة ...!

لقد تربيت شخصيا في كنف هذا البيت وتحت رعاية هذا العم وأشعر اليوم بخسارة فادحة لفقدانه، ويستحضرني هنا تلك المعاناة التي عاناها بسببنا طيلة ربع قرن..فقد تحمل وجود عوائل بلا معيل أو معين لكن بصبره وقوة تحمله استطاع أن يخرج بالجميع بشرف وعزة ورؤوس مرفوعة أصبحت مثار فخر وإعجاب جميع الناس الذين عرفوا معاناة عائلتنا..!

لقد ساهم في تشييعه وحضور الفاتحة عدد غفير من الناس احتراما وتبجيلا لتلك السيرة المعطاءة المكافحة...!

لقد كان بالنسبة لي بمقام الوالد، بل كنت أقرب إليه بحكم السنيين الطويلة التي قضيتها في بيته الوديع الفسيح البهي في العزة..كان ينادينا جميعا أولاد وأولاد عم بكلمته المحببة ( بويه ) ، فهو أب للجميع حقا ، وهكذا كان شعورنا جميعا ...!

المعروف عن ( أبا حميد ) الجلد والمكابرة فهو لم يبكي في حياته إلا في الحالات الصعبة والمؤثرة ، وعندما التقيته أثناء زيارتي العراق احتضنني بنفس الحب والحنان وعشنا لحظات خاصة اجتمعت فيها كل مرارة ذلك الغياب ألقسري عنا نحن أولادة تذكرنا جميعا وانهمرت دموعه في لحظة هي من أصعب المواقف وأكثرها تأثيرا في زياتي بعد غربة أكثر من ربع قرن..!

كل دموع العالم لا تستطيع أن تعوض قهر فقدانك أيها الأب والعم والمربي الفاضل..!

لقد حزنت أيما حزن لفقدانك المفاجئ...كنت امني نفسي بلقاء آخر معك..ولكن يبدو انك مللت هذه الحياة ومراراتها..!

نم أيها الأب والعم الكبير قرير العين ..نحن نفتخر بك عندما كنت حيا بيننا أو اليوم في غياب أحزن كل من عرفك وعرف معاناتك كأب وكإنسان..!

أشعر اليوم بغصة لا توصف عن تهاوي الجذور التي أحبها في هذا الوطن..!

الرحمة لروحك أيها الأب الغالي ....وسأبقى أتذكرك بكل العرفان والاحترام والتقدير والفخر...!

أي دموع تستطيع أن تغسل ملوحة ومرارة تلك الأيام القاسية.....؟



#محسن_صابط_الجيلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة كركوك ، طبيعة وخلفيات الخطاب القومي الكردي – نظرة تحليل ...
- بعيدا عن الشيوعية، قريبا من الحياة..!-2- تحية وفاء إلى هيركي ...
- حقوق الأكراد الفيلية بين المعالجة الوطنية الحقيقية وبين محاو ...
- بعيدا عن الشيوعية، قريبا من الحياة...!
- ربع قرن على جريمة بشتآشان ، دعوة لقول الحق عاليا ، دعوة للاح ...
- قراءة في الرسالة المفتوحة للسيد فاضل ثامر إلى رئيس الجمهورية ...
- تحية إلى الوطنية ( التركمانية ) العراقية..!
- يوم الشهيد الشيوعي، عظمة الشهيد، وقبح ونفاق الطبقة السياسة ا ...
- قصة الطفلة العراقية ( زهرة ) وعار المنطقة الخضراء كما ترويها ...
- تحية لمجلة الآداب ورئيس تحريرها من الناجين من مجزرة بشتآشان ...
- القتلة يخافون الجمال – من وحي سطوع نجمة باكستان والعالم بناز ...
- عن الاحتلال الوطني، الكوت نموذجا...!
- ( هجاء لبقايا العقل الخاوي )
- القيادات الكردية أمام امتحان صعب..لا مكابرة إلا الاحتماء بال ...
- ( وصف العيش.. نصف العيش )
- عن القيادة والشهداء والحزب وتلك الأيام..حوار مع الأخوين سمير ...
- الله لا يجعلها شماتة يا قيادات الحزب الشيوعي...!
- لا تدعوا المحتل والخونة والقتلة وسارقي قوت وثروات الشعب العر ...
- ( من وحي المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي العراقي ) قراءة في أزم ...
- الشعب اليزيدي شعب الأبطال..سيخرج من هذه الظروف منتصرا مع الع ...


المزيد.....




- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محسن صابط الجيلاوي - رثاء لروح الأب والعم المكافح ( أبو الشهداء ) ناصر حسين الجيلاوي