أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جعفر الغرابي - كيف تفكر؟














المزيد.....

كيف تفكر؟


جعفر الغرابي

الحوار المتمدن-العدد: 2550 - 2009 / 2 / 7 - 03:36
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تلتزم قوى الادارك بمحورين من التفكر, نحو على وقائع القواعد المنطقية ,واخر على نحو الراي, وكلاهما مُستمد من الواقع ولكن الفارق بينهما ان الاول يعتمد على مبادى ثابتة او مسلمة ,اما الاخر
فيعمتد على التجربة الشخصية والاستنتاج والحدس او الاحراز.اما الاول فهو المتصدر للمعرفة الحقيقية والمنطقية (تبعا) للثوابت التي يعتمد عليها او ينطلق منها باتجاه المجهول.وايرادنا لكلمة تبعا بين قوسين هو لاظهار ان الاخير مشروطا باحكام خاصة تسود المنهج الاستدلالي وقد تقوضه الى نحو التشكيك مادام هناك طابع شرطي يهيمن على القضية ويرمي بها في قاع النسبية التي قد لايلتفت اليها المُستدل او صاحب النظرية.ومن هنا قد يثار تشكيك مباشر بكل النتائج المُستدل عليها مادام هناك تعددية في المنطلقات الفكرية, وتباينات في الاسس.فكيف تمُيز النتيجة الحقيقية من بين جميع الاستدلالات المُستخلصة في حين انه توجد انطلاقات يشوبها الشك في ضعف الوظيفة المؤدية الى تحصيل النتيجة!.والجواب على هذا الامر مُحدد بايجاد الصيغة الصحيحة لنظرية المعرفة,وهذا الايجاد يوجب البحث في جميع النظريات المطروحة والاكتفاء بالواحدة التي تستطيع ان تبلغ المدى الصحيح في تلبية جميع متطلبات الواقع العلمية ,وفي الحقيقة ان النظرية العلمية الوحيدة التي تتصف بالطابع الواقعي والعلمي الدقيق هي التي تجعل العقل المصدر الاول من مصادر المعرفة,تليها التجربة,ثم المتعقلات, والمسلمات, والمتواترات.وقد ثبت علميا بطلان النظريات الأخر التي تزمتت بصرف العقل عن الاولوية في كشف الحقائق والاكتفاء بالتجربة دون غيرها من المصادر. بدليل عدم امكانها على كشف كل ماهو مُدرك بواسطة التجربة دون الرجوع الى العقل في الحكم ,ناهيك عن الامور التي لايستطيع اي كائن ان يقوم عليها بتجربة مثل مبدا عدم التناقض.وهكذا فان الاداة العقلية المُتخذة للكشف عن الحقائق لها الحق الامثل في اعطاء النتيجة العلمية كونها مهيئة تكوينا لهذا الامر ولها قابلية الاستيعاب الاكثر للواقع المادي والمجرد,ويطلق على هذه القابلية بالملكة او العقل الفلسفي.


العقل المنطقي

يتميز العقل المنطقي بالالتزام بالثوابت التي تكون في ذاتها المحطة الاولى لمنطلقاته في الابحاث والاستدلال,وهذه الثوابت هي ليست الا موارد او معطيات من الواقع الخارجي اي( الطبيعة)حيث يقوم العقل بانتزاعها طبقا لمدلولات ظاهرية ومحكمة ,تتشكل من موضوع ومحمول وروابط ضرورية وذاتية ,بالاضافة الى المبادى الثابتة ,والدلالة باقسامها,ويتعين على الباحث في هذا المطاف الالتزام بجميع القواعد المستوحاة من هذه المجالات كون المتحصل منها يتشكل -الامكان والامتناع- والذي يعتبر مقياس فاصل لتحقيق المطالب فضلا عن تحقق وجودها ,ويطلق على هذا الاخير(بالامكان والامتناع المنطقي)والامكان المنطقي هو عبارة عن حقائق ثابتة منتزعة من العالم الخارجي تكون بدورها اداة كاملة لقياس فقرات معينة تسبق الخضوع الى التجربة ,وهذه الاداة هي ليست الا القانون الذي يكمن فيه واقعنا الطبيعي,اما الامتناع فهو لايختلف شيئا عن الامكان من ناحية الوظيفة الا انه يقع في قبال النتيجة العكسية التي تصدر من الامكان,وقد يكون الامكان وحده كافيا للقياس كون القضية التي لاتتخذ مجالا في الامكان ,فبالضرورة تكون واقعيتها ممتنعة.







العقل العرفي

يعتبر العقل العرفي نموذجا للاتجاه الذي يعتمد على قضايا مسلمة عرفيا دون احالتها للمنطق او العلم ,فالانطلاقات التي يحتويها هذا الاخير لاتعطي معالم حقيقية للوصول الى الهدف بصورة سليمة كونها مستمدة من واقع متذبذب يميل حسب مؤشرات مقتبسة من عالم خاص او تجربة خاصة,
لذالك تجدها مختلفة من شخص الى اخر.ومن هنا فلا لزوم من الاستفادة من تجارب الاخرين على نحو مطلق,ولاضرورة من اقتفائهم على نحو الاثر المترتب من تجاربهم,.ويتحتم عليه ممارسة التجربة بشكل شخصي لمعرفة النتيجة,او تتبع الاستقراء حسب المباني الاساسية التي يمكن ان يظهر من خلالها مدلول يوصل الى معرفة ما.لان الظروف الموضوعية التي تحيط بالقضية لها واقعها الخاص المنفرد والذي يشكل هيئة متكاملة لانتاج مطلب معين.وعلى ضوء هذا الامر يمكننا ان نفسر الراي الشخصي المنبعث من عقلية عرفية لايمثل في الواقع سوى رؤية غير منهجية ومزدوجة النتيجة وتكون اغلب تقديراتها العلمية مبنية على اساس سيكلوجي يضمر في داخله توافق المصحلة الخاصة,والمحدودية او القصر في ادراك القضايا.ولهذا لانستطيع ان نجعل لها اساس علمي متبع كونها قضية بعيدة كل البعد عن الثوابت والمنطلقات الصحيحة..


دمج الاتجاهان!

ظهر لنا اتجاهان من التفكير وكلاهما يريد التوجه نحو الوصول هدف واحد الا وهو النتيجة الايجابية او الحقيقة التي لازمت البحث,وقد بان لنا من خلال الطرح المبسط عدم اطلاق التجربة بمناى عن العقل للوصول الى معرفة حقيقية.وبالرغم من ان بعض المذاهب الفلسفية قد افرطت في استخدام التجربة كاداة وحيدة للادراك كالماركسية والظاهراتية والبراغماتية,الا ان الاخير لم يفي بالتقديرات التي قدرت لهذا الامر مما دعى الى بقاء هذه المذاهب في قوالب جامدة ,مع عدم بروزها في الواقع كمنظار لرصد الحقائق بدقة وفاعلية.اما الامر الاخر فهو العجز في العقل العرفي الذي ذكرناه سابقا,وعدم تحصيله للاداة العلمية الكافية التي تقوده نحو الهدف المعين, فضلا عن المنهج المتبع في خيالاته والذي لاينبع من دراسة مسبقة تحت اطار معرفي ثابت,بل ان العاطفة والانانية والقصور في المعرفة هي الاطر العلمية لتحصيل النتيجة.وعليه يترتب عدم امكانيته من نيل اي مطلب علمي بصورة مستوفية, والامر الاخر الذي لايستطيع تحصيله هو جعله في محتوى واحد يناظر من خلاله العقل المنطقي في الابحاث,كون المبادى التي يعتمد عليها العقلين تتنافى من ناحية الاسس والتوجه,فضلا عن عدم التزام العقل العرفي بالثوابت والمنهاج السليم,فلا ضير من ابعاده عن المخيلة العلمية والاكتفاء بالعقل المنطقي كاساس وحيد للتفكير لاستيفائه بالشروط المعتبرة واليقينية.



#جعفر_الغرابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تكتب مقالا.
- احمد الكاتب ونكران التاريخ
- احمد الكاتب والوهابية ومشكلة الحواس الخمس
- سبات الماركسية الأبدي
- نظرية الأنفعال
- سلبيات المذهب التجريبي الماركسي على المجتمع


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جعفر الغرابي - كيف تفكر؟