أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جعفر الغرابي - سبات الماركسية الأبدي














المزيد.....

سبات الماركسية الأبدي


جعفر الغرابي

الحوار المتمدن-العدد: 2406 - 2008 / 9 / 16 - 00:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


المسالك طرق عديدة تنطوي تحت مبادى متفاوتة يفيض من بينها عنصر فاقد للوجود وعنصر متنامي الطلعة ,تستهوي عقول فارغة وناضجة ويبتلى بها ذوي العقل الرصين المتألق,هذه هي الدوغمائية من بين هذه المسالك تفتقر الى من يزينها ويعيدها الى فترة شبابية لتنقض على العقول الخاوية من جديد-التغيير اصبح افة يقف بوجه تطلعاتها,والانجماد هو المغذي الفكري الاول لتابعيها,ها هم المتشبثون بها يتخوفون من البعد عن المألوف,والسير خلاف المقدس, حتى اصبحت اذانهم مدربة على سماع قوانينها المستوية تحت عنوان واحد,لاتقبل الحل والتجزئة,ولاتساوم على التراجع,لحد يوصلها بان تتقمص شخصية المخلص الذي سيصلب على خشبة الفداء
قد لااشك في ان البعض مازال يحلم بصرخات ومهاترات انجلز في البيان الشيوعي الذي كان له دوي وصدى الانتصار حسب ما يرى الماركسيون,ولكنه في الواقع لم يكن سوى مجرد صراخ وهتافات ابتلعها اخطبوط الواقع الذي وقف عين الضد تجاه الفكر الماركسي برمته.والام لينين المنبثعة من سطور كتاب ماالعمل خير دليل على نهاية هذا الفكر .لم تكن مقولات لينين عاطفية الى حد يثير شفقة مؤيديه, بل كانت تعلن ان الماركسية اجُهضت من صميم الفكر قبل ولادتها الطبيعية, واصبحت شعارات تحكى هنا وهناك او امال تكتب على كراسات تنتظر توافقها مع الواقع قبل الشروع في تحقيقها.الديالكتيك وحدة الضدين الصراع الطبقي الراسمالية المادية التاريخية العامل الاقتصادي,كل هذه العبارات اصبحت فارغة لاتملك اي موطا قدم في قضايا الاستدلال ,ومشكلة الماركسية التي تكمن في توجهها المتشبث بالدوغمائية هي التي اودت بها الى هذا المطاف حيث اللاعودة الى الانحلال الى سبات ابدي
سوف اطرح مقالي هذا بعيدا عن مقاييس الفلسفة والعبارات المشوشة بالنسبة لديكم خوفا من ان يتهمني احدكم باني احاكي ثمار ارسطو او اريد انشاء مسرحا يفتقد ستائره الاليزابيثية,ولن اقول اني استخدمت مطرقة نيتشه لاسقاط القيم الشيوعية ,لكن مما هو جدير بالقول ان التجربة الماركسية خففت الكثير من العناء على ناقديها من حيث امكانية تطبيقها على الواقع وقوضت الكثير من مبادئها الفكرية في خلال الحقبة التي نالتها في المجال التجريبي,فبالرغم من الحظوة الزمنية التي اوجدت نفسها كبساط يحمل كل السبل الممكنة لتكوين النظام الشيوعي ,الا ان الواقع اصدر امرا بنهاية هذا المشروع القائم على أسُس ومباني حاولت التمرد على الطبيعة وانشأت ثوابت فكرية لامجال لها من قبول النقد او الانحلال,والثمن الباهض الذي دفعه الفكر الماركسي هو ان متبعيه افرطوا في مبادئه الى حد التخمة واوصلوه الى حد القداسة, وتربعوا على عرش الدوغمائية التي تجسد الحتمية في كل مجالات المجتمع الفكرية والتربوية.فلم يكن انهيار الدول الاشتراكية ولا حتى المجاعات التي ادقعت الشعوب اي اثر في قالب الفكر من وجهة نظر الماركسي ,علما ان القضية تتعلق بمجال التطبيق ومن المعروف ان المذهب الماركسي يعتمد بالمجال المعرفي على التجربة اولا واخيرا,الا ان هذه التجربة وبرغم مرارتها التي اطمست كل معالم الرؤيا الماركسية للواقع لم تزل تجد من يتغاضى النظر اليها, وتجد لها دفئأ بين ذراعية, ويحسبها حالة شاذة قفزت من بين قبضة المادية التاريخية دون ان تحدد نواياها ,ودون ان تلتمس حقيقة فعلية على ارض الواقع. وعلى هذا الاساس بنى الماركسيون دوغمائيتهم واعلنوا الانعزال عن الفكر والتفكر والتمسك بعبادة الاصنام ,عبادة الشعارات ,عبادة الماضي دون استشعار بما يدور في الحاضر اوماسيحظى به المستقبل,والغريب ان الماضي لم يقدم المعطيات التي حلموا بها ,ولم يترك لهم سوى اناشيد وترانيم تقُدم لعزاء الصلب والفداء.ربما سمعنا وسمعتم بما فيه الكفاية لدرجة ان شعاراتكم حبست انفاسها خجلا من يطاح بها كما اطيح بقوانين الديالكتيك الذي لم اعد اراكم تعولون على املها لتنقذكم من مطبات الواقع,ام انكم بنيتم قواعد فكرية رسمتموها في الخفاء وحكمتم عليها بالسرية التامة,؟لاضير ان تذكروا لنا مطلبا ماركسيا واحدا انُجز على ارض الواقع وسوف انسحب من كل هذا السجال ,او تعلنوا ان التمسك بعبادة الدوغمائية اصبح المطلب الوحيد الذي تسعون اليه في مجمل مفارقاتكم...



#جعفر_الغرابي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية الأنفعال
- سلبيات المذهب التجريبي الماركسي على المجتمع


المزيد.....




- ماذا قال مبعوث ترامب عن المفاوضات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار ...
- هل ستندلع حرب قريبة بين إيران وإسرائيل؟
- ما الذي فعله كمين بيت حانون بحسابات نتنياهو أمام ترامب؟
- ماكرون: لا نكيل بمكيالين ونريد وقف حرب غزة بدون نقاش
- ماذا قال محمد بن سلمان عن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل ...
- حريق مهول يلتهم آلاف الهكتارات في كاتالونيا بسبب موجة الحر ا ...
- عواصف عنيفة تضرب وسط وشرق أوروبا وتخلّف قتلى ودماراً واسعاً ...
- تونس ـ أحكام بالسجن بحق سياسيين ومسؤولين سابقين بينهم الغنوش ...
- 110 قتلى في فيضانات تكساس وعمليات البحث مستمرة
- الحوثيون يبثون مشاهد لإغراق السفينة -ماجيك سيز-


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جعفر الغرابي - سبات الماركسية الأبدي