أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد جاسم الساعدي - العنف وانقلاب 8 شباط 1963 في الذاكرة العراقية...














المزيد.....

العنف وانقلاب 8 شباط 1963 في الذاكرة العراقية...


عبد جاسم الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 2548 - 2009 / 2 / 5 - 10:08
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تحمل الذاكرة العراقية في طيّاتها، كمّا هائلاً من الأحداث والتجارب والمشاهدات والقراءة أيضاً، لكنها بقيت متراكمة ثقيلة الوطأة في حضورها وانبعاث مفرداتها بين الحين والآخر، وكأنها تشير يوماً بعد آخر، إلى إمكان طيّ صفحاتها، لكونها لم تتحول إلى أفعال درامية وقصصية ولا قراءات نقدية ولم تقترب منها مناهج البحث والدراسات على الرغم من كثرة العاملين بها والعنف والأموال التي تحتفظ بها. ويعيدنا الحال إلى هشاشة البعد الثقافي للمعارضة العراقية، خارج العراق، طوال ربع قرن، إذ كانت تكتفي بحركاتها وعلاقاتها وإقامة التوازنات السياسية والتحالفات الأخرى، فلم تنتج رؤية ولا منهجاً ثقافياً أو فكرياً، ولم تلتفت إلى المبدعين والباحثين، إلا بالقدر الذي تسدّ بهم حاجتها في صحافة الأحزاب والجماعات الأخرى على الرغم من الأموال الطائلة جداً التي كانت تصلها بين الحين والأخر.
فطغيان العامل السياسي والحزبي وتهميش الثقافي جاء للفصل بين الخلق والإبداع والسياسة، لذا، نجد مؤشرات التراجع والسكونية مما يؤكد اهتزاز الثقافي واضطراب رؤيته الفكرية وافتقاره إلى الأبعاد الأخرى في الاستقلالية والانغمار في خضم التجربة والإبداع.
يأخذنا الموضوع إلى الذاكرة العراقية في ما شهده العراق من عنف سياسي، قلّ نظيره في العالم، ابتداء من 8 شباط 1963 والشهور التي تلته.
لقد خلت المكتبة العراقية في خارج العراق وداخله، من دراسات وبحوث نقدية تحليلية لظاهرة العنف الذي مارسه شباب مسلحون لا يزالون ماثلين في الذاكرة ومشاهد العنف، كانوا يحملون في داخلهم طاقة لا حدّ لها من العنف والكراهية بخاصة في الأسابيع الأولى لانقلاب 8 شباط، ويتجدد بهمجية على حركة 3 تموز من العام نفسه.
غير أن الموضوع بقي محصوراً في إطاره السياسي والحزبي، بنعوت لا تقدم إضافة ولا تساعد في الكشف عن الكوامن الداخلية التي كانت تحرّض هؤلاء على التعذيب واكتشاف وسائل جديدة لقهر الإنسان وتدميره، وممارسة "الاغتصاب" والأدلة كثيرة، (لا مثلما يحاول بعضهم نفيها) يبدو أن دخول السياسي/ الحزبي، بحكم سياسة غفل المراحل والسكوت على أحداثها في لعبة التحالفات والتوازنات قد أخلّت بمناهج البحث وأحدثت خللاً ظاهراً في توافر الوثيقة وحرية البحث واستكمال أدوات المنهج، لأنّ عدداً كبيراً من السياسيين والحزبيين لم يفرقوا بين البحث المنهجي في قراءات نقدية لأزمات وتوترات يمكن أن تشكل إضافة معرفية في تحليل ظاهرة العنف والاستبداد والخوف، وبين "لحصانة" السياسية والدفاع عن المواقع، بما يعني غياب الثقافي والاقتراب من (العشيرة والطائفة والقبيلة) التي لا تعترف بالنقد ولا تأخذ به...
يضعنا الحال، أمام واقع جديد، يمكن أن تنهض به أحزاب أو منظمات، أو مؤسسات الدولة أو مراكز بحث جامعية أكاديمية، تتوافر على الحرية والوثائق في بحوث ذات طابع أكاديمي تجمع بين عدد من المناهج النقدية لدراسة ظاهرة العنف والاستبداد إبّان مدة حكم انقلابيي 8 شباط 1963 في العراق، على أن تتسم بالعلمية وتتخلى عن الأحكام الجاهزة وردود الأفعال المعروفة على انقلابيي 8 شباط 1963.
ويمكن أن ينهض بهذه المسؤولية التاريخية العلمية والثقافية أكثر من طرف واحد، ليضع برنامج عمل في مراكز بحث تتوافر على الاستقلالية والحرية وتوفير الوثائق، لتكون عندئذ مصدراً من مصادر المعرفة والتحليل للأجيال القادمة، تؤكد على المستوى الثقافي والنقدي، إذ لا يمكن الإحاطة بتاريخ العراق الحديث وتفكيك نصوص الخوف والإرهاب والعنف، ما لم توضع في إطارها التاريخي، باعتبار أن العراق، قد بدأ يطوي صفحات الدكتاتورية والموت وسياسة القهر والإذلال.
ستبقى صفحات العراق الحديث مضطربة في التنازع والأهواء، ما لم تخضع لقراءات منهجية شاملة لنصوص عراقية وأخرى عربية وأجنبية ذات صلة في انقلاب شباط 1963، ويمكن الاستعانة بكتب "المذكرات" وهي كثيرة، تنزع إلى الاعتراف بحقائق صدرت من قيادات الموت والتعذيب وقتئذ...



#عبد_جاسم_الساعدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية (مكان أسمه كميت) الواقع والمتخيل في السرد القصصي
- التعليم في العراق: الواقع والآفاق
- في قاعة اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين!
- حملة لتفعيل الحوار وثقافة المجتمع المدني
- المؤلف/ الراوي/ البطل في القصة العراقية القصيرة في المنفى*
- كتاب (الحركة الوطنية في العراق وإضراب عمال الزيوت النباتية)
- العراق بين ثقافتين...ثقافة المجتمع المدني وثقافة العنف
- منصور حكمت: قراءة جديدة للماركسية الشيوعية فقدت معناها وارتب ...


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يرصد دفعة صواريخ إيرانية جديدة.. وموسوى يدع ...
- -لا تحاولون العودة-.. الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا عاجلا إلى ...
- هل ينجر ترامب لحرب إسرائيل ضد إيران؟
- مصدر أمني إيراني: طهران على تواصل مع موسكو وتعول على دور روس ...
- الخارجية الروسية: حياة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ف ...
- الرئيس الإسرائيلي يزور معهد -وايزمان- المتضرر جراء القصف الإ ...
- -سي إن إن- ترجح ميل ترامب لاستخدام القوات الأمريكية لضرب الم ...
- باكستان تجلي عائلات الدبلوماسيين من إيران والبعثات لا تزال م ...
- الجيش الإيراني يعلن تدمير 28 هدفا إسرائيليا معاديا خلال الـ ...
- مباحثات مصرية أمريكية إيرانية لوقف التصعيد بين طهران وتل أبي ...


المزيد.....

- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد جاسم الساعدي - العنف وانقلاب 8 شباط 1963 في الذاكرة العراقية...