أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد نبيل الشيمي - قراءة في الفكر السياسي للخوارج















المزيد.....

قراءة في الفكر السياسي للخوارج


محمد نبيل الشيمي

الحوار المتمدن-العدد: 2535 - 2009 / 1 / 23 - 05:38
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الجذور:-
توفي الرسول (ص) ولم يعين له خليفة وكاد يحدث من جراء ذلك أزمة بين المسلمين حول الخلافة لولا أن بن الخطاب لملم الأمر وبادر بمبايعة أبا بكر وبعدها التف حوله الأكثرية من المهاجرين والأنصار ولكن هذا لم يحول وإصرار على أنه الأحق بالخلافة فهو ابن عم الرسول وأول من آمن بالرسالة ثم هو زوج ابنته الزهراء ... وتقديراً منه للشيخ الجليل الصديق قبل علي بخلافة أبي بكر وإن كان بدون رضاء تام ... مات أبو بكر موصياً بالخلافة لعمر وبعد وفاة عمر بويع عثمان كخليفة للمسلمين والملاحظ أن عثمان لم يكن في حزم عمر وكان مجاملاً لعشيرته من بني أمية فنشآت الفتن في عهده وحدث الكثير من التجاوزات التي أثرت على علاقات أركان الدولة وأدت إلى إحياء فكرة حق آل البيت بخلافة رسول الله ... وفي عام 35هـ / 656م تمت البيعة لعلي يعد مفاوضات طويلة حيث لم يعترف به بعض من أهل الجزيرة العربية وأهل العراق وظل طلحة والزبير في تنافس له في حين رفض معاوية بن ابي سفيان الاعتراف بخلافة علي بل واتهمه بالمشاركة في مقتل عثمان وبدأت المؤامرة ضد علي بعد اتفاق السيدة عائشة مع طلحة والزبير على الانتقام من علي ثأراً لعثمان ... وانتهى الأمر بهزيمة هذه المجموعة في موقعة الجمل والتي قتل فيها طلحة والزبير واستمراراً للمعركة عبر على نهر الفرات للقاء جيش معاوية لدفعه أي معاوية إلى الطاعة وفي سهل صفين التقى الجيشان ولم يتمكن أي من الجيشين حسم المعركة ثم نشبت المعركة الحاسمة التي كاد أن ينتصر علياً فيها إلا أن معاوية بعد إشارة من عمرو بن العاص لجأ لرفع المصاحف على أمل أن يكف علياً عن القتال ويقبل بكتاب الله حكماً ... وقد قبل علياً بالتحكيم


يرى أوجست مللر (أن خدعة رفع المصاحف تعد من أفظع المهازل التي عرفها التاريخ البشري وأوخمها عاقبة لما أدت إليه من إراقة الدماء بين المسلمين) وهنا ثارالبعض على ذلك حيث رأوا أن الفصل في موضوع خلافة الرسول لا يصح أن يوكل للبشر قائلين "لا حكم إلا لله" ثم تركوا معسكر علي وساروا إلى قرية حروراء وأمروا على أنفسهم عبدالله بن وهب الراسي ... وجاء موعد التحكيم واختار علي أبا موسى الأشعري في حين اختار معاوية عمرو بن العاص ـ واجتمع الحكمان بدومة الجندل في عام37هـ / 658م وكانت الخدعة ... حيث اتفق المحكمان على خلع الاثنين (علياً ومعاوية ..بدأ الأشعري بخلع علياً ومعاوية وجعل الخلافة لعبدالله بن عمر ... وقام بن العاص بخلع عليا وتثبيت معاوية .

هنا بدأت قصة الخوارج
عندما علم أصحاب ومريدي على نتيجة التحكيم وأن أهل الشام نادوا بمعاوية أميراً للمؤمنين حتى خرج عدداً منهم على علي وانضموا إلى الحرورية (نسبة إلى أهل "حروراء) فأطلق عليهم جميعاً اسم الخوارج ... فالخوارج أول فرقة سياسية ودينية ظهرت في الإسلام ويطلق عليها الفرقة الاعتقادية حيث أنها في الأصل حركة ثورية شغلت المفكرين وما زالت واختلف الكثيرون في تعريفهم ويرى الشهر ستاني في الملل والنحل ان الخارج هو " كل من خرج على الإمام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه سواء كان الخروج في أيام الصحابة على الأئمة الراشدين أو كان بعدهم على التابعين بإحسان والأئمة في كل زمان أما ابن حزم الأندلسي عرف الخارج بأنه كل أشبه الخارجين على الإمام على وشاركهم في آرائهم حيث قال "ومن وافق الخوارج من إنكار التحكيم وتكفير أصحاب الكبائر والقول بالخروج على أئمة الجور وأن أصحاب الكبائر مخلدون في النار ، وأن الإمامة جائزة في غير قريش فهو خارجي .
الأسباب السياسية التي أدت لخروج الخوارج :-
لم يكن الخوارج طلاب ملك ولكنهم كانوا أصحاب مبدأ وعقيدة وكانوا مثلاً أعلى في الدفاع عما يؤمنون به رغم أنهم كانوا متشددين في كثير من الأمور ... كانت العقيدة السياسية لدى الخوارج تقوم على أساس مبدأ تساوي المسلمين فيما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات لا فضل لفئة على فئة ولا قوم علي قوم ... وهذا المبدأ أصلاً يخضع لمقولة رسول الله (ص) كلكم لآدم وآدم من تراب ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى ) ومن منطلق ذلك المبدأ أقام الخوارج فكرهم في أصول الحكم وهو أن الخلافة حق من حقوق المسلمين (هي حق يتساوى فيه العربي وغير العربي ويحق للحر والعبد طالما كان طالب الخلافة مستوفياً للشروط الموضوعة لتبوأ المنصب ).. لقد خرجوا نتيجة النزاع حول الخلافة فهم يرون أن معاوية لا تتوافر فيه الشروط اللازمة لكي يكون خليفة وثاروا على علي لأنه لم يحارب معاوية بصفته مغتصب للخلافة وأنه خدع علياً (يلاحظ أنهم كانوا موافقين على مبدأ التحكيم وتملصوا عنه بعد خدعة عمرو بن العاص ) .
كان الخوارج أشد بغضاً لمعاوية منهم لعلي وعلى الرغم الهزائم المتكررة التي حاقت بهم فلم تلن لهم قناه وامتدت ثوراتهم على الدولة الأموية وكان ذلك من أسباب سقوطها .
لقد استقر لدى الخوارج أن الخلافة ليست من حق قريش وحدها بل هي حق للمسلمين على اختلاف أعراقهم وألوانهم ... المعيار الوحيد أن يكون الخليفة مستوفياً للشروط التي وضعوها والخليفة الذي يحيد عن الطريق المستقيم وجب عزله وبعضهم كان يرى أن الخلافة ليست من الضروريات وأنها غير واجبة شرعاً ويمكن الاستغناء عنها باعتبارها مبنية على معاملات الناس .
كان الفكر السياسي للخوارج يؤكد على أن الخليفة يجب أن يكون عادلاً وأي حكم بغير عدل يسقط عن الخليفة العصمة والحق في البقاء في الحكم ... ولا يجوز في نظرهم أن يفرض الخليفة على الرعية طاعته من خلال القهر ... وإذا فعل ذلك يكون مخلاً ومعانداً لأمر الله .
لقد كان الخوارج ثواراً مقاومين للجور والظلم واستخفاف الحكام بالرعية والحكم المطلق ... كانوا ثورة في مواجهة تسلط الخلفاء ... كانوا مساندين وداعمين لكل مستضعف في الأرض .
إن الفكر السياسي للخوارج إذا قيس بالفكر السياسي في العصر الحديث يتساوى مع فكرة حق المواطن في الاختبار بدءاً من اختيار ممثليه في المجالس النيابية والمحلية حتى رئاسة الجمهورية ... وكان الخوارج بفكرهم رافضين تماماً للحكم الوراثي على اعتبار أنه حكم يمر مباشرة من السلف للخلف دون أن تتوافر في الوريث أي مقومات لتبوأ سدة الحكم ... بعض الفقهاء يرى أن من يعارض نظام الحكم في بلدة خارج عن الجماعة بل أن منهم من يكفر المعارضين تقرباً للحكام حتى وهم على خطأ .. أليس ذلك مخالفاً للمقولة الخالدة لرسول الله (ص) "خير الجهاد كلمة حق في وجه سلطان جائر) .
كان الخوارج عاشقين للحرية ... لم يكن يدور بخلدهم مطلقاً الخروج على الشرعية القائمة على العدل والمساواة ... ولكن كان خروجهم على الذين سلبوا الحكم بدون أن يكونوا مؤهلين لذلك ... ثم ورثوه بدون وجه حق ... إن من الأهمية بمكان أن يبدأ الباحثون قراءة الفكر السياسي للخوارج بموضوعية ... فلم يكن الخوارج الفئة الخارجة عن الدين والملة بل كانوا أصحاب قضية ما زالت مطروحة للدراسة والتأمل .
المصادر
- تاريخ الفلسفة العربية حنا الناخوري ، د. خليل الحجر _ دار الجبل بيروت .
- الدولة والحكم في الإسلام د. حسين فوزي النجار .



#محمد_نبيل_الشيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنمية الاقتصادية في الدول النامية ووسائل تمويلها
- العولمة والأزمة الاقتصادية العالمية
- اردوغان شافيزمسلما
- قراءة في فكر جان جاك روسو الفيلسوف والسياسي
- العالم الثالث والتقدم إلى الامام
- قراءة في العدوان على غزة
- الفرص التصديرية وكيف يمكن تقديرها
- امتنا بين الملهاة والمأساة
- اشكالية الدين عند مونتسكيو وفولتير
- الظلم أحد مظاهر القهر الاجتماعى
- الحرية عند ستيوارت ميل
- رؤية للمشكلة السودانية بين تحديات الابقاء علي الوحدة في مواج ...
- الاغتراب في العالم العربي
- رؤية للمشكلة السودانية تحديات الابقاء علي الوحدة في مواجهة ق ...
- التفاوض فى مجالات الاتفاقيات التجارية المفهوم والدوافع والعو ...
- أهمية خلق مشروعات صغيرة ومتوسطة فى الريف
- محنة لغتنا الجميلة
- حرية التجارة وتحرير التجارة والازمة المالية
- ميكيافللي هل مازال حيا؟
- الابداع في العالم العربي شهيد الانظمة الحاكمة


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد نبيل الشيمي - قراءة في الفكر السياسي للخوارج