الآثار النفسية للحروب (1)

عادل ندا

الحوار المتمدن-العدد: 2531 - 2009 / 1 / 19 - 07:36
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

تنشر الحروب ثقافة الخوف والقلق والفرار مما قد يعطل الأجيال التي تعاصر الحرب عن التواصل مع الحياة بشكل جيد وقد يمتد التأثير لبقية حياتهم.
فى الحروب يعانى المعتدى نفسيا، أكثر من المعتدى عليه. يعانى صاحب الحق المظلوم أقل مما يعانى الظالم. هكذا تقول بعض الدراسات. وربما يرجع ذلك الى أن القوى، هو الذى يحصل على العناية والرفاهية أكثر قبل الحرب. كما أن الأكثر قوة يحصل على إهتمام أكثر وفرصة أكبر للدخول فى الدراسة، بعد الحرب. الغنى القوى يحصل على إهتمام أكثر من الفقير الضعيف، يشمل القوى أكثر فى الإحصائيات. وربما يرجع السبب الى أن الضعيف لا يؤنبه ضميره، كما تحفذه نفسيا قوة الرغبة الداخلية فى الإنتقام. إضافة الى أن ميكانيزمات الدفاع التى تدافع عن تماسك الذات الفردية تكون أكثر وأقوى لدى الضعفاء البسطاء. ولا يجب أن نهمل درجة الترابط الإجتماعى وقيام المحيطين بالمساندة النفسية وبلعب أدوار الأشخاص المفقودين فى الحرب لسبب أو لآخر، ومساعدة المعوقين.
وتقول دراسات أخرى أنه حتى ولو كانت الآثار النفسية لدى الضعفاء، الواقع عليهم القهر، أقل إلا أنهم لا يحصلون فى العادة على الدعم المحترف الصحيح. ذلك لأن الدعم المحترف الصحيح من المتخصصين مكلف.
الدعم المحترف الصحيح لا يحتاج إلا الى أشخاص مهتمون بالمساندة الفعلية وفهم ديناميكيات وميكانيزمات الأزمة النفسية. كما يمكن إستخدام القليل من المهدئات ولكن بحرص. كل الأزمات النفسية سببها القلق والتوتر (وليم جلاسر)
يقول ريزر:Reiser "يقوم مخ الإنسان بتخزين بعض الخبرات والصور ثم يعيد تكاملها لاحقا وربطها مع مشاعره، فتظهر فى الأحلام."
الخبرات والصور إما أن تكون إيجابية أو سلبية أو ربما متعادلة. وعلى هذا فالأحلام إما أن تكون سعيدة أو كوابيس أو تنسى. وكلما مالت المدخلات الى الإيجابية مالت المخرجات الى الإيجابية. فمثلا سماع موسيقى جميلة أو النظر الى لوحات جميلة أو الى الطبيعة الجميلة وأصوات العصافير وغيرها كلها مدخلات.

تعالج الأحلام المزعجة حديثا بناءا على نظرية سليجمان و يللين (نظرية بناء الحلم)، بطريقة إعادة تنظيم الحلم. تنقسم الطريقة الى مكونين. الأول: معادلة الشحنة المشاعرية بتعديل الإرتباطات الشرطية. فالقلق الذى تحدثه مكونات الحلم تحول الى إرتخاء وعدم إكتراث. الطريقة البسيطة المستخدمة هى إعادة تمثيل الحلم. والثانى: بتعديل المنبهات البصرية الثانوية المصاحبة للكابوس. ويتم ذلك أثناء التمثيل المتكرر وذلك أيضا عن طريق تغيير بعض مكونات الحلم وإدخال مكونات إيجابية.

Treatment of recurrent nightmares by the dream reorganization approach
Palace EM, Johnston C.
Department of Psychology, University of British Columbia, Vancouver, Canada.
وتقول الكاتب: أ. داليا الشيمي: الآثار النفسية يصنفها الدليل التشخيصي الإحصائي تحت عنوان أثار ما بعد الصدمة وتختلف من بلد لأخر ومن طبيعة حرب لأخرى. و تأخذ أشكالاً متعددة، ودرجات مختلفة من الشدة، وتتراوح من الإحساس بالإحباط، والقلق، إلى الاكتئاب وأشكال أخرى من العصاب، وقد تصاب وظائف عقلية كالذاكرة أو التركيز أو الإدراك لدى الفرد. وها هى بعض الأعراض

1- الفزع الليلي.
2- المعاناة من القلق والشعور بعدم الراحة .
3- الفوبيا أو الخوف المرضى من الأصوات أو الظلام أو ...
4- الانتكاسة في بعض المهارات التي تم اكتسابها، فيظهر التبول اللا إرادي بعد ضبطه في فترة سابقة.
5- ظهور بعض الاضطرابات السلوكية مثل قضم الأظافر، والكذب، و....
6- ظهور مشكلات في الكلام كالتلعثم أو الفقدان الوظيفي للكلام .
7- اضطرابات الأكل.
بالنسبة لغزة لا يجب أن نقلق كثيرا. فشعب فلسطين شعب من الجبابرة. شعب منتصر رغم شدة العدوان. شعب يتحدى أكبر قوة عسكرية فى المنطقة ومدعومة من القوة الأولى فى العالم ويصمد وينتصر. المعركة لم تنتهى ولن تنتهى إلا بإنتهاء الكيان الصهيونى.

#عادل_ندا (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل