أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ياسر العدل - ضجيج الضعفاء














المزيد.....

ضجيج الضعفاء


ياسر العدل

الحوار المتمدن-العدد: 2525 - 2009 / 1 / 13 - 04:51
المحور: الصحافة والاعلام
    


مع الحرب الدائرة على غزة، يتعرض مئات وألوف من البشر للإبادة على الهوية، ويبقى خارج دائرة الصراع ملايين من البشر منكفئون على حياتهم لا يشعرون بالكارثة الإنسانية، ربما تقض مضاجعهم أخبار الحروب ويرون فيها مثيرا للغبار على طريقتهم فى الحياة، هكذا تهيج تلك الجموع فيتململون ببعض الهتاف والشجب والتأييد والابتسام ومصمصة الشفاه.

كثير من العاطفيين ينادون جزافا بالسلام الصامت بين المتحاربين، والسلام الصامت دعوة للمخاطرة، مخاطرة التسليم بالأمر الواقع، فالسلام الصامت لا يفرق بين الجلاد والضحية، قليل من العقلاء هم المنادون بالتعايش السلمى الفاعل بين البشر، ذلك بأن التعايش السلمى نمط حياة يثير التحدى بين متنافسين، ولا يبقى أمام الضعفاء غير الرهان على وجودهم يستجدونه فى ساحات الحروب، تترصد أجسادهم آلات حرب جائعة، وتشوه أرواحهم سياسات حكام جائرين.

مع كل الكوارث تصنعها الحروب فى بلادنا يطرح سؤال، ما هو دور مؤسسات المجتمع المدني لمساندة الأصوات المطالبة بمحاكمة القادة العسكريين كمجرمي حرب؟ يتسابقون على جعل المدنيين دروعا بشرية تحمى طموحاتهم فى القتل والتدمير.

جزء رئيس من إجابتى أننى من المتشائمين، لا أرى مستقبلا مضيئا بالحضارة لقومنا، وأشعر بالرضى لتشاؤمى هنا، فالمتشائم عاقل يحصر فكرة فى أشياء بذاتها، صحيح انه يصاب باهتزاز فى الرؤى، يعطى الأحجام على غير حجم، لكنه يرى ضخامة أصل الداء ويراقب عن كثب فعل الدواء.

أصل الداء فى ظلام مستقبلنا، أننا أناس نحيا فى منطقة جغرافية، حوالى 40% من أهلنا يعيشون دون خط الفقر ولا يعرفون القراءة أو الكتابة، أهلنا فقراء خاوية معداتهم، يهدرون حياتهم بحثا عن لقمة وهدمة تكفى يوم غد، وأكثر من 90% من أهلنا يعيشون دون خط الكرامة، يأخذون الحكمة من كتب صفراء ومواثيق ضعف وأقوال موتورين بالفخر والسلطة، أهلنا يبحثون عن حكمة اليوم بين الحجاب والنقاب والثعبان الأقرع والإله المتجسد فى إنسان بسيط، الحكمة عندنا نتجرعها فى كئوس تخرق نواميس العقل وفواتح التقدم بمعجزات وأساطير تلقى بنا فى أتون الخدر واستمراء الهزائم ، حكامنا ليسوا أكثر من شواهد على كل تخلفنا.

واقعنا الحضارى لا يرصد لدينا مؤسسات مجتمع مدنى فاعلة، وتعريف وجود الأسماء لدينا وجود قاتل، فالمؤسسات الناجحة بناء علمى ونحن أسطوريون، والمجتمع وحدة من جماعات تتعايش على مصالح مشتركة، ومجتمعاتنا فرق وأشتات تتحين الفرص للانفلات من عبئ الجماعة، والمدنى تعنى مدنية المجتمع وديمقراطية الحكم، ونحن مجتمعات بدائية تعيش على دين ملوكها وترهات رؤسائها.

هكذا يصبح مستقبلنا قرينا بقدرتنا على تجرع مر الدواء، دواؤنا خلطة من أساطير جديدة تزرع فينا حب الحياة من جديد، وتملأ أدمغتنا بعقول جديدة تصنع معجزة بقائنا تحت الشمس.

الداء قاتل فستقبلنا مهدد، والدواء مر فنحن بحاجة إلى ثورات، وما بين الدواء وفعل الشفاء سنوات وسنوات قبل أن يصبح لدينا مؤسسات مجتمع مدنى، تضم قوما أحرار الفكر معداتهم مليئة بكد يدهم بغير منة أو استجداء، يرغبون فى تقدم الجميع ويشاركون فى صناعة الرأى، مؤسسات غنية ماديا وفكريا تناطح دكتاتورية السلطان والملك والرئيس، مؤسسات قومية لا تعمل مأجورة عند حكامنا فتحافظ على وجاهتهم، ولا تنتظر إعانات مأجورة من أغراب يطمعون فى وجودنا.

آه يا لسفسطتى، نسيت الإجابة الواضحة على السؤال المطروح عن دور المؤسسات المدنية فى حل أزماتنا المعاصرة، الإجابة الواضحة أن الواقع الحالى لمؤسسات المجتمع المدنى فى بلادنا واقع مريض لا يعطيها القدرة على فعل ايجابى ومؤثر لصالحنا، ذلك بأنها مؤسسات تحمل أسماء فقط وتتنازع هويتها بطبيعة تمويلها، هويتها تدور ما بين دعم لدكتاتورية حكامنا ليسحلوا أجسادنا أو الترحيب بأعدائنا ليجزوا رقابنا.





#ياسر_العدل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقنة شفافية
- حلم بالمحبة
- لازم نشوف مصر
- النفاق لا يحصد حرية
- قيادات . . بالمراسلة!!
- شٌرًابة الخُرج
- بحوثنا العلمية واللغات الأجنبية
- علاج أهل الجامعة
- ديمقراطية . . النّت !!
- حديث منزلى
- لصوص فى التعليم
- العدد فى السكان
- النشاط الثقافى فى الجامعات . .!!
- فلوسنا الورق !!
- إغتيال الوطن . .!!
- فقهاء السلطان الجائر
- كهنة الرأى العام
- إنهم يستحقون المساءلة
- عذاب أعيادنا!!
- عن التعليم المفتوح


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ياسر العدل - ضجيج الضعفاء