أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - تاج السر عثمان - التركيب الطبقي والاجتماعي لفترة المهدية في السودان(1885- 1898م)















المزيد.....

التركيب الطبقي والاجتماعي لفترة المهدية في السودان(1885- 1898م)


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 2524 - 2009 / 1 / 12 - 06:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


عرفت فترة المهدية - شأنها في ذلك شأن تكوينات ما قبل الرأسمالية السابقة التي درسناها ( النوبة ، الفونج ، الفور ، الحكم التركي – المصري ) – التفاوت الطبقي أو التفاوت في توزيع الثروة أو التباين الاجتماعي ، وهذا التباين ناشئ من طبيعة المجتمع الزراعي الرعوى التجاري نفسه الذي عرف ظهور الفئات الغنية من الرأسمالية التجارية ، وكما أشرنا في دراسات سابقة أن التشكيلة الاجتماعية للمهدية – كتشكيلة سابقة للرأسمالية – لاينطبق عليها بشكل دقيق الحديث عن طبقات اجتماعية بالمفهوم الذي تحدث عنه ماركس ولينين وبوخارين ولوكاتش .. الخ ، ذلك المفهوم الذي يربط الطبقة الاجتماعية بالدور في الانتاج والوعي الطبقي ، كما أضاف علماء الاجتماع غير الماركسيين معايير أخرى كملت وعمقت ذلك المفهوم الماركسي الذ كان من المنجزات الهامة في علم الاجتماع .
وهذا المفهوم ظهر وتبلور بعد الثورة الصناعية في أوربا وبعد انتصار نمط الانتاج الرأسمالي ، وبالتالى يبدو لى أنه لايجوز الحديث عن طبقات اجتماعية بمعنى ( طبقة البروليتاريا أو البورجوازية أو البورجوازية الصغيرة .. الخ ) في فترة المهدية كتشيكلة سابقة للرأسمالية ، رغم أن فترة المهدية شهدت وعرفت بذور نمط الانتاج الرأسمالي من اقتصاد السلعة –النقد وبروز الشكل الجنيني للعمل المأجور . وترجع جذور اقتصاد السلعة – النقد الى عهد الفونج والذي تطور بشكل أوسع في فترة الحكم التركي – المصري وخاصة بعد ادخال المحاصيل النقدية ( القطن ، النيلة ، القصب ، السكر ، الصمغ ، .. الخ ) ، ونتج عن ذلك ارتباط السودان بالسوق الرأسمالي العالمي أو بالتجارة العالمية ، وفوق هذا الواقع ورغم عزلة المهدية بشكل جزئي عن السوق العالمي ومحاصرتها تجاريا على النطاق العالمى .. الا أن الرأسمالية التجارية واصلت نموها وازدهارها واستمرت التجارة مع الغالم الخارجي وان كانت بشكل أقل من فترة الحكم التركي .. وبالتالي تغلبت المصاتلح المادية والتجارة على الحواجز الايولوجية ..
ولكن يبدو لى أنه يجوز الحديث عن تفاوت اجتماعي أو مراتب اجتماعية أو تفاوت طبقي في فترة المهدية ، ويمكن تحديد التركيب الطبقي للمجتمع في المهدية على النحو التالى : -
1 – الحكام والامراء والمشايخ ، 2 – التجار ، 3 – الفئات الوسطى ( الكتبة ، القضاء ، الفقهاء .. ) ، 4 – الحرفيون ، 5 – الطبقة العاملة 6 – المزارعون والرعاة ، 7 – الجيش ، 8 – الرقيق .
1 – الحكام والامراء والمشايخ :
وتشمل هذه الفئة الحكام : الخليفة وحكام الأقاليم ( العمال ) وكبار موظفي الدولة من عسكريين ومدنيين وأمراء ، كما تشمل زعماء ومشايخ القبائل ، اضافة للفئات العليا والمميزة من زعماء وكبار قبيلة التعايشة والخلفاء والملازمين والجهادية .. وقد جمع هؤلاء بين السلطة والثروة من مواقعهم ومناصبهم تلك ومن حيازتهم للاراضي التي تمت غنيمتها ، وعلى سبيل المثال : منحت اطيان ولد الفحل بجزيرة الحلفايا للامير عبدالله صابون وهناك عدة سواقي ومساحات شاسعة من أراضي بيت المال اعطيت للانصار بمنطقة دنقلا ودار الشايقية ..
مثال آخر ، طين أحمد باشا بالكاملين التي صادرها المهدى بحكم أنه من املاك الترك واعطاها الى الطيب نور الدائم ..
ويبدو أن العطاء بهذا الوجه كان كثيرا وقد تضايق ابراهيم عدلان أمين بيت المال من كثرة المستفيدين منه فقيده في حدود من يحملون أوامر مكتوبة بها من المهدى أو الخليفة .. كما نسمع عن عزل واعتاحمد سليمان ( اول امين لبيت المال ) بتهمة الثراء ولذلك تم تفتيش منزله ووجد به – حسب رواية اهرولدر – خمسة الاف من الذهب الصافي . ويمكن أن نلاحظ التفاوت الكبير في المرتبات الشهرية فقد كان على سبيل المثال مرتب أمين بيت المال 50 ريالا ، ومرتب قاضي الاسلام 40 ريالا ، بينما كان مرتب الجندى الانصارى يساوى خمسة قروش – نصف ريال – ( قداتل : 175 ) .
أما مرتبات الملازمين والجهادية فكانت احسن حالا بل أن الاهتمام بهم كان يتير احيانا حفيظة الفئات الاجتماعية الأخرى .. فقد بلغ ما صرف على الملازمين خلال عام واحد حوالى خمسة وستون الف ريال واربعون اردب ذرة .. ولكن هذه الكمية انخفضت كثيرا مع تدهور أوضاع الدولة المهدية حتي بلغت مثلا عام 1898 مجرد الف وستمائة اردب ( نفسه : 175 – 176 ) .
2 – التجار :
اتسعت الرأسمالية التجارية في فترة المهدية ، وبالتالى زاد أفراد هذه الفئة ، وهذه الفئة التي ازداد ثراؤها لها علائق وارتباطات بالحكام بينما تقلص نفوذ التجار الجانب والتجار المعارضين للمهدية .. وقد أصبح كثيرا من البقارة تجارا اثرياء ومن أصحاب الريالات اللامعة كما تشير وثائق المهدية كما أشارت الوثائق ايضا عن أهل الثروة والاقتدار .
وظهر ذلك الثراء في وجود ثروات طائلة لدى بعض التجدار فمثلا بلغت تبرعات تجار بربر في عام واحد خمسة وسبعون ألف ريال وحمسة عشر ألف اردب ذرة ، ودفع أحد التجار غرامة بلغت ستة الآف ريال وآخر خمسة الاف ريال ، وعندما صادر الخليفة أموال التاجر عمر كشة بلغت قيمتها في المرة الاولى والثانية ثلاثون ثلاثون الف ريال على التوالى ( المرجع السابق ، ص 106 ) .
هذا وقد حقق التجار ارباحا في مجاعة سنة 1306 ه عندما ارتفعت اسعار الذرة وغيره من الاسعار بشكل جنوني .. كما بلغت الاموال التي تمت مصادرتها من الياس امبرير 1761 ريالا وتفيدنا وثائق المهدية بمعلومات كثيرة عن ثراء التجار فمثلا بلغ ايجار مصنع الصابون الذي كان يؤجره بعض التجار في شهر محرم 1315 ه 1701 ريال .. اذا كان هذا هو الايجار ، فيمكن تصور الأرباح الكبيرة التي كان يحققها هؤلاء التجار من ادارة هذا المصنع .. كما تفيدنا الوثائق ايضا عن مشاريع الحكومة الأخرى التي كانت تؤجرها للتجار مثل مشارع امدرمان ( 4 مشارع ) التى كان يبلغ ايجارها السنوى 13,500 ريال كان يدفعها سنويا هؤلاء التجار – حاصل جمع الايجار السنوى لاربعة مشارع – ( نفسه : 156 ) .
3 – الفئات الوسطى :
وتشمل هذه الفئة متوسطي موظفي الدولة من الكتبة والقضاء والعاملين في جمع الزكوات وغيرها .. وكانت مرتبات تلك الفئة تتراوح بين عشرة وعشرون ريالا ، كما كان الكاتب يتقاضي ثمانية ريالات ( قدال : 175 ) . وكان الكتاب يتقاضون المرتبات نقدا وعينا حسب النظام الذي اتبع في المهدية وكان المرتب النقدي يدفع على أساس المرتبة أو الفئة التي ينتمي اليها الكاتب في حخين كان يدفع المرتب العيني على أساس أفراد العائلة ، وبالنسبة الى ذلك ، فان المرتب النقدي هو الذي يمكن أن يدلنا على موضع الكتاب ومكانتهم بالنسبة الى الفئات الاخرى وعلى سبيل المثال أورد د . ابوسليم كشف مرتبات دنقلا عن محرم سنة 1313 ه الذي يوضح أن حامد البدوى كاتب يونس الدكيم قد تقاضي عن هذا الشهر 35 ريالا وأن كلا من مساعديه قد تقاضي 10 ريالات ، وذلك في حين تقاضي وكيل بيت المال 20 ريالا وأمين الشونة 15 ريالا وكل من أمين المبيوعات وأمين النقود وأمين الزكوات 7,5 ريالا .
أما في طوكر ، فان كاتب اول بيت المال كان يتقاضي 10 ريالات من جماد أول سنة 1306 ه ثم عدلها الأمناء في شوال الى 15 ريالا ، ولكاتب الثاني كان يتقاضي 6 والثالث 5 ثم عدلها الأمناء من شوال الى 8 ريالات ، وفي الوقت نفسه كان عثمان يتقاضي 40 ريالا ، وكاتب الادارة 6 ريالات ، ونائب الشرع 10 ريالات والترجمان 5 ريالات ..
أن هذه المرتبات توضح أن كتاب الامراء الذين كانوا يتولون التحرير كانوا يتقاضون مرتبات عالية ، وفي ذلك دلالة على أهميتهم البالغة ومكانتهم العالية ، وبالطبع
، فان هذا يعطينا صورة لمركز كتاب الديوان العام في امدرمان ( ابو سليم : الحركة الفكرية ، 1970 ، ص 87 – 88 ) .
ولكن عموما ، فان هذه الشريحة كانت محدودة وقليلة العدد .
4 – الحرفيون :
اتسعت هذه الفئة بشكل كبير في تلك الفترة ، وبنظرة عامة الى اماكن وساحات الحرفيين في سوق امدرمان في تلك الفترة ، نجد أنها كانت تتكون من الحدادين ، الصاغة ( صناعة الذهب والفضة ) ، الدباغون ( دباغة الجلود ) ، النجارين ، الحلاقين ، صانعي الصفائح ، صانعي الأحذية ( الاسكافيون ) ، صانعي سروج الخيل والحمير ، هذا اضافة للحرفيين العاملين في الصناعات الأخرى مثل صناعة الفخار ( الأزيار ) وصناعة الغزل والنسيج ، وصناعة المراكب والسواقي وكمائن الطوب .. الخ .
5 – الطبقة العاملة :
كما أشرنا في دراسة سابقة عن التاريخ الاجتماعي لفترة الحكم التركي ، أن هذه الفئة ظهرت بشكل جنيني في تلك الفترة ، وكانت تعمل في الصناعات الحديثة التي أدخلها الأتراك في السودان مثل صناعة الذخيرة والبارود والصابون وصناعة النيلة وحلج القطن وفي ترسانة الخرطوم ( برادين ، حدادين ، نجارين ، ... ) . وتميزت هذه الفئة بأنها كانت تعمل بأجر وتسكن المدن وتتفاوت اجورها حسب وضعها في العملية الانتاجية ، ولكن يجب الا نبالغ في عددها فقد كانت ضئيلة جدا ومحدودة العدد ، ونسجلها من باب ظهور البذور الاولى لهذه الطبقة التي تعمل بأجر ، واذا اضفنا اليها صغار الكتبة وأمناء المخازن ، يمكن أن نتحدث عن بذور فئة العاملين بأجر في فترة المهدية . وتظهر لنا وثائق المهدية أن الدولة استطاعت تشغيل بعض المصانع نثل مصنع الذخيرة وترسانة الخرطوم للبواخر النيلية ، كما أنشأت مصنعا للصابون في امدرمان ومدني .. وكان العمال في هذه المصانع يتقاضون اجورا متفاوتة حيث يتقاضي رئيس العمال خمسة وعشرون ريالا ، وتتدرج الفئات حتى تصل سبعة ريالات للبراد والخراط ، وكان لعمال مصنع الذخيرة ( ورشة الظروف ) فئات اعلى نسبيا من الفئات الاخرى ، ربما لأن عملهم يحتاج لدراسة فنية ( قدال : 175 ) . ويبدو أن مرتبات العمال التابعين لبيت المال لم تكن تصرف في مواعيدها فقد تشكى رئيس الترسانة لأمين بيت المال قائلا ( ان الأخوان خدما الترسانة تشكو حصول الاحتياج لهم ، من قصدهم القوت الضروري ، ولهذا نحرر هذا الكشف بصرفيتهم المعتاد ( نفسه : 175 ) . ويبدو أن المقصود بالقوت الضروري هو المرتب أو المرتبات ، واذا صح ذلك ، يمكن القول أن المرتبات كانت تحدد على أساس القوت الضروري ، وهذا تعريف دقيق ورد في وثائق المهدية وهو ما يعادل القوت الضروري الذي يجعل العامل يبقي على حياته لمواصلة العمل والانتاج أو يجدد قوة عمله .. كما نلاحظ أن تركيب هذه الفئة المهني كان متفاوتا ، اذ كان وسطها فنيون ومهنيون يتقاضون اجورا اعلى نسبيا مثل رؤساء العمال والبرادين والخراطين وعمال الذخيرة ..
6 – المزارعون والرعاة :
أ – المزارعون :
ويتفاوت تركيب هذه الفئة ، ويمكن تصنيفها الى فقراء ومتوسطين وأغنياء . وتقدم لنا وثائق المهدية تصنيفا لهذه الفئة تم تحديده على أساس مقدار الانتاج الضروري ( قوت العام ) والانتاج الفائض الذي يجب أخذ الزكاة في لحظة اصدار المنشور .
يقول منشور المهدي الذي حدد نصاب زكاة الحبوب والنصاب الذي يجب الاخراج فيه خمسة اوسق والوسق ستين صاعا ففيه العشر ان سقي بالمطر وبالبحر دون فعل فاعل ، وفيما سقي بالساقية والدواليب نصف العشر .. ) .
واذا جاز لنا الاعتماد على هذا المنشور ، فيمكن تحديد فئة فقراء المزارعين الذين ينتجون فقط ( مؤونة عام ) أو أقل ولايجب أخذ الزكاة منهم ، أى ينتجون أقل من خمسة أوسق أو ستمائة صاعا ، وهؤلاء اما يعملون في اراضيهم الخاصة أو يعملون في اراضي الدولة أو اراضي الملاك .
أما فئة متوسطي المزارعين فهم الذين ينتجون اكثر من ستمائة صاعا وتؤخذ منهم الزكاة مع الأخذ في الاعتبار أنهم ، اما يعملون في املاكهم الخاصة أو املاك الدولة أو كبار الملاك .
أما اغنياء المزارعين أو كبار الملاك فهم الذين يمتلكون الأراضي ( ملكية خاصة ) ويؤجرونها للمزارعين مقابل خراج أو ( تكندي ) ، أى لايعملون ، ولكن يعيشون على التكندى ، ومن أعمالهم التجارية الأخري ..
ب – الرعاة :
ويمكن تصنيفهم الى ثلاثة فئات : فقراء ومتوسطين وأغنياء . واذا جاز لنا الأخذ بمنشور المهدي الذي حدد أنصبة الزكاة من ملاك الابل والغنم والبقر .. فيمكن تحديدهم كالآتي :
1 – الابل : ويكون فقراء الرعاة هم الذين يملك الفرد منهم أقل من خمسة ، وبالتالى لاتؤخذ منهم الزكاة ..
ويكون متوسطي الرعاة هم الين يملك الفرد منهم ما بين خمسة الى مائة وعشرين ، وتؤخذ منهم الزكاة بدرجات متفاوتة حسب الفئات التي حددها المنشور ( منشور المهدي : الآثار الكاملة ج4 ، ص 108 ) .
ويكون أثرياء الابالة ( رعاة الابل ) هم الذين يملك الفرد منهم اكثر من أربعين ..
2 – البقارة ( رعاة البقر ) : وتصنف هذه الفئة على النحو التالى :
- فقراء الرعاة الذين يملك الفرد منهم أقل من ثلاثين بقرة ولذا لاتؤخذ منهم زكاة .
- متوسطي الرعاة : وهم الذين يملك الفرد منهم ما بين ثلاثين وأربعين بقرة وتؤخذ منهم الزكاة حسب ما حدد المنشور في كل ثلاثين يبيعة وفي كل اربعين حسنة .
أما اثرياء البقارة فهم الذين يملك الفرد منهم اكثر من اربع بقرات ويتفاوتون في درجة الثراء حسب تفاوت الملكية ..
ج – رعاة الغنم :
ويصنف المنشور هذه الفئة على النحو التالى :
- فقراء الرعاة وهم الذين يملك الفرد منهم اقل من اربعين وبالتاى لاتؤخذ منم زكاة .
- متوسطى الرعاة وهم الذين يملك الفرد منهم ما بين اربعين الى اربعمائة شاة وتؤخذ منهم الزكاة حسب الفئات التى حددها المنشور
- اغنياء الرعاة : وهم الذين يملك الفرد منهم اكثر من اربعمائة ..
7 – الجيش :
ويتكون من المراتب القيادية التالية : رأس الميه – المقدم – الجهادى – الملازمين – الانصارى أو الجندى ..
وكانت المرتبات تتفاوت على النحو التالى :
رأس الميه – خمسة ريالات وأردب ذرة في الشهر .
المقدم - ريال وثلث اردب في الشهر .
الجهاى - عشرة قروش وثمن اردب ذرة في الشهر .
الحندى الانصارى - خمسة قروش ( د . قدال : 176 ) .
أما زوجات الجنود واطفالهم فلم يحسبوا في تموينه الشهرى في بادئ الأمر ولكنهم ادرجوا مؤخرا فصرف للزوجة ربع ريال وربع اردب ذرة ، واضيفت نسبة ضئيلة للاطفال ، لهذا اصبح على كل ( رأس ميه ) أن يقدم قائمة بأسماء رجاله وزوجاتهم واطفالهم كل شهر لبيت المال حتى يتم الصرف على أساسها ، ولعل ضعف الدخل الشهرى للاسرة هو الذي دفع النساء للعمل في السوق واحيانا كان الحنود يهربون من الديم ويستمر الصرف لهم بينما كانوا يقومون بأعمال اخرى . ( نفسه : 176 ) .
8 – الرقيق :
استمر نظام الرق في المهدية ، وبالتلى كانت هناك طبقة الرقيق ، وان كان كبضاعة قل تداوله ، وكان من وظائف الرقيق انه كان يستعمل احيانا كعملة : يستبدل بضائع أو يباع لكسوة الجهادية أو لسد حاجة المقاتلين وازالة ( ضرورات الانصار ) .
وأغلب الرقيق كان يعمل في الزراعة والرعى والاعمال المنزلية مثل : الطحن ، حمل الماء ، وتتخذ النساء الصغيرات كسرارى ، وكان الرقيق يعمل وفقا لعلاقات الانتاج العبودية .
وحاصل القول ، أن التفاوت الطبقي كان واضحا في انماط الاستهلاك المستوردة الي كانت في سوق امدرمان وغيره والتي كانت تستهلكها الفئات الغنية والمتوسطة مثل اقمشة الدبلان ، المرمر ، الكرب ، الزراق ، التيتل ، والحرير الى كان يستعملها التجار والفئات المترفة .
ومن المأكولات مثل الارز والشاى والقمردين والسكر ، ومن العطور مثل : الصندلية والعطور الجافة ، وبعض المواد التى تستعمل في تحضير العطور المنزلية مثل المحلى والكركم . وبعض الكماليات مثل كراسي الخشب ، فناجين القهوة ، كبابي الشاى ، معالق المعدن والصابون ..
أما الفئات الفقيرة والمتوسطة فقد كانت تلبس الدمور والدبلان ، وتستهلك الاطعمة المحلية ولم تعرف أنماط الاستهلاك الجديدة مثل : الشاى والسكر والصابون والقهوة وفناجين القهوة وكبابي الشاى ... الخ
هكذا نصل الى أن فترة المهدية عرفت التفاوت الاجتماعي والتمايز الطبقي ، رغم شعارات العدالة الاجتماعية التى رفعت في بداية الثورة .





















#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفهوم المادي للتاريخ ودراسة المجتمع السوداني
- تعقيب علي د. حيدر ابراهيم علي
- في الذكري الرابعة لتوقيع اتقافية نيفاشا
- التركيب الاجتماعي لفترة النوبة المسيحية في السودان(500م- 150 ...
- قضايا ومشاكل العمل القيادي في وثائق الحزب الشيوعي السوداني
- ضرورة تقويم تجربة مشاركة التجمع في السلطة التشريعية والتنفيذ ...
- تطور الحزب الشيوعي السوداني الفكري والسياسي بعد انقلاب 22/يو ...
- تعقيب علي د. مجدي الجزولي حول مقاله بعنوان:نحو مناقشة (شيوعي ...
- المنطلقات الفكرية والنظرية لاسم الحزب
- تطور أشكال التنظيم في السودان
- موقع الماركسية في خريطة الفكر السوداني
- تهنئة بالعيد السابع لانطلاق موقع الحوار المتمدن
- تكوينات ما قبل الرأسمالية في السودان(2) (السلطنة الزرقاء نمو ...
- الماركسية ومفهوم الحل التلقائي لقضية المرأة
- الأزمة المالية: نقطة تحول حرجة في عصر امبريالية العولمة
- مصادر تاريخ الحزب الشيوعي السوداني
- الحزب الشيوعي السوداني وقضية المرأة(3)
- الحزب الشيوعي السوداني وقضية المرأة(2)
- الحزب الشيوعي السوداني وقضية المرأة(1)
- اتفاقية نيفاشا : الحصاد ومسار التنفيذ


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - تاج السر عثمان - التركيب الطبقي والاجتماعي لفترة المهدية في السودان(1885- 1898م)