أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - فادي البابلي - - أوراق كتبت في السجن -














المزيد.....

- أوراق كتبت في السجن -


فادي البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 2523 - 2009 / 1 / 11 - 09:17
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    



نعم هي أوراق كتبت في السجن لكن عن طريق الذاكرة..
ذاكرة الإنسان الذي عاش حياته متغربا خارج حدود الوطن..
الذي كان له الأم و الأب..
كان له الصديق والرفيق ولغة الحياة التي بدئت حينما تفتحت عيناي..
كم هي حزينة الأيام التي فيها أنا اخلد على ارض محدودة..
كم هي قاسية تلك الأيام التي تجلدني خلف القضبان قضبان ليست من حديد..
بل من دموع..دموع من كانوا هنا ومن ماتوا هنا..والقليل منهم خرج..
من كان هنا..قد كتب على جدار السجن...مظلوم أنا والظالم هناك في الخارج..
يأكل ويشرب من دمي ولحمي..هناك حيث النور السماوي هناك حيث الهواء..
لازلت اذكر كيف كنت أصلي وأنا مغمض العين لا أرى سوى نور الله الذي كان يكلمني..
ويقول لي ستخرج نعم ستخرج...
لكن الشك كان يدخل قلبي..فانا لست بكامل والكمال لله فقط..
كنت اشك من ما قاله لي السجناء انك لن تخرج انك ستموت نعم ستموت كما مات من كان قبلك..
فقضيتك وقضيتهم متشابه جدا..فحاكموهم و اخلوا سبيلهم إلى الرفيق الأعلى..
مر اليوم الأول وأنا على الباب أترقب أي خبر يأتي أو أي شيء يكون لي فيه طرف..
ساعة ساعتان على وجودي..يوم كامل ولا احد أو خبرا عن من هم معي...
وكأننا في صحراء ليس هناك من يمر أو من يعيش....
تعايشنا تألفنا أنا ومن كانوا معي في السجن...
شكينا لبعضنا همومنا واخبرنا عن قضايانا الواحد للأخر..
وكيف جئنا ولما جئنا ومن أين نحن....فمرة نضحك ومرة أخرى نبكي...
مرة نشيل الحزن من هذا و أخرى من ذاك....وأنا في قلبي أشيل حزني..
وأسال نفسي هل يا ترى سأخرج أم يا ترى سيخرجون كلوهم وأبقى أنا هنا..
ألاف التساؤلات سالت نفسي..في كل ليلة وأنا سهران لا يزور النوم عيني..
وهناك من بعيد أسال نفسي عن عائلتي التي لم تعرف عني شيئا..
فماذا هم يفعلون..!!
ماذا هم يفكرون بماذا يا ترى عني يعلمون.....
وكيف ومن سيخبرهم..؟؟
وماذا سيحصل بهم لو علموا باني مسجون وهم نائمون....
غدر النوم عيني و توغل إلى جفوني....لأنهض على الأيام التي تمشي..
وكأنها سلحفاة..!!
عشرة أيام وكأنها سنين سنين طويلة لا تكاد تنتهي....
نعم أفقت على اسمي على شخص ينادي..قوم وانهض فقد حانت المحاكمة هيا..
ونهضت وأنا أطالع في وجه الذين معي...فرأيت منهم من يبكي و منهم من يبتسم..
وهو يخفي ما وراء الابتسامة اللعينة التي تخفي حقدا وتشفي من الذي سيحصل بي..
نعم وقفت أمام القاضي فقال لي يا ولدي....هل أنت بريء أم مذنب....
والجمهور ينادي مذنب مذنب مذنب!!!!!!
لم يبقى لدى القاضي ما يقول سوى أن يقرع بمطرقته هدوء!!!!!!!
فسكت الجميع...ونطق القاضي أنت يا بني حسب الأوراق والقانون مذنب...
فقلت له يا حضرة القاضي ما هي تهمتي....فقال " أنت لاجئ "
نعم قالها وكأنه يقول باني قد قتلت شخصا و أزهقت دما.....
يحاكمونني و يسوقونني إلى السجن لأني هربت من وطني الذي يقتل الناس فيه..
يسجنني لأني حاولت أن امشي كما يفعل باقي الناس في الشوارع...
لكنهم أوقفوني و حبسوني و وجهوا لي التهم..
وكأنني قاتل.. مجرم.. سفاح...

هذه قصتي بين يديكم حاولوا أن تقرؤها بكل تمعن...
و أجيبوني إن كنت مذنبا.... وحاكموني كيف ما شئتم

لاجئ امشي شوارع الأرض
والقلب يترنح سكرانا
فلا حبيبتي تواسيني
ولا وطننا بعد وطني ما بين الأوطانَ


" أوراق كتبت في السجن "
" فادي البابلي "



#فادي_البابلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - صرخة الى مجهول -
- - علكة تحت الطاولة -
- - حقوق الانسان -ما بين التطبيق..والنسيان


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - فادي البابلي - - أوراق كتبت في السجن -