أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبد الرزاق عيد - ورثة الجد (سليمان أسد) ... يجددون وثيقة اعتبار إسرائيل قوة حضارة وسلام ...!















المزيد.....

ورثة الجد (سليمان أسد) ... يجددون وثيقة اعتبار إسرائيل قوة حضارة وسلام ...!


عبد الرزاق عيد

الحوار المتمدن-العدد: 2510 - 2008 / 12 / 29 - 09:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لماذا يصالح النظام السوري الجنرال عون ولايصالح الأخوان المسلمين ؟ (1)
قرأت بعض المساهمات لكتاب سوريين منهم الإخواني ، ومنهم القريب المحسوب على الخط الأخواني ، تطرح هذا السؤال الذي يستغرب إقدام النظام السوري على المصالحة مع عون ورفضه للمصالحة مع الأخوان المسلمين ، ولأني أقدرهم وأعزهم فلا أريد لحواري أن يبدو وكأنه مساجلة مع أحد منهم ، فلهم كل الشكر لأنهم اجتهدوا حتى ولو اختلفنا معهم في الاجتهاد!
الأطروحة الصديقة للأخوان أعلنت عدم ترحيبها بعون في سوريا ، وتساءلت كيف يصبح عون (قاتل السوريين ) - كما وصفته قناة ( الجزيرة) - صديقا لسوريا ، في حين تصف الاذاعة الرسمية هذه الزيارة بأن "استقباله كان استقبالا شعبيا حافلا .... !؟ " ثم يعبر الصديق الأخواني عن اعتراضه على هذا الاستقبال بأن عون لم يعتذر عن جرائمه ، ثم يعزز اطروحته هذه بالايحاء بأن حافظ الأسد ما كان ليوافق على هذه الزيارة لو كان على قيد الحياة ، وعلى هذا فإن الكاتب يعلن تعاطفه المشاعري مع حافظ أسد –رغم قضائه في سجونه ما يناهز رقم العشرات- إذ يعبر عن خشيته على أسد من التململ في قبره " ...
ثم يتحدث الصديق الأخواني عن " دعوة تلقيتها " من رئيس قسم الأحزاب في الأمن العسكري الذي عبر له عن اعتدال علي البيانوني وجماعته ، فيبادره للدعوة لمباشرة المصالحة معهم ...
ويعزز شهادة المخابرات العسكرية الايجابية بشهادة الاستاذ حسن عبد العظيم الايجابية بوطنية واخلاص الأخوان ، وكأن الأخوان كانت تنقصهم هذه الشهادة التي راحت تترجم في لغة السلطة بأنها تعادل الموقف الايجابي المؤيد للنظام ، وهذا ما قصده الأخ حسن بالوطنية ... وكأنه يكفل تحسن سلوك الأخوان في التعاطف والتأييد للسلطة كما تفعل الأحزاب الأخوانية العربية بالتوافق مع الأحزاب القومية من ربع أهل وعشيرة الأخ حسن في دعم بشار والوقوف خلفه ضد الاستعمار ، وذلك لأننا لا نعرف في المعارضة السورية ثمة أحدا مشكوك في وطنيته سوى النظام ذاته ، وذلك بغض النظر عن الوثيقة الصادرة أخيرا التي وقع عليها سليمان الوحش (الأسد) جد أسد الداعية إلى بقاء الانتداب الفرنسي ، بل بسبب تهوسه الشعاري بالشعارات الوطنية والقومية إلى الدرجة التي تسمح باستنباط أن ثمة مشكلة بينهم وبين الوطنية تجبر عالم الباطن على الإفاضة بعقده إلى عالم الظاهر لإقناع الذات قبل الآخر ، بأن الوطنية ليست سوى ترداد كلمة الوطنية ، حيث بازدياد درجة تردادها والهتاف والتصفيق لها وفق المعتقدات الميثولوجية يشخصنها ويجسدها حضوريا ، حيث ذكر الشيء يأتي به إلى عالم الحضور .
ذلك هو الأساس الباطني الغريزي للعقل المثنوي المنتج لثنائيات (القول / الفعل) حيث يعتقد أن كل قول هو فعل وكل فعل يمكن أن ينجز بالقول فحسب ، وفق موروث العقل البدائي السحري الذي ينتج العالم في تعزيمات اللغة وتهويماتها الطقسية ، وهذا ما يفسر هذه الوقاحة الظاهرية المعلنة لباطنية محشوة بالكذب على العالم والشعب والعرب أجمعين بمنتهى الحماس والجدية الصادقة في كذبها الأشر ، ومن ثم هيمنة خطاب (الابتزاز والمزاودة ) بطريقة فلاحية رعاعية غبية ساذجة لا علاقة لها بعالم السوق التجاري الحديث ومنظومة قيم السوق القائمة على المزاودات والابتزازات والتسويق للسوق التجارية المدنية والمدينية ، إذ أن قيم السوق التي أنتجتها القوى الماسكة بالمال والسياسة والدولة بمثابتها مجموعة عصابات ، ما كان لها أن تنتج منظومتها القانونية الحامية والضابطة للعلاقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية فيما يخدم دورها المهيمن فيها ، إلا بهذا الشكل من إشاعة العنف السافر بوحشيته البدائية في تدمير البنية الحقوقية والقانونية والقضائية المدينية في سوريا .
هذه المقاربة في الحفر عن جذور تشكل منظومة (المزاودة) بوصفها خاصا ثقافيا سوريا عن باقي المحيط العربي والتي كانت أولى نتائجه هزيمة حزيران 1967 ، كان هذا الخاص نتاج طبع ايديولوجيا البعث بالموروث الثقافي الباطني لأسد هزيمة حزيران ، بعد أن تشخصن الحزب بشخصيته العسكرية الريفية المتوسطة التعليم العديمة العمق والشفافية ، وما كان لها أن تستمر وتفرض نفسها على الجميع إلا لأن أن ربع أهل الوريث لأبيه والوريث لقيم عشيرته الأقربين : (ابن حافظ أسد وجده) يتفردون عن العرب أجمعين في التوقيع على وثيقة تقر بالدور الإسرائيلي في حمل الحضارة والسلام لمنطقتنا، ، فسليمان الأسد هو من الموقعين على الوثيقة الداعية إلى رفض فرنسا "الغاء حالة الانتداب" على سوريا ، وتناشد فرنسا ببقائها وبإقامة دولة للعلويين على غرار الدولة الاسرائيلية التي تعبر عنها الوثيقة بتعاطف شديد ..."حيث أعلن المسلمون ضد اليهود الحرب المقدسة –حسب ما ورد في الوثيقة- ا ولم يترددوا في أن يذبحوا أطفالهم ونساءهم ....رغم ما قدمه اليهود الطيبون إلى العرب المسلمين من الحضارة والسلام ... ! " حسب تعبير الوثيقة .
ويضيف الأخ القريب من الخط الأخواني أنه إذا ما تمت هذه المصالحة " ستصبح سوريا بألف خير يعم بها البركة والخير والاستقرار ... " هذه المطالعة تعكس حسا اسلاميا وطنيا هو أقرب الى روح (طيبوبة) الدعاة منه الى روح رجال السياسة ، وقد نتقبل هذه النزعة السلمية الداعية الى التسامح والغفران (المسيحي) الذي يبلغ حد التضامن مع حافظ أسد في قبره ، إذ يشفق عليه من التململ في القبر ، ولا نظن أنفسنا إلا ومختلفين مع أخينا الداعية المتسامح ، حيث لا نعتقد أبدا بأن الطغاة يمكن لقبورهم أن تكون روضة من رياض الجنة كي يتاح لهم أن يتململوا في قبورهم ، بل لا يمكن إلا وأن تكون قطعة من جحيم جهنم وبئس المصير، هذا الجحيم-مع ذلك- لا نظنه سيكون أشد وطأة من جحيم تدمر الذي أذاقه حافظ أسد للآلاف من أبناء شعبه ، من حيث ( فانتازيا كابوسية القتل والإبادة والتعذيب والرعب ) الذي يصبح معه الشنق أمنية السجناء الذين يعيشون كل لحظة تحت ضغط رعب أن تسحق ( بلوكة ) اسمنتية رؤوسسهم من قبل زبانية التعذيب وهم يتراهنون ضاحكين جزلين على من هو الأكثر مهارة في قدرتهم على سحق رأس السجين بضربة واحدة لا تتكرر ، أو أن تنهال عصي برؤوس مدببة ملتفة بالمسامير الحديدية على رؤوسهم فجأة وبدون إنذار أو سبب ، كما كان يحدث يوميا في تدمر كمقبلات تمهيدية على طريق حفلات الشنق الجماعي التي تباهى بعض حثالات المدن بتنفيذها من مثل (مصطفى طلاس) ، ومدى إخلاصهم في خدماتهم التي قدموها لقادتهم من رعاع الريف وكبيرهم (رع رب أرباب الإبادة وسفح الدماء ....!
وربما يكون مفهوما من وجهة النظر الأخ الداعية أن يعتقد بأن شهادة حسن عبد العظيم صادرة عن ذات نفسه وليست بضوء أخضر ، بل وحتى لوكانت بضوء أخضر فلا بأس إذا كانت السلطة تريد أن ترسل هذه الرسائل ، ولكن السؤال لماذا هذا الضوء الأخضر في هذه اللحظة بالذات ، وهل يترافق مع تدابير –الحد الأدنى- خلق أجواء الثقة بين السلطة وعدوها المجتمع ، سيما وأن محاكمات الإسلاميين لا تزال تجري على أساس القانون 49 الذي يعدم الإسلامي لمجرد الإيمان بالفكر وليس العمل الحزبي ، لا نظن أن ثمة اجراءات لخلق الثقة إلا اللهم ما اعتدناه من فتح أقنية سرية هنا وهناك مع هذا الكادر المعارض (إسلاميين كانوا أم علمانيين) وذلك كما دأبت السلطة الأمنية الطائفية منذ أربعين عاما على ممارسته لشق صفوف المعارضة .
كان يمكن لنا أن ننظر إلى آراء الصديق الأخواني – كما قلنا – بوصفها تمثل قطاعا من التدين الشعبي الوطني الإصلاحي الداعي إلى الوئام الوطني بدون سياسة أو تسييس أو حزبية أو تحزب، لو لا أنها نشرت في (أخبار الشرق) الجريدة الالكترونية الناطقة باسم الاخوان المسلمين كحزب سياسي ، سيما وأن أخبار الشرق تلتزم خطة تقشف صارم أشبه بـ الصرامة المتزمتة لـ " الصحافة السوفييتية الملتزمة " ، أيام زمن الاتحاد السوفييتي ، فلا مزاح ولا دعابة ولا أدب ولافلسفة ولا فن ولا سخرية أو هجاء أوغيرها من قطوف النثرالعربي الشامخ ، مما يضيق هامش التمييز والتميز مع الآخر المختلف والمغاير عن خطها وبرنامجها ، مما يبدو لنا أنها دعوة إخوانية للمصالحة .
هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فقد بدا لنا هذا المقال ذا النوايا الحسنة الطيبة تتعزز توجهاته ورؤاه من قبل كاتب اخواني محترف في السياسة والكتابة المسؤولة والنابهة، إذ يواصل طرح هذا السؤال ، وقد نشرهذا التساؤل في مقال صدر -أيضا-عن ( أخبار الشرق) ، إذ يواصل المنحى ذاته للمقال التعاطفي لصديق الأخوان ، حيث يطرح التساؤل ذاته حول عدم مدّ بشار الأسد يده لأبناء الوطن بينما يمدها لمن هب ودب ... فالسوريون أولى من الجنرال عون في أن يمد بشار إليهم يده ... والصلح مع السوريين أولى وأهون من الصلح مع الجنرال عون ... لكن هذه المقدمات التي تستبطن الرغبة في الحوار مع النظام انطلاقا من أن " السوريين أولى من الجنرال عون في مد يده لأبناء وطنه " من خلال المقارنة بين ما أنزلته مدافع عون في الجيش السوري ، بينما أبناء الوطن لم يفعلوا ذلك مع الجيش ....
هذه الرغبات أو الأمنيات في المصالحة سرعان ما تتبدى عن تشاؤم كامل من ممكنات تحقيقها : تارة باسم أن الشاب الوريث لو قبلها فإن من حوله من ( أباطرة الفساد ) لن يقبلوا ، وأن الولد الوريث محكوم بأجندة أبيه القائمة على : إذا لم تحكم العائلة ، فإنها لن تكون بمأمن عن انتقام السوريين ... وعلى هذا -فعلى حد تعبير الأب- لا خيار أمام البلاد سوى : " بشار أو الدمار " ، أما العائق الآخر أمام حوار النظام مع شعبه وفق الخطاب الإخواني المسؤول: فهو حظوة الأسد عند واشنطن لأنه استطاع أن يكسر شوكة الإسلاميين في سوريا مالم يفعله غيره من الحكام ، ومن ثم أمانة الإبن في تنفيذ وصية أبيه في أن يكون الى جانب واشنطن حيث تقف... بالإضافة إلى تواطؤ الأب مع اسرائيل في الانسحاب من الجولان ، وذلك استمرارا لنهج أبيه سليمان الوحش (الأسد) الذي وقع على وثيقة دعوة الفرنسيين إلى استمرار الاستعمار الفرنسي لجبال العلويين ، حيث تغدو هذه الواقعة بمثابة ايحاء غير مباشر إلى توفر بيئة ثقافية تؤسس لتشكيل موروث عائلي أقلوي واهي الصلة بكيان سوريا الطبيعي فيما هي عليه اليوم ، مما يشكل مناخا ثقافيا وسياسيا –واعيا أو لاواعيا- قابلا للتفريط بالحق الوطني للحفاظ على السلطة تحت ضغط الهواجس الأقلوية فيما يسمى الخوف من الأكثرية كما عبرت وثيقة استعطاف فرنسا على الاستمرار بالانتداب...
لينتهي الخطاب إلى نتائج قاطعة بأن هذا النظام عدو للشعب السوري وغير قابل للحوار والصلح ، لكن ما يدعو للاستغراب أن مقال الكاتب الأخواني المسؤول يضع عامل عدم إعارة أذن صاغية لطلب حسن عبد العظيم رئيس حزب الاتحاد الاشتراكي بأن يمد النظام يده للإخوان المسلمين ويصطلح معهم ، بين عوامل الحكم عليه بعدائه للشعب ، إن ما يدعو للاستغراب هو وضع هذا السبب إلى جانب أسباب سياسية كبرى ، لا أظن أن النظام في وارد أخذها بعين الاعتبار سيما إذا علمنا أن الأخ حسن عبد العظيم حوكم ويحاكم –ولا أعرف إن كانت المحاكمة مستمرة- من أجل –مجرد- حمله لمنشور سياسي ناطق باسم التجمع الوطني الديموقراطي الذي يفترض أنه رئيسه والذي من المفترض أنه يدخل تحت بند قانون (غض النظر عن وجوده ) ..... !؟
وعلى هذا فلا نظن أن النظام الذي يعامل معارضته على هذه الدرجة من الاستعلاء والتجاهل والاستصغار، يمكن أن ينصت إلى نصائحها في الدعوة إلى الحوار والمصالحة ، وهي التي تقبل لنفسها –في الآن ذاته من خلال المؤتمرات القومية- دور السير تحت راية قائد الصمود والممانعة والهتاف له، وعلى هذا فإن أي دعوة للمصالحة مع هكذا عصابات لن تكون أكثر من " استجداء الجلاوزة العفو والتوبة " ، حيث هذه الدعوات لن تزيدهم الا كيدا وعدوانا ونكالا .
وذلك هو بيت القصيد من مداخلتنا هذه ، وهي أن المعركة السياسية في سوريا هي معركة أخلاقية بالدرجة الأولى ، وهي تعني أول ما تعني " أن لا نهن في معركتنا ولا نرضى بالدنية في سبيل حريتنا " إذ أن المعركة هي بين أخلاقنا وأخلاقهم ، وليس بين ميزان قوانا وميزانهم ، وذلك لأنه في حقيقة الأمر ليست سوريا ساحة للسياسة وللصراع السياسي السلمي لقوى المجتمع المدني الذي هو سلمي بالضرورة تعريفا كما نتطلع كمعارضة ، فقد توقفت عن أن تكون ساحة للسياسة منذ أن احتلها العسكر ، بل منذ احتكار السلطة للمجتمع والشارع مع الوحدة السورية المصرية ، فقد تحولت وظيفة الساحات إلى أداء أدوار تأييد وتمجيد السلطة والحاكم ، وإذا كانت الساحة قد أممها الزعيم في المرة الأولى حيث تتبدى –مع عبد الناصر- كزعامة حقيقة ولكنها ستكون مأساوية ، حيث ( قتل السياسة ) ، لكن تكرارها لاحقا – مع مقلدي النموذج الناصري- ستؤدي لأن يكون صراعا زائفا وملفقا مما سيفضي به لأن يكون مسخرة ملهاوية ، حيث ( تحقير وتتفيه السياسة) .
إن إفراغ المجتمع من مجتمعيته ، والسياسة من سياسيتها ، والقيم من أخلاقيتها ، لايبقى لنا ما نستند إليه على الأرض سوى القيم لانقاذ خصائصها الوطنية من حالة الافساد والتدمير الممنهج لها :
فالرؤية والممارسة (الأقلوية الباطنية) القائمة على التعارض بين المعلن والمضمر ، أي على الإستقواء بالخارج للتوازن مع الداخل (باطنيا) : إن كان من خلال وثيقة سليمان الوحش للاستقواء بفرنسا سابقا ، أو الإستقواء بأمريكا واسرائيل اليوم ، كل ذلك يتم (باطنيا : تقية ) على الأرض ، لكن تحت (ظاهر الشعارات) المتشددة باسم ممانعة ومصارعة الاستعمار والامبريالية حيث تزج النخب السياسية والثقافية الوطنية بالمعتقلات والسجون تحت هذه الشعارات (الظاهرة) ، وتواصل حوارها مع اسرائيل وتتوسل أمريكا (باطنا) لرعاية الصلح مع اسرائيل حتى غدا التوسل والمناشدة لأمريكا علنا، كل ذلك باسم الصمود والتصدي والممانعة ، دون أي استشعار بالتناقض ، لأن ذلك من صلب العقيدة المذهبية الأسدية التي صبغ بها أيديولوجيا حزب البعث ... حيث ينبغي على المعارضة السورية الديموقراطية أن لاتجر لهذه المصيدة ، مصيدة أيديولوجيا السلطة الأسدية الطائفية التي أضيفت إلى ايديولوجيا البعث ، وهي القائمة على ( عدم التناقض مذهبيا بين الباطن والظاهر)، فتتورط الأحزاب السورية المعارضة في لعبة شعارات المزاودة والتفخيخ اللغوي عبر تفخيمه الخارجي الظاهري واستخذائه الداخلي الباطني عبرالممارسة والفعل أي الباطن والظاهر سيما وأن اقتراب ساعة استحقاق إتاوات التاريخ أصبحت على الأبواب من خلال قيام محكمة قتلة الرئيس الحريري ، ولذلك بدأ الباطن يتكشف على سطح الظهر من خلال إسراع كبير المتهمين بهذه الجريمة إلى الإعلان عن الاستعداد على التفاوض المباشر مع إسرائيل ما كان الأب يعتبره نهاية لعبة النظام (بين الباطن والظاهر) التي طالما حاول تجنبها بقيادته الطائفية لسوريا ، وقد آن الأوان لأن يتجرعها الورثة والأبناء والأحفاد بإعلانهم عن أنهم ورثة (سليمان الأسد) الذي يرى في إسرائيل قوة حضارة وسلام ضد عدوانية وشراسة الأكثرية الإسلامية المدينية والمدنية .



#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام السوري : من طائفية (الأسد) الأب الباطنية إلى طائفية ا ...
- النظام الأمني الأقلوي في سوريا يسعى للمماهاة بينه وبين طائفت ...
- أسافل سوريا يحاكمون فضلاءها (2)
- أسافل سوريا يحاكمون فضلاءها (1)
- حول طائفية النظام في سوريا!
- حزب الله- بين ولاية الفقيه الإيراني ووصاية الرفيق البعثي ولد ...
- حزب الله بين ولاية الفقيه الإيراني ووصاية الرفيق البعثي 2من ...
- حزب الله بين ولاية الفقيه الإيراني ووصاية الرفيق البعثي 1 من ...
- قومنة الدين -ثيوقراطيا- في ايران
- المثقف العربي و-وطنية- ولاية ملالي إيران1 من 3
- حزب الله : بين خامنئي وابن جبرين
- هل مآل الحلم القومي العربي اليقظة على كابوس طهران آيات الله ...
- باغتيال سمير قصير اغتيل منبر النهار كمنبر للمثقفين السوريين
- الخطاب الاعلامي السوري - الدعوة إلى حقوق التساوي مع اسرائيل ...
- التوقيع الشفوي: تقرير علني للأمن السياسي
- اليبان الانقلاب - حول بيان الاخوان المسلمين ضد الإساءة إلى ش ...
- هزمهم حيا وهزمهم شهيدا
- اطلقوا الرصاص على ماضيكم الأسود لكي لا يطلق المستقبل عليكم ا ...
- رسالة إلى الأخوة في حزب الله: دعوة إلى المقايضة: هل تبادلون؟
- سوريا : البحث عن دولة ومجتمع ! ؟


المزيد.....




- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبد الرزاق عيد - ورثة الجد (سليمان أسد) ... يجددون وثيقة اعتبار إسرائيل قوة حضارة وسلام ...!